الضحاك يقول, في قوله: ( رِيحًا صَرْصَرًا) يقول: ريحا فيها برد شديد. وأولى القولين في ذلك بالصواب قول مجاهد, وذلك أن قوله: ( صَرْصَرًا) إنما هو صوت الريح إذا هبت بشدة, فسمع لها كقول القائل: صرر, ثم جعل ذلك من أجل التضعيف الذي في الراء, فقال ثم أبدلت إحدى الراءات صادا لكثرة الراءات, كما قيل في ردده: ردرده, وفي نههه: نهنهه, كما قال رؤبة: فــــالْيَوْمَ قَــــدْ تُنَهْنِهُنـــي وَأَوَّلُ حِــــلْمٍ لَيْسَ بِالْمُسَــــفَّهِ (1) وكما قيل في كففه: كفكفه, كما قال النابغة? أُكَفكِــفُ عَــبْرَةً غَلَبَــتْ عُـدَاتِي إذَا نَهْنَهْتُهَـــا عـــادَت ذُباحــا (2) وقد قيل: إن النهر الذي يسمى صرصرا, إنما سمي بذلك لصوت الماء الجاري فيه, وإنه " فعلل " من صرر نظير الريح الصرصر. وقوله: ( فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) اختلف أهل التأويل في تأويل النحسات, فقال بعضهم: عني بها المتتابعات. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) قال: أيام متتابعات أنـزل الله فيهن العذاب.
تفسير حلم رؤية الرياح في المنام لابن سيرين - مجلة رجيم. وقال آخرون: عني بذلك المشائيم. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) قال: مشائيم.