لقد دارت الحروب عبر العصور لأسباب مختلفة ؛ فقد تكون دينية أو سياسية أو اجتماعية ، ومن أبرز الحروب الي خلّدها التاريخ حرب داحس والغبراء ، وهي إحدى حروب الجاهلية والتي دامت لأربعين عامًا ، وكانت بين قبيلتين من قبائل العرب وهما عبس وذبيان ، واندلعت هذه الحرب بسبب سباق بين حصان قبيلة عبس المعروف باسم داحس ، وحصان قبيلة ذبيان الملقب بالغبراء ، وحينما اقترب داحس من الفوز أقام له قبيلة ذبيان كمينًا ليتخلف عن مساره ، مما أدى إلى نشوب تلك الحرب الشرسة. قصيدة داحس والغبراء
قام الشاعر المخضرم الزهير بن أبي ربيعة وهو أحد زعماء الشعر الجاهلي بتسجيل قصة داحس والغبراء في معلقته ، وكان ذلك بعد انتهاء الحرب التي دامت لأربعين عاما والتي كان شاهدًا على أحداثها ، وقد تعهد رجلان من أعيان ذبيان وهما " الحارث بن عوف" و "هرم بن سنان" بدفع جميع التعويضات وديات القتلى من الطرفين حتى خمدت الحرب ، وقد أشاد الزهير بما فعله الرجلان في معلقته الشهيرة "أمِنْ أُمّ أوْفَى دِمْنَة ٌ لمْ تَكَلّمِ ". كاتب داحس والغبراء
هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني ، وُلد عام 520م ، وقد ترعرع في الحاجر بأرض نجد بالقرب من أراضي غطفان حول المدينة المنورة ، ونشأ يتيم الأب منذ الطفولة ؛ فتزوجت أمه من أوس بن حجر الذي عُرف كأحد أفضل شعراء العصر الجاهلي ، وهو ما ترك آثاره الإيجابية على زهير الذي كان يلزمه ويحفظ قصائده ، حتى تمكن من تنظيم القصائد ، وقد تميز بالحكمة والعقلانية ، واشتهر بمعلقته التي تحدث خلالها عن حرب داحس والغبراء الشهيرة ؛ وهي معلقة كثيرة الأبيات تحدث فيها عن الأطلال والمتحاربين ومدح مساعي المصالحين ، وتوفي بن أبي سلمى عام 631م.
داحس والغبراء - المعرفة
داحس والغبراء من ايام العرب فـي الجاهلية:
حرب داحس والغبراء هي واحدة من اوسع واشهر حروب العرب التي عرفها التاريخ الجاهلي والتي استمرت " 40 " عاما ، ولم تنتج لهم ناقة ولا فرس لاشتغالهم بالحروب والغزوات والثأر.. ولكن تخلل هذا التاريخ والمدة الزمنية الطويلة الكثير من القصص والحكايات والمواقف والبطولات من رجالات وفرسان وشعراء الطرفين أي القبيلتين وحلفائهم.
" داحس" هو اسم حصان اصيل ومشهور كان لـ" قيس بن زهير العبسي " و " الغبراء " هو اسم فرس شهيرة كانت لـ" حمل بن بدر الذبياني ". وقبيلتا عبس وذيبان هما في الاساس اولاد عم..
أستمرت حروبها 40 عاماً بسبب حصان وفرس ، حيث كثر النزاع بين القبائل العربية في الجاهلية بسبب الخلاف على السيادة او التسابق على موارد الماء ومنابت الكلأ.. فوقعت بينهم الحروب الكثيرة حيث اُريقت فيها الدماء دون سبب منطقي ، ولذا فقد اطلق العرب على تلك الحروب والمناوشات اسم " ايام العرب".. وايام العرب كانت كثيرة اغلبها صدامات ومناوشات قليلة الاهمية لا تشترك فيها القبائل.
داحس والغبراء – أيام العرب
تلك الثارات والحروب الشرسة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا في اللاعقلانية والتهور يبدو أنها ظلت ترافق هذا العربي المتنقل عبر فجاج التاريخ بإبله ومواشيه وقطعانه أينما حل وارتحل وفي كل زمان ومكان.. إنها مخيلة العـدو الأقـرب (خلافا لما هو معروف.. الاقربون أولى بالمعروف! ). وذاكرة (داحس والغبراء) التي تلون هذه القناعات وتطبعها بهذا الطابع الذي يستدعي ولا شك كثيرا من التأمل والدراسة. لقد انتقلت هذه العقلية بحزازاتها وخلافاتها في هذا العصر لتأخذ أشكالا أخرى تتسم بالتقدم والتعقيد واستخدام تكنولوجيا ووسائط الإعلام الفضائي وأقنية الأقمار الاصطناعية، بينما يظل جوهرها مسكونا بذات الهاجس الثأري العتيق إذ لا يخفى واقع الحال العربي اليوم على المتأمل فيما يعانيه من تصدعات وحساسيات وتشققات بعيدة الغور. وقد استخدمت في هذا الصراع القنوات الفضائية التي أخذت تنشأ لغايات قصيرة محدودة تتمثل في تصفية الحسابات بين الدول في الوقت الذي تواجه فيه الأمة العربية مختلف التحديات المصيرية وتقف على مفترق الطرق أمام خيارات لا حول فيها ولا قوة مثل (العولمة) و(الغزو الثقافي) و(الحروب المفروضة) عليها فرضا،
والتي تهددها في هويتها ووجودها وثقافاتها.
ما هو سبب حرب داحس والغبرآء - أجيب
ولكن فيما يبدو أن هذه الأقنية الفضائية أخذت تلعب دور ما يسمى (بمؤذن القلعة) الذي يتردد صوته داخل قلعته ولا يخرج خلف نطاقها ليخاطب من هم في الخارج من أجل أن يسمعهم صوته. وددنا لو أنفق على إعلامنا العربي الخارجي ربع ما ينفق على كثير من هذه الأقنية التي هي أشبه بخنجر (كليب)!!. المصادر
وبعد أن انتهى شوط السباق بفوز فرسان عبس قام قيس بن
زهير بدعوة حذيفة للتسابق واستغل حذيفة هذا الموقف بداهاءٍ شديد وقال نضع رهاناً
للفوز وهو أن الفائز يقوم بحراسة القوافل والحجاج ، فقبل قيس هذا التحدي
وامتطى كل ملك جواده ، فركب قيس بن زهير حصانه داحس والذى كان لا يُشق له غُبار.
أمّا الإنذار فيها فهو الحالة التي يتصورها المتدبّر في هذه الصورة المخيفة: يقف على شفا حفرة من نار يوشك أن يقع فيها فيزحزح عنها لينجو منها، فلك أن تتصوّر أي مشهد من مشاهد الدنيا، يوشك فيه الإنسان على الهلاك فيجد من بجذبه أو يدفعه عن سبب الهلاك فينجو ويجد نفسه فجأة في موقع آمن. ووصفت الآية هذا بالفوز، فمن يدخل الجنّة مباشرة بعمل صالح يفوز، لكنّ الفوز الذي فيه المتعة وله المكانة أن تنجو من النار بعد الإشراف على مواقعتها وتدخل الجنّة، هنا للفوز طعم آخر. أمّا القسم الرابع من الآية وهو قوله تعالى: " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" … فقد جاءت صريحة في التخفيف من وطأة مصيبة الموت، أولا: بوصف الدنيا بأنّها متاع الغُرور… فلا تحزن على مفارقتها بالموت… والسرّ في مصيبة الموت والحزن به هو الحرص عليها والتعلّق بها، فلا بدّ من التهوين من شأنها. ثانيًا: التحذير منها بوصف حالها، ففيها ما يغرّر بالإنسان من مال وولد وجاه وشهوة وغيرها، فينسيه العمل لما بعد الموت. ايه كل نفس ذايقه الموت ونبلوكم بالشر. أو لا يفطن للموت ويذهل عنه ولا يحسب لما بعده حسابا، ولا يعدّ للآخرة ما يزحزحه عن النار ويدخله الجنّة. والله أعلى وأعلم القدس… 21 آب 2020
شاهد أيضاً
دروس ربانية من المدرسة الرمضانية.. الصيام وقهر النفس البشرية (٣)
رضا راشد | الأزهر الشريف يعيش اﻹنسان من نفسه في عذاب دائم؛ ذلك أن هذه …
كل نفس ذائقة الموت - منتدى نشامى شمر
• قوله تعالى (فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) المراد بها الحصون التي في الأرض المبنية، لأنها غاية البشر في التحصن والمنعة، وهذا قول الأكثر [قاله القرطبي] ، وقيل: المراد بالبروج بروج مبنية في السماء، لكن هذا القول ضعيف، لأن الله قال (مشيّدة) وهذا الوصف لا يكون أبداً للبروج السماوية، وإنما يكون للقصور العالية. [قاله الشيخ ابن عثيمين]. • كل ابن أنثى وإن طالت سلامته.... يوما على آلة حدباء محمولُ الموت: لا يرحم صغيراً، ولا يوقر كبيراً، ولا يخاف عظيماً، لا يستأذن على الملوك، ولا يلج من الأبواب. تزود من الدنيا فإنك لا تدري.... إذا جن ليل هل تبقى إلى الفجر الموت: يموت الصالحون ويموت الطالحون، ويموت المجاهدون ويموت القاعدون، يموت مريدوا الآخرة، ويموت مريدوا الدنيا. كل نفس ذائقة الموت - منتدى نشامى شمر. هو الموت ما منه ملاذ ومهرب.... متى حط عن نعشه ذاك يركب إنه جدير بمن الموت مصرعُه، والتراب مضجعه، والدود أنيسه، ومنكر ونكير جليسه، والقبر مقره، وبطن الأرض مستقره، والقيامة موعده، والجنة أو النار مورده، أنْ لا يكون له فكر إلا في الموت، ولا ذكر إلا له، ولا استعداد إلا لأجله، ولا تدبير إلا فيه، ولا تطلع إلا إليه، ولا تأهب إلا له. قال الحسن: فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي عقل عقلا.
مكان القرار ، في حين أن دار القرار والعقاب ؛ إنه المنزل الذي ينتقلون إليه. يمكن تعلمه من الآية الكريمة عن فساد الدنيا بعدة طرق ، لأن الإنسان لو بلغ فيه كل رغباته كان قلقه وضيقه أكثر من رغبته ، لأن حياته فيه تقصر ، وكلما زاد شعور الإنسان بما في العالم ، كلما تمسك به ، زاد تألمه أكثر بسبب هذا الشغف ، ويجب على الإنسان أن يعرف أن كل النعيم في هذا العالم لا يستحق أي شيء في مقابل نعيم الآخرة ، وهذا دليل على أن الدنيا تنعم بالغرور. إقرأ أيضاً: معنى الآية: خلقنا الإنسان في كبد المصادر: المصدر 1 المصدر 2 المصدر 3 المصدر: