وقال العوفي ، عن ابن عباس في هذه الآية: كان ينطلق من كل حي من العرب عصابة ، فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم. فيسألونه عما يريدون من أمر دينهم ، ويتفقهون في دينهم ، ويقولون لنبي الله: ما تأمرنا أن نفعله ؟ وأخبرنا [ ما نقول] لعشائرنا إذا قدمنا انطلقنا إليهم. قال: فيأمرهم نبي الله بطاعة الله وطاعة رسوله ، ويبعثهم إلى قومهم بالصلاة والزكاة. وكانوا إذا أتوا قومهم نادوا: إن من أسلم فهو منا ، وينذرونهم ، حتى إن الرجل ليفارق أباه وأمه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم وينذرهم قومهم ، فإذا رجعوا إليهم يدعونهم إلى الإسلام وينذرونهم النار ويبشرونهم بالجنة. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة التوبة - الآية 122. وقال عكرمة: لما نزلت هذه الآية: [ الشريفة] ( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) [ التوبة: 39] ، و ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا [ عن رسول الله]) [ التوبة: 120] ، قال المنافقون: هلك أصحاب البدو الذين تخلفوا عن محمد ولم ينفروا معه. وقد كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجوا إلى البدو إلى قومهم يفقهونهم ، فأنزل الله ، عز وجل: ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) الآية ، ونزلت: ( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له) الآية [ الشورى: 16].
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة التوبة - الآية 122
فتمكث السرايا يتعلمون ما أنزل الله على نبيهم بعدهم ، ويبعث سرايا أخرى ، فذلك قوله: ( ليتفقهوا في الدين) يقول: ليتعلموا ما أنزل الله على نبيهم ، وليعلموا السرايا إذا رجعت إليهم ( لعلهم يحذرون). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة التوبة - الآية 122. وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في أناس من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، خرجوا في البوادي ، فأصابوا من الناس معروفا ، ومن الخصب ما ينتفعون به ، ودعوا من وجدوا من الناس إلى الهدى ، فقال الناس لهم: ما نراكم إلا وقد تركتم أصحابكم وجئتمونا. فوجدوا في أنفسهم من ذلك تحرجا ، وأقبلوا من البادية كلهم حتى دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الله ، عز وجل: ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) يبتغون الخير ، ( ليتفقهوا [ في الدين]) وليستمعوا ما في الناس ، وما أنزل الله بعدهم ، ( ولينذروا قومهم) الناس كلهم ( إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون). وقال قتادة في هذه الآية: هذا إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيوش ، أمرهم الله ألا يعروا نبيه صلى الله عليه وسلم ، وتقيم طائفة مع رسول الله تتفقه في الدين ، وتنطلق طائفة تدعو قومها ، وتحذرهم وقائع الله فيمن خلا قبلهم. وقال الضحاك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا بنفسه لم يحل لأحد من المسلمين أن يتخلف عنه ، إلا أهل الأعذار.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة التوبة - الآية 122
وقد فهم بعضُ أهل العلم أن هذه الآية ناسخة لقوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً... ﴾ [التوبة: 36]، ونحوها، والحق أنه لا نسخ؛ لأن المذكور عند النفير العام هذا، وطلب العلم يكون فرض عين؛ كحدود الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وسائر الفرائض العينية. ويكون فرض كفاية؛ كتحصين الحصون، وإقامة الجسور، والفصل بين الخصوم، ومعرفة الصناعات الحربية. الأحكام:
1- وجوب طلب العلم. 2- أن الجهاد فرض كفاية، أعني إذا لم يهاجم العدو دار الإسلام؛ فإنه يصبح حينئذٍ فرض عين. 3- يجب أن يكون غرض المعلم الإرشاد والإنذار. 4- يجب أن يكون غرض المتعلم اكتساب الخشية لا الاستكبار. 5- يجب العمل بخبر الواحد.
ومعنى الآية على السبب الثاني للنزول: وما صح ولا استقام للمؤمنين أن يخرجوا إلى طلب العلم جميعًا؛ لما في ذلك من ضياع مصالح الناس، فهلا خرج من كل جماعة كبيرة فئة، ليتفهموا الشريعة من حملتها وليعلموا جماعتهم الذين لم ينفروا إذا عاد هؤلاء الطلاب إليهم في بلادهم رجاء أن يخافوا ربهم وأن يحذروه. وجملة ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ﴾ خبر بمعنى النهي؛ أي: لا تنفروا كافة. ومعنى ﴿ لَوْلَا ﴾ هلَّا. والمراد بـ (الفرقة) هنا الطائفة الكثيرة. والمراد بـ (الطائفة) هنا الجماعة القليلة. والضمير في قوله: ﴿ لِيَتَفَقَّهُوا ﴾ عائدٌ على الفرقة الجالسة لطلب العلم المفهومة من السياق. والمراد بقومهم: الذين خرجوا للغزو، وهذا بناء على السبب الأول. أمَّا على السبب الثاني، فالضمير في ﴿ لِيَتَفَقَّهُوا ﴾ راجع إلى الفرقة النافرة. والمراد (بقومهم) أهل بلدهم الذين لم يخرجوا لطلب العلم. وإنما قال: ﴿ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ ﴾ ولم يقل: (ليعلموا قومهم) ؛ للإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون غرض المعلم غرس الخوف والخشية مِن الله في نفوس من يعلمهم. وإنما قال: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ ولم يقل: لعلهم يفقهون، أو: لعلهم يعلمون؛ للإشارة إلى أن العلم الذي لا يورث الخشية لا خير فيه.
التسمين في موريتانيا
هناك رأيٌ مختلفٌ يفسر هذه الظاهرة بأنها مقترنة بجعل الفتيات الصغيرات ذوات الـ12 سنة يبدين أكبر من عمرهنّ بغرض تزويجهن باكراً. كما يوجدُ تفضيلٌ للنساء السمينات في مصر، وتحديداً عند البدو، لكن لا وجود لعادات التسمين أو الأكل الإجباري عندهم، لكن لا يزال لديهم مربة "خرز البقر" التي تباع بصورة كبيرة، لأن فرص الفتاة النحيلة في الزواج ضئيلة جدا، إذ إنّ الرجال يفضلون المرأة السمينة دائماً. تسمين البنات في موريتانيا مباشر. كما نجدُ الأكل بغرض التسمين لدى الرجال في قبيلة bodi في إثيوبيا. إذ يتنافس هؤلاء الرجال على لقب أسمن رجلٍ في القبيلة، حيث تختارُ كل عائلة رجلاً منها لينعزل في مكانٍ بعيدٍ مع باقي الرجال من العائلات الأخرى لمدة ستّة أشهر، يتغذّون خلالها على وجباتٍ من دم ولبن الأبقار. يتم تصفية الدم من البقرة عن طريق قطع جزء من شريان الرقبة باستخدام سهمٍ أو فأس بحيث لا تموت البقرة، وعلى كلّ رجلٍ أن يشرب لترين من الدم على اللبن مع شروق الشمس، ويعيد هذه الوجبة عدة مرات خلال اليوم، وتقوم النساء بإيصال هذه الوجبات إلى الرجال، وعليهم أن يشربوا الدم بسرعةٍ قبل أن ينجلط (يتخثر). وبعد ستة أشهر من العلف المتواصل يتحولُ الرجل إلى الشكل المبين في الصور.
تسمين البنات في موريتانيا مباشر
[5]
نظرة تاريخية
وتعود هذه الممارسة إلى القرن الحادي عشر ، وقد أفادت التقارير بأنها عادت بكثرة في موريتانيا بعد أن استولى المجلس العسكري على البلاد في عام 2008.
الجنس في الثقافة العربية | الصفحة 51 | الأنطولوجيا
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.