[٤] [٥]
وتأتي أهميّة الإيمان باليوم الآخر من تكرار ربْط الله -سبحانه وتعالى- الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر، كقوله -تعالى-: (وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ، [٦] وكذلك من كثرة ذكر هذا اليوم في القرآن الكريم؛ حيث لا يكاد قارئ القرآن يمرّ على صفحةٍ من القرآن إلّا ويجد لليوم الآخر فيها ذكراً، ولا يستوي إيمان العبد إلا إذا صدّق بهذا اليوم، فهو أحد أركان الإيمان، [٧] كما أن لهذا اليوم أثراً كبيراً على سلوك المسلم؛ فهو سببٌ في تقوى الله، واستقامة سلوك العبد، وعدم التشبّثّ بالدنيا. [٨]
إنّ الإيمان باليوم الآخر هو أحد أصول الإيمان التي لا يتمّ إيمان العبد ولا يستقيم إلّا بها جميعًا، وممّا يدلّ على أهميته؛ كثرة ذكره في كتاب الله وربطه بالإيمان بالله تعالى، وللإيمان باليوم الآخر فوائد عظيمة ومنافع جليلة تعود على الفرد بالخير. مكانة الإيمان باليوم الآخر
زخرت نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية بالحديث عن اليوم الآخر وأحداثه ومقدّماته؛ حيث يبدأ هذا اليوم بحدوث تغيّراتٍ كبيرةٍ في الكوْن، فتنشقّ السماء، وتتصادم الكواكب ببعضها، وتتناثر النجوم، وتذوب الجبال، ويتدمّر كلّ ما اعتاد الناس على شَكله.
من ثمرات الايمان باليوم الاخر الرابعه متوسط
القارعة: لأنّ في هذا اليوم تُقرع القلوب. يوم الدين: ويعني يوم الجزاء والحساب العادل. الصاخّة: وذلك لصدور صوت هائل في ذلك اليوم يكاد يُسبّب الصمم للخلائق. الطامّة الكبرى: لأنّ في هذا اليوم يُطم على كل أمر عظيم وفظيع. يوم الحسرة: لأنّ العباد يتحسّرون ويندمون في اليوم الآخر على ما فاتهم. ذكر أهل العلم جملة من ثمرات الإيمان باليوم الآخر ومن ضمنها - المتفوقين. الغاشية: ففي هذا اليوم يغشى الناس فزع وغم. يوم الأزفة: وذلك لأنّ الحساب قريب. حكم الإيمان باليوم الآخر
إنّ الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر من أعظم أركان الإيمان، وفي تحقيق أركان الإيمان جميعها استقامة الإنسان وفلاحه في الدنيا وفوزه بالجنان، فالإيمان باليوم الآخر من أركان العقيدة الإسلامية، وقد علّق الله -عزّ وجلّ- صحة إيمان العباد بالعموم على صحّة إيمانهم باليوم الآخر، وقرن بين الإيمان به سبحانه والإيمان في اليوم الآخر في تسعة عشر موضعًا من القرآن الكريم، ومن هذه المواضع قوله تعالى: "وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ"، [3] وعلى هذا يتبيّن أنّ الوجوب هو حكم الإيمان باليوم الآخر.
من ثمرات الايمان باليوم الاخر الحلقة
[٩]
وكلّ ذلك يكون بعد أن يأمر الله -سبحانه وتعالى- الملَك إسرافيل -عليه السلام- بالنّفخ في الصور، فيموت ويُصعق جميع من في السماوات والأرض، قال الله -تعالى-: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ*وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً) ، [١٠] وقال -سبحانه-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ). [١١] [٩] ودلّت الكثير من آيات القرآن الكريم والسنّة النبويّة على أن الإيمان باليوم الآخر واحدٌ من أركان الإيمان، فتارة يُقرن الإيمان باليوم الآخر مع أركان الإيمان الأخرى؛ كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أن تؤمن بًالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بًالقدر خيره وشره) ، [١٢] وتارة يُقرن بالإيمان بالله -تعالى-، كقوله -سبحانه-: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ). [١٣] [١٤]
مضامين الإيمان باليوم الآخر
يتضمّن الإيمان باليوم الآخر عدّة أمورٍ لا يتمّ إلّا بها، وهي: [١٥]
أوّلها أن يؤمن العبْد بمقدّمات اليوم الآخر؛ كالموت، وعذاب القبر، وعلامات الساعة.
من ثمرات الايمان باليوم الاخر السنه الرابعه متوسط
[ثمرات الإيمان باليوم الآخر] ١- الرغبة في فعل الطاعات، والحرص عليها؛ رجاء لثواب ذلك اليوم. ٢- الرهبة من فعل المعاصي، والحذر من الرضى بها؛ خوفا من عقاب ذلك اليوم. ٣- تسلية المؤمن عما يفوته في الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها. ٤- الصبر على الأذى، والمصائبِ، واحتسابُ الأجر.
يوم البعث؛ لأنه اليوم الذي يخرج فيه الناس من قبورهم وهم أحياء. يوم التغابن؛ أي يوم انقسام الناس ثم حشرهم إلى الجنّة أو إلى النار. يوم التلاق؛ حيث يلتقي فيه أهل الأرض وأهل السماء، ويلتقي الظالم والمظلوم، كما يلتقي الخلق بخالقهم. يوم التّناد؛ حيث يُنادي أصحاب النار أصحاب الجنّة لينقذوهم من العذاب، وينادي أصحاب الجنّة أصحاب النار بأن وعد الله حقّ، وتُنادي الملائكة أصحاب الجنّة فتبشّرهم بالخلود في جنّات النعيم. يوم الجمع. يوم الحساب. الحاقّة التي يحقّ فيها ويظهر كلّ عملٍ لصاحبه. يوم الحسرة؛ الذي يتحسّر فيه الإنسان على ما فرّط. يوم الخلود. من ثمرات الايمان باليوم الاخر الرابعه متوسط. يوم الخروج. ملخّص المقال: إنّ الإيمان باليوم الآخر يعني اليقين بوجود يوم يقوم فيه العباد للجزاء والحساب، وهذا الإيمان واجب فهو أحد أركان الإيمان، وللإيمان باليوم الآخر أهمية كبرى، وقد دلّ على هذا الكثير من الآيات والأحاديث، كما أنّ للإيمان باليوم الآخر آثار وثمرات، ولليوم الآخر أسماء عديدة؛ مثل يوم القيامة ويوم البعث. المراجع ↑ أحمد بن علي الزاملي، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين ، المملكة العربية السعودية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 476، جزء 1.
[٤]
ثمرات الإيمان باليوم الآخر
يجب على كل مسلم الإيمان بأركان الإيمان الستة إيمانًا جازمًا، وللإيمان ثمراته في الدنيا والآخرة، ومن أركان الإيمان هو الإيمان باليوم الآخر الذي له من الثمرات الكثير في دنيا الإنسان وآخرته، ومن هذه الثمرات ما يأتي: [٥]
الثواب الكبير والأجر العظيم، فالإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بالغيبيات الذي وعد الله من يؤمن بها بالفوز والفلاح في الدنيا والآخرة. العمل الصالح والاجتهاد في الطاعات وفق ما شرع الله تعالى، وذلك بغية تثقيل الميزان بالحسنات، وحطّ السيئات والخطايا. الحذر من ارتكاب المعصية، واتباعها بالتوبة النصوح في حال ارتكابها، وذلك خوفًا من العقوبة في يوم الحساب. من ثمرات الايمان باليوم الاخر السنه الرابعه متوسط. التسلية عن قلب المؤمن في كلّ ما لا يستطيع الحصول عليه في هذه الدنيا لما يتمناه ويرجو الوصول إليه من العاقبة الحسنة في الآخرة. الاهتمام بأحوال القبر والبرزخ ، وذلك بأخذ أسباب الثبات عند فتنة القبر، وذلك بالإخلاص في توحيد الله، والعمل بما تأمر به الشريعة الإسلامية واتباع سنة رسول الله، والحذر الشديد من الضلال والعذاب المترتب عليه. المراجع [+] ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، حديث صحيح.
والمعنى الثاني لاسم الله "السلام": الذي سلم مخلوقاته من الخلل والعيب والقصور، قال تعالى: ( مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ) [الملك: 3] أي اختلاف أو نقص، وقال سبحانه وتعالى: ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) [السجدة: 7] فالأفلاك تدور منذ ملايين السنين في نظام ثابت لا تضطرب: ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يــس: 40] فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض لا يتجاوزه بالقرب ولا بالبعد، ولو اقتربت من الأرض لاحترق كل ما عليها، ولو بعدت لتجمد كل ما عليها كل ذلك لتعيش الكائنات في سلام وأمان. عباد الله: إن الله -عز وجل- السلام دل عباده على ما فيه سلامتهم، فأرسل الرسل، وأنزل الكتب، حتى يؤمنوا بالله، ويسلموا على أنفسهم من العذاب: ( فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 38] فهو الآمن يوم القيامة من الفزع: ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) [الأنبياء: 103]، ومصيرهم إلى الجنة دار السلام: ( لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ) [الأنعام: 127]، وقال للداخلين للجنة: ( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) [ق: 34] فأهل الإيمان بالله -تعالى- لهم السلام في حياتهم ويوم القيامة وهي الجنة.
معني اسم الله السلام
نسأل الله الجنة ما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بالله من النار وما قرب إليها من قول وعمل. اسم الله ام. أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد الله، والصلاة على محمد...
إن من آمن باسم الله "السلام" ترسخ في قلبه وجوارحه آثاراً حسنة؛ منها: 1- أن تسعى في السلام مع الله، بأن لا تأتي ما يوجب غضب الله -تعالى- وعقابه، فتبعد عن المعاصي، وتقيم الفرائض. 2- أن يكون المسلم مصدراً للسلام لكل من حوله، فعليه أن يكون سلاماً مع نفسه في طاعة الله سلاماً على أهل بيته وعلى أقاربه وعلى جيرانه، فلا يؤذي أحدا، بل عليه باللين والرحمة والتسامح والمغفرة للأقربين وللمسلمين، وقد عرف النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " (رواه البخاري). 3- عليك بإفشاء السلام بين الناس، فالسلام شعار المسلمين، وسبب في عودة المحبة بينهم: " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم " (رواه مسلم). 4- ترك الشهوات والشبهات والحقد والغل والكبر على المسلمين: ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88-89].
بل وقبل هذا كله وعند قبض أرواحهم فإنها تقبض في سلام؛ فذلك قول الله -تعالى-: ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) [الأحزاب:44]، قال البراء بن عازب: ( يَلْقَوْنَهُ) أي: " يلقون ملك الموت، فلا يقبض روح مؤمن إلا يسلِّم عليه "، أو هو يقرئه السلام من ربه، فقد قال ابن مسعود: " إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام "، وقيل: " تسلم عليهم الملائكة حين يخرجون من قبورهم تبشرهم " (تفسير الخازن)، فذلك أيضًا قول الله: ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل:32]. فسلام في حياتهم، وسلام عند موتهم، وسلام عند خروجهم من قبورهم يوم القيامة، ثم السلامة الدائمة عند دخولهم الجنة، وسلامة صدورهم بعضهم لبعض... معنى اسم الله السلام. سلام في سلام في سلام... لأن الذي دعاهم إلى هذا كله هو "السلام" -سبحانه وتعالى- القائل: ( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ) [يونس:25]، فالله -سبحانه- هو السلام، ومنه كل سلام، فهو مالك السلام ومعطيه، ومنه بدأ السلام وإليه يعود، فالسلام اسمه ووصفه وفعله -عز وجل-.