القول الثاني: وهو الّذي عليه أكثر العلماء: بأنّ عليه إخراج فدية عن كل يوم أفطر فيه، وقال بهذا القول الإمام البخاري ، لما ورد عن أنس بن مالك أنّه كان قد أطعم عامًا -أو عاميْن- عن كل يوم أفطره. ومما يلحق حكمه بالشيخ الكبير: الحامل والمرضع، في حالة خوفها على نفسها أو على أولادها، فتفرقت الأقوال على: الجواز بالإفطار مع القضاء والفديْة، وقيل بالفداء فقط لا غير، وقيل بالقضاء فقط، ومنهم من قال بعدم وجوب الفدية أو القضاء في حقهنّ. [٢]
معنى آية: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين عند الطبري
ما التأويل الّذي رجحه الإمام الطبري للآية؟
اختلف القرّاء في تأويل الآية الكريمة على أقوال، وهي: [٣]
القول الأول: حكم الآية في أول نزول فرض الصوم، فكان يصوم من يقدر على الصوْم من المقيمين، ومن شاء أفطر ودفع فدية إفطاره، حتى نسخ ذلك بوجوب الصيام على المقيم القادر. دلالة قولهم: بما ورد عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فصامَ يوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، ثم إنّ الله جل وعز فرض شهر رَمضان، فأنزل الله تعالى ذكره:"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام" حتى بلغ"وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين"، فكان من شاء صامَ، ومن شاء أفطر وأطعمَ مسكينًا.
وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين
قال النحاس: واختار أبو عبيد أن يقرأ " فدية طعام " قال: لأن الطعام هو الفدية ، ولا يجوز أن يكون الطعام نعتا لأنه جوهر ولكنه يجوز على البدل ، وأبين منه أن يقرأ " فدية طعام " بالإضافة; لأن " فدية " مبهمة تقع للطعام وغيره ، قصار مثل قولك: هذا ثوب خز. الثانية: واختلف العلماء في المراد بالآية ، فقيل: هي منسوخة. روى البخاري: " وقال ابن نمير حدثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة حدثنا ابن أبي ليلى حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: نزل رمضان فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه ورخص لهم في ذلك فنسختها وأن تصوموا خير لكم ، وعلى هذا قراءة الجمهور يطيقونه أي يقدرون عليه; لأن فرض الصيام هكذا: من أراد صام ومن أراد أطعم مسكينا ، وقال ابن عباس: نزلت هذه الآية رخصة للشيوخ والعجزة خاصة إذا أفطروا وهم يطيقون الصوم ، ثم نسخت بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه فزالت الرخصة إلا لمن عجز منهم. قال الفراء: الضمير في يطيقونه يجوز أن يعود على الصيام ، أي وعلى الذين يطيقون الصيام أن يطعموا إذا أفطروا ، ثم نسخ بقوله: وأن تصوموا ، ويجوز أن يعود على الفداء ، أي وعلى الذين يطيقون الفداء فدية ، وأما قراءة " يطوقونه " على معنى يكلفونه مع المشقة اللاحقة لهم ، كالمريض والحامل فإنهما يقدران عليه لكن بمشقة تلحقهم في أنفسهم ، فإن صاموا أجزأهم وإن افتدوا فلهم ذلك ، ففسر ابن عباس - إن كان الإسناد عنه صحيحا - يطيقونه بيطوقونه ويتكلفونه فأدخله بعض النقلة في القرآن.
وعلى الذين يطيقونه فدية
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
تفسير (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)
قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). [١] لقد تعددت أقوال أهل التفسير في تأويل الآية الكريمة، وهي: [٢]
القول الأول: وهو قول الأصمّ، أنّه يقصد بها المسافر والمريض إن كانا لا يقدران على الصوم، فيترتب عليهما القضاء، وإنا كانا قادرين على الصيام، فيكون حينها مخيّرًا ما بين الصوم والإفطار، فإذا أفطر فعليه الفدية. القول الثاني: يقصد به المقيم، غير المريض، فكان مخيّر بين الصيام وعدمه، إلى أن تم نسخ حكم الآية، فوجب الصيام في حقّه، وأكثر المفسّرين والفقهاء على هذا القول، واختاره الشافعي. القول الثالث: نزلت الآية الكريمة في حق كبير السن، وتأويل ذلك من وجهيْن،
الوجه الأول: فقالوا بأن السعة فوق الطاقة، فالسعة، اسم لمن كان قادرًا على الشيء دون مواجهة الصعوبة، أمّا الطاقة اسم لمن كان قادرًا على الشيء مع صعوبة ذلك عليه،
الوجه الثاني: فمقصود "وعلى الّذين يطيقونه" أي المقدرة على الصوم مع المشقة؛ فالشيخ الهرم إذا ما أفطر فيترتب عليه الفدية.
تفسير وعلى الذين يطيقونه
2022-04-21, 09:31 AM #1 وعلى الذين يطيقونه فدية محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم سألني سائل عن معنى قوله تعالى "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين". قلت: يتوقف فهم معناه على النظر في الآيات الثلاث: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون".
فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ
أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ
طَعَامُ
مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا
خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) البقرة
(خلاصة معنى الآية: إذا أفطر المريض أو المسافر في رمضان
وهو يستطيع
الصوم فعليه فدية)
عموم المرضى والمسافرين
[فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ
أَيَّامٍ أُخَرَ]: يحلّ لهم أن يفطروا في رمضان (ثم عليهم القضاء
بعده). المريض أو المسافر الذي يستطيع الصوم
[وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ
طَعَامُ مِسْكِينٍ]: هم
الذين يطيقون (يستطيعون) الصيام ( من المرضى والمسافرين). والطاقة هي
القدرة والقوة والاستطاعة والتحمل والوسع كما بهذه الآيات [قَالُوا لَا
طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ (249) البقرة][9]،
[رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ (286)
البقرة]. فكل مريض أو مسافر أفطر في رمضان وهو يستطيع الصوم، فعليه
فرض زائد وهو
فدية طعام مسكين (بالإضافة إلى الفرض العام وهو القضاء). إن استطاع المريض والمسافر أن يصوم فالأفضل أن يفعل
[فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ
لَكُمْ]: يحلّ للمريض أو المسافر المطيق للصوم أن يفطر في رمضان، ولكن
الآية تنصحه أن يتطوع (دون أن تفرض عليه)
فيصوم (رغم مرضه أو سفره)،
لأن هذا أفضل له.
مع العمل على تناول وجبات خفيفة ومتكررة، لأن ذلك يساعد على تجنب الحموضة الزائدة، لأن مع الوجبات الخفيفة الخالية من التوابل الحارة يكون إفراز المعدة من الحمض أقل، وبالتالي يختفي الألم، وإذا لم تتحسن الحالة على هذا العلاج فيمكن عمل منظار للمعدة والبحث عن السبب في تلك الأعراض، ولا يمكن الجزم بما هو موجود قبل عمل المنظار. وفقك الله لما فيه الخير. مواد ذات الصله
لا يوجد استشارات مرتبطة
لا يوجد صوتيات مرتبطة
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
ليبيا ابوجفص
جزاك الله خيرآ
تركيا حامد
وانا نفس الحاله حدثت معي
الجزائر رشيد عقيبي الجزاءر
بارك الله فيك
وجود كتلة في فم المعدة بالاعشاب
انخفاض HGM( هيموجلوبين) ممكن ان يؤدى الى ارتفاع سرعة الترسيب و لكن عادة ليس لهذه الدرجه. التهاب فى فم المعده لا يؤدى الى ارتفاع سرعة الترسيب. الافضل ان تعالجى الانبميا ثم تعيدى سرعة الترسيب
لدي الم في فم المعدة ناتج عن القلق ماذا افعل
بحاجة كشف طبي وبعض الأدوية لحماية المعدة من قرحة الشدة مثل الرانيتيدين وغيره ، على كل حال الطبيب سيحدد
اعاني من تقرحات مستمرة في الفم و وصف لي الطبيب ادوية خاصة بالمعدة وغسول للفم وخفت القرحة مؤقتا ثم عادت و احيانا يصاحبها حالة قلق
هذه التقرحات ربما ، هي قلاع فموي له عدة أسباب:
1- إما بسبب معوي، غذائي يتعلق بطبيعة الغذاء من أكل للمقالي، أو الفلفل، والبهارات والشطة ، أو الوجبات السريعة المقلية،
2- ممكن أن يكون بسبب دوائي، وذلك عند تعاطي بعض المضادات الحيوية ولفترة طويلة
3- أو لأسباب نفسية،. شعور بشيء من الثقل في فم المعدة.. فما نصيحتكم - موقع الاستشارات - إسلام ويب. نراها دائماً عند طلاب المدارس في فترة الامتحانات
4- و عند وجود أسباب مرضية في الفم مثال ذلك: عند وجود تركيبات صناعية فموية متحركة أو ثابتة،
إلى حين يتم اكتشاف ما هو السبب عندك من تلك الأسباب المذكورة أعلاه. لذلك أنصح بمراجعة طبيب أسنان ليجري لك كافة الفحوصات والاختبارات الضرورية المطلوبة، ولكي تصل إلى حل لمشكلتك.
تاريخ النشر: 2012-10-16 07:30:43
المجيب: د. محمد حمودة
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم
منذ سنة تقريبا ذهبت للطبيب لشعوري بآلام في أعلى المعدة مع الإحساس بوجود شيء عالق في الحلق، وصف لي دواءً لمدة شهر كامل -والحمد لله- تعالجت تماما، وقبل أن آخذ الدواء كانت تصاحبني حموضة دائما. وجود كتلة في فم المعدة نهائيا. منذ يومين كانت بطني تؤلمني من الأعلى مع الإحساس كأن شيئا يضغط عليها من الأعلى، والإحساس كأن شيئا يقف في الحلق مع العلم أن هذا حدث معي عندما جاءتني حموضة متكررة وتجاهلتها ولم آخذ الدواء، علما أن وزني 110 كيلو، وأنا مدخن. آسف للإطالة أتمنى الرد في أقرب وقت؛ لأني لن أستطيع الذهاب لأي طبيب قريبا. شكرا. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه الأعراض هي أعراض ارتجاع حموضة المعدة إلى المريء وإلى الحلق، وأنت عندك الاستعداد لهذا بسبب السمنة والتدخين.