إطمأن المسلمون بعد إجلاء بني النضير وبعد بدر الآخرة، وأخذوا في تنظيم عيشهم ،وكان محمد دائم الحذر من غدر العدو. وكان يهود بني قينقاع ويهود بني النضير وعرب غطفان وهذيل والقبائل المتاخمة للشام تتربص كل واحدة منها بمحمد، وتتمنى أن تسنح لها الفرصة للثأر من محمد الذي فرق العرب في دينها. وكان اليهود أكثرهم تقديرا لما يمكن أن يصيبهم من انتصار محمد، واختمرت فكرة تأليب العرب في نفوس أكابر بني النضير. علي (ع) يفتح حصون يهود "بني قريظة" بعد خيانتهم العهود - أرشيف موقع قناة المنار. فخرج حيي بن أخطب وسلام إبن أبي الحقيق وكنانة بن الحقيق ومعهم من بني وائل هوذة بن قيس وأبو عمار الى مكة. فسأل أهل مكة حييا عن قومه فقال (1)"تركتهم بين خيبر والمدينة يترددون حتى تأتوهم فتسيروا معهم الى محمد وأصحابه" وسألوه عن قريظة، قال:"أقاموا بالمدينة مكرا بمحمد، حتى تأتوهم فيميلوا معكم"
وترددت قريش وهي لا تعتبر أن بينها وبين محمد خلاف إلا على الدعوة التي يدعو إليها.
غزوة بني قريظة ... دروس وعبر - موقع مقالات إسلام ويب
رواه مسلم. وراجع للمزيد في رد شبه المغرضين حول قتل بني قريظة الفتوى رقم: 108493. والفتوى رقم: 13988. وراجع في بعض أخلاق وسلوكيات المسلمين في حربهم مع الكفار، وقد سبق أن ذكرنا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 56284. والله أعلم.
علي (ع) يفتح حصون يهود "بني قريظة" بعد خيانتهم العهود - أرشيف موقع قناة المنار
علي (ع) يفتح حصون يهود "بني قريظة" بعد خيانتهم العهود
وقد أخاف هذا الموقفُ المسلمين لأنهم علموا ما يُحتملُ أن ينجمَ عن انضمام بني قريظة إلى الأعداء، فها هم يرون طريقَ بني قريظة الذي كان حائلاً بين المشركين والمسلمين في معركة الخندق قد فُتحَ أمام الأعداء. غزوة بني قريظة ... دروس وعبر - موقع مقالات إسلام ويب. الإسلام في مواجهة اليهود- غزوة بني قريظة (52)
قبيلةُ بني قريظة هي قبيلةُ يهوديةٌ أخرى كانت تعيش في ضواحي المدينة المنورة، وكان بنو قريظة قد عاهدوا النبي (ص) بعد هجرته إلى المدينة على أن لا يحاربوه ولا يعينوا عليه أحداً من أعدائه، غيرَ أنهم وكما هي عادةُ اليهود نقضوا العهد وتعاونوا مع المشركين وأمدُّوهم بالسلاح بل وانضموا إليهم في معركة الخندق التي خاضها المشركون ضد الإسلام والمسلمين. وقد ذكر المؤرخون هنا أن حِيّ بنَ أحطب أحدَ زعماء قبيلة بني النضير اليهودية الذين حرضوا وجمعوا القبائلَ والأحزابَ المشركة في معركة الخندق ضد المسلمين، هو الذي حرّضَ كعبَ بنَ أسد زعيمَ بني قريظة على نقض المعاهدة التي بينهم وبين رسول الله، ويبدو أنه لم يفلح في أول الأمر لأن زعيم بني قريظة أبىَ أن ينقض عهدَهُ مع النبي (ص). وقال له: (دعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمدٍ إلا صدقاً ووفاء) إلا أن حِيّ بنَ أحطب ظل يحاول إقناعَ كعبِ بنِ أسدٍ حتى نقضَ العهد وتبرّأَ من الإتفاق الذي كان بينه وبين رسول الله، وأعلنَ انضمامه إلى معسكر الأحزاب.
