فمات المغيرة سنه 50 هـ فحكم الكوفة زياد ابن أبيه ليصبح بذلك حاكما على البصرة وعلى الكوفة. وكان زياد شديد العداء لعلي وشيعته وشديد التربص بحجر بن عدي. بازتاب ويراني ارامگاه حجر بن عدي. وسرعان ماتصادم الاثنان فاعتقل حجر بن عدي ومعه نفر من اصحابه واودعوا السجن. وجمع اربع من كبار المسؤلين في حكومته ليشهدوا على حجر فكتب أحدهم وهو أبو بردة بن ابي موسى الاشعري:"بسم الله الرحمن الرحيم " هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله رب العالمين، شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة، وجمع الجموع يدعوهم نكث البيعة، وخلع أمير المؤمنين معاوية، وكفر بالله كفرة صلعاء" فاعجب زياد بهذه الشهادة وقال:"على مثل هذه الشهادة اشهدوا، والله لأجهدن في قطع عنق الخائن الأحمق". ثم دعا الناس فقال: اشهدوا على ما شهد عليه رؤوس الأرباع، قام عناق بن شرحبيل التميمي أول الناس فقال: اكتبوا اسمي، فقال زياد: إبدأوا بقريش ثم اكتبوا اسم من نعرفه ويعرفه معاوية بالصحة والاستقامة، وشهد غيرهم حتى وصلوا السبعين اسما. وكتب بأسماء اشخاص لم يشهدوا بالفعل على حجر وكان أحدهم شريح بن هانئ، الذي علم أن اسمه قد وضع في هذه الشهادة فارسل إلى معاوية على وجه السرعة رسالة كان نصها:"لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من شريح بن هانئ، أما بعد فقد بلغني أن زيادا كتب إليك بشهادتي على حجر بن عدي، وأن شهادتي على حجر: إنه ممن يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويديم الحج والعمرة، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حرام المال والدم فإن شئت فاقتله، وإن شئت فدعه".
- نبش قبر حجر بن عدي
- بازتاب ويراني ارامگاه حجر بن عدي
- سبب نزول قوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) - أسباب النزول - عبد الحي يوسف - طريق الإسلام
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 188
- تفسير قوله تعالى لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وقوله وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ - إسلام ويب - مركز الفتوى
نبش قبر حجر بن عدي
ويشير المؤلِّف إلى أنَّ الصحابي حجر بن عدي لم يكن صحابيّاً عاديّاً، بل من القلائل الّذين طبَّقوا مناهج مدرسة عليّ(ع) عمليّاً، والّتي هي مدرسة الإسلام الأصيلة. ويناقش السيِّد المؤلّف(قده) (قضيّة صحابيّة حجر وتابعيّته)، ويخلص إلى أنَّ تابعيّته (أي أنّه من التّابعين بعد الصّحابة)، لا تعدو كونها اشتباهاً وقع فيه بعض الرّجاليين، وربما يكون منشؤه هو عدم روايته عن النبيّ(ص) وعدم اشتهار صحبته إيّاه، واختصاصه بصحبة الإمام عليّ(ع) واشتهاره بذلك.. ويعرض للجوّ العامّ المسيطر على الكوفة الحاضنة للهوى العلويّ ولإسهامات حجر بن عديّ في تكريس مدرسة عليّ(ع) بلسانه ويده وجوارحه، حيث شارك في جميع الحروب الّتي خاضها الإمام(ع).. حجر بن عدي يصف الامام (عليه السلام). وكانت لحجر المواقف والمشاهد العظيمة التي تدلّ على شخصيته الفذّة والقيادية.
بازتاب ويراني ارامگاه حجر بن عدي
[2] ابن العربي: العواصم من القواصم، ص 219 - 220. [3] تاريخ الطبري، 5/ 256 - 257، 275. [4] انظر الرواية في مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح، 2/ 328 ـ 331. [5] ابن سعد: الطبقات، 6/ 151. [6] وَجَدَ عليه: غَضِبَ، (القاموس المحيط، مادة وجد). [7] تاريخ دمشق، 4/ 273، 274، نقلا عن مرويات معاوية، ص440.
وكما قال شيخ الإسلام: فلنصن ألسنتنا عما حصل بينهم، كما صان الله أيدينا عن ذلك. ومذهب أهل السنة والجماعة هو الكف عن الخوض في هذه الفتن التي دارت بين الصحابة، واعتقاد أنها كانت عن اجتهاد منهم، المصيب فيها له أجران والمخطئ له أجر, وراجع الفتوى رقم: 188403. والله أعلم.
وقال قوم: المراد بالآية ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل أي في الملاهي والقيان والشرب والبطالة ، فيجيء على هذا إضافة المال إلى ضمير المالكين. الثالثة: من أخذ مال غيره لا على وجه إذن الشرع فقد أكله بالباطل ، ومن الأكل بالباطل أن يقضي القاضي لك وأنت تعلم أنك مبطل ، فالحرام لا يصير حلالا بقضاء القاضي; لأنه إنما يقضي بالظاهر ، وهذا إجماع في الأموال ، وإن كان عند أبي حنيفة قضاؤه ينفذ في الفروج باطنا ، وإذا كان قضاء القاضي لا يغير حكم الباطن في الأموال فهو في الفروج أولى.
سبب نزول قوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) - أسباب النزول - عبد الحي يوسف - طريق الإسلام
- لم ينتبهوا للفخ الذي أعده لهم ، أخذ كل واحد منهم بيضة ما ، فاصطبر عليهم أسبوعاً أو يزيد حتى غلب على ظنه أنهم أكلوا ذلك البيض. ثم دعاهم وقال لهم: لقد قررت أن أفرض على كل واحد ضريبة قدرها عشرة دنانير ، فغضبوا غضباً كثيراً ، وتوعده بالدعاء ، وقاموا الليل كله يدعون الله عليه ، فما استجاب الله دعائهم، وأصبح الصباح وتوالت الأيام والوالي الظالم الغاشم في خير وصحة وعافية ، فأرسل إليه الملك ليعرف منه كيف استطاع أن ينجو من دعواتهم ؟ فقال له: السر أنهم لما أخذ كل منهم بيضة ليست له ، أكل حراماً فسدت أبواب السماء في وجهه. أيها المؤمن: أطب لقمتك تجب دعوتك.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 188
ومن أكل أموال الناس بالباطل ما يكتسبه موظف الحكومة من بقايا مدفوعات المواطنين ، فكل موظف على صندوق للجباية ( ضريبة- هاتف- كهرباء – ماء……. ) ينبغي أن يأخذ من المواطن فقط ما تقرر عليه دون زيادة، ولا ليرة واحدة. من أكل أموال الناس بالباطل ما يقدمه المواطنون لموظفي الحكومة ( تموين – صحة – بلدية – مخفر-جمارك – جوازات سفر……. ) لقاء تسيير أعمالهم ويزعمون أن نفوسهم تطيب بذلك ، لماذا لا تطيب نفسك عندما تركب سيارة أجرة وبدل أن تعطي السائق مائة ليرة تعطيه مائتين؟! لماذا؟
من أكل أموال الناس بالباطل أن يرتكب أحدهم مخالفة مرور مثلاً قدرها ألفا ليرة فيدفع للشرطي خمسمائة ليرة ليغض الطرف عنه. من أكل أموال الناس بالباطل سرقة الكهرباء. ومن أكل أموال الناس بالباطل التطفيف في الميزان كما قال الله عز وجل: ( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)) المطففين. تفسير قوله تعالى لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وقوله وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ - إسلام ويب - مركز الفتوى. من أكل أموال الناس بالباطل ما يحدث في أيام المحن والنكبات والحروب حيث يستولي الناس على ممتلكات الآخرين من بيوت ومحلات فينهبون ما فيها من متاع وبضائع ويبيعونها في أسواق المسروقات. ففي الحديث الصحيح: ( نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن النهبى) أخرجه البخاري.
تفسير قوله تعالى لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وقوله وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ - إسلام ويب - مركز الفتوى
ﵟ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﲻ ﵞ
سورة البقرة
١٨٨ - ولا يأخذ بعضكم مال بعضكم بوجه غير مشروع، كالسرقة والغَصْب والغش، ولا تخاصموا بها إلى الحكام لتأخذوا طائفة من أموال الناس متلبّسين بالمعصية، وأنتم تعلمون أن الله حرم ذلك، فالإقدام على الذنب مع العلم بتحريمه أشد قُبْحًا وأعظم عقوبة. المزيد
ﵟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﰜ ﵞ
سورة النساء
يا أيها الذين آمنوا بالله واتبَعوا رسوله، لا يأخذ بعضكم مال بعض بالباطل، كالغصب والسرقة والرشوة وغيرها، إلا أن تكون الأموال أموال تجارة صادرة عن تراضي المتعاقدين، فيحل لكم أكلها والتصرف فيها، ولا يقتل بعضكم بعضًا، ولا يقتل أحدكم نفسه، ولا يُلْقِ بها إلى التهلكة، إن الله كان بكم رحيمًا، ومن رحمته حَرَّم دماءكم وأموالكم وأعراضكم. ﵟ ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﰡ ﵞ
سورة التوبة
يا أيها الذين آمنوا، وعملوا بما شرعه الله لهم، إن كثيرًا من علماء اليهود، وكثيرًا من عُبَّاد النصارى، ليأخذون أموال الناس بغير حق شرعي، فهم يأخذونها بالرشوة وغيرها، وهم يمنعون الناس من الدخول في دين الله.
[6] أيسر التفاسير - الجزائري، ج 1ص255.