﴿ تفسير ابن كثير ﴾
قال ابن عباس هو انصداعها عن النبات وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك والضحاك والحسن وقتادة والسدي وغير واحد. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
والأرض ذات الصدع قسم آخر أي تتصدع عن النبات والشجر والثمار والأنهار ، نظيره ثم شققنا الأرض شقا... الآية. والصدع: بمعنى الشق; لأنه يصدع الأرض ، فتنصدع به. وكأنه قال: والأرض ذات النبات; لأن النبات صادع للأرض. وقال مجاهد: والأرض ذات الطرق التي تصدعها المشاة. وقيل: ذات الحرث; لأنه يصدعها. تفسير سورة الطارق. وقيل: ذات الأموات: لانصداعها عنهم للنشور. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) يقول تعالى ذكره: والأرض ذات الصدع بالنبات. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خَصِيف، عن عكرِمة، عن ابن عباس ( وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) قال: ذات النبات. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) يقول: صدعها إخراج النبات في كلّ عام. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَيَة، عن أبي رجاء، عن الحسن ( وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) قال: هذه تصدع عما تحتها؛ قال أبو رجاء: وسُئل عنها عكرِمة، فقال: هذه تصدع عن الرزق.
- تفسير سورة الطارق
- شبكة شعر - أبو تمام - كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ
- كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ | أبو تمام - شطر
- كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ :: فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ
تفسير سورة الطارق
* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا سفيان، عن خصيف، عن عكرِمة، عن ابن عباس: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) قال: السحاب فيه المطر. حدثنا عليّ بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن خَصِيف، عن عكرِمة، عن ابن عباس في قوله: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) قال: ذات السحاب فيه المطر. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) يعني بالرجع: القطر والرزق كلّ عام. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) قال: ترجع بأرزاق الناس كلّ عام؛ قال أبو رجاء: سُئل عنها عكرِمة، فقال: رجعت بالمطر. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( ذَاتِ الرَّجْعِ) قال: السحاب يمطر، ثم يَرجع بالمطر. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) قال: ترجع بأرزاق العباد كلّ عام، لولا ذلك هلَكوا، وهلَكت مواشيهم. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) قال: ترجع بالغيث كلّ عام.
هذا قسم عظيم: ﴿ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾ [الطارق: 12]. لن أزيد في بيان إعجاز القرآن إلا أن أشير إلى أن علماء الجيولوجيا، قد اكتشفوا حقيقتين عن صدوع الأرض:
الأولى منهما اكتشفت مع بداية تطوُّر علم الجيولوجيا، وهي أن الصدوع تكون عنصرًا أساسيًّا في بنيان الأرض، فما من مكان في الأرض إلا وبه صدوع؛ إما ظاهرة على سطحها، أو مرسومة في داخل غلافها الصخري، تُمزقه إلى قطعٍ كبيرة وأخرى صغيرة. والحقيقة الثانية اكتشفت بعد عام 1962م، وهي وجود منظومة هائلة من الصدوع تقطع أطول سلسلة جبال العالم، والتي توجد في المحيطات عبر منتصفات قيعانها ( أحيد وسط المحيطات)، وتمتد لمسافة قرابة الثمانين ألف من الكيلومترات. تلك الأحيد بشقوق تصل إلى وشاح الأرض، فتصعد الحِمم من جوف الأرض؛ لتجعل البحر دائمًا مسجورًا بالنار. قسمان عظيمان؛ هما: ﴿ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾ [الطارق: 12]، ﴿ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾ [الطور: 6]. قسمان عظيمان، واللهِ الذي أقسم بهما هو الله الأعظم، نعوذ بالله من شرورهما ونسأله من خيرهما! حيد وسط المحيط تقطعه أعظم منظومة صدع الأرض. إن الزلازل جند من جنود الله، إن أخذ الكافرون بها، فإنما يكون بسبب ذنوبهم، وإن أصابت بعض الصالحين، فإنها تكون تكفيرًا لذنوبهم، وفتنة لغيرهم من ضعاف الإيمان، والزلازل في المقام الأول نذير للمغرورين بقوتهم المادية؛ ليعلموا أن هناك الأقوى منهم، القاهر فوق عباده الذي لا يقع شيء في ملكه إلا بإذنه، ثم هي دعوة للتعاطف الإنساني في زمن طغت فيه المادة على القيم الخلقية.
فتًى كانَ عَذْبَ الرُّوحِ لامِنْ غَضاضَة ٍ
ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ! فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها
وبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وهْوَ لها جَمْرُ
وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى
بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ
أمنْ بعدِ طيِّ الحادثاتِ محمداً
يكونُ لأثوابِ الندى أبداً نشرُ