وَأَنَّ اَللَّهَ أَيَّدَهُ بِالْمُعْجِزَاتِ اَلدَّالَّةِ عَلَى رِسَالَتِهِ، وَبِمَا جَبَلَهُ اَللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ اَلْعُلُومِ اَلْكَامِلَةِ، وَالْأَخْلَاقِ اَلْعَالِيَةِ، وَبِمَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ دَيْنُهُ مِنْ اَلْهُدَى وَالرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ، وَالْمَصَالِحِ اَلدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، وَآيَتُهُ اَلْكُبْرَى: هَذَا اَلْقُرْآنُ اَلْعَظِيمُ، بِمَا فِيهِ مِنْ اَلْحَقِّ فِي اَلْأَخْبَارِ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ]. الشرح
الأركان التي قام عليها الإسلام:
المؤلف - رحمه الله - ذكر في هذا الفصل الأركان الخمسة التي قام عليها الإسلام مستدلاً بحديث ابن عمر - رضي الله عنه - المتفق عليه، قال النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: " بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ " [1]. وهذه الأركان الخمسة، لا بد للمؤمن أن يعرفها ويعرف ما تضمنته، فأما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، فهذه أركان سيكون الحديث عنها بالتفصيل في هذا الكتاب، ولذا لم يتكلم عنها في هذا الفصل؛ لأنها ستأتي كل ركن مستقل وما يخصه من أحكام.
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
[1]
شاهد أيضًا: حكم النطق بالشهادتين لمن اراد الدخول في الاسلام
معنى شهادة لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله
يقصد الإسلام من الشهادتين ما معناه الإقرار بأنه لا إله يستحق العبادة سوى الله عز وجل، فهو خالق كل شيء، وأنَّ محمدًا هو خاتم الأنبياء والمرسلين، أرسله الله إلى الناس لينشر بينهم الإسلام ويتبعوا رسالته. وتُعدُّ الشهادتان أول أركان الإسلام ولا يتم الإسلام لله إلا بها، وتتضمن الشهادة شيئين أساسيين يقوم عليهما الدين الإسلامي، وهما: الإخلاص لله في العبادات والعقائد والأعمال، والثاني اتباع سُنة رسوله. شاهد أيضًا: حكم تقديم المؤذن الشهادتين على التكبير
شروط الشهادتي
لا تقبل شهادة لا إله إلا الله، وشهادة محمد رسول إلا إذا حقق الشخص عدة شروط يجب التقيد بها، وهي فيما يأتي: [2]
أن يكون الشخص على علمٍ بمعنى الشهادتين نفيًا وإثباتًا. أن يكون عند الشخص استيقان قلبي بالشهادتين، وذلك كي يطمئن قلبه قبل النطق بهما. شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول ه. أن يكون انقياد الشخص للشهادتين ظاهرًا وباطنًا. أن يقبل الشخص بالشهادتين قبولًا تامًا فلا يرد شيئا من مقتضياتها أو لوازمها، كما يحب عليه أن يكون مُخلصًا فيها. أن يكون الشخص صادقًا في نطقه للشهادتين، وأن يكون هذا الصدق نابعًا من صميم القلب لا باللسان فقط.
أي يستكبرون أن يقولوها كما يقولها المؤمنون5. وقال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحق الإسلام وحسابه على الله عز وجل) متفق عليه
4 – الانقياد والاستسلام
5 – الصدق المنافي للكذب:
وهو أن يقولها صدقاً من قلبه. قال الله تعالى: ( آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا ، وليعلمن الكاذبين)7
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار) متفق عليه
6 – الإخلاص:
و هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك. قال الله تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) 8
وقال صلى الله عليه وسلم أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه،أو نفسه) رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل) رواه مسلم
7 – المحبة لهذه الكلمة الطيبة:
ولما اقتضت ودلت عليه ، ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها ، وبغض ما ناقض ذلك.
وقال عنه الشيخ محمد العبودي: «لقد عرفت الشيخ علي المطلق معرفة حقيقية كما عرفت جده صالح المطلق معرفة حقيقية فالشيخ علي المطلق فوق ما وصفه الواصفون نادر في الكرم وحسن الخلق والعطف على الفقراء والمعوزين محب للكتب كثير المطالعة ومجالسة ومذاكرة طلبة العلم. أما الشيخ يوسف المطلق فهو صنو للشيخ علي في خلقه وجوده. رحم الله الشيخ يوسف المطلق الواعظ المعبِّر فقد كان فصيح اللسان حسن المقال. صفحة الشيخ يوسف المطلق. أكرمه الله بتعبير الرؤى والأحلام كما أكرمه بصلاح أبنائه الكرام الذين طالما تحدث عن صلاحهم وأهمية تربيتهم فأقر الله عينه بطلبة علم ونجباء حملوا راية العلم والدعوة من بعده. رحم الله الجميع وبارك في عقبه.
صفحة الشيخ يوسف المطلق
الاثنين 21 ربيع الأول 1433 هـ - 13 فبراير 2012م - العدد15939
تميَّز الداعية إلى الله تعالى الشيخ يوسف المطلق - رحمه الله - بحرصه على الدعوة إلى الله، ولقد رأيتُه مراراً يلقي كلمات إرشادية في المساجد، وسمعتُ من درر كلامه عبر وسائل الإعلام في إذاعة القرآن الكريم والأشرطة المسموعة، في كلام لا يُملُّ لعذوبته، وقد لمستُ فيه عندما التقيتُه أول مرةٍ أدبُه الجمُّ وأخلاقه النبيلة، وتواضعه، وبشاشته وكريم خصاله، يُزِّينُ مجلسه والحديث معه الظرافة والمُلَح التي تضيف جوَّاً مُعطَّراً بديعاً، كما أقترح أنْ يعاد بث محاضراته التي سبق أنْ بُثَّت عبر الإذاعة وغيرها. إنَّ الشيخ يوسف المطلق - رحمه الله - حاز نصيباً وافراً من العلم الشرعي، وذُكر لي أنَّه أفاد من علماء أجلاء في مجالستهم، من أبرزهم نائب سماحة المفتي في زمنه الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي - رحمه الله - وغيرهم من العلماء ما يستحق معه العناية بكتابة ترجمةٍ موسعةٍ عنه، رحمه الله، واتحاف القراء بها، ولقد كان من أعمال الشيخ الجليلة احتسابه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكنتُ سألتُ والدي - رحمه الله - عنه فذكر لي أنَّ له جهوداً محمودة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لهذا لا بد من تنبيه عامة المسلمين إلى خطر مثل هؤلاء، والتحذير منهم، نسأل الله السلامة والعافية.