وقيل معنى الطهور شطر الإيمان: أن الله يضاعف الأجر فيه مضاعفةً، تنتهي إلى نصف مضاعفة أجر الإيمان. وهذا المعنى لا يعجبني أيضاً؛ لأنه دعوى بلا برهان، وقول على الشرع بغير علم. وقيل المعنى: أن الطهارة لا تصح إلا مع الإيمان؛ فلما توقفت على الإيمان أصبحت الطهارة شطراً، والإيمان شطراً. وهذا المعنى ليس سديداً عندي؛ لأن جميع أعمال الديانة لا تحاش منها شيئاً: لا تصح إلا مع الإيمان، ولم يرد نص بأن كل عمل من أعمال الديانة يسمى شطر الإيمان. المراد بالإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم : "الطهور شطر الإيمان" - ملك الجواب. وقيل المراد بالإيمان الصلاة لقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [سورة البقرة/ 143]؛ ولما كانت الصلاة لا تصح إلا بالطهارة، وكانت الصلاة تسمى إيماناً، صح أن الطهارة شطر، وأن الصلاة شطر. وهذا المعنى أيضاً لا يعجبني؛ لأن تفسير الإيمان بالصلاة تفسير بالمجاز، ولا يجوز الحمل على المجاز إلا ببرهان. ثم إن هناك شروطاً للصلاة غير الطهارة، لا تصح الصلاة إلا بها، ولم تسم هذه الشروط شطر الإيمان. والذي صح عندي -بعون الله- بعد طول التأمل: أن الطهارة وسيلة للعبادة، ومن الممكن أن يباشر المكلف العبادة بدون طهارة رياءً وسمعة، وتقيةً؛ ولن يؤدي المكلف عبادته بطهارة متقنة إلا وهو صادق الإيمان، مخلص النية لله سبحانه؛ ولهذا أصبحت الطهارة بشروطها أمانةً عند العبد لها حكم أعمال القلوب، والإيمان من أعمال القلوب؛ فكانت الطهارة شطراً من الإيمان: أي جزءاً منه.
معني الطهور شطر الايمان للاطفال
شاهد أيضًا: دعا له النبي صلى الله علية وسلم بقوة الحفظ فاصبح لا ينسى حديثاً سمعه من النبي علية السلام هو
شرح حديث الطهور شطر الايمان
في هذه الفقرةِ سيتمُّ بيانُ شرحِ الحديثِ الشريفِ كاملًا، وفيما يأتي ذلك: [2]
الطهورُ: هو الفعلُ الذي يترتبُ عليه رفعُ الحدثِ عن الإنسانِ. شطرُ الإيمانِ: نصفُ الإيمانِ؛ وذلك لأنَّ الإيمانَ تخلٍ وتحلٍ، فأمَّا التخلي فيكون عن البعدِ عن الشركِ بالله، وقيل أنَّ الطهورَ للصلاةِ نصفُ الإيمانِ؛ إذ أنَّ الصلاةَ إيمانٌ، والثلاةُ لا تتمُّ إلا بالطهارةِ. والحمدلله تملأ الميزان: أي أنَ وصفَ الله -عزَّ وجلَّ- بالمحامدِ، تملأ ميزان أعمالِ العبدِ. معنى الطهور شطر الايمان – المحيط. وسبحان الله والحمدلله تملآن ما بين السماواتِ والأرضِ: أي أنَّ الجمع بين الحمدِ والتسبيح تملآنِ ما بينَ السماواتِ والأرض؛ وذلك لعظمها عند الله، ولاشتمال هذينِ الذكرينِ على على تنزيه الله عن كلِّ نقصٍ، وإثباتَ الكمالِ له. والصلاة نور: أي أنَّ الصلاةَ، والتي تعرف بأنَّها أفعالٌ وأقوالٌ مخصوصةٌ تبدأ بالتكبيرِ وتنتهي بالتسليمِ، نورٌ؛ وذلك لأنَّها تنهى عن الفحشاء والمنكرِ، وتهدي المسلمَ إلى سواء السبيلِ. والصدقة برهانٌ: أي أنَّ الصدقةَ بأنواعها، دليلٌ وبرهانٌ على صدقِ العبدِ وقوةِ يقينه.
