إن الفرق بين القصاص والحدّ، وهو أن يكون القاضي ملزماً بعدم الحكم بالقصاص إذا عفا المجني عليه أو صاحب الحق، وله في تلك الحالة أن يحكم بالعقوبة أو بالعقوبات التعزيريه التي يراها مناسبة، والأساس في هذا الفرق بين الحدود والقصاص أن الحدود هي واجبة لله تعالى، وأن القصاص هو حق واجب للأفراد. فصاحب الحق فيه أن يطلب الاستيفاء، أو يترك القصاص بالعفو عن الجاني. أما الأمر بالتعزير فقد جاء على عكس ما قلناه، فالشريعة الإسلامية قد وضحت ما يعتبرُ معصية، وأنها قالت بعقوبات تعزيرية مختلفة، وأن القاضي الذي يحاكم متهماً في أي تهمةٍ من التُهمِ التي يجب فيها التعزير إذا توصل إلى إثبات هذه الجريمة قبله بما يقوم به من تحقيق، واقتنع بإدانته، فهو يختار له العقوبة أو العقوبات المناسبة من بين العقوبات التعزيرية، وتكون سلطته في ذلك واسعة. الفرق بين الحدود والقصاص والتعزيز - ويكيبيديا. إن الحدود واجبة، وليس فيها عفو ولا إبراء ولا شفاعة ولا إسقاط لأي سبب من الأسباب والقصاص، وكذلك هو واجب لا يملك لصاحب الأمر إسقاطه سواء كان بعفوٍ أو شفاعة أو غير ذلك، إلا أن يتركه صاحب الحق فيه. أما التعزير إذا كان من حق الله تعالى فإنها تجب إقامته كقاعدة، ولكن يجوز فيه العفو والشفاعة إن رؤيت في ذلك المصلحة، أو إذا كان الجاني قد انزجر بدونه، أما التعزير الذي يجب حقاً للأفراد، فيحق لصاحب الحق فيه أن يتركه بالعفو أو بغيره، وهو يتوقف على الدعوى، لكن إن طلبه صاحبه لا يكون لولي الأمر فيه عفو ولا شفاعة، ولا حتى إسقاط.
الفروق بين الحدود والقصاص والتعازير
وش معنى القتل تعزيرا هو أحد الأسئلة الشرعية المطروحة، والتي يجب على المسلمين الاطلاع عليها ومعرفتها، فقد حرص دين الإسلام على إقامة العدل وضمان حقوق الناس وتحقيقها وفق الشرائع والأحكام التي أمر الله تعالى بها، وذلك بفرض عقوبات محددة وجزاء لكلّ عمل مُخالف لتعاليم الشريعة الإسلامية وفيه اعتداء على حقوق الغير، وفي هذا المقال سنذكر ما هي العقوبات في الشريعة الإسلامية، و معنى القتل تعزيرًا في الإسلام وطريقة تنفيذه. العقوبات في الإسلام
شرّع دين الإسلام عددًا من العقوبات، وأمر المسلمين بتنفيذها على كلّ من يستحقها، وقد اقسمت العقوبات في الإسلام إلى ثلاثة أنواع وهي:[1]
القصاص: وهو العقوبة التي تُفرض على الجنايات وجرائم القتل والتعدّي على الآخرين. الفرق بين الحد والتعزير. الحدود: وهي العقوبات المفروضة شرعًا على مُخالفي الشريعة الإسلامية، ومن الحدود المفروضة في الإسلام حد الزنا وحد السرقة وما شابه ذلك. التعزير: وهي العقوبات التي تُفرض للتأديب والتي تكون في ذنوب لم ترد فيها تشريعات إسلامية.
الفرق بين الحدود والقصاص والتعزيز - ويكيبيديا
ومن الفروق أيضاً، أن الحدّ لا يجب على الصبي، إذ يشترط لإقامة الحد أن يكون الجاني بالغاً، ومثله القصاص. أما التعزير فقد شرع على الصبي؛ لأنه تأديب، والتأديب للصبي يجوز، فقد قيل مع ذلك إن البلوغ معتبرٌ في التعزير.
الفرق بين العقوبة الحد والتعزير آليات تقدير العقوبة التعزيرية - التنفيذ العاجل
والأول أصح، لأن القول بغيره يشد يد ولي الأمر في تطبيق العقوبات اللازمة لمحاربة الإجرام وإخلاء البلاد من الفساد، وهذا ليس بمستساغ[19]. السابع: أن عقوبة الحدود والقصاص مقدرة شرعاً، فليس للحاكم أو نائبه كالقاضي مثلاً الحرية في اختيار العقوبة التي تناسب هذه الجرائم أما التعزير فهو مفوض إلى رأي الإمام والقاضي فهو الذي يفرض العقوبة المناسبة للجريمة من بين العقوبات التعزيرية بحسب الظروف والحالات[20]. الثامن: أن الحدود والقصاص لا تثبت إلا بالبينة أو الاعتراف، بالشروط المبينة لكل منهما، فالبينة هناك ما لا يقبل إلا بشهادة أربعة شهود رجال عدول كشهود الزنى، وهناك ما لا يقبل فيه إلا رجلين عدلين كالقتل مثلاً. وكذلك بالنسبة للإقرار، فلا بد أن يكون بدون إجبار، وأن يكون أربع مرات عند من يقول بذلك. بخلاف التعزير فيثبت بالإقرار مرة واحدة، ولا يقبل الرجوع فيه وكذلك بالنسبة للشهادة فتقبل برجل وامرأتين، وبشهادة المدعي مع آخر وبشهادة عدل وتقبل فيه الشهادة على الشهادة وغير ذلك[21] من الفروق. كتب عقوبة التعزير - مكتبة نور. الكاتب
[1] لسان العرب 2/764، شرح القاموس 2/88، مختار الصحاح: ص454. [2] الفقه على المذاهب الأربعة 5/397، المغني والشرح الكبير 10/347، الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص:279، كشاف القناع 6/121، فقه السنة 2/497.
كتب عقوبة التعزير - مكتبة نور
آليات تقدير العقوبة التعزيرية. المبحث الثاني: الفروق بين الحد والتعزير:
الحد مقدر شرعاً لا يجوز الزيادة عليه ولا النقص، بخلاف التعزير فهو سلطة اجتهادية للحاكم أو المؤدب. الحد يجب إقامته وتنفيذه، أما التعزير فإن كان حقاً لله فللإمام إسقاطه، و إن كان حقاً للمخلوق فلا يقام إلا بطلبه. الحد لا يجوز العفو فيه إذا بلغ السلطان، أما التعزير فيجوز العفو فيه. الحد لا يجوز الشفاعة فيه إذا بلغ السلطان، أما التعزير فتجوز الشفاعة فيه. الحد لا يدخله التخيير في العقوبة إلا حد الحرابة عند المالكية، أما التعزير فالإمام يختار العقوبة المناسبة. الفروق بين الحدود والقصاص والتعازير. الحد يدرأ بالشبهة، دون التعزير. الحد لا يختلف باختلاف الأزمان والبلدان والأشخاص، بخلاف التعزير فيختلف باختلاف ذلك. الحد لا يقيمه إلا الإمام أو نائبة، أما التعزير فيقيمه الإمام والحاكم والزوج والأب والمعلم ونحوهم. الحدود كلها حقوق الله إلا حد القذف ففيه خلاف، أما التعزير فمنه حق لله خالص، ومنه حق للمخلوق
الحد لا يختلف باختلاف الجناية، أما التعزير فيختلف باختلاف الجناية. الحد لا يقام على الصبي، بخلاف التعزير.
التعزيرات المادية في الشريعة الإسلامية
التعزير: تعريفه لغة واصطلاحاً. التعزير لغة:
مأخوذ من عزره يعزره تعزيراً، وعزّره: رده. والعزر والتعزير: ضرب دون الحد لمنع الجاني من المعاودة، وردعه عن المعصية. والتعزير من ألفاظ الأضداد فهو يأتي بمعنى التوقير والتعظيم، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ وقوله: ﴿ وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ﴾ أي عظمتموهم وقيل: نصرتموهم. وأصل التعزير:
الرد والمنع فكأن من نصرته قد رددت عنه أعداءه، ومنعتهم من أذاه، ويأتي أيضاً بمعنى التأديب ولهذا قيل: للتأديب الذي هو دون الحد: تعزيراً لأنه يمنع الجاني أن يعاود الذنب[1]. التعزير في الشرع:
هو عقوبة غير مقدرة مشروعة في كل معصية لا حد فيها ولا قصاص ولا كفارة، وإلى هذا التعريف ذهب جمهور الفقهاء[2]. وعرفه الحنفية بأنه: تأديب مشروع دون الحد[3]. ورد على هذا التعريف: بأن التعزير قد يزيد على الحد المقدر وقد ينقص، حسب المصلحة والاجتهاد. والراجح الأول: لشموله ما دون الحد وما فوقه من التعزيرات. الحــد:
الحد لغة: الفصل والمنع، يقال: حددته عن أمره إذا منعته، ويسمى الحاجب حداداً، لأنه يمنع من الدخول، وكذلك السجان، لأنه يمنع من الخروج، والحد: الحاجز بين الشيئين، وحد الشيء: منتهاه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إن الناظر نظرة تمعن في العبادات الإسلامية الواجبة والمستحبة على المسلم يجد أنها تتسم بالوسطية والاعتدال، وأنها بعيدة كل البعد عن الغلو، فلا إفراط فيها ولا تفريط. وقد جاء التوسط في العبادات الإسلامية منسجماً مع نعمة الله تعالى على هذه الأمة المحمدية بأن جعلها أمة وسطاً، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}(البقرة143)، فبما أنها أمة وسطاً فكذلك العبادات المفروضة عليها تتسم بالوسطية والاعتدال. وإذا نظرنا إلى العبادات في الإسلام، نجد أن منها عبادات يومية، يؤديها المسلم كل يوم تقرباً إلى الله تعالى كالصلاة المفروضة، فعلى المسلم أن يقف بين يدي الله تعالى كل يوم خمس مرات؛ ليبقى دائم الصلة بخالقه جلّ وعلا، وهذه الصلوات المفروضة لا تأخذ من المسلم إلا وقتاً يسيراً، فلا تؤثر على سعيه في عمارة الأرض بل تبقيه على صلة بمولاه جل في علاه، فيبارك له في عمله وسعيه، ومن لا يستطع أن يؤديها واقفاً فليؤدها جالساً أو مضطجعاً أو ليمررها على قلبه حسب حاله وقدرته، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}(الحج78).
الوسطيه والاعتدال في الاسلام
ملاحظة تغير أثر الزمان والمكان والإنسان في الفتوى والدعوة والتعليم والقضاء. اتخاذ منهج التدرج الحكيم في الدعوة والتعليم والإفتاء والتغيير. لجمع بين العلم والإيمان، وبين الإبداع المادي والسمو الروحي، وبين القوة الاقتصادية، والقوة الأخلاقية. التركيز على المبادئ والقيم الإنسانية والاجتماعية، كالعدل والشورى والحرية وحقوق الإنسان. تحرير المرأة من رواسب عصور التخلف، ومن آثار الغزو الحضاري الغربي. الدعوة إلى تجديد الدين من داخله، وإحياء فريضة الاجتهاد من أهله في محله. الحرص على البناء لا الهدم، وعلى الجمع لا التفريق، وعلى القرب لا المباعدة. الاستفادة بأفضل ما في تراثنا كله: من عقلانية المتكلمين، وروحانية المتصوفين، واتباع الأثريين، وانضباط الفقهاء والأصوليين. الجمع بين استلهام الماضي، ومعايشة الحاضر، واستشراف المستقبل. طالع أيضا [ عدل]
كلمات في الوسطية ومعالمها
مراجع [ عدل]
وصلات خارجية [ عدل]
عرض كتاب:كلمات في الوسطية الإسلامية ومعالمها ، للشيخ يوسف القرضاوي، المعرفة، الجزيرة نت، 26 يونيو 2007م
القرضاوي والوسطية.. ملامح لتأصيل المفهوم ، إسلام أون لاين، 29 أكتوبر 2008م
في نقد القول بالوسطية والاعتدال ، إسلام أون لاين، 1 يونيو 2008م
القرضاوي يرفع لواء الوسطية ، محمد أحمد الراشد ، موقع الإصلاح
كتاب: وسطية الإسلام ، صالح حبيب الله ( تشي شيوه ي)، الموسوعة الشاملة
كتاب: الوسطية ، د.
الوسطيه في الاسلام في المعامله
ذات صلة مفهوم الوسطية والاعتدال مظاهر الوسطية والاعتدال
مفهوم الوسطية والاعتدال في الإسلام
لا شك أنّ الدين الإسلاميّ دين توسّط واعتدال، لا إفراط ولا تفريط، ولا غلو فيه ولا جفاء، وشريعته خاتمة الأديان والشرائع السماوية المنزّلة من الله للناس جميعاً في مغارب الأرض ومشارقها حامل دعوتها أشرف المرسلين نبيّه محمد عليه الصلاة والسلا، للقويّ والضعيف، وللذكر والأنثى، وللغني والفقير، وللمريض والصحيح، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن مفهوم الوسطيّة والاعتدال في الإسلام. الاعتدال هو الاستقامة، والتزكية والاستواء، والتوسّط بين حالين، وهما مجاوزة الحدّ المطلوب والقصور عنه، كما يعرّف الاعتدال على أنّه التوسط والاقتصاد في الأمور، وهو أفضل طريقة يتبعها المسلم من أجل تأدية واجباته اتجاه ربّه ونفسه. الوسطية هي العدل والخيار، وهي أفضل الأمور وأنفعها للناس، كما تعرّف على أنّها الاعتدال في كلّ أمور الحياة ومنهاجها، ومواقفها، وتصرافاتها، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشديد والانحلال بل تعتبر موقفاً سلوكياً وأخلاقياً ومنهجاً فكرياً. شروط الوسطية والاعتدال
التوسط والاعتدال يكون بالاستقامة على طاعة الله والخضوع لأوامره ونواهيه، والبعد عن معاصيه باطناً وظاهراً دون الغلوّ ولا التقصير ولا الإفراط ولا التفريط.
الوسطية في الاسلام
مقالات قد تعجبك:
وسطية الإسلام في التبليغ والدعوة
أكد الدين الإسلامي على ضرورة الرفق والحذر واللين أثناء التبليغ والدعوة لحث جميع الناس على ضرورة الدخول في الدين الإسلامي، فرفض الدين الإسلامي مبدأ استخدام العنف والقوة وغيرها من المظاهر المختلفة الأخرى عند الإقناع والتبليغ والدعوة، وحرص الدين الإسلامي على ضرورة اتخاذ مبدأ اللين والادب والاحترام والإقناع الممتع بالأدلة والبراهين المختلفة لكي تتم الدعوة الإسلامية بالشكل الصحيح. وهنا نلاحظ حرص الدين الإسلامي على ضرورة الوسطية حتى في مبدأ التبليغ والدعوة وعدم إجبار أي شخص على شيء فمن حق كل فرد أن يتخذ الدين الذي يقتنع من داخلة بوجوده وصحته، فالإسلام دين اليسر وهو أمر يبين ضرورة التحلي بالوسطية في الإسلام. وسطية الدين الإسلامي في التعامل بين الناس
فقد حث الدين الإسلامي جميع المسلمين بالاعتدال والموازنة والوسطية في التعاملات بين الناس سواء في التجارة أو مجالات الحياة الأخرى المختلفة، فلا يفضل الإفراط في التظاهر أمام الغير بالحب والكرم ولا يجب المبالغة في الأمور في المواقف المختلفة فيجب أن يوازن الناس بين بعض في المعاملات المختلفة. وسطية الدين الإسلامي في الإنفاق
فقد حث الدين الإسلامي على ضرورة الاعتدال والوسطية في الإنفاق ويجب موازنة الأمور طبقًا للإمكانيات الفردية لكل فرد، فيجب الوسطية بين الإنفاق والبخل فالإنفاق الزائد يتحول معه الشخص إلى شخص مبزر والإنفاق الحريص جدًا يتحول معه الشخص إلى شخص بخيل، لذلك يجب محاولة الموازنة والوسطية في عملة الإنفاق لكل فرد، ويجب إنفاق الأموال مهما كانت كثرتها مع الفرد في أماكنها الصحيحة وشراء الأشياء المهمة والمفيدة التي تنفع الفرد وعدم إنفاق الأموال في الأشياء التافهة التي لا تمثل أي أهمية في الحياة.
الوسطية والاعتدال في الاسلام
كان (أرسطو) يؤمن بفردية الإنسان، ويحبذ النظام الذي يقوم على الفردية، وكان أستاذه (أفلاطون) يؤمن بالجماعية ـ الاشتراكية ـ كما يتضح ذلك في كتابه (الجمهورية). وبهذا لم تستطع الفلسفة الإغريقية ـ أشهر الفلسفات البشرية القديمة ـ أن تحل هذه العقدة، وأن تخرج الناس من هذه الحيرة، كشأن الفلسفة دائما في كل القضايا الكبيرة، تعطي الرأي وضده، ولا يكاد أقطابها يتفقون على حقيقة، حتى قال أحد أساتذتها: الفلسفة لا رأي لها!! وفي فارس ظهر مذهبان متناقضان: أحدهما فردي ويدعو إلى التقشف والزهد، والامتناع عن الزواج، ليعجل الإنسان بفناء العالم، الذي يعج بالشرور والآلام، وهذا هو مذهب "ماني" ويمثل أقصى الفردية. وقام في مقابله مذهب آخر يمثل أقصى (الجماعية) هو مذهب "مزدك" الذي دعا إلى شيوعية الأموال والنساء، وتبعه كثير من الغوغاء، الذين عاثوا في الأرض فسادا، وضجت منهم البلاد والعباد. وقد جاءت الأديان السماوية لتقيم التوازن في الحياة، والقسط بين الناس ، كما قرر ذلك القرآن الكريم، ولكن أتباعها سرعان ما حرفوها وبدلوا كلمات الله، ففقدت بذلك وظيفتها في الحياة، حين فقدت ميزتها الأولى وهي: ربانية المصدر. لهذا، لم تقدم الأديان السابقة قبل الإسلام حلا لهذه المشكلة، فقد كان اليهود الذين تفرقوا في الأرض يؤيدون الفردية، بتفكيرهم وسلوكهم القائم على الأنانية: (وأخذهم الربا وقد نهوا عنه، وأكلهم أموال الناس بالباطل) كما سجل عليهم القرآن العزيز.
قال الإمام الطبري – رحمه الله -:
" وأرى أن الله تعالى ذِكْره إنما وصفهم بأنهم " وسَط ": لتوسطهم في الدين ، فلا
هُم أهل غُلوٍّ فيه ، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب ، وقيلهم في عيسى ما قالوا
فيه ، ولا هُم أهلُ تقصير فيه ، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله ، وقتلوا
أنبياءَهم ، وكذبوا على ربهم ، وكفروا به ، ولكنهم أهل توسط ، واعتدال فيه ، فوصفهم
الله بذلك ، إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها "
انتهى. " تفسير الطبري " ( 3 / 142). وقال ابن القيم – رحمه الله – مؤكداً هذا المعنى -: " فدين الله بين الغالي فيه ،
والجافي عنه ، وخير الناس: النمط الأوسط ، الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ، ولم
يلحقوا بغلوِّ المعتدين ، وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطاً ، وهي الخيار ،
العدل ؛ لتوسطها بين الطرفين المذمومين ، والعدل هو: الوسط بين طرفي الجور،
والتفريط، والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف والأوساط محمية بأطرافها ، فخيار الأمور
أوساطها. قال الشاعر:
كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت... بها الحوادث حتى أصبحت طرفا "
انتهى. " إغاثة اللهفان " ( 1 / 182). ومما يؤكد هذا المعنى من الأمثلة في الشرع الحكيم المطهَّر:
1.