ت + ت - الحجم الطبيعي
بدأ حجاج بيت الله الحرام، اليوم الأربعاء، التوافد على صعيد منى، لقضاء يوم التروية، استعدادا لأداء الركن الأعظم من الحج، الخميس. ويصادف اليوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة 1441 يوم التروية لهذا العام إذ يتسارع المسلمون للإكثار من الأعمال المستحب القيام بها في يوم التروية للحجاج ولغير الحجاج، حيث يُحرم الحجاج في صباح يوم التروية أو بعد الظهر أو بعد العصر وينزلون في منى استعدادا للوقوف يوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة، كما يكثرون من التكبير والتهليل والتحميد والتلبية قائلين: "لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة لكَ والمُلك لا شريك لك"، أما غير الحاج فيكثر من أداء العبادات والدعاء والتكبير والصدقة والصيام وقراءة القرآن الكريم. فضل يوم التروية.. وسر التسمية. ما هو يوم التوبة
يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وكذلك الثامن من عشر ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل سمي بذلك لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم. سبب التسمية
اختلفت الآراء حول سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم، فبعضهم يرى أنه سمّي بهذا الاسم؛ لأنّ الحجاج يشربون الماء فيه عند مبيتهم في منى، ويعدونه ليوم عرفة، فقديماً لم تكن المياه متوفرة في كل الأماكن، فكان على الحجاج أخذ حاجتهم من الماء والارتواء منه وهم في منى، قبل ذهابهم إلى عرفات، أمّا البعض الآخر فيقول سمي بالتروية نسبة إلى تروي سيدنا إبراهيم عليه السلام برؤيته وهو يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام طول اليوم، والتروي هنا هو تحديث النفس بأمر يقلقها.
- فضل يوم التروية.. وسر التسمية
- ص194 - كتاب المنهاج في شعب الإيمان - أولها باب في الإيمان بالله تعالى - المكتبة الشاملة
فضل يوم التروية.. وسر التسمية
2021/07/18
الساعة 01:24 مساءً
(المشهد الخليجي - وكالات)
وصل حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم الأحد، في يوم التروية إلى منى على بعد نحو خمسة كيلومترات من مكة المكرمة للمبيت بعد أن قاموا بطواف القدوم أمس السبت. ويوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحِجّة، يتوجّه فيه حُجّاج بيت الله الحرام إلى مِنى، حيث يُحرِم الحاجّ المتمتّع إحراماً جديداً، أمّا الحاجّ المُفرد والحاجّ القارن فهما على إحرامهما الأوّل. ويبيت الحُجّاج بمنى؛ اتّباعاً لسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويؤدّون خمس صلواتٍ؛ هي: صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة. وأُطلِق على يوم الثامن من شهر ذي الحِجّة يوم التروية؛ لأنّ حُجّاج بيت الله الحرام يروون أنفسهم بالماء فيه لما بعده من الأيام. كما ذكر العلماء أيضاً في سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم؛ أنّه في هذا اليوم حصل التروّي من إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في ذبح ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وقال الإمام العيني في كتابه البناية شرح الهداية: (وإنّما سُمِّي يوم التروية بذلك؛ لأنّ إبراهيم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلاً يقول له: إنّ الله تعالى يأمرك بذبح ابنك، فلمّا أصبح رؤي؛ أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سُمِّي يوم التروية).
إن الأنساك التي يحرم بها القادم عندما يصل إلى الميقات ثلاثة:
الإفراد: وهو أن ينوي الإحرام بالحج فقط، ويبقى على إحرامه إلى أن يرمي الجمرة يوم العيد، ويحلق رأسه، ويطوف طواف الإفاضة، ويسعى بين الصفا والمروة إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم. والقران: وهو أن ينوي الإحرام بالعمرة والحج معا من الميقات، وهذا عمله كعمل المفرد، إلا أنه يجب عليه هدي التمتع. والتمتع: وهو أن يحرم بالعمرة من الميقات، ويتحلل منها إذا وصل إلى مكة بأداء أعمالها من طواف وسعي وحلق أو تقصير، ثم يتحلل من إحرامه، ويبقى حلالا إلى أن يحرم بالحج. وأفضل الأنساك هو التمتع ، فيستحب لمن أحرم مفردا أو قارنا ولم يسق الهدي أن يحول نسكه إلى التمتع، ويعمل عمل المتمتع. ويستحب لمتمتع أو مفرد أو قارن تحول إلى متمتع وحل من عمرته ولغيرهم من المحلين بمكة أو قربها: الإحرام بالحج يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، لقول جابر -رضي الله عنه- في صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج). ويحرم بالحج من مكانه الذي هو نازل فيه، سواء كان في مكة، أو خارجها، أو في منى، ولا يذهب بعد إحرامه فيطوف بالبيت.
ثم انظر كيف ذكر صلى الله عليه وسلم في أعلا الشعب كلمة لا يمكن أن ينوب أحدٌ عن أحد بها ولا تقبل الحوالة ولا الوكالة, بل لا يصلح أن يقولها إلا كل شخص عن نفسه, وهو الذي يؤمن بها ويوحد الله بها سبحانه وتعالى, وهي عمل لازم للعبد. ص194 - كتاب المنهاج في شعب الإيمان - أولها باب في الإيمان بالله تعالى - المكتبة الشاملة. ثم ذكر صلى الله عليه وسلم عملاً يسيراً لكنه نفع متعدي وهو: ( إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ) وهذا يبين عظمة هذا الدين وهذه الشريعة, كيف جعلت إزالة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان التي من فرط فيها فقد نقص إيمانه ؛ لأنه لم يستكمل الشعب, وهذا يبين أن من استكمل الشعب استكمل الإيمان لحيازته لأعلا الشعب إلى أن وصل إلى أدناها. ومن شعب الإيمان التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: ( الحياء) وهو خلق جميل يبعث على ترك رذائل الأخلاق والأعمال, فتنكسر النفس على الإقدام عليها ؛ لأن فيها دناءة تنافي الحياء, وهذا هو الحياء الشرعي الممدوح صاحبه, وقيل في معناه: أنه خلق يتولد من رؤية نعم الله رؤية التقصير في شكرها فينتج عنهما خلق الحياء. وهذا الحياء الموصوف خيرٌ كلُّه أو كلّه خير كما ثبت في الصحيحين من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما[5], وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجلٍ وهو يُعاتبُ أخاهُ في الحياء يقولُ: إنكَ لتستحيي - حتى كأنَّهُ يقولُ: قد أضرَّ بكَ - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دَعْهُ, فإن الحياءَ مِنَ الإيمانِ)[6], ولا يدخل في مسمى الحياء الشرعي الاستحياء في طلب العلم بعدم السؤال والمشاركة بالبحث فيه, وكذا الاستحياء من الناس بعدم إنكار منكر, فإن هذا ضعف وخورٌ وجُبن عن تحصيل الخير.
ص194 - كتاب المنهاج في شعب الإيمان - أولها باب في الإيمان بالله تعالى - المكتبة الشاملة
البرهان في شعب الإيمان
تأليف
علي الشربجي
الناشر
دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع
تاريخ النشر
2001
مكان النشر
دمشق - سوريا
رقم الطبعة
1
عدد الأجزاء
عدد الصفحات
463
يستعرض هذا الكتاب شعب الإيمان وما يدور حولها ويلحق بها من النصوص والأدلة كما عدها الحليمي في كتابه " المنهاج في شعب الإيمان " والبيهقي في " الجامع لشعب الإيمان " وقد وضعها المؤلف في هذا الكتاب مختصرة وجمع تحت كل شعبة ما يتعلق بها من الأدلة والأحكام كما سبق آنفا ، وضم إليها ما هو مناسب من الحكم والمواعظ المناسبة لأيامنا. هذه المادة عبارة عن عرض كتاب، وهو غير متوفر لدينا بصيغة إلكترونية.
اتخاذ الأجداد قدوة لنا ولأبنائنا، فعند الجلوس معهم لا يخلوا حديثهم عن الوطن وعن أهميته فذلك يُعزز في النفس حبه دون مقابل. طرق إظهار حب الوطن اتبع الخطوات التالية لإظهار حُب الوطن: الانتماء له والدفاع عن بالقلم أو اللسان أو القتال في حال هجم الأعداء عليه، وعدم السماح لأي شخص بالتحدث عنه بالسوء، فهو لو كان صحراء قاحلة يكفي أنّه يضمنا ويشعرنا بأنّه جنة خضراء. المحافظة عليه من التلوث وإزالة النفايات من أراضيه، والابتعاد عن حرق أشجاره وقطف أزهاره، تلك كلها أمور تُحافظ على الطبيعية فيه وبالتالي يُصبح أجمل ويعيش به المواطن بكل حبّ، فيُصبح الفرد دائم الشعور بمسؤوليته أمام بيئة وطنه وبأنه هو عامل فيها. المشاركة في بناء الوطن، والمساهمة المادية أو الجسدية في إعمار المرافق العامة من حدائق، ومساجد، وشوارع، وأرصفة وغيرها. الرقي في التعامل مع رجالات الوطن واحترامهم وكأنّهم أخوة، فذلك يُقوي الوطن ويجعله أفضل بعزم أبنائه، ويحميه من طمع المغتصبين. كتابة المواضيع المختلفة والأناشيد وأبيات الشعر التي تُبين حب الوطن، ونشرها عبر الصحف اليومية والمواقع الالكترونية، فذلك يُعرف الغرباء بالوطن ويجعلهم يُحبونه ويُحبون أن يزوروه.