وقد أوضحت في حلقة سابقة أن الشطر في لغة العرب يطلق إطلاقاً مستوياً على النصف والجزء. وخير وسيلة لفهم مراد الشرع: أن يفسر بلغة العرب على الوجه الأوضح دون تأويل. والوقفة الرابعة: عند قوله -صلى الله عليه وسلم-: (والحمد لله تملأ الميزان)؛ فهذا كناية عن عظم أجرها، ومضاعفته. وفي عرف الشرع أن الحسنات تثقل الموازين كما قال سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [سورة القارعة/ 6- 7]، وأن السيئات تخفف الميزان، {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [سورة القارعة/ 8- 9]. معني الطهور شطر الايمان اكمل الحديث. وإلى لقاء في الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى. والله المستعان.
وقفة تدبر مع آية من كتاب الله العزيز. د. حياة بنت سعيد با أخضر
يقول - تعالى - في سورة النور في معرض ذكره - سبحانه - لحادثة الإفك: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ( النور: 19). معنى الإشاعة: الانتشار. وشاع الحديث: إذا ظهر في العامة. معنى الفاحشة: الفاحشة مأخوذة من الفحش. ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشه في. يقول ابن فارس في كتابه المقاييس: الفاء ، والحاء ، والشين كلمة تدل على قُبح في شيء وشناعة. وقال ابن منظور في لسان العرب: الفحش والفحشاء: القبيح من القول والفعل ، وجمعهما الفواحش. والفحشاء: اسم الفاحشة ، والفاحش: ذو الفحش والخنا من قول أو فعل ، وكثيراً ما ترد الفاحشة بمعنى الزنا. وخلاصة ما سبق: أن الفاحشة: ما ينفر عنه الطبع السليم ، ويستنقضه العقل المستقيم. ولنا وقفات مع هذه الآية ، نستشعر من خلالها ما يجري في مجتمعنا المسلم من ظواهر تعين على انتشار الفاحشة. * الوقفة الأولى: تفسير الآية: يقول الشيخ السعدي - رحمه الله -: الفاحشة: أي الأمور الشنيعة المستعظمة ، فيحبون أن تشتهر الفاحشة: { فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(النور:19) أي موجع للقلب والبدن ؛ وذلك لغشه لإخوانه المسلمين ، ومحبة الشر لهم ، وجرأته على أعراضهم ؛ فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة واستحلاء ذلك بالقلب ؛ فكيف بما هو أعظم من ذلك من إظهاره ونقله ، وسواء كانت الفاحشة صادرة أم غير صادرة ؟ وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين ، وصيانة أعراضهم كما صان دماءهم وأموالهم.
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٩٣
هذه العقوبات المتوالية في الدنيا ، وما عند الله أعظم. * الوقفة السادسة: هناك مظاهر في مجتمعنا تعين على نشر الفاحشة بين أفرادنا ، وإن كان فاعلوها لم يقصدوا ذلك. وهي: بيع وشراء ولبس الحجاب المتبرج الذي يكشف أكثر مما يحجب ، فنجد المسلمة ، وقد لبست من الحجاب أنواعاً تغري الرجال ، وتوقعهم في زنا النظر المتكرر ، ومن ثم الكلام ، وقد تصل الأمور إلى ما هو ما أبعد من ذلك ، وهذه المسلمة تصر على إظهار مفاتنها أمام الجميع بلا حياء في كل مكان ؛ لما ترتدي الملابس الفاضحة في كل مناسبتها ؛ فهي تشجع غيرها على مجاراتها ، وتقليدها مسلكها ، وتثير في نفوس بعضهم مشاعر شاذة ، ونظرات خاصة لا يرضاها الله - تعالى -.
(1) تفسير الرازي من تفاسير الرأي ، وعليه
ملاحظات ، ولذا أُثِرَ عن بعض العلماء في التوعية منه أن فيه كل شيء إلا التفسير
وهي مبالغتة في القول ، إلا أنه لا يخلو من الفوائد لمزيد من الرأي حوله أنظر
(التفسير والمفسرون) للشيخ محمد حسين الذهبي ، - رحمه الله - البيان. (2) صحيح سنن ابن ماجه ، كتاب الفتن وقال
عنه الألباني - رحمه الله -: حديث حسن ، وذكره في سلسلة الأحاديث الصحيحة. (3) صحيح سنن ابن ماجه ، كتاب الفتن ،
وقال عنه الألباني - رحمه الله -: حديث صحيح.