مثال بسيط؛ حتى نُقرِّب الفَهم إلى الأذهان:
إن الطفل الذي يفتقد أمَّه لا يهدأ، ويظلُّ يبكي ويصرخ، فإذا سَمِع صوتها وأحسَّ حركات أقدامها، بدأت نفسُه بالهدوء، ثم يتوقف عن البكاء، وفي نفس الوقت تراه مُتشوِّقًا لرؤيتها، ولا يهدأ ولا يطمئن إلا في أحضانها وبين ذراعيها. وأثناء رؤيتها ولقائها ماذا يحدث؟ تتغيَّر وتتحوَّل الأحاسيس والمشاعر من الخوف إلى استقرار، ثم هُدوء، ثم اطمئنان وراحة نفس؛ (كالدموع التي تسقط من العيون؛ برغم خروجها من نفس المصدر "أي: العين"، ولها نفس التركيب العُضوي في تكوينها، لكن الفرق يكمن في الأحاسيس والمشاعر، شتَّانَ بين دموع الفرح ودموع الحزن)، فالاختلاف في الأحاسيس والمشاعر فقط. من فضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين أن جعلهم - الداعم الناجح. والرُّوح لا ترتاح ولا تهدأ ولا تطمئن في جسد الإنسان إلا بشَوْقها إلى الحَضْرة الإلهية؛ لأنه خالقُها وبارِئها ومُبدعُها، وعقلُ الإنسان لا يستطيع أن يُدرِك إلا في دائرة وجوده الضيقة. فالفارق بين وجود الله سبحانه وتعالى، ووجود الإنسان - أنَّ الله سبحانه وتعالى وجودُه واجبٌ له من ذاته، بينما الإنسان ليس له من ذاته شيء. مثال 1: هل النملة تعرف حقيقة الإنسان؟ إن عالمَها الذي تعيش فيه محدودٌ جدًّا. مثال 2: الفلاسفة القدامى - وخاصة "اليونانيين" منهم - بحثُوا فيما يُسمَّى بالميتافيزيقا، أو ما وراء الكون، أو ما وراء المادَّة، من أين أدركُوا أنَّ وراء الكون ما يَجِب البحثُ عنه؟
ما هو الدَّافع الذي جعلهم يبحثون فيما وراء الطبيعة؟
إنها "الفطرة" ؛ والفطرة كما فسَّرها بعض العُلماء: ليست تفكيرًا خالصًا ولا شعورًا مَحْضًا، بل إنها مزيج من التفكير والشعور معًا، والدين الذي جاء به (محمد) صلى الله عليه وسلم يُخاطِب الفطرة كلَّها؛ بمعنى: يُخاطِب العقل والقلب معًا، ومتى هُدِيَ الإنسانُ إلى الفطرة، هُدِيَ إلى الدِّين؛ إلى "الإسلام".
من فضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين أن جعلهم - الداعم الناجح
كما أننا نسعى جاهدين ونقوم بالبحث المستمر لتوفير الإجابات النموذجية والصحيحة لكم. التي تكون سبب في نجاحكم في حياتكم الدراسية.
من فضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين أن جعلهم
تضيف د. من فضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين أن جعلهم. هدي: الإنفاق في سبيل الله لا يبارك الرزق فحسب، بل يساهم في نيل الثواب العظيم وتكفير الذنوب، ولشدة أهمية الإنفاق أمر اللهُ حتى الفقراءَ به فقال تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرا)، «سورة الطلاق: الآية 7»، فمن ينفق في سبيله يغنه الله،? ومن يمتنع يصاب بالفقر. جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©
فهو سبحانه نورٌ ، وحجابُه نورٌ، به اسْتَنارتِ السَّمواتُ والأرض وما فيهما، وكتابُه ( القرآن الكريم) وهدايتُه نورٌ منه سبحانه؛ فهو نورٌ على نور. و الله يهدي ويُوفِّق إلى نوره تعالى ونورِ كتابِه ونورِ تكالِيفه، كلَّ إنسان أراد اتِّباعَه والعملَ بكتابه، ويَضرب الأمثال للناس ليَعقِلوا عنه أمثاله وحِكَمَه، و الله بكل شيء عليم. يَعلَم ما تَختلِسُه العيون من نظرات، وما يُضمِره الإنسان في نفسه من خير أو شر، لا يخفى عليه شيء. راجع المقالات:
♦ حاجة الإنسان إلى الدين (1) ( الجزء الأول) في شبكة الألوكة، على الرابط:
♦ من أنت أيها الإنسان (1) على الرابط:
♦ من أنت أيها الإنسان (2) بداية الخلق على الرابط:
والإنسان بطبيعة تكوينه لا يَختلف عن الحيوان، إلا بأنَّ له عقلًا يُميِّز به، ويختار به الأشياء، لكن عندما تتحكم فيه شهوتُه ومُيولُه النفسية، وتصبح غريزتُه مُنطلِقةً مُتحرِّرة من العقل، يُصبِح كالحيوان. وتغييرُه لا يتمُّ إلا بتغيير نفسيَّته؛ لأن نفسيَّتَه مُجرَّد انعكاس لما يَحدُث من تغييرات مادِّية، بل هي المُحَرِّك لتغييره؛ سلبًا أو إيجابًا. وهذا لا يتمُّ إلا بتصفية الأفكار البالية والمَيِّتة الموجودة في ذهنه وتنقيتها؛ لأنها تُعيد الإنسان إلى صِفَته الأولى الطبيعية، فيُصبح قادرًا على خَوْض ما يواجهه في يومياته، فبالرغم من أنه إنسان معاصر، إلا أنه براغماتي ونفعيٌّ وفرديٌّ ومادِّي، تَسُوده الأهواء والأنانية الجامحة، فيَفقِد بذلك إيمانَه بروحه، ويُنكِر إنسانيتَه ومُثُلَه العُليا؛ نتيجةً لانهماكه في الأمور الملموسة في حياته، في عَلاقاته الأُسرية والاجتماعية والعامَّة، التي أغلبُها مادِّيَّات.
ومن هذه الآيات يتبين لنا حقيقتان مهمتان: - الأولى: أن الإنسان ليس معصوماً من الخطأ، فهو ليس من الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. علامات قبول التوبة - بوابة الأهرام. كما أنه ليس حيوانا لا يعقل ولا يسأل عما يفعل.. بل هو كائن عاقل متوسط بين هذه الصنفين ومسؤول عن كل ما يصدر عنه. - الحقيقة الثانية أن الله عز وجل قد فتح أمام الإنسان باب التوبة إذا أخطأ ليعود إلى رشده ويتوب إلى ربه، والإنسان بوصفه كائنا عاقلا يفترض فيه أنه يتعلم من أخطائه، وهذا يعني أنه ينبغي ألا يكرر أخطاءه، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، كما جاء في الحديث الشريف.
علامات قبول التوبة - بوابة الأهرام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإذا زال الذنب زالت عقوباته وموجباته ". انتهى من "شرح العمدة" (4/39). التوبه من الذنب المتكرر. وقال أيضا:
" التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنَبَ لَهُ ، وَحِينَئِذٍ فَقَدَ دَخَلَ
فِيمَنْ يَتَّقِي اللَّهَ فَيَسْتَحِقُّ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا
وَمَخْرَجًا ؛ فَإِنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ ، فَكُلُّ مَنْ تَابَ فَلَهُ فَرَجٌ
فِي شَرْعِهِ ؛ بِخِلَافِ شَرْعِ مَنْ قَبْلَنَا فَإِنَّ التَّائِبَ مِنْهُمْ كَانَ
يُعَاقَبُ بِعُقُوبَاتِ: كَقَتْلِ أَنْفُسِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ " انتهى من "مجموع
الفتاوى" (33/ 35). وقال ابن القيم رحمه الله:
" ثُمَّ إنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ التَّائِبَ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ
؛ فَمَنْ لَقِيَهُ تَائِبًا تَوْبَةً نَصُوحًا لَمْ يُعَذِّبْهُ مِمَّا تَابَ
مِنْهُ ، وَهَكَذَا فِي أَحْكَامِ الدُّنْيَا إذَا تَابَ تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ
رَفْعِهِ إلَى الْإِمَامِ سَقَطَ عَنْهُ الْحَدُّ فِي أَصَحِّ قَوْلَيْ
الْعُلَمَاءِ ، فَإِذَا رُفِعَ إلَى الْإِمَامِ لَمْ تُسْقِطْ تَوْبَتُهُ عَنْهُ
الْحَدَّ لِئَلَّا يُتَّخَذَ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إلَى تَعْطِيلِ حُدُودِ اللَّهِ "
انتهى من "إعلام الموقعين" (3/ 115).
"
صفة التوبة من الذنوب والمعاصي
الحمد لله. أولا:
روى ابن ماجة (4250) والطبراني في " المعجم الكبير " (10281) وأبو نعيم في " حلية
الأولياء " (4/210) والبيهقي في " السنن " (20561) من طريق أبي عبيدة بن عبد الله
بن مسعود عن أبيه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) ورجاله ثقات ، إلا أن أبا
عبيدة لم يسمع من أبيه ، فهو منقطع ، راجع "التهذيب" (5/65). لكنه ثابت لما له من الشواهد ، ومن ثَمّ حسنه من حسنه من العلماء ، وصححه من صححه
منهم. قال الحافظ في الفتح (13/471): " سنده حسن ". وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية " (1/ 87): رجاله كلهم ثقات ". وقال السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص249): " رجاله ثقات ، بل حسنه شيخنا يعني
لشواهده ". صفة التوبة من الذنوب والمعاصي. وحسنه السيوطي في " الجامع الصغير " (3386) ، وكذا الألباني في "صحيح الجامع"
(3008)، وصححه ابن باز في " مجموع الفتاوى " (10/314). وله شاهد من حديث عائشة رواه البيهقي (6640) وإسناده ضعيف. وله شاهد آخر من حديث ابن عباس عند البيهقي في الشعب (6780) وإسناده واه. وشاهد رابع من حديث أبي سعد الأنصاري عند أبي نعيم في الحلية (13/398) والطبراني في
" الكبير " (775) وإسناده ضعيف.
هذا إذا كان الذنب يتعلق بحق من حقوق الله، أما إذا كان أمر الذنب أو المعصية يتعلق بحق من حقوق العباد كاغتصاب مال أو سرقة شركة أو نهب مال عام فتتوقف التوبة على رد المسروق إلى صاحبه أو طلب السماح منه. وقد أكد العلماء أن التوبة لا تُقبل من الإنسان العاصي إلا إذا كانت خالصة لوجه الله، صادرة من أعماق القلب، حيث لا يكفي اللسان للتلفظ بكلمات التوبة. ادعيه التوبه من الذنب المتكرر. وعن وقت التوبة وإهمال البعض لها أو تأخيرها إلى مرحلة الشيخوخة يقول د. عبد الرؤوف: هذا تصرف خاطئ، فالإنسان لا يدري متى ينتهي عمره، فقد يموت بعد ارتكابه الذنب مباشرة ويلقى الله من دون توبة وهو محمل بالذنوب والآثام، ولذلك لا معنى لتأخير التوبة، فهذا ليس تفكير عقلاء، والمطلوب من المسلم أن يبادر بالتوبة بعد ارتكاب الذنب مباشرة. لكن: هل للتوبة الصادقة علامات ودلالات؟ يقول د. صبري عبد الرؤوف: التوبة الصادقة مثل الحج المبرور ومن علاماتها أن يستقيم سلوك الإنسان بعدها، فالذي يسرق ويتوب يكون إن كانت توبته صادقة أبعد الناس عن المال الحرام، والذي يزني ويتوب يكون أكثر حرصاً على أعراض الناس وتجنباً للوقوع في براثن الرذيلة، وهكذا. وقد يتوب الإنسان عن ذنب ويكون صادقاً في توبته ثم يغويه الشيطان بارتكاب ذنب آخر، فماذا يفعل في هذه الحالة؟ يقول أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر: باب التوبة مفتوح إلى آخر لحظة في عمر الإنسان، ولا ينبغي اليأس والقنوط من رحمة الله وعفوه، وكثيراً ما يتوب الإنسان عن معصية ويقبل الله توبته ثم يلعب بعقله الشيطان بعد ذلك لارتكاب معصية أخرى، وهنا لا يكون الإنسان الواقع في شرك الشيطان مدمناً للمعاصي والذنوب خارجا عن عفو الله ورحمته، بل عليه أن يبادر بالتوبة عن الذنب أو المعصية التي ارتكبها من دون إبطاء وأن يكون صادقاً في توبته لكي يخلصه الله منها.