فالمسألة ليست سهلة، وما يضر الإنسان يحضر هذه النية، ويتغير حاله وجديته وسلوكه. نسأل الله أن يصلح أقوالنا، وأعمالنا، وقلوبنا، وأن يرزقنا وإياكم نية صالحة، في كل شيء، والله أعلم. إنما الأعمال بالنيات (خطبة). أخرجه الترمذي، كتاب الزهد عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في الرياء والسمعة (4/ 591)، رقم: (2382). أخرجه أبو داود، كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله تعالى (3/ 323)، رقم:(3664)، وابن ماجه، كتاب الإيمان، باب الانتفاع بالعلم والعمل به(1/ 92)، رقم: (252).
انما الاعمال بالنيات الدرر السنية
وأنزل الله فيه أفضل كتبه القرآن الكريم، في ليلة مباركة، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ سورة القدر -، نعم ليلة القدر خير من ألف شهر، قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) وقال صلى الله عليه وسلم (مَن حُرم خيرُها فهو المحروم). نستقبل رمضان بالشوق إليه والدعاء ببلوغه، وبالبشارة والتهنئة بقدوم رمضان، كما بشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال عليه الصلاة والسلام (قد جاءكم رمضان شهر مبارك).
انما الاعمال بالنيات شرح
"الفواكه الشهية في الخطب المنبرية"
[1] البخاري بدء الوحي (1)، مسلم الإمارة (1907)، الترمذي فضائل الجهاد (1647)، النسائي الطهارة (75)، أبو داود الطلاق (2201)، ابن ماجه الزهد (4227)، أحمد (1 /43).
انما الاعمال بالنيات ولكل امرء مانوى
متن حديث إنما الأعمال بالنيات
عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ". [١]
شرح حديث إنما الأعمال بالنيات
ما هو المقصود بالهجرة إلى الله تعالى ورسوله؟
ويقصد من الحديث النبوي الشريف أن جميع الأفعال التي يقوم بها المسلم والأعمال التي يؤديها تكون عبادة وقربة إلى الله تعالى إذا نوى الشخص ذلك، وتعرف النية في اللغة بأنها القصد إلى الشيء وهي عملٌ قلبي لا علاقة للسان به، وهي التي تُفرق بين العبادة والعادة وتحدد الفرق بين الفرض وغيره من النفل أو بين الفروض نفسها، وكل شخص يؤتيه الله تعالى بحسب نيته فمن نوى الخير يلقى خيرًا ومن نوى غير ذلك لقي ما نواه، أي إن الأعمال جميعها يعرف صلاحها وفسادها من النية. [٢] فمن كانت نيته الخير وترك ما حرم الله تعالى ابتغاء لرضاه ونيل مرضاته وقصد نيل رضا الله تعالى وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فإن الله تعالى يؤتيه ثوابًا بنيته، وقيل أن من هاجر إلى دار الإسلام وهو يقصد في نيته الحصول على رضا الله تعالى ومحبة بالله تعالى وبتعلم الدين الإسلامي الحنيف والمجاهرة بدينه فيكون قد هاجر لله تعالى ورسوله أي أن نيته تحققت كما قصدها وأما من هاجر بقصد التجارة أو بقصد الزواج والخطبة فإن هجرته تكون بحسب القصد الذي نواه.
على أن إطلاق الهجرة في الشرع يراد به أحد أمور ثلاثة: هجر المكان ، وهجر العمل ، وهجر العامل ، أما هجر المكان: فهو الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وأما هجر العمل: فمعناه أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ، كما جاء في الحديث النبوي: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) متفق عليه ، والمقصود من هجر العامل: هجران أهل البدع والمعاصي ، وذلك مشروط بأن تتحقق المصلحة من هجرهم ، فيتركوا ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ، أما إن كان الهجر لا ينفع ، ولم تتحقق المصلحة المرجوّة منه ، فإنه يكون محرماً. ومما يُلاحظ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصّ المرأة بالذكر من بين متاع الدنيا في قوله: ( أو امرأة ينكحها) ، بالرغم من أنها داخلة في عموم الدنيا ؛ وذلك زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لأن الافتتان بهنّ أشد ، مِصداقاً للحديث النبوي: ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) متفق عليه ، وفي قوله: ( فهجرته إلى ما هاجر إليه) ، لم يذكر ما أراده من الدنيا أو المرأة ، وعبّر عنه بالضمير في قوله: ( ما هاجر إليه) ، وذلك تحقيراً لما أراده من أمر الدنيا واستهانةً به واستصغاراً لشأنه ، حيث لم يذكره بلفظه.
الحمد لله. 1- يجوز إعطاء الصدقة - غير المفروضة - للفقراء من غير المسلمين وخصوصا إذا كانوا من الأقارب ، بشرط أن لا يكونوا من المحاربين لنا ، وأن لا يكون وقع منهم اعتداء يمنع الإحسان إليهم ، لقوله تعالى: ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) الممتحنة / 8- 9. ولحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: " قَدِمَتْ عَلَيّ أمي وهي مشركة - في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومُدَّتِهم - مع أبيها ، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبةٌ - تطلب العون - أفأصلها ؟ قال: نعم صِلِيْها " رواه البخاري برقم 2946. حكم الصدقة على الكافر - الموقع الرسمي للشيخ إحسان العتيبي. وعن عائشة رضي الله عنها: " أن امرأة يهودية سألتها فأعطتها ، فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر ، فأنكرت عائشة ذلك ، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم قالت له ، فقال: لا ، قالت عائشة: ثم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك " إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم " مسند أحمد برقم 24815.
تجوز الصدقة على الكافر بشرط ألا يكون حربيا
يجوز أن يتصدّق المسلم على الكافر ، لقوله تعالى: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
وقد ثبت عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة ، أفأصِل أمي ؟ قال: نعم ، صِلي أمك. رواه البخاري ومسلم. تجوز الصدقة على الكافر بشرط ألا يكون حربيا. كما أن من أهل الزكاة ( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) وهم من يُرجى إسلامهم فيُعطون رجاء إسلامهم ، أو دفعاً لشرّهم. ويجوز أن يُهْدِي المسلم الهدية للكافر
فقد رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حلة سيراء عند باب المسجد ، فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذه ، فلبستها يوم الجمعة ، وللوفد إذا قدموا عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة. ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حلل ، فأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حلة ، فقال عمر: يا رسول الله كسوتنيها ، وقد قلت في حلة عطارد ما قلت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أكسكها لتلبسها ، فكساها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخاً له بمكة مشركا.
حكم الصدقة على الكافر - الموقع الرسمي للشيخ إحسان العتيبي
((فتاوى نور على الدرب- الموقع الرسمي للشيخ ابن باز)). ، وابن عُثيمين قال ابنُ عُثيمِين: ((تجوز الصَّدقةُ على الكافِرِ بشرْط: ألَّا يكونَ مِمَّن يُقاتِلونَنا في دِينِنا، ولم يُخرجُونا مِن ديارِنا، لكِنْ إذا كان قومُه يُقاتلونَنا في الدِّينِ أو يُخرِجونَنا مِن ديارنا، فلا نتصدَّقُ عليه؛ لأنَّنا إذا تصدَّقْنا عليه وفَّرْنَا وجبةً مِنَ الوجباتِ، والوجبةُ تكونُ بعشرةِ ريالاتٍ، العشرةُ هذه يوفِّرُها لِدَولَتِه ويستعينُ الكفَّارُ بها على المسلمينَ، فإذا كان مِن قَومٍ لا يقاتِلونَنا في دِينِ اللهِ ولا يُخرجوننا مِن ديارنا، فلا بأسَ أن نتصدَّقَ عليه)). ((لقاء الباب المفتوح)) اللقاء رقم 100 السؤال 31.
فدل هذان الحديثان على جواز إعطاء الكافر من الصدقة. ولا يجوز إعطاء فقراء الكفار من الزكاة ، لأن الزكاة لا تعطى إلا للمسلمين في مصرف الفقراء والمساكين المذكورين في آية الزكاة. قال الإمام الشافعي: " ولا بأس أن يتصدق على المشرك من النافلة ، وليس له في الفريضة من الصدقة حق, وقد حمد الله تعالى قوماً فقال ( ويطعمون الطعام) الآية " كتاب الأم /ج 2. و صرف الصدقة إلى فقراء المسلمين أفضل وأولى; لأن الصرف إليهم إعانة لهم على طاعة الله عز وجل ، وتكون عوناً لهم على أمور دينهم ودنياهم ، وفيه يتحقق الترابط المسلمين ، وخصوصاً أن فقراء المسلمين اليوم أكثر من الأغنياء والله المستعان. 2- إذا كان الذي يطلب المال مسلماً ، وكان محتاجاً ، وتأكدت حاجته فيعطى ما تيسر من الصدقة. وكذلك إن كان غير مسلم. ولكن الأفضل للمحتاجين المسلمين ترك التسول في الطرق ، - وإن كان ولا بد - فعليهم الذهاب إلى الجمعيات الخيرية الإسلامية التي تتبنى إيصال الصدقات إلى الفقراء المحتاجين ، وكذلك يستعين من يريد التصدق بتنلك الجمعيات الخيرية المأمونة ، لإيصال صدقته إلى من يستحقها. 3- أما إذا كان الشخص الذي يطلب المال - سواءً كان مسلماً أو كافراً - يطلبه لفعل معصية وشراء شيء محرم أو الاستعانة بالمال على فعل أمر محرم فلا يجوز إعطاؤه من تلك الصدقة ، لأن في ذلك إعانة له على فعل الحرام.