♦ الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنفال (70). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يا أيها النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً ﴾ إرادةً للإِسلام ﴿ يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ﴾ من الفِداء يعني: إِنْ أسلمتم وعلم الله إسلام قلوبكم أخلف عليكم خيراً ممَّا أُخذ منكم ﴿ ويغفر لكم ﴾ ما كان من كفركم وقتالكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرَاً﴾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى ﴾، قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ: «مِنَ الْأَسَارَى» بِالْأَلِفِ وَالْبَاقُونَ: بِلَا أَلِفٍ.
- ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرَاً﴾
- تفسير: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا)
- إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أُخذ منكم ويغفر لكم | سعد الغامدي - YouTube
- من هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم
﴿إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرَاً﴾
وذلك أنه كان أحد العشرة الذين ضمنوا الإطعام لأهل بدر ، فبلغت النوبة إليه يوم بدر فاقتتلوا قبل أن يطعم ، وبقيت العشرون معه فأخذت منه وقت الحرب ، فأخذ منه يومئذ مائة أوقية وثمانون أوقية. فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد تركتني ما حييت أسأل قريشا بكفي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين الذهب الذي تركته عند امرأتك أم الفضل ؟ فقال العباس: أي ذهب ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك قلت لها لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فإن حدث بي حدث فهو لك ولولدك. ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا. فقال: يا بن أخي ، من أخبرك بهذا ؟ قال: الله أخبرني. قال العباس: أشهد أنك صادق ، وما علمت أنك رسول الله قط إلا اليوم ، وقد علمت أنه لم يطلعك عليه إلا عالم السرائر ، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ، وكفرت بما سواه. وأمر ابني أخويه فأسلما ، ففيهما نزلت ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى. وكان الذي أسر العباس أبا اليسر كعب بن عمرو أخا بني سلمة ، وكان رجلا قصيرا ، وكان العباس ضخما طويلا ، فلما جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لقد أعانك عليه ملك. الثانية قوله تعالى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا أي إسلاما يؤتكم خيرا مما أخذ منكم أي من الفدية.
تفسير: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا)
ولَعمري ما الفَرق؟! هَل غدا المُسلمُون أبناءُ الله وأحباؤه كَما زعَم اليهُود؟! كذلك قالَ الذين لا يعلمُون مِثلَ قولِهم تشابَهت قُلوبُهم! نسأل الله العَفو والمُعافاة، والهداية إلى سواء الصِّراط. يقُول سيِّد قُطب بشأن آيَة الأسرَى: (إنالإسلام إنما يستبقي الأسرى لديه, ليلمس في قلوبهم مكامن الخير والرجاءوالصلاح, وليوقظ في فطرتهم أجهزة الاستقبال والتلقي والتأثر والاستجابة للهدى. لاليستذلهمانتقاماً, ولا ليسخرهم استغلالاً; كما كانت تتجه فتوحات الرومان; وكماتتجهفتوحات الأجناس والأقوام)! * أتساءَل في غَمرَة هذه الثَّورات العربيَّة التي نعيشُها اليَوم: هَل يُعامِل المُتقاتلُون بعضهُم بعضًا – وهُم كُلُّهم يدينُون بالإسلام ظاهِرًا – على الأقل مِثل ما تعامَل الحبيبُ المُصطفى مَع أولئك الأسرى المُشرِكين؟! أم لَم نَسمَع إلا التَّنكيل والتَّذبيح، والتَّفنن في ألوانِ التَّعذيب مِن كُلِّ الأطراف المُتنازِعَة على حدٍّ سَواء؟! وهَل نرتَجي بعد ذَلك مِن مُستقبلِ هذه الثَّورات خَيرًا في صَلاح البلادِ وإقامَة أمرِ الدِّين بغض الطَّرفِ عَن الجِهة التي تكُون في النِّهايَة غالبَة؟! تفسير: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا). * طبعا كَما يقُول الشَّاعر: وهَل يُنبتُ الخطيَّ إلا وشيجه؟!
إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أُخذ منكم ويغفر لكم | سعد الغامدي - Youtube
لقَد كانَت غزوة بَدرٍ أوَّل نازِلَة نازَل فيها النبي (صلى الله عليه وسلَّم) الكُفَّار والمُشرِكين؛ وكانَ المُسلمُون – كما هُو مَعلُومٌ- قلَّة في العَدد والعتاد؛ فليسَ مِن الحِكمَة أن يُركِّزَ المُسلِمُون جُهدهَم على استِجماعِ الأسرى وحيازتهم طَمعًا في فِديَة يفدُون بِها مُهجهُم؛ بل الكياسَة وحُسن تدبيرِ الأُمور يقتضيَان إعمال القَتل في أئمِّة الكُفرِ قَدر الإمكان حتَّى تُخضَد شوكتُهم ويُرهب جانبُ المُسلمين! وليسَ في هذا الإثخانِ قَدرٌ مُحدَّد؛ بل بما تقتضيهِ المصلحَة ويتحقَّق بِه المَقصَد! (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد: 4]. إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أُخذ منكم ويغفر لكم | سعد الغامدي - YouTube. هذا ما أشارَ بِه الفارُوق المُلهَم لرسُول الله (صلى الله عليه وسلَّم) قبلَ أن تنزِل هذه الآيات على خلافٍ لَه (عليه صَلوات ربِّي) ولأبي بَكر ولجمهرَة مِن الصَّحابَة كَما تحكي كُتبُ السِّير!
وعبارَ ته الرَّائِعَة التي سارَت بِها الرُّكبان في هذا الصَّدد: (حتى يعلَم الله أن ليسَ في قُلوبِنا هوادَة للمُشركين)! وكان الرَّسُول يقُول بعدَها باكيًا: (لَو نَزل عذابٌ بِنا ما نجا مِنه إلا َّ أنتَ يا عُمر)! (لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [الأنفال: 68]. - لقَد أرادَ الله سُبحانَه مِن هذا التَّشريعِ الحَكيم أن يُعظِّم في قُلوب المُؤمنين بِه – كرَّة أُخرى- أولويَّة مصالِح الدِّين وظهُورِه وبُزوغِ أعلامِه على مصالِح شخصيَّة ضيِّقَة؛ لا تعدُو أن تكُون عرضًا زائِلا مِن أعراضِ الدُّنيا! ولَكن مَع هذه الشِّدَّة والتَّعنيفِ مِن قبل الباري عزَّ وجل نلمسُ شآبيبَ رحمتِه وأغمارَ لُطفُه سُبحانه وتعالى مِن خلالِ إحلال الغنائِم للمُسلمين، وما أخذُوه مِن أولئك الأسرى فِديَة؛ مَع مسحَة مِن التَّخويف والوعيد في النِّهايَة (واتقُوا الله إنَّ الله غفُورٌ رَحيم)!! وكيفَ لا يكُون الباري رَحيمًا بأولئك الصَّفوَة الذين شَرَوا أنفُسَهم في سبيله وقالوا لرسُوله: (والله لَو خُضتَ بِنا هذا البَحر لخُضناه معك؛ والله لا نقُول لَك مِثل ما قالت بني إسرائيل لمُوسى: اذهب أنت وربُّك فقاتلا إنَّا ههنا قاعدُون، ولَكن نقُول لكَ اذهب أنت وربُّك فقاتلا إنّا معكُما مُقاتلون!!
ضرب أنبياء الله ورسله عليهم السلام أروع النماذج والأمثلة في دعوتهم وحياتهم. فإلى جانب ما بذلوه من الجهد والإخلاص في الدعوة إلى دين الله تعالى وتبليغ شرائعه للناس، بذلوا كذلك الجهد في تحصيل قوت يومهم وسعوا للكسب سعي عامة الناس في ذلك، بل بيّن القرآن الكريم براعة كثيرٍ منهم في صنعتهم ومهنهم. واشتهر داوود، عليه السلام، بأنّه كان حداداً ماهراً في صنع ما ينتفع به المحاربون والناس عموماً، فقد علّمه الله تعالى صناعة الدروع القوية محكمة الصنع. من هو النبي الملقب بـ"ذي النون"؟
وابتكر عليه السلام طريقةً جديدة في صنعها، حيث كان يقدّر صناعتها بحيث لا تكون ثقيلةً على كاهل المحارب، وليست بالمقابل بالخفيفة، فقد كانت دروعا سابغاتٍ متكاملةً في صنعها، وقد قال تعالى "أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا"، كما ذكر الله تعالى كيف منّ على عبده ونبيه داوود عليه السلام حينما ألان له الحديد. وإلانة الحديد بلا شكّ تمكن الصانع من تحويره وتشكيله بالكيفية التي يريدها، والشكل الذي يريده وهذا فضلٌ وتمكينٌ من الله، حيث قال تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ".
من هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم
[6]
شاهد أيضًا: ما هو الحيوان الذي لم يصعد سفينة نوح
من هو النبي الذي امره الله ببناء السفينه مقالٌ تحدّث عن هداية الله تعالى لعباده وعن الأنبياء والرسل وأجاب عن سؤال من هو النبي الذي امره الله ببناء السفينه كما أجاب عنمجموع الأسئلة من ساعد نوح في بناء السفينة وكم استغرق بناء سفينة نوح ولما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين. المراجع
^, نعمة الهداية, 26/01/2021
^, الأنبياء أفضل البشر, 26/01/2021
^, نوح عليه السلام, 26/01/2021
^, قصة سيدنا نوح عليه السلام, 26/01/2021
^, نوح, 26/01/2021
^, سفينة نوح آية ومعجزة لا يقاس أمرها بالعقل المجرد
السؤال
الجواب
النبي، بصورة عامة، هو شخص يكلم الآخرين بالحق الإلهي. يمكن أن تحمل كلمة "نبي" في اليونانية معنى "شخص يعلن" أو "يشجع". كما يسمى النبي أيضاً "رائي"، نظراً لبصيرته الروحية أو قدرته على "رؤية" المستقبل"
كان للأنبياء في الكتاب المقدس دور تعليمي وإعلاني، إذ يقدمون الحق الإلهي بشأن موضوعات معاصرة بينما يكشفون أيضاً تفاصيل تتعلق بالمستقبل. على سبيل المثال، كانت خدمة إشعياء تمس كل من الحاضر والمستقبل. فكان يعظ بجسارة ضد الفساد في أيامه (إشعياء 1: 4)، كما حمل رؤى عظيمة عن مستقبل إسرائيل (إشعياء 25: 8). كانت مهمة الأنبياء هي التكلم بكلمة الله بأمانة مع الشعب. كان لهم دور أساسي في توجيه شعب إسرائيل وتأسيس الكنيسة. فإن بيت الله مبني "عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ" (أفسس 2: 20). يذكر الكتاب المقدس أسماء ما يزيد عن 133 نبياً، بينهم 16 إمرأة. بالإضافة إلى كون كثيرين آخرين قد تنبأوا، مثل شيوخ إسرائيل السبعين (عدد 11: 25)، والمائة نبي الذين أنقذهم عوبديا (ملوك الأول 18: 4). كان أول نبي يذكر بالإسم في الكتاب المقدس هو إبراهيم. في تكوين 20: 7 تكلم الله مع أبيمالك في حلم قائلاً: "فَالْانَ رُدَّ امْرَاةَ الرَّجُلِ فَانَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لاجْلِكَ فَتَحْيَا... ".