10 7 -
تفسير سورة
الماعون
عدد آياتها
7
(
آية
1- 7)
وهي مكية
{
1 - 7} {
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى
طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ
صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ
الْمَاعُونَ}
يقول تعالى ذامًا لمن ترك حقوقه وحقوق عبادة: {
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} أي: بالبعث والجزاء، فلا يؤمن بما جاءت به الرسل. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أي: يدفعه بعنف وشدة، ولا يرحمه لقساوة قلبه، ولأنه لا يرجو ثوابًا،
ولا يخشى عقابًا. وَلَا يَحُضُّ} غيره {
عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} ومن باب أولى أنه بنفسه لا يطعم المسكين، {
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} أي: الملتزمون لإقامة الصلاة، ولكنهم {
عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} أي: مضيعون لها، تاركون لوقتها، مفوتون لأركانها وهذا لعدم اهتمامهم
بأمر الله حيث ضيعوا الصلاة، التي هي أهم الطاعات وأفضل القربات، والسهو
عن الصلاة، هو الذي يستحق صاحبه الذم واللوم وأما السهو في الصلاة، فهذا
يقع من كل أحد، حتى من النبي صلى الله عليه وسلم.
سبب نزول سورة الماعون - سطور
[٤]
قوله -تعالى-: (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)، [٥] أي ذلك الذي يدفع اليتيم دفعاً عنيفاً ويردُّه ويُعنِّفه بقسوة ويقوم بزجره. [٦]
قوله -تعالى-: (وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، [٧] ولا يطعم المسكين ويحثُّ غيره من الناس على عدم إطعامه لشدَّة قسوته ولؤمه عليه. [٨]
قوله -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ)، [٩] وهذا تهديدٌ ووعيدٌ للمنافقين الذين يتظاهرون بالصَّلاة في العلن لكن لا يصلونها في السرِّ؛ لأنَّهم ينكرون الصَّلاة ولا يعتقدون وجوبها، فهم يدخلون أنفسهم في جملة المصلِّين ويصلُّون رياءً وليس طاعةً لله، وهذه الآية جاءت في المنافقين الذين يُظهرون ما لا يبطنون. [١٠]
قوله -تعالى-: (الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) ، [١١] وهذه الآية صفةٌ لهؤلاء المنافقين؛ أي أنَّهم غافلون عن الصَّلاة غير مبالين بها، ولا يكترثون بدخول وقتها أو بخروجه. [١٢]
قوله -تعالى-: (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)، [١٣] أي أنَّ صلاة هؤلاء المنافقين ليست لله -تعالى-، وإنَّما هي رياء أمام الناس. [١٤]
قوله -تعالى-: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)، [١٥] والماعون هو العارية؛ أي الشَّيء الذي يُعار ويتبادله النَّاس، فيكون مقصود الآية أنَّهم يمنعون الفقير من بعض الأشياء التي لا يمتلكها، و قد يلجأ إلى استعارتها من الآخرين، وفي هذا إشارةٌ إلى قلَّة نفع المنافقين للمؤمنين.
- قوله تعالى: « أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ » أي: أرأيت يا محمد الذي لا يصدق بالجزاء وما فيه من ثواب وعقاب، وقيل: إنه عام لكل من يتوجه إليه الخطاب، وهؤلاء هم الذين ينكرون البعث، « وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ » (الواقعة: 47)، ويقول القائل منهم: « قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ » (يس: 78). - قوله تعالى: « فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ » أي الذي يقهر اليتيم، ويظلمه حقه، ولا يطعمه، ولا يحسن إليه، واليتيم هو الذي مات أبوه، وهو دون سن البلوغ، ذكرًا كان أو أنثى. - قوله تعالى: « وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ » أي لا يأمر به من أجل بخله، أو تكذيبه بالجزاء، كما في قوله تعالى: « كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين » (الفجر: 17-18). - قوله تعالى: « فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ » فويل: أي عذاب لهم، قال بعض المفسرين: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج الوقت.. وقد روى أبو يعلى في مسنده من حديث مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال: قلت لأبي: يا أبتاه أرأيت قوله تبارك وتعالى: « الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ » (الماعون: 5)، أينا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه؟!
ورد اسم الله اللطيف في سبعة مواضع في القرآن الكريم، ولم يقترن إلا باسم الله الخبير، كما في قوله تعالى: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (الملك: 14)، وقوله سبحانه: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا (الأحزاب: 34)، وورد الاسم بصيغة لطيف بعباده في قوله تعالى: الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز (الشورى: 19)، كما ورد بصيغة لطيف لما يشاء في قوله تعالى: إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم (يوسف: 100).
يأتي بها الله ان الله لطيف خبير
ومعنى هذا: أنه أخذ قوله: ( فتصبح) مقصودا به صباح ليلة المطر وذهب إلى أن ذلك الاخضرار يتأخر في سائر البلاد ، وقد شاهدت هذا السوس الأقصى نزل المطر ليلا بعد قحط أصبحت تلك الأرض الرملة التي نسفتها الرياح قد اخضرت بنبات ضعيف رقيق. إن الله لطيف خبير قال ابن عباس: ( خبير) بما ينطوي عليه العبد من القنوط عند تأخير المطر. ( لطيف) بأرزاق عباده. وقيل: لطيف باستخراج النبات من الأرض ، خبير بحاجتهم وفاقتهم.
ياتي بها الله ان الله لطيف خبير
اللطيف... الخبير * اللطيف صفة من صفات الله واسم من أسمائه وفي التنزيل العزيز (الله لطيف بعباده) وفيه(وهو اللطيف الخبير)ومعناه الرفيق بعباده قال أبو عمرو اللطيف الذي يوصل إليك أربك في رفق و اللطف من الله تعالى التوفيق والعصمة.
والله أعلم.