"يا نساء النبي.... "أية كريمة وشرح مدلولاتها. - YouTube
- يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن
- يا نساء النبي الطبلاوي
- يا نساء النبي من يأت
- يا نساء النبي لستن
- يا نساء النبي من تأت بكن من فاحشة
- تفسير سورة الحجرات الآية 10 تفسير ابن كثير - القران للجميع
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحجرات - الآية 16
- ص206 - كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم ط العلمية - أما حديث ابن عباس - المكتبة الشاملة
- ص361 - كتاب تفسير ابن كثير ط العلمية - سورة الحجرات آية - المكتبة الشاملة
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن
وقال ابن كثير: { وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا} أي: في الجنة، فإنهن في منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أعلى عليين، فوق منازل جميع الخلائق، في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إلى العرش". السادسة: تفضيلهن على عموم النساء، وذلك من قول الله تعالى: { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء}(الأحزاب: 32)، قال البغوي في تفسيره: "قال ابن عباس رضي الله عنه: ليس قدركن عندي مثل قدْر غيركنّ من النساء الصالحات، أَنْتُنَّ أكرم عليَّ وثوابكُنَّ أَعْظم لَدَيَّ". يا نساء النبي لستن. الفضيلة السابعة: الاصطفاء الإلهي، قال الله تعالى: { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}(الأحزاب: 34)، قال ابن كثير: "أي: ذا لطف بكن، إذ جعلكن في البيوت التي تتلى فيها آياته والحكمة وهي السُنة، خبيراً بِكُنَّ إذ اختاركن لرسوله أزواجا".. وقال: "واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس، أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس"، وقال الزمخشري: "{ خَبِي رًا} أي: علم من يصلح لنبوته ومن يصلح لأن يكونوا أهل بيته". هذه بعض فضائل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تدل على اصطفاء الله لهن على سائر النساء، مما يستوجب على كل مسلم ومسلمة: حبهن وتوقيرهن ومعرفة فضلهن، ودراسة سيرتهن، وما كان لهن من دور في مؤازرة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته، وما كان لهن من دور بعد وفاته في حفظ مسائل الدين ونشرها بين الأمة، فإن هناك أموراً عديدة من هديه صلى الله عليه وسلم لا يمكن العلم بها إلا من طريق زوجاته رضي الله عنهن.
يا نساء النبي الطبلاوي
حرمة نساء النبي في القرآن
يا نساء النبي من يأت
{ يا نسآء النبي} تلاوة رائعة للشيخ ياسر الدوسري رمضان 1439 - YouTube
يا نساء النبي لستن
وفي تفسير الطبري وغيره: "وبدأ ب عائشة رضي الله عنها، فلما اختارت الله ورسوله والدار الآخرة، رُئِي الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتابعن كلهن على ذلك، واخترن الله ورسوله والدار الآخرة". الثالثة: العناية بنصحهن وخطابهن بأحسن الألقاب، قال الله تعالى: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ}(الأحزاب:30)، يقول الألوسي في تفسيره: "{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ} تلوين للخطاب، وتوجيه له إليهن لإظهار الاعتناء بنصحهن، ونداؤهن ها هنا وفيما بعد بالإضافة إليه عليه الصلاة والسلام لأنها التي يدور عليها ما يرد عليهن من الأحكام، واعتبار كونهن نساء في الموضعين أبلغ من اعتبار كونهن أزواجاً كما لا يخفى على المتأمل". الرابعة: مضاعفة الأجر، وهذا منطوق قوله تعالى: { نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ}(الأحزاب:31). قال الطبري: "يعطي الله الواحدة منهن مثلَيْ ما يُعْطِي غيرهن من سائر النساء". وقال السعدي: "لما اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، ذكر مضاعفة أجرهن، ومضاعفة وزرهن وإثمهن لو جرى منهن، ليزداد حذرهن، وشكرهن الله تعالى". يا نساء النبي من تأت بكن من فاحشة. الخامسة: البشارة بالجنة، لكونهن بالاتفاق قنتْن لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعملن صالحاً، قال السعدي: "{ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}(الأحزاب:31)، { وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ} أي: تطيع { لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا} قليلا أو كثيرًا، { نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} أي: مثل ما نعطي غيرها مرتين، { وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا} وهي الجنة، فقنتن لله ورسوله، وعملن صالحًا، فعلم بذلك أجرهن".
يا نساء النبي من تأت بكن من فاحشة
وقال ابن تيمية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية. والصِدِّيقة بنت الصديق ( عائشة) رضي الله عنهما، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)". من فضائل أمهات المؤمنين: الفضيلة الأولى: الحديث عنهن بوصف الزوجية، فقد ذكر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الزوجية في غير ما موضع من القرآن الكريم، ومن ذلك أول آية من آيات التخيير: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ}(الأحزاب: 28)، فكان الخطاب لهن في القرآن الكريم بلفظ الزوجة ـ غالباً ـ حتى في مقام العتاب كما في سورة التحريم، ولم يخاطبهن بلفظ المرأة.
تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره شعبة عظيمة من شعب الإيمان، ومن حقه صلى الله عليه وسلم على أمته أن يُجَّل ويُعظَّم ويُوَقر، قال الله تعالى: { لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}(الفتح: 9)، قال ابن كثير: "قال ابن عباس وغير واحد: يعظموه، { وَتُوَقِّرُوهُ} من التوقير وهو الاحترام والإجلال والإعظام"، وقال السعدي:" { وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} أي: تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي: تعظموه وتُجِّلوه، وتقوموا بحقوقه". وتوقيره صلى الله عليه وسلم سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: { فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(الأعراف:157)، قال ابن كثير: "وقوله: { فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ} أي: عظموه ووقروه، { وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ} أي: القرآن والوحي الذي جاء به مبلغاً إلى الناس، { أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي: في الدنيا والآخرة". ومن صور ومظاهر توقير النبي صلى الله عليه وسلم: توقيره في زوجاته رضوان الله عليهن أجمعين، فيجب على المسلمين ـ في كل زمان ومكان ـ أن يحفظوا لهن حقهن في الحُرْمة والتوقير، والإكرام والإعظام، والمكانة التي جعل الله تعالى لهن، فهن اللاتي ارتضاهن الله عز وجل أن يَكُنَّ زوجات لنبيه صلى الله عليه وسلم وأمهات للمؤمنين، قال الله تعالى: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}(الأحزاب:6).
[حَدِيثٌ آخَرُ] قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنِ الْمُسْتَظِلِّ بن حصين عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ، وَلَيَنْتَهِيَنَّ قَوْمٌ يَفْخَرُونَ بِآبَائِهِمْ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى الله تعالى من الجعلان» «٤». ثم قال لا نعرفه (١) أخرجه البخاري في الأنبياء باب ١٤، ١٩، وتفسير سورة ١٢، باب ٢، ومسلم في الفضائل حديث ١٦٨، وأحمد في المسند ٢/ ٤٣١. (٢) أخرجه مسلم في البر حديث ٣٣، وابن ماجة في الزهد باب ٩، وأحمد في المسند ٢/ ٢٨٥، ٥٣٩. تفسير سورة الحجرات الآية 10 تفسير ابن كثير - القران للجميع. [..... ] (٣) المسند ٥/ ١٥٨. (٤) الجعلان، جمع جعل: دويبة صغيرة.
تفسير سورة الحجرات الآية 10 تفسير ابن كثير - القران للجميع
هذه آداب أدب الله بها عباده المؤمنين فيما يعاملون به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من التوقير والاحترام والتبجيل والإعظام ، فقال: ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله [ واتقوا الله]) ، أي: لا تسرعوا في الأشياء بين يديه ، أي: قبله ، بل كونوا تبعا له في جميع الأمور ، حتى يدخل في عموم هذا الأدب الشرعي حديث معاذ ، [ إذ] قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه إلى اليمن: " بم تحكم ؟ " قال: بكتاب الله. قال: " فإن لم تجد ؟ " قال: بسنة رسول الله. قال: " فإن لم تجد ؟ " قال: أجتهد رأيي ، فضرب في صدره وقال: " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله ، لما يرضي رسول الله ". وقد رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه. فالغرض منه أنه أخر رأيه ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة ، ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من باب التقديم بين يدي الله ورسوله. قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله): لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة. وقال العوفي عنه: نهى أن يتكلموا بين يدي كلامه. ص361 - كتاب تفسير ابن كثير ط العلمية - سورة الحجرات آية - المكتبة الشاملة. وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء ، حتى يقضي الله على لسانه.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحجرات - الآية 16
فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البعث إلى الحارث. وأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث ، فقالوا: هذا الحارث ، فلما غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم ؟ قالوا: إليك. قال: ولم ؟ قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بعث إليك الوليد بن عقبة ، فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله. قال: لا والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته بتة ولا أتاني. تفسير ابن كثير سورة الحجرات. فلما دخل الحارث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " منعت الزكاة وأردت قتل رسولي ؟ ". قال: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني ، وما أقبلت إلا حين احتبس علي رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خشيت أن يكون كانت سخطة من الله ورسوله. قال: فنزلت الحجرات: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ) إلى قوله: ( حكيم) ورواه ابن أبي حاتم عن المنذر بن شاذان التمار ، عن محمد بن سابق به. ورواه الطبراني من حديث محمد بن سابق ، به ، غير أنه سماه الحارث بن سرار ، والصواب: الحارث بن ضرار ، كما تقدم. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب ، حدثنا جعفر بن عون ، عن موسى بن عبيدة ، عن ثابت مولى أم سلمة ، عن أم سلمة قالت: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا في صدقات بني المصطلق بعد الوقيعة ، فسمع بذلك القوم ، فتلقوه يعظمون أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله ، قالت: فرجع إلى رسول الله فقال: إن بني المصطلق قد منعوني صدقاتهم.
ص206 - كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم ط العلمية - أما حديث ابن عباس - المكتبة الشاملة
وقد قررنا هذه المسألة في كتاب العلم من شرح البخاري ، ولله الحمد والمنة. وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقات بني المصطلق. وقد روي ذلك من طرق ، ومن أحسنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من رواية ملك بني المصطلق ، وهو الحارث بن ضرار ، والد جويرية بنت الحارث أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق ، حدثنا عيسى بن دينار ، حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي يقول: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاني إلى الإسلام ، فدخلت فيه وأقررت به ، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها ، وقلت: يا رسول الله ، أرجع إليهم فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة ، فمن استجاب لي جمعت زكاته ، ويرسل إلي رسول الله رسولا لإبان كذا وكذا ليأتيك بما جمعت من الزكاة.
ص361 - كتاب تفسير ابن كثير ط العلمية - سورة الحجرات آية - المكتبة الشاملة
فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون. قالت: فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصفوا له حين صلى الظهر ، فقالوا: نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، بعثت إلينا رجلا مصدقا ، فسررنا بذلك ، وقرت به أعيننا ، ثم إنه رجع من بعض الطريق ، فخشينا أن يكون ذلك غضبا من الله ومن رسوله ، فلم يزالوا يكلمونه حتى جاء بلال فأذن بصلاة العصر ، قالت: ونزلت: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). وروى ابن جرير أيضا من طريق العوفي ، عن ابن عباس في هذه الآية قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات ، وإنهم لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا يتلقون رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه ، رجع الوليد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ، إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة. فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك غضبا شديدا ، فبينا هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا: يا رسول الله ، إنا حدثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق ، وإنا خشينا أن ما رده كتاب جاء منك لغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله.
وقوله: ( إنما المؤمنون إخوة) أي: الجميع إخوة في الدين ، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ". وفي الصحيح: " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ". وفي الصحيح أيضا: " إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك: آمين ، ولك بمثله ". والأحاديث في هذا كثيرة ، وفي الصحيح: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ". وفي الصحيح أيضا: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وشبك بين أصابعه. وقال أحمد: حدثنا أحمد بن الحجاج ، حدثنا عبد الله ، أخبرنا مصعب بن ثابت ، حدثني أبو حازم قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان ، كما يألم الجسد لما في الرأس ". تفرد به ولا بأس بإسناده. وقوله: ( فأصلحوا بين أخويكم) يعني: الفئتين المقتتلتين ، ( واتقوا الله) أي: في جميع أموركم ( لعلكم ترحمون) ، وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه.