حكم الخشوع في الصلاة | العلامة الشيخ د صالح الفوزان - YouTube
حكم الخشوع في الصلاه Pdf
السؤال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، أود أن أسأل عن حكم عدم الخشوع في
الصلاة برغم أنني أحاول التركيز والابتعاد عن الوساوس، ولكن لا استطيع
أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً. الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد:
فَيُسَنُّ للمصلي أن يخشع في كل صلاته بقلبه وبجوارحه؛ فالخشوع في
الصلاة مطلوب وهو لُبُّهَا، وصلاةٌ بلا خشوعٍ كجسدٍ بلا روحٍ، وقد
أجمع العُلماء على استحباب الخشوع والخضوع وغض البصر عما يلهي, وكراهة
الالتفات ورفع البصر إلى السماء. وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المؤمنين الخاشعين؛ فقال تعالى:
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:1]، والخشوع: هيئة
في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع كما قال الإمام
القرطبي. وقال قتادة: "الخشوع في القلب ، وهو الخوف وغض البصر في الصلاة، وقد
وردت نصوص كثيرة في الخشوع، منها: قوله تعالى: { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ
وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}. ومنها حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: " ما من مُسْلِمٍ يتوضأ
فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين يُقْبِلُ عليهما بقلبه ووجهه، إلا
وَجَبَت لَهُ الجَنَّة " (رواه مسلم).
حكم الخشوع في الصلاة
قال الإمام ابن القيم رحمهُ الله: وليس السهو عنها تركها، وإلا لم يكونوا مصلين، وإنما هو السهو عن واجبها: إما عن الوقت كما قال ابن مسعود وغيره، وإما عن الحضور والخشوع، والصواب أنهُ يعمّ النوعين؛ فإنه سبحانهُ أثبت لهم صلاة، ووصفهم بالسهو عنها، فهو السهو عن وقتها الواجب، أو عن إخلاصها وحضورها الواجب ؛ لذلك وصفهم، ولو كان السهو تركاً لما كان هناك رياء. لقد سئلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عن وسواس الرجل في صلاتهِ، وما حد المبطل للصلاة؟ وما حدّ المكروهُ منه، وهل يُباح منه شيء في الصلاة، وهل يعذب الرجل في شيء منهُ، وما حدّ الإخلاص في الصلاة، وقول بعض السلف: ليس لأحدكم من صلاتهِ إلا ما عقلَ منها؟ فأجاب وقال: الحمد لله، الوساوس نوعان: – لا يمنعُ ما يُؤمرُ به من تدبر الكلم الطيب، والعمل الصالح الذي في الصلاة، بل يكون بمنزلة الخواطر، فهذا لا يُبطل الصلاة، لكن من سلمت صلاتهُ منه فهو أفضلُ ممن لم تسلم منه صلاته، الأول شبه حال المقربين. – شبه حال المقتصدين. – وهو ما منع الفهم، وشهود القلب، بحيث يصيرُ الرجل غافلاً، فهذا لا ريب أنه يمنع الثواب ، كما روى أبو داود في سننهِ، عن عمار بن ياسر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إنذ إنّ الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلّا ثُلثها، إلا ربعها إلا خُمسها إلّا، حتى قال إلّا عُشرها" فأخبر عليه الصلاة والسلام أنه قد لا يكتب له منها إلا العشر.
حكم الخشوع في الصلاه عمرو خالد
ثالثاً: ما الذي يدلُ على وجوب الخشوع في الصلاة: إنّ الله تعالى ينصرف عن من التفت فيهل لغيرِ حاجةٍ؛ وذلك لحديث أبي ذر رضي الله عنها، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "لا يزالُ الله مُقبلاً على العبد في صلاتهِ، ما لم يلتفتُ، فإذا التفت انصرف عنهُ" وهذا لفظ أبي داود، ولفظ النسائي وأحمد: "لا يزالُ الله مُقبِلاً على العبد في صلاتهِ، ما لم يلتفتُ، فإذا صرفَ وجهَهُ انصرف عنهُ" رواه أبو داود. رابعاً: إنّ ما يدلُ على وجوب الخشوع أيضاً: حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه الطويل عن النبي عليه الصلاة والسلام وفيه ما يلي: "وإنَّ الله أمركم بالصَّلاة، فإذا صَلَّيتُم فلا تَلتَفِتوا؛ فإنَّ اللهَ يَنصُبُ وجهَه لوجهِ عبدِه في صلاتِه ما لم يَلتفِتْ". رواه الترمذي. أما لفظ أحمد كان: "وآمرُكم بالصلاة؛ فإنّ الله ينصبُ وجهه لوجهٍ عبدهُ مالم يلتفتُ، فإذا صليتم فلا تلتفتوا". خامساً: ويدلُ على وجوب الخشوع أيضاً حديث جابر بن سمرة رضي الله عنها قال: خرجَ علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: "ما لِي أراكُم رافِعِي أيديكم كأنَها أذنابُ حيلٍ شُمسٍ، اسكنوا في الصلاة". سادساً: أيضاً إنّ ما يدل على وجوب الخشوع في الصلاة قوله تعالى: "فويلٌ للمُصَلّينَ – الذينَ هُم عن صلاتِهم ساهون" الماعون:4-5.
وذهب بعض فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم إلى أن الخشوع من فرائض
الصلاة، ولكن لا تَبْطُلُ الصَّلاةُ بتركه؛ لأنه معفوٌ عنه، وقال
آخرون: إنه فرض تبطل الصلاة بتركه كسائر الفروض. وقال آخرون: إن
الخشوع شرطٌ لصحة الصلاة، لكنه في جزء منها وإن انتفى في الباقي،
والصحيح القول الأول وهو الذي دلَّ عليه الدليل. وأخيراً؛ نقول للسائل الكريم: جاهد نفسك، واستعن بالله تعالى، واصرف
عنك بحزم كل ما يوسوس لك به الشيطان ويلقيه على قلبك، واشتغل بأسباب
الخشوع،، والله أعلم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع الألوكة
[10]
روي عن أبي هريرة أن رسول الله قال:
النَّاس معادن كمعادن الفضَّة والذَّهب، خيارهم في الجاهليَّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنودٌ مجنَّدة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف [11]
- عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: ((لـمَّا أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في النَّاس في المؤلَّفة قلوبهم، ولم يعطِ الأنصار شيئًا، فكأنَّهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب النَّاس، فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضُلَّالًّا فهداكم الله بي، وكنتم متفرِّقين فألَّفكم الله بي ، وعالة فأغناكم الله بي؟.. )) إلى أخر الحديث. الف بين قلوبهم بذكر الله. [12]
وهذا مِن أكبر نعم الله في بعثة رسول الله ﷺ أن ألَّف به بين قوم قويت بينهم العصبيَّات، وينبغي أن يكون شأن المسلم هكذا، يؤلِّف بين المتفرِّقين ويأتلف حوله المحبون. مقولات وحِكَم عن الألفة [ عدل]
يقول السُّلمي:
وأصل التَّآلف هو بُغض الدُّنْيا والإعراض عنها، فهي التي توقع المخالفة بين الإخوان [13]
يقول ابن تيمية:
إنَّ السَّلف كانوا يختلفون في المسائل الفرعيَّة، مع بقاء الأُلْفَة والعصمة وصلاح ذات البين. [15]
يقول الأبشيهي:
التَّآلف سبب القوَّة، والقوَّة سبب التقوى ، والتَّقوى حصنٌ منيع وركن شديد، بها يُمْنَع الضَّيم، وتُنَال الرَّغائب، وتنجع المقاصد.
الف بين قلوبهم بذكر الله
[ ص: 46]
16257 - حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة ، عن بشير بن ثابت ، رجل من الأنصار: أنه قال في هذه الآية: ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) ، يعني: الأنصار
16258 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: ( وألف بين قلوبهم) ، على الهدى الذي بعثك به إليهم ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) ، بدينه الذي جمعهم عليه يعني الأوس والخزرج. 16259 - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ابن يمان ، عن إبراهيم الخوزي ، عن الوليد بن أبي مغيث ، عن مجاهد قال: إذا التقى المسلمان فتصافحا غفر لهما. قال قلت لمجاهد: بمصافحة يغفر لهما؟ فقال مجاهد: أما سمعته يقول: ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) ؟ فقال الوليد لمجاهد: أنت أعلم مني. الف بين قلوبهم لذكر الله. 16260 - حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير قال: حدثني الوليد ، عن أبي عمرو قال: حدثني عبدة بن أبي لبابة ، عن مجاهد ، ولقيته وأخذ بيدي فقال: إذا تراءى المتحابان في الله ، فأخذ أحدهما بيد صاحبه وضحك إليه ، تحاتت [ ص: 47] خطاياهما كما يتحات ورق الشجر. قال عبدة: فقلت له: إن هذا ليسير! قال: لا تقل ذلك ، فإن الله يقول: ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم)!
[7]
-وقال القرطبي في قوله تعالى: " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ " أي جمع بين قلوب الأوس والخزرج ، وكان تألُّف القلوب مع العصبيَّة الشَّديدة في العرب مِن آيات النَّبيِّ ﷺ ومعجزاته ؛ لأنَّ أحدهم كان يُلْطَم اللَّطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها. وكانوا أشدَّ خَلْق الله حميَّة ، فألَّف الله بالإيمان بينهم، حتى قاتل الرَّجل أباه وأخاه بسبب الدِّين. وقيل: أراد التَّأليف بين المهاجرين والأنصار. الف بين قلوبهم مرض. والمعنى متقارب. [8]
الألفة في السنة [ عدل]
قال المناوي في شرح قوله: "المؤمن يأْلَف" قال:
(لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه. وفي رواية: (إلْفٌ مَأْلُوفٌ). والإلْف هو اللَّازم للشَّيء، فالمؤمن يأْلَف الخير، وأهله ويألفونه بمناسبة الإيمان، قال الطِّيبي وقوله "المؤمن إلْفٌ " يحتمل كونه مصدرًا على سبيل المبالغة، كرجل عدل، أو اسم كان، أي: يكون مكان الأُلْفَة ومنتهاها، ومنه إنشاؤها وإليه مرجعها، "ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف" لضعف إيمانه، وعُسْر أخلاقه، وسوء طباعه. والأُلْفَة سببٌ للاعتصام بالله وبحبله، وبه يحصل الإجماع بين المسلمين وبضِدِّه تحصل الـنُّفْرة بينهم، وإنَّما تحصل الأُلْفَة بتوفيقٍ إلهي، ومِن التَّآلف: ترك المداعاة والاعتذار عند توهُّم شيء في النَّفس، وتَــرْك الجدال والمراء وكثرة المزاح).