المحور الثالث: وهو توافق المواصفة القياسية للجودة ( أيزو 9001 نموذجاً) مع الإسلام ؛ وذلك لأن:
– مواصفة الأيزو الخاصة بالجودة تشترط التوثيق؛ لكون ذلك عقداً بين الجهة المانحة والمؤسسة التي ترغب في تحقيق الجودة في منتجاتها، والحصول على الشهادة (وتوثيق العهود وهو ما يعرف في الإسلام بالعقود). – مواصفات الأيزو الخاصة بالجودة تقسم حالات عدم المطابقة إلى ثلاث درجات: أ- حالات عدم مطابقة عظمى، ب- حالات عدم مطابقة صغرى ج- ملاحظات، والمخالفات والمعاصي في الإسلام تنقسم إلى: كبائر وصغائر ومحقرات الذنوب أو (صغائر الخسة) (اللمم). – مواصفة الأيزو الخاصة بالجودة تجعل سياسة الجودة في أي مؤسسة شرطاً مهماً، يشبه العقيدة في الإسلام. الجودة في الاسلام. – وتشترط ممثل إدارة ليتفاوض مع الجهة المناحة، وفي الإسلام قضية الإمارة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا كنتم ثلاثة فأمروا عليكم أحدكم). – كما أنها تهتم بتطبيق بنود العقد بين أي عميل والمؤسسة، ولا تقبل أي تغيير في بنود العقد من قبل المؤسسة، ولو لصالح العميل، بدون إطلاع العميل أو أخذ موافقته عليه، (تصرف الفضولي في الشريعة الإسلامية)، (المسلمون عند شروطهم). – ومواصفة الأيزو تهتم بقضية تحديد المهام والصلاحيات في المؤسسة، والإسلام يدعو لذلك.. وتحترم التخصص وتؤكد عليه في إجراءات الجودة لأي مؤسسة، والإسلام يؤكد على ذلك ، وفي الأثر( استعينوا في الصناعات بأهلها) وفي المثل المصري العامي: إدي العيش لخبازه!.
مفهوم الجودة - موضوع
– والمواصفات القياسية تجعل مراقبة الجودة وفي الإسلام مراقبة الله عز وجل. – وتطرح قضية التحسين المستمر، والإسلام يدعو للطموح والوصول للأفضل باستمرار، وأشهر دليل في ذلك حديث: (ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تكون إلا لواحد أرجو أن أكون هو) وظل حياته كله حتى أتاه اليقين يفعل للآخرة. – وفي الجودة: لا تنتظر الخطأ حتى يقع، وفي الإسلام: مبدأ الوقاية خير من العلاج؛ (واللاتي تخافون نشوزهن)، (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا). – وفي الجودة مسئولية الجميع، وفي الإسلام: مخاطبة الجميع: يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الناس، اعملوا، قولوا، أقيموا، توبوا، إلخ. المحور الرابع: توافق معظم مبادئ الجهات العالمية المانحة للشهادة مع الإسلام ؛ فهذه الجهات:
– تجعل رئيساً لفريق المراجعة لدى قيامها بالمراجعات على المؤسسات، ولا يصح بغير ذلك، وفي الإسلام (قضية الإمارة في الإسلام) (إذا كنتم ثلاثة فأمروا عليكم أحدكم). الجودة في الإسلامي. – تطلب هذه الجهات من المراجع في أي شركة مانحة للشهادة، أنه لم يسبق له أن كان استشارياً بالشركة المراجع عليها أو شريكاً فيها، وفي الإسلام حرمة (الرشوة والمحاباة). – هذه الجهات تهتم بالدليل مع كل مراجع؛ وفي السيرة النبوية (الدليل في الهجرة).
الجودة في الإسلام - Saudi Quality Council
ت ، ج6: 72) ، فالحديث السابق يدلل على الإتقان في العمل كما يشير إلى توفير الأداة الفاعلة والمجيدة لتنفيذ المهمة على أكمل وجه. وبالإجمال فإن الإحسان يتضمن معنى التمام والإكمال وفعل الشيء الجيد وإتقان العمل وإخلاصه لله عز وجل ، وبذلك تكون الجودة مظهراً من مظاهر الإحسان وثمرة من ثماره. مفهوم الإتقان: الإتقان في اللغة من أتقن الشيء أحكمه وإتقانه إحكامه ، فالإتقان الإحكام للأشياء (ابن منظور ، 2003 ، ج3: 73). وجاء في محكم التنزيل: " كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ " (هود ، آية: 1). الجودة في الإسلام - Saudi Quality Council. فالإتقان أحد مظاهر ومؤشرات الحكمة في العمل ، والحكيم هو المتقن للأمور (السعدي، 2002: 392) ، ورجل تقن متقن للأشياء حاذق (ابن منظور ، 2003 ، ج3: 73). والإتقان بمعنى الإحسان والإحكام للشيء (القرطبي ، 2002 ، ج7: 17) ، وجاء في قوله تعالى: " لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " (التين ، آية: 4) ، ولفت ربنا سبحانه وتعالى انتباه عباده إلى إتقان صنعته في خلقه بقوله: " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ " (النمل ، آية: 88) ، وبين رب العزة في كتابه الحكيم بعض مظاهر إبداعه وإتقانه في هذا الكون الرحيب " وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ " (ق ، الآيات: 7-8).
ومن الجدير ذكره في هذا المقام ، أن تجويد التعليم وتحسينه بما يكفل تميز المنتج ، عملية طموحة ومستمرة لا تتوقف ، ذلك أن الفرد المسلم مطلوب منه تسديد الأعمال بصورة دائمة يحبها الله عز وجل ويتضح ذلك من خلال التوجيه النبوي الشريف " سدِّدوا وقاربوا واعلموا أنه من يدخل أحدكم عمله الجنة وأن أحبَّ الأعمال أدومها وإن قل " (البخاري، 1987، ج5: 2373). فالسداد كما جاء في الحديث الشريف السابق هو حقيقة الاستقامة ، وهو يعني الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد ، فالسداد إصابة السهم والمقاربة ، أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصب الغرض نفسه ولكن بشرط أن يكون حريصاً ومصمماً على قصد السداد وإصابة الغرض فتكون مقاربته من غير عمد. (النووي ، 1968، ج11: 162) منقول للفائدة والله ولى التوفيق
قال تعالى في سورة البقرة في الاية رقم مائة ثمانية وثمانون (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وفيما يلى تفسير الآية الكريمة. تفسير "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"
فسر الطبري قوله تعالى (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، حيث قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: ولا يأكل بعضُكم مالَ بعض بالباطل، فجعل تعالى ذكره بذلك آكلَ مال أخيه بالباطل، كالآكل مالَ نَفسه بالباطل. يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل. وفسر قوله تعالى (وتُدلوا بها إلى الحكام): فتعني وتخاصموا بها أي تتخاصموا بأموالكم وتذهبون بها إلى الحكام للتتخاصموا وانتم على باطل، ويعني بقوله تعالى " بالإثم " أي بالحرام الذي قد حرمه الله عليكم، وفسر قوله " وأنتم تعلمون ": أي وأنتم تتعمدون أكل تلك الاموال الحرام عن قصد منكم ومعرفة. وقد قيل عن ابن عباس في قوله تعالى " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتُدلوا بها إلى الحكام ": فهذا في الرجل يكون عليه مال، وليس عليه فيه بيِّنة، فيجحد المال، فيخاصمهم فيه إلى الحكام وهو يعرف أنّ الحق عليه، وهو يعلم أنه آثم: أي آكل مال حرام، وقيل عن مجاهد في قوله تعالى " وتُدلوا بها إلى الحكام ": لا تخاصم وأنت ظالم.
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
فيدخل في هذا جميع أنواع التعامل المالي المحرم: كالربا، والقمار، والخداع، والغصب، وجحد الحقوق، وما لا تطيب به نفس مالكه، أو حرمته الشريعة ، وإن طابت به نفس مالكه، كمهر البغي، وأثمان الخمور، والخنازير، وغير ذلك مما حرم الله أثمانه. ثانياً: لفظ (المال) في الشرع يُطلق على كل ما يتموَّله الناس، وينتفعون به، وما تقوم عليه مصالحهم، وتتحصل به منافعهم، من عقارات، وأراضٍ، وسلع عينية، وأموال نقدية، ونحو ذلك. وأكل المال { بالباطل} على وجهين: أحدهما: أخذه على وجه الظلم ، والسرقة، والغصب، وما جرى مجراه. لا تأكلوا أموالكم بالباطل | طاقتنا الخضراء. والآخر: أخذه من جهة محظورة، كالربا، والقمار، وأجر الغناء ، وأجر البغاء، وسائر الوجوه التي حرمها الشارع. وقد انتظمت الآية تحريم كل هذه الوجوه، وهي كلها داخلة تحت قوله تعالى: { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}. قال العلماء: ليس المراد النهي عن خصوص (الأكل)؛ لأن غير الأكل من التصرفات كالأكل في هذا، ولكن لما كان المقصود الأعظم من (المال) هو الأكل، ووقع التعارف فيمن ينفق ماله أنه أكله، فمن ثَمَّ عبر الله عنه بـ (الأكل) فقال: { ولا تأكلوا}. قال ابن العربي في هذا الشأن: "لما كان المقصود من أخذ المال التمتع به في شهوتي البطن والفرج، قال تعالى: { ولا تأكلوا}، فخص شهوة البطن؛ لأنها الأولى المثيرة لشهوة الفرج".
ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة - الآية 29 سورة النساء
خامساً: من الأكل بالباطل أن يقضي القاضي لك وأنت تعلم أنك مبطل، فالحرام لا يصير حلالاً بقضاء القاضي؛ لأنه إنما يقضي بالظاهر، فحكم الحاكم لا يحلل حراماً، ولا يحرم حلالاً، فمن حكم له القاضي بشيء مستنداً في حكمه إلى شهادة زور ويمين فجور، فلا يحل له أكله؛ فإن ذلك من أكل أموال الناس بالباطل، وهكذا إذا ارتشى الحاكم، فحكم له بغير الحق، فإنه من أكل أموال الناس بالباطل. ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة - الآية 29 سورة النساء. سادساً: الذي عليه أئمة الفقه والشرع أن حكم الحاكم أو القاضي ينفذ ظاهراً، ولا ينفذ باطناً، على معنى أن حكم الحاكم يمضي ظاهراً، ولا يسع من يعلم بطلانه أن يعمل به. قال ابن العربي: "مدار حكم الحاكم هو في الظاهر على كلام الخصمين، لا حظ له في الباطن؛ لأنه لا يبلغه علمه، فلا ينفذ فيه حكمه؛ وإنما يحكم في الظاهرِ والباطنِ الظاهرُ الباطنُ سبحانه... والحاكم مصيب في حكمه في الظاهر، وإن أخطأ الصواب عند الله تعالى في الباطن، فهو في عفو الله وثوابه، والظالم في سخط الله تعالى وعقابه". وعلى هذا، فإذا قضى الحاكم بفرقة بين زوجين -بناء على شهادة زور- لم يحل للمرأة أن تتزوج؛ لأنها تعلم أنها لا تزال في عصمة الزوج ، ولا يقربها الزوج احتراماً لسلطة القضاء الظاهرة.
لا تأكلوا أموالكم بالباطل | طاقتنا الخضراء
ومن أكل أموال الناس بالباطل ما يكتسبه موظف الحكومة من بقايا مدفوعات المواطنين ، فكل موظف على صندوق للجباية ( ضريبة- هاتف- كهرباء – ماء……. ) ينبغي أن يأخذ من المواطن فقط ما تقرر عليه دون زيادة، ولا ليرة واحدة. من أكل أموال الناس بالباطل ما يقدمه المواطنون لموظفي الحكومة ( تموين – صحة – بلدية – مخفر-جمارك – جوازات سفر……. ) لقاء تسيير أعمالهم ويزعمون أن نفوسهم تطيب بذلك ، لماذا لا تطيب نفسك عندما تركب سيارة أجرة وبدل أن تعطي السائق مائة ليرة تعطيه مائتين؟! لماذا؟
من أكل أموال الناس بالباطل أن يرتكب أحدهم مخالفة مرور مثلاً قدرها ألفا ليرة فيدفع للشرطي خمسمائة ليرة ليغض الطرف عنه. من أكل أموال الناس بالباطل سرقة الكهرباء. ومن أكل أموال الناس بالباطل التطفيف في الميزان كما قال الله عز وجل: ( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)) المطففين. من أكل أموال الناس بالباطل ما يحدث في أيام المحن والنكبات والحروب حيث يستولي الناس على ممتلكات الآخرين من بيوت ومحلات فينهبون ما فيها من متاع وبضائع ويبيعونها في أسواق المسروقات. ففي الحديث الصحيح: ( نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن النهبى) أخرجه البخاري.
تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تبايع الرجلان، فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرَّقا)) [1] ، وذهب إلى القول بمقتضى هذا الحديث أحمد، والشافعي، وأصحابهما، وجمهور السلف والخلف، ومن ذلك مشروعية خيار الشرط بعد العقد بثلاثة أيام بحسب ما يتبين فيه حال البيع [2] ، ولو إلى سنة في القرية ونحوها، كما هو المشهور عن مالك رحمه الله تعالى، وصحَّحوا بيع المعاطاة مطلقًا، وهو قول في مذهب الشافعي، ومنهم مَن قال: يصحُّ بيع المعاطاة في المحقرات، وفيما يعده الناس بيعًا، وهو اختيار طائفة من الأصحاب كما هو متفق عليه. وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [النساء: 29]؛ أي: بارتكاب محارم الله، وتعاطي معاصيه، وأكلِ أموالكم بينكم بالباطل. ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]؛ أي: فيما أمركم به، ونهاكم عنه. وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه لَمَّا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عام (ذات السلاسل) قال: "احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلِك، فتيمَّمت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، قال: فلما قدِمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت له، فقال: ((يا عمرو، صلَّيتَ بأصحابك وأنت جُنُب؟))، قال: قلت: يا رسول الله، إني احتلمتُ في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلِك، فذكرت قول الله - عز وجل -: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾، فتيمَّمت وصليت، فضحك رسول الله ولم يقل شيئًا [3].
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 188
النداء العشرون للمؤمنين في القرآن
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 29 - 30]. قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -:
"ينهَى - تبارك وتعالى - عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضًا بالباطل؛ أي: بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية؛ كأنواع الربا والقمار وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل، وإن ظهرت في قالب الحكم الشرعي، مما يعلم الله أن متعاطيَها إنما يريد الحيلة على الربا، حتى قال ابن جرير عن ابن عباس في الرجل يشتري من الرجل الثوب، فيقول: إن رضيتَ أخذته وإلا رددت معه درهمًا، قال: هو الذي قال الله - عز وجل - فيه: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة: 188]، وعن علقمة عن عبدالله في الآية قال: إنها محكمة ما نُسِخت ولا تنسخ إلى يوم القيامة.
تفسير القرآن الكريم