مشاركات جديدة
عضو ذهبي
تاريخ التسجيل: 02-06-2009
المشاركات: 1412
ما معنى القضاء و القدر
27-11-2012, 09:07 PM
السؤال:
ما المقصود بالقضاء و القدر؟ اذا كان المقصود أنّ الله تعالى حدد مصير كل شخص، فكلّ منا مجبور على إتباع ذلك، و لا نستطيع أن نتجاوز ما رسم لنا، فما هو معنى الآية الكريمة (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) (1)؟
الظاهر من الآية أنّ مصير كل انسان بيده، بناءاً على ذلك لا تأثير للقضاء و القدر. الجواب:
مسألة القضاء و القدر من المسائل الواردة في جميع الأديان لجميع شعوب العالم، و لاتختص أمة من الأمم بالاعتقاد بها ـ برغم أنّ كتابنا السماوي و أحاديثنا الاسلامية أولت اهتماماً خاصاً لهذا الموضوع. للأسف نتيجةً لسوء التفسير الصادر من بعض غير المتخصصين بالنسبة للقضاء و القدر لا يملك الناس انطباعاً جيداً عن هذين اللفظين، غالباً يرتجفون من سماع هاتين الكلمتين و يظنون أنّ التقدير الالهي عمل خارج عن دائرة الحياة و له أثر مباشر على إرادة الانسان، يظهر أحياناً بشكل عامل إيجابي فيجبر الانسان على القيام بعمل عن طريق الجبر و الاكراه، و له أحياناً جانب سلبي فيمنع الانسان شاء أم أبى من القيام بعمل معين.
ما معنى القدح
يقول (آلبرماله) في تاريخه: (لم يكن في الاسلام في أيامه الأولى سوى الاعتقاد بوحدانية الله و رسالة محمد، لكن في الفترة اللاحقة قال متكلموا الاسلام أنّ الله يحدد مصير الأشخاص و لا يمكن تغيير مشيته و يسمون هذه الطريقة الجبر)(6). يقول (جوستاولبون) في مقام الاعتذار بعد سلسلة من الأحاديث حول القضاء و القدر في الاسلام و أنّ نتيحته جبر آخر: (الآيات الواردة في القرآن بشأن القضاء و القدر ليست أكثر من الآيات المذكورة في الكتاب المقدس بهذا الخصوص) (7).
وهكذا وهكذا روي عن ابن عمر ، وأبي مالك ، ومجاهد ، والضحاك ، وغير واحد من السلف، وقوله: ( حكيم) أي: محكم لا يبدل ولا يغير. شاهد مسلسلات رمضان "قبل أي حد"
جهز إفطارك من طبخة ع السريع: أسرع طريقة لتجهيز الأكل
محتوي مدفوع
الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم يمكن مناقشة هذه الرواية سنداً ودلالة: أما سنداً فإنها رواية عامية، ولم ترد في كتبنا ولا عن معصوم من الأئمة (عليهم السلام) فهي ضعيفة سنداً. وأما دلالة، فلأنه لا يمكن قبول مضمونها كيف يكون كذلك وقد وصفو النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيه بالهذيان، (ليهجر) وقد انقلب الكثير من المسلمين على اعقابهم، وقتلوا ذرية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بدءاً ببضعته الطاهرة (عليها السلام). إذن، لا يمكن قبول مضمون هذا الحديث. قال الشيخ السبحاني في كتابه الحديث النبوي بين الرواية والدراية: ص٢٤٩- ٢٥٠، عند تعرضه لهذا الحديث ما نصه: أخرج مسلم في صحيحه، عن زهدم بن مُضرّب، سمعت عمران بن حصين يحدث انّ رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إنّ خيركم قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم، قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد قرنه مرّتين أو ثلاثة، ثمّ يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يُؤتمنون، ويَنذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السِّمن. التاريخ الصحيح لا يذعن بما جاء في الرواية، فلنضرب عن عصر الخلفاء الراشدين صفحاً، ونستعرض العهد الأُموي الذي تسلم فيه الأمويون منصة الخلافة ابتداءً من معاوية بن أبي سفيان فيزيد بن معاوية فمروان بن الحكم ثم أبناؤه الأربعة، فهل يمكن أن نعدَّ هذه الحقبة من التاريخ خير القرون، وقد قتل فيها سبط النبي الحسين بن علي (عليهما السلام)، وأُبيحت دماء أهل المدينة وأعراض نسائهم، وحوصرت مكة وهتكت حركتها بيد الحجاج بن يوسف الثقفي، واستعبد أبناء المهاجرين والأنصار، ونُقش على أيديهم كما ينقش على أيدي غلمان الروم؟!
خير القرون قرني ثم
واحتج ابن عبد البر بحديث مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم أخره وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة... وأجاب عنه النووي بما حاصله أن المراد من يشتبه عليه الحال في ذلك من أهل الزمان الذين يدركون عيسى ابن مريم عليه السلام ويرون في زمانه من الخير والبركة وانتظام كلمة الإسلام ودحض كلمة الكفر فيشتبه الحال على من شاهد ذلك أي الزمانين خير وهذا الاشتباه مندفع بصريح قوله صلى الله عليه وسلم: خير القرون قرني والله أعلم. وقد روى ابن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير أحد التابعين بإسناد حسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليدركن المسيح أقواماً إنهم لمثلكم أو خير ثلاثاً ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها. وروى أبو داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة رفعه تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين قيل منهم أو منا يا رسول الله قال: بل منكم وهو شاهد لحديث مثل أمتي مثل المطر واحتج ابن عبد البر أيضاً بحديث عمر رفعه أفضل الخلق إيماناً قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني. الحديث أخرجه الطيالسي وغيره لكن إسناده ضعيف فلا حجة فيه وروى أحمد والدارمي والطبراني من حديث أبي جمعة قال: قال أبو عبيدة يا رسول الله أأحد خير منا اسلمنا معك وجاهدنا معك، قال قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني.
خير القرون قرني اسلام ويب
خير القرون قرني... هل هو حديث صحيح؟ - YouTube
خير القرون قرني صحة الحديث
ما صحة حديث: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"؟ ما صحة حديث: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"؟
الجواب
اشتهر بهذا اللفظ (خير القرون قرني) في عدد من الكتب وهو مما رواه ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق بسنده إلى أكثم بن الجون رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرني "
وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه ".
وأمّا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، فهو وإن كان يستطيع أن يصلح المنحرف منهم بالقدرة الإلهية والمعجزة ، ولكن ليس هذا دأب الرسل ، ولم تكن وظيفته
تفرض عليه أن يعالج كافّة الانحرافات بالقهر والغلبة: { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (1) ، وإلاّ فأين دور الامتحان والاختبار ؟! وهكذا كان معاملة الإمام علي (عليه السلام) معهم ، فكان يداريهم ما لم يقفوا في وجه الحكومة ، ثمّ عندما أقدموا على محاربته تصدّى لهم. وأمّا أنّ رسالة الإسلام والقرآن قد وصلت إلينا بواسطة المنحرفين من الصحابة ، فهذا بهتان عظيم ، بل أنّ المعارف والأحكام كانت لها حملة لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهم أهل البيت (عليهم السلام) ، والخطّ الموالي لهم في مختلف العصور والفترات دون انقطاع ، وحاش للإسلام أن يحتاج لبعض المنحرفين والمنافقين والظلمة ـ وإن تلبّسوا بزيّ الصحابة ـ في نقل ثقافته وفكره إلى الأجيال. وهنا نشير إلى نكتة مهمّة في مقام النقض وهي: إنّ الكثير من الأنبياء والرسل السابقين على نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، لم يستطيعوا أن يبلّغوا رسالات ربّهم ، بل قُتلوا وشرّدوا ، فهل يصحّ لنا أن نعترض ونقول: ألم يستطيعوا أن يصلحوا أُمّتهم ؟!
وقد بشّر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته أنهم سيرثون ممالك كسرى وقيصر، وسينفقون كنوزهما في سبيل الله، وأنهم سيملكون المشرق والمغرب يومًا، وأن الرخاء سيبلغ مدىً لا يكاد يجد ذو المال يومها من يقبل منه الصدقة، وأن الأمن سيستتب حتى إن المرأة تخرج وحدها من الحيرة بالعراق حتى تطوف بالبيت الحرام، لا تخاف إلا الله، وأن أرض العرب ستعود يومًا مروجًا وأنهارًا. فهل يعتبر هذا كله (تقدمًا إلى الأسوأ)؟! إن أي قارئ غير متعصب ولا متعسف للتاريخ يعلم أن الخلفاء الراشدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم طوّروا كثيرًا من أمور الحياة، وأدخلوا عليها تحسينات وإضافات لم تكن في عصر النبوة، وهم الذين أمرنا أن نتبع سنتهم، ونعضَّ عليها بالنواجذ، فهي امتداد للسنة النبوية المطهّرة. وبعد عصر الراشدين وجدنا المسلمين في عهد الأمويين والعباسيين،يبتكرون ويضيفون أشياء لم تكن في العصر النبوي، ولا العصر الراشدي، أقرّهم عليها علماء الأمة، وانعقد الإجماع على مشروعيتها، ويكفي أن تم فيها استبحار علوم الدين واللغة، وتدوينها وتأصيلها، وظهور المدارس العلمية والفكرية في شتى أنواع العلوم والآداب، ثم اقتباس علوم الأمم الأخرى، عن طريق الترجمة، ثم تدارسها وإنضاجها وتهذيبها، وإعمال يد التعديل والتحسين والتحوير فيها، بالحذف والإضافة والتغيير، والتقديم والتأخير، حتى تنسجم مع المزاج العام للأمة، وتتواءم مع دينها وقيمها وثقافتها، وتجد لها مكانًا في حياتها العقلية والوجدانية والاجتماعية.