غزوتا الخندق وبني قريظة | كتابي
الرواية ضعيفة، وهي تكشف عن تراجيديا دينية مذهلة، تمسك، وصلابة، وروح مطمئنة من النجاة في يوم آخر! وهي تذكرنا أيضا بالراويات التي تتحدث عن أصحاب الحسين عليه السلام كيف أنهم كان لهم دوي كدوي النحل في ليلة العاشر من المحرم، وذلك بقراءتهم للقرآن الكريم في تلك الليلة. تراجيديا نموذج (5) ويذكر لنا الواقدي في روايته أنه لما أوتي بـ (حيي بن أخطب) إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم كان يقول (... يا أيها الناس، لا بأس بأمر الله، قدر وكتاب، ملحمة كُتبت على بني أسرائيل... ) 28 نفس المصدر ص 514. والرواية ضعيفة السند، وحيي هذا هو الذي ورط اليهود بنقض العهد، وهو الذي عمل مع قومه على تجميع قريش والأحزاب لغزو المدينة! والرواية تظهر حيي بطلا تراجيديا لا يخاف الموت، وهي تذكرنا ببعض الروايات التي تروى بحق شهيد كربلاء المعلى الأمام الحسين عليه السلام، خاصة تلك الروايات التي تفسر ملحمة كربلاء بأنها ربانية، قدرية، كتبت علي ابن بنت النبي الكريم، ولا مناص منها. غزوتا الخندق وبني قريظة | كتابي. تراجيديا نموذج (6) وهذا (الزبير بن باطا القرظي) أحد شيوخ بني قريظة، يفوز بحياته بتوسط أحد المسلمين، ولكن لما يرى أن بعض القريبين منه قد قتلوا يقول لمن فداه واسمه ثابت (... أني أسألك يا ثابت بيدي عندك ألا ألحقتني بالقوم، فوا الله ما في العيش بعد هؤلاء من خير، فما أنا بصابر والله فتله دلْو ناضح، حتى ألقى الأحبة، فقدمه ثابت، فضرب عنقه) 29 السيرة الهشامية ص 254.
فوائد: ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة) رواه البخاري. وجاء في رواية مسلم في صحيحه: ( الظهر)، بدل ( العصر)، قال النووي: "ويحتمل أنه قيل للجميع: لا تصلوا الظهر ولا العصر إلا في بني قريظة ويحتمل أنه قيل للذين ذهبوا أولا: لا تصلوا الظهر إلا في بني قريظة وللذين ذهبوا بعدهم: لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة"، وقال ابن حجر: "جمع بعض العلماء بين الروايتين باحتمال أن يكون بعضهم قبل الأمر كان قد صلى الظهر، وبعضهم لم يصلها، فقيل لمن لم يصلها: لا يصلين أحد الظهر، ولمن صلاها لا يصلين أحد العصر، وجمع بعضهم باحتمال أن تكون طائفة منهم راحت بعد طائفة، فقيل للطائفة الأولى الظهر، وقيل للطائفة التي بعدها العصر.. وكلاهما جمع لا بأس به". ـ قال ابن القيم في بيان أي الفريقين حاز الفضل: "كل من الفريقين مأجور بقصده، إلا أنَّ مَنْ صلّى حاز الفضيلتين: امتثال الأمر في الإسراع، وامتثال الأمر بالمحافظة على الوقت ولاسيما ما في هذه الصلاة بعينها من الحث على المحافظة عليها، وأنَّ مَنْ فاتته حبط عمله، وإنما لَمْ يُعَنِّفِ الذين أخروها لقيام عذرهم في التمسك بظاهر الأمر، ولأنهم اجتهدوا فَأَخَّرُوا لامتثالهم الأمر، لكنهم لَمْ يَصِلُوا إلى أن يكون اجتهادهم أَصْوَبَ من اجتهاد الطائفة الأخرى".
، قال: نعم والله ، قال: أتعرفه وتثبته ؟، قال: نعم، قال: فما في نفسك منه ؟ ، قال: عداوته والله ما بقيت ". وما حدث من اليهود في غزوة بني قريظة ما هو إلا صورة من صور نقض عهودهم، وصفحة من صفحات غدرهم على مر التاريخ ـ قديما وحديثا ـ للقضاء على الإسلام والمسلمين..
لقد كان من سياسة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول هجرته للمدينة أن وادع اليهود فيها، وعاهدهم بميثاق بيّن فيه ما لهم من الحقوق وما عليهم من الواجبات، وكان من بين بنود ذلك الميثاق: " أن للمسلمين دينهم، ولليهود دينهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ". والتزم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذا العهد والميثاق، لأن من شيمته الوفاء والأمانة، ولكن اليهود ـ كعادتهم ـ نقضوا العهد، إذ كان مقتضى المعاهدة معهم أن يشاركوا المسلمين في دفع خطر المشركين عن المدينة، وقد حاصر المشركون المدينة بأعداد كثيفة في غزوة الأحزاب، ولم يكتف اليهود بخذلان المسلمين في هذا الوقت العصيب، والتخلي عنهم في هذا المأزق الحرج، بل دعتهم نفوسهم الخبيثة إلى طعن المسلمين في ظهورهم، والتآمر مع المشركين عليهم.
ودليل هذه القاعدة في القرآن الكريم قوله تعالى: (يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه حق سفيها او ضعيفا او لا يستطيع ان يمل هو فليملل وليه بالعدل) (7). وجه الدلالة في هذه الاية الكريمة هو امر الله سبحانه وتعالى بوجوب الكتابة للمعاملات التي تجري بين الناس والاشهاد عليها، ضماناً للحقوق من ضياعها او انكارها، والذي يدعي خلاف الظاهر اصلا على وجود حق له على غيره يحتاج بالضرورة الى دليل يعزز قوله ويثبت حقه، فالحق جل وعلا – شرع الكتابة والاشهاد لتقوية قول من يدعي خلاف الظاهر. اما سند البينة من السنة النبوية المطهرة، فقد استدل فقهاء الامة الاسلامية من السنة بعده ادلة منها على سبيل المثال ما رواه البهيقي بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله (ص) قال: (لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال اموال قوم ودمائهم، ولكن البينة على من ادعى واليمين على من انكر)، وقد اخرجه الدارقطني عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده بلفظ (البينة على من ادعى واليمن على من انكر الا في القسامة)، والحديث رواه اصحاب السنن عن ابن عباس بلفظ (لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء قوم واموالهم ولكن اليمين على المدعي عليه)*.
قاعدة البينة على المدعي واليمين على من أنكر
وهذا معنى قوله: واليمين على من أنكر أو اليمين على المدعى عليه، يعني: من أنكر حقا طولب به، ولا بينة ثابتة تدل عليه بينة واضحة، وإنما هناك نوع بينة ولكنها لم تكمل، أو ما يرى القاضي فيه، أن فيه حاجة لطلب اليمين، فإنه تتوجه اليمين للمدعى عليه؛ لأنه منكر. نفهم من هذا أن المدعي لا يطالب باليمين؛ لأنه هو صاحب الدعوى، فإنما عليه البينة، كذلك المدعى عليه إذا أنكر، فإنما عليه اليمين، ويبرأ طبعا. إذا كان المدعى عليه عنده بينات أخرى فيدلي بها، وتكون بينة أقوى من بينة خصمه. المقصود من هذا الحديث أن الشريعة جاءت في القضاء بإقامة العدل، وإقامة الحق، وأن هذا إنما يكون باجتماع القرائن والدلائل والبينات على ثبوت الحق لأحد الخصمين، وأن الحاكم لا يحكم بمجرد رأيه ولا يعلمه. ولكن البينة على المدعي. فلا يجوز للحاكم يعني: للقاضي أن يحكم بعلمه، وإنما يحكم بما دلت عليه الدلائل، فلو أتاه رجل من أصدق الناس وأصلحهم وقال أنا عندي، أنا لي على فلان كذا وكذا ولا بينة، فإنه لا يحكم بعلمه في ذلك، ولو كان هو يعلم بعض ما في المسألة من الأمور، فلا بد من البينة من المدعي، ولا بد من إثبات ذلك فيحكم له، أو اليمين على من أنكر في بعض المسائل. وقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال -في الخصومة وإدلاء كل بحجة - « فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من خصمه، فأقضي له، فإنما أقضي على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء، فإنما هو قطعة من النار، فليأخذ أو ليدع » (4) فحكم القاضي لا يجعل لمن ليس له الحق، يجعل المسألة حقا له، وهذا عند بعض العامة.
2- لا يُحكَم لأحد بمجرد الدعوى، وعلى المدعِي إقامة البينة، فإن عجز طولب المدعَى عليه باليمين. 3- قد يوجد من الناس من لا رادع عنده ولا تقوى؛ فيدعي دماء أناس وأموالهم. 4- الأصل براءة الإنسان المسلم من كل تهمة ونقيصة حتى تثبت بينة. 5- الحديث أصل في باب القضاء. شرح قاعدة: البينة على المدعي واليمين على من أنكر. الكاتب: عبدالعال بن سعد الرشيدي [1] الفتوحات الربانية (7/ 349). [2] شرح مسلم للنووي (12/4 ج 1711). [3] شرح الأربعين لابن دقيق العيد (99) المفهم شرح مسلم للقرطبي (5/ 148 ح 1802). [4] الإلمام (351). 36
16
368, 766