تاريخ النشر: الأحد 1 جمادى الأولى 1443 هـ - 5-12-2021 م
التقييم:
رقم الفتوى: 451483
12763
0
السؤال
أريد أن أفهم بعض الأشياء في القرآن، وأنا لا أقول بالطبع إن هناك تناقضا، فقط أريد أن أفهم. في سورة البلد يقول الله عز وجل: لقد خلقنا الإنسان في كبد. ولكن من المعروف أن الله رحيم بالإنسان. أريد أن أفهم من فضلكم. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف المفسرون في المراد بقوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ {البلد:4}. فقيل معناه في استواء خلق وانتصاب قامة، فهو كقوله: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {التين:4}، وقيل معناه في قوة وشدة من الخلق فهو كقوله: نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ {الإنسان:28}. وقيل معناه: خلقناه في تعب ومكابدة للأمور. وفي معناه أقوال أخرى. قال ابن الجوزي: قوله عزّ وجلّ: فِي كَبَدٍ، فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: في نَصَبٍ، رواه الوالبي عن ابن عباس، وبه قال الحسن، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وأبو عبيدة، وأنهم قالوا: في شدة. قال الحسن: يكابد الشكر على السّرّاء والصبر على الضّرّاء، ولا يخلو من أحدهما، ويكابد مصائب الدنيا، وشدائد الآخرة.
لقد خلقنا الإنسان في كبد عبد الباسط
وقال ابن قتيبة: في شدة غلبةٍ ومكابدةٍ لأمور الدنيا والآخرة. فعلى هذا يكون من مكابدة الأمر، وهي معاناته. والثاني: أن المعنى: خلق منتصباً يمشي على رجلين، وسائر الحيوان غير منتصب. رواه مقسم عن ابن عباس، وبه قال عكرمة، والضحاك، وعطية، والفراء. فعلى هذا يكون معنى الكبد: الاستواء والاستقامة. والثالث: في وسط السماء، قال ابن زيد: (لقد خلقنا الإنسان) يعني: آدم (في كبد) أي: في وسط السماء. انتهى. والإشكال الذي أوردته إنما يرد على أحد التفسيرات، وهو تفسير الكبد بالمشقة ومكابدة الأمور. وعليه؛ فيقال إن هذا لا يتنافى مع رحمة الله بالإنسان. بل إن كل بلاء يقدره الله على العبد فهو من تمام مصلحته، والله لا يقدر ما يقدر إلا لحكمة. وحسبك ما يساق للمؤمن من الأجور، ويرفع به من الدرجات بسبب تلك المكابدات والمشاق، ولو لم يكن في تلك المكابدات والمشاق إلا تشويق الإنسان إلى الجنة وإعلامه أن الراحة إنما تكون فيها، لكفى. قال ابن القيم: فإن الإنسان مخلوق في شدة بكونه في الرحم، ثم في القماط والرباط، ثم هو على خطر عظيم عند بلوغه حال التكليف ومكابدة المعيشة والأمر والنهي، ثم مكابدة الموت وما بعده في البرزخ وموقف القيامة، ثم مكابدة العذاب في النار، ولا راحة له إلا في الجنة.
لقد خلقنا الإنسان في كبد للشعراوي
ويكابد مِحَنًا في المال والنفس، مثل الضرب والحبس، ولا يمضي عليه يوم إلا يُقاسي فيه شدة، ولا يُكابد إلا مشقة، ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مسألة المَلَك، وضغطة القبر وظلمته، ثم البعث والعرض على الله، إلى أن يستقرَّ به القرار، إما في الجنة وإما في النار، قال الله تعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4] ، فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد. ودلَّ هذا على أن له خالقًا دبّره، وقضى عليه بهذه الأحوال، فليمتثل أمره" [2]. ونحن بحول الله نجاهد في امتثال أمر الله تعالى وقدره، ونصبر على هذه المشقة التي إنما كتبها الله على كل إنسان ذي عقيدة وثقافة ومشرب مختلف عن الآخر، لنرجع إليه -نحن المسلمين خاصة- سبحانه، ولنعلم أن الله واحد، وأن هناك نعيمًا مقيمًا يوم القيامة. لكن ما لفت انتباهي في هذا الكلام الزكي النقي، أن تجربة الإنسان في هذا الكون واحدة، وأنه مهما أوتي من السلطان والعظمة والأبهة، ومهما أوتي من الفقر والذل والمهانة فهو ذو مشقة وتعب، وأن هذه المشقة التي عبّر عنها الإمام القرطبي منذ أكثر من سبعة قرون مضت، هي ذاتها التي نعاني منها في يومنا هذا؛ لنتأكد في نهاية المطاف أن الحق كل الحق، وأن الراحة كل الراحة، وأن الحياة السرمدية الحقيقية التي أعلمنا الله بها إنما هي في الجنة، وإننا على يقين أن الجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.
تفسير لقد خلقنا الانسان في كبد
على أن الاطلاع على ما كتبه رجال التفسير، والخوض في رحاب هذا العلم الطاهر الزكي، ليأخذك إلى من فتحَ الله عليهم من نور ضيائه وعلمه وحكمته، إلى شيء يبهرك ويجعلك عاجزًا أمام نفسك التي أوتيت من العلم أقل من أقل القليل، فتعلم أمام نور الكلمات وضيائها أنك ما زلت بعيدًا.. إنك هناك في عالم التيه والبعد عن الله، الذي فتح أبوب العلم والفهم أمام السلف الصالح، والخلف الطاهر النقي.
معنى لقد خلقنا الانسان في كبد
وقوله تعالى: {أو مسكيناً ذا متربة} أي فقيراً مدقعاً لاصقاً بالتراب، وهو الدقعاء أيضاً، قال ابن عباس: ذا متربة هو المطروح في الطريق، الذي لا بيت له ولا شيء يقيه من التراب.
وقوله: في كبد أي في وسط السماء. وقال الكلبي: إن هذا نزل في رجل من بني جمح كان يقال له أبو الأشدين ، وكان يأخذ الأديم العكاظي فيجعله تحت قدميه ، فيقول: من أزالني عنه فله كذا. فيجذبه عشرة حتى يتمزق ولا تزول قدماه وكان من أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه نزل أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يعني: لقوته. وروي عن ابن عباس. في كبد أي شديدا ، يعني شديد الخلق وكان من أشد رجال قريش. وكذلك ركانة بن هشام بن عبد المطلب ، وكان مثلا في البأس [ ص: 57] والشدة. وقيل: في كبد أي جريء القلب ، غليظ الكبد ، مع ضعف خلقته ، ومهانة مادته. ابن عطاء: في ظلمة وجهل. الترمذي: مضيعا ما يعنيه ، مشتغلا بما لا يعنيه.
انتهى. وذهب العلامة ابن عاشور إلى وجه آخر في الإنسان، ففسره بالكافر، وفسر الكبد بما هو فيه من العناء بسبب التكذيب بالحق. قال -رحمه الله-: فَالَّذِي يَلْتَئِمُ مَعَ السِّيَاقِ وَيُنَاسِبُ الْقَسَمَ، أَنَّ الْكَبَدَ التَّعَبُ الَّذِي يُلَازِمُ أَصْحَابَ الشِّرْكِ مِنِ اعْتِقَادِهِمْ تَعَدُّدَ الْآلِهَةِ. وَاضْطِرَابُ رَأْيِهِمْ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ ادِّعَاءِ الشُّرَكَاءِ لِلَّهِ -تَعَالَى- وَبَيْنَ تَوَجُّهِهِمْ إِلَى اللَّهِ بِطَلَبِ الرِّزْقِ، وَبِطَلَبِ النَّجَاةِ إِذَا أَصَابَهُمْ ضُرٌّ. وَمِنْ إِحَالَتِهِمُ الْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَعَ اعْتِرَافِهِمْ بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ. فَقَوْلُهُ: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ. [ليس] دَلِيلا مَقْصُودا وَحْدَهُ، بَلْ هُوَ تَوْطِئَةٌ لِقَوْلِهِ: أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ... اهـ. وبكل حال فالإشكال مندفع بحمد الله، وحسبك أن تؤمن إذا أشكل عليك في حكمة الله -تعالى- شيء، بأنه -تعالى- لا يسأل عما يفعل، وذلك لكمال حكمته وعدله، جل ربنا وتقدس. والله أعلم.
[١]
الانقلاب الشمسي
يقصد بالانقلاب الشمسي في الصيف الحالة التي يكون فيها مسار الشمس أبعد ما يمكن سواء من جهة الشمال أو الجنوب بالنسبة لخط استواء الأرض، حيث يحصل الانقلاب الصيفي عند نصف الكرة الشمالي في العشرين أو الحادي والعشرين من شهر حزيران والانقلاب الشتوي إما في الواحد والعشرين أو الثاني والعشرين من شهر كانون أول، والأمر عكسه يحدث عند نصف الكرة الارضية الجنوبي والذي عنده تبدأ الفصول الأربعة بالتعاقب بشكل معاكس، ومن الجدير بالذكر أنّ يوم حدوث الانقلاب الشتوي يكون النهار أقصر ما يمكن والعكس عند حدوث الانقلاب الصيفي. [٢]
سبب حدوث الليل والنهار
كما يظهر لعياننا كل يوم أنّ الشمس تتحرك في مسار شبه ثابت يومياً من الشرق صباحاً إلى جهة الغرب مساء والسبب يعود إلى دوران الأرض حول محورها مما يعمل على تغير ظهور الشمس على مواقع مختلفة من سطح واختفائها أيضاً مسبباً في ذلك تكون الليل والنهار تبعاً لتلك الحركة الأرضية، [٣] ومن الأسباب التي يمكن ذكرها أيضاً في حدوث الليل والنهار نذكر ما يلي: [٤]
وقوع كل من الشمس والقمر في مواقع مختلفة تفصل الأرض بينهما، حيث يحل النهار على الجة من الكرة الارضية التي تقابل الشمس والليل على الجهة المقابلة للقمر.
متى يتساوى الليل والنهار
تعتبر ظاهرتي الشروق الغروب أو الليل والنهار عمليات عكسية بين نصفي الكرة فحينما تتعامد أشعة الشمس على النصف الجنوبي من الكرة يعم فيها النهار وفي الوجه المقابل من الأرض (النصف الشمالي) يعم الظلام. إذا توقفت الأرض عن دورانها حول محورها سيختل توازن الكون فهناك مناطق ستتعرض للنهار طوال الوقت وبالتالي تتعرض للاحتراق وهناك مناطق تتعرض لليل طوال الوقت وبالتالي تتجمد، وحينها ستختفي الحياة على الكوكب. يتمثل الليل في المدة الممتدة بين غروب الشمس وشروقها بينما النهار يتمثل في المدة الممتدة بين شروق الشمس وشروقها. يختلف توقيت الليل عن النهار من بلد لآخر وكذلك يختلف عدد ساعات الليل عن عدد ساعات النهار من مكان لآخر. متى يتساوى الليل والنهار. سبب اختلاف عدد ساعات الليل عن النهار
تختلف عدد ساعات الليل عن عدد ساعات النهار في جميع البلدان ففي بعض الأوقات نلاحظ طول ساعات النهار عن الليل وفي أحيان أخرى نلاحظ العكس، فالمراجع الفلكية تُشير إلى أن المحدد الرئيسي لعدد ساعات النهار هو موقعها بالنسبة للأرض والذي يختلف يومًا بعد آخر نظرًا لدوران الأرض حول الشمس الذي يستغرق عام كامل. كيف يحدث الليل والنهار
نجيبكم عبر هذه الفقرة عن هذا الاستفسار فظاهرتي الليل والنهار من الظواهر الكونية الطبيعية التي تحدث بشكل يومي، وهي سبب من أسباب التوازن الكوني فالنهار ينشأ نتيجة وصول أشعة الشمس إلى الأرض بينما الليل فينشأ نتيجة حجب ضوء الشمس عن الأرض.
[1]
سبب اختلاف عدد ساعات الليل عن النهار
إن السبب الرئيسي لاختلاف عدد ساعات الليل والنهار عن بعضهما البعض هو موقع الأرض بالنسبة للشمس حيث أن الأرض تتميز أيضًا بدورانها حول الشمس وليس فقط حول محورها مما يؤدي إلى اختلاف عدد ساعات الليل والنهار، ففي فصل الصيف تكون ساعات النهار أطول من ساعات الليل بينما يحدث العكس في فصل الشتاء حيث تكون عدد ساعات الليل أطول من النهار بينما في الربيع والخريف غالبًا ما يتساوى عدد ساعات الليل مع ساعات النهار. [1]
في أي فصل يتساوى الليل والنهار
تتساوى عدد ساعات الليل والنهار بشكل أساسي خلال فصلي الربيع والخريف حيث أن في هذا الوقت تكون أشعة الشمس عمودية فوق خط الاستواء وخاصةً في يومي الاعتدال الربيعي والخريفي، فلا يوجد أي وقت آخر من أوقات السنة يتساوى فيه الليل والنهار سوى فصلي الربيع والخريف لأن في الشتاء يكون الليل أطول من النهار وفي الصيف يكون النهار أطول من الليل. [1]
الانقلاب الشمسي
تعرف ظاهرة الانقلاب الشمسي على أنها الظاهرة التي تكون فيها الشمس بعيدة عن خط الاستواء مما يسبب اختلاف عدد ساعات النهار والليل في الصيف والشتاء، ففي الانقلاب الصيفي يكون عدد ساعات النهار أكبر من ساعات الليل والذي يحدث في الواحد والعشرين من شهر يونيو، بينما في الانقلاب الشتوي يكون عدد ساعات الليل أكبر من عدد ساعات النهار والذي يحدث في الواحد وعشرين من شهر ديسمبر.