ورسولنا صلى الله عليه وسلم ألّف حول دعوته القلوب، وجعل أصحابه يفدونها بأرواحهم وبأعز ما يملكون بخُلقه الكريم، وحلمه، وعفوه، وكثيراً ما كان يستغضب غير أنه لم يجاوز حدود التكرم والإغضاء، ولم ينتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. حديث عن العفو عند المقدرة. فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ودخلها نهاراً بعد أن خرج منها ليلاً، وحطم الأصنام بيده، ووقف أهل مكة يرقبون أمامه العقاب الذي سينزله بهم رسول الله جزاء ما قدموه له من إيذاء لا يحتمله إلا أهل العزمات القوية، إلا أنه قال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء. فاسترد أهل مكة أنفاسهم وبدأت البيوت تفتح على مصاريعها لتبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه، الله أكبر، ما أجمل العفو عند المقدرة.. لقد برز حلم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف الذي سار عليه الأنبياء من قبله.
العفو عند المقدرة حديث
قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 219]، [وهذا سؤال عن مقدار ما ينفقونه من أموالهم، فيسَّر الله سبحانه وتعالى لهم الأمر، وأمرهم أن ينفقوا العفو؛ والعفو هنا هو المتيسِّر من أموالهم، الذي لا تتعلق به حاجتهم وضرورتهم، وهذا يرجع إلى كلّ أحد بحسبه، من غني وفقير ومتوسط الحال، كلُّ له قدرة على إنفاق ما عفا من ماله، ولو شق تمرة. خير العفو ما كان عند المقدرة. بتصرف يسير من تفسير السعدي. والعفو عند المقدرة من شيم الكرام، من شيم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فها هو نبيُّ الله يوسفُ الصديقُ عليه السلام، يعفو عن إخوته الذين حاولوا قتله، بل رموه في البئر، وفرقوا بينه وبين أبيه صغيراً وحيداً فريداً، فعفا عنهم عند القدرة على الانتقام منهم، قَالَ سبحانه وتَعَالَى عن يوسف عليه السلام أنه قال: ﴿ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92]. وعفا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن قريش وأهل مكة، الذين آذوه وعذبوه وطردوه، وأخرجوه من أرضه ووطنه، فلما فتح مكة لم ينتقم منهم، ولم يعاملهم بما عاملوه به، بل عفا عنهم وأكرمهم.
حديث عن العفو عند المقدرة
القصــــة الثالثة
قصة تهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم عند سماع نهايتها على الرغم من حزنه الشديد في بدايتها…
جثا رجلان على ركبهما يوم القيامة عند رب العباد سبحانه وتعالى، قال أحدهما: "يا ربي إنه قد ظلمني في الدنيا، خذ بحقي منه يا ربي". فيقول الله سبحانه وتعالى: "أعطه من حسناتك". الآخر: "لقد فنيت جميع حسناتي يا ربي". الصبر عن الاذى و العفو عند المقدرة – جريدة نورت. فيقول الأول: "فليأخذ من سيئاتي يا ربي". هنا يحزن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بسبب دخول أحد من أمته النار بظلم لأخيه في الدنيا…
فيقول الله سبحانه وتعالى للمظلوم الذي يريد أن يأخذ بحقه من أخيه: "انظر إلى الجنة"، فتنكشف له الجنة بما فيها من قصور وأنهار ومناظر بديعية، فيسأل الرجل ربه: "يا ربي لمن هذه القصور، لأي نبي أو لأي صديق أو لأي شهيد؟"
فيجيبه خالقه: "كل هذا لمن أعطى ثمنه". فيسأله الرجل: "يا ربي ومن يملك ثمنها؟"
فيجيبه رب العباد: "أنت تملك الثمن". قال: "وما ثمنها يا ربي؟"
قال سبحانه وتعالى: "العفو عن أخيك"، فقال: "لقد عفوت عنه يا ربي". فيقول رب العباد: "خذ بيد أخيك وادخلا الجنة"، وهنا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بفرحة. قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بسورة آل عمران الآية 134: " الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" صدق اللـــــــــــه العظيم.
خير العفو ما كان عند المقدرة
مرسلة من صديق نورت BKAM
نظرا للأحداث المؤسفة التي و قعت بين الإخوة في الموقع وجدت أنه من الضروري بعث هذا الموضوع المنقول كي نستعيد بصيرتنا و نرجع لحسن السبيل.
وكانت الفرصة ملائمة لتحقيق حلم ملك فرنسا، فقد كان العالم الإسلامي آنذاك تحت هجمات كل من المغول والفرنجة، فقد اجتاح المغول البوابة الشرقية للعالم الإسلامي، واستطاعوا أن يكتسحوا خط الدفاع الأول عن الأراضي الإسلامية، وهي الدولة الخوارزمية، وبعد اجتياحهم لهذه الأخيرة، أصبحت الطرق غير مؤمنة أمام بغداد (عاصمة الخلافة الإسلامية). أثناء تلك الفترة اجتاحت القوات الفرنسية كلاً من دمياط والمنصورة، حيث قاموا بأعمال عدوانية منها الاغتصاب والقتل وأسر الكثير من قيادات الجيش المصري. أثناء هذه الغمامة التي هبت على الأراضي المصرية، توفي الملك الصالح نجم الدين الأيوبي حاكم مصر. وهنا لمع اسم السلطانة شجرة الدر -زوجة الصالح نجم الدين-بعد موته. العفو عند المقدرة من أخلاق المعلم. فقد قامت بدفنه سراً حتى لا تنهار معنويات الجيش، وحكمت مصر في تلك الفترة. والجدير بالذكر أنها اجتمعت مع القيادات العسكرية للتخطيط العسكري وإعلان بدء ساعة الهجوم على القوات الفرنسية. وبالفعل باغتت القوات المصرية القوات الفرنسية ووقع ملك فرنسا لويس التاسع في الأسر مع عدد من كبار القيادات العسكرية الفرنسية. وظن الملك وكل من في الأسر أن لا شفقة ولا رحمة سوف تنزل بهم جراء ما اقترفوه من أعمال وحشية في المنصورة ودمياط.
إن الغاية المثالية للفقه الإسلامي هو تغليب مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد دون أن يصل إلى حد إذابة كيان الفرد في سبيل المجتمع فهو الذي يراعي مصلحة المجتمع فينظمه على أساس من الأخوة والتكافل الاجتماعي. والإسلام دين الحق والعدالة والرحمة والتسامح والعفو وبعيد كل البعد عن القسوة يقول تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) ويقول تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). والحرج هو المشقة والضيق والشدة. العفو عند المقدرة حديث. وهذا حق فإن الدين الإسلامي قد تسامح في كثير من المواطن عندما يكون المسلم غير قادر على فعل ما أمر به أو ترك ما نهي عنه. ويقول عليه الصلاة والسلام: «لن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة». فالإسلام فوق ذلك كله فإن تعاليمه الجليلة الحكيمة مبسطة للغاية ليس فيها أي تعقيد ولا التواء ولا لبس عليها ولا غموض ومليئة بالصفح والتسامح والعفو والتيسير ورفع الحرج عن العباد برعاية المصالح يقول تعالى
(ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج)
الاستغاثة والاستعانة بغير الله
دعاء الغائب... رؤية شرعية
رقم الفتوى 437635 المشاهدات 3916 تاريخ النشر: 2022-04-17
ما الفرق بين دعاء الحاضر ودعاء الغائب؟ وما هي الشروط في دعاء الحاضر ودعاء الغائب؟ يعني هل كل من دعا غائبا يشرك، أم يوجد تفصيل؟ وأيضا شروط دعاء الحاضر ثلاثة، وهي: الحياة، والحضور، والقدرة. إذا سقط شرط أصبح شركا. هل للزوجة أن تتصدق عن والدتها المتوفية؟. وقد سألني أحدهم قائلا: أنتم تكفرون الناس على هذه القاعدة بدون دليل. فأرجو أن توضحوا لي الموضوع. وما حكم قول: يا علي أو يا حسين، وخاصة أني ناقشي بعضهم،... المزيد
هل للزوجة أن تتصدق عن والدتها المتوفية؟
وقت الدفن: السؤال الثاني من الفتوى رقم (349): س2: إذا مات ميت قبل منتصف الليل أو بعد منتصف الليل، فهل يجوز دفنه ليلا، أو لا يجوز دفنه إلا بعد طلوع الفجر؟ ج2: يجوز دفن الميت ليلا لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: مات إنسان كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فمات بالليل فدفنوه ليلا، فلما أصبح أخبروه، فقال: «ما منعكم أن تعلموني؟» قالوا: كان الليل، وكانت ظلمة، فكرهنا أن نشق عليك، فأتى قبره فصلى عليه (*) رواه البخاري ومسلم، فلم ينكر دفنه ليلا، وإنما أنكر على أصحابه أنهم لم يعلموه به إلا صباحا، فلما اعتذروا إليه قبل عذرهم. وروى أبو داود عن جابر قال: رأى ناس نارا في المقبرة فأتوها، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المقبرة يقول: «ناولوني صاحبكم» ، وإذا هو الذي كان يرفع صوته بالذكر وكان ذلك ليلا (*) ، كما يدل عليه قول جابر: (رأى ناس نارا في المقبرة.. ) إلخ. ودفن النبي صلى الله عليه وسلم ليلا، روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل (*) ، ليلة الأربعاء والمساحي هي الآلات التي يجرف بها التراب، ودفن أبو بكر وعثمان وعائشة وابن مسعود ليلا، وما روي مما يدل على كراهية الدفن ليلا فمحمول على ما إذا كان التعجيل بدفنه ليلا يخل بالصلاة عليه كما جاء ذلك في الحديث الصحيح، أو من أجل أن لا يساء كفنه، ولأنه أسهل على من يشيع جنازته وأمكن لإحسان دفنه، واتباع السنة في كيفية لحده، وهذا إذا لم توجد ضرورة إلى تعجيل دفنه، وإلا وجب التعجيل بدفنه ولو ليلا.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم أنه دعا بصحابته على جنازة ما بعد الفراغ من الصلاة عليها، والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقف على القبر بعد أن يسوى على صاحبه ويقول: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» (*) ، وبما تقدم يتبين أن الصواب: القول بعدم جواز الدعاء بصفة جماعية بعد الفراغ من الصلاة على الميت، وأن ذلك بدعة. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن قعود. الدعاء للميت: السؤال السادس من الفتوى رقم (2392): س6: على أي حال يدعى للميت بعد دفنه وتسوية التراب، أجالسا أم قائما؟ وأيهما أفضل؟ ج6: السنة لمن أراد أن يدعو للميت بعد دفنه وتسوية التراب عليه أن يدعو وهو قائم، والأصل في ذلك ما رواه أبو داود بسنده عن عثمان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» (*) ، وقد سكت عنه أبو داود والمنذري، وأخرجه أيضا الحاكم وصححه، والبزار وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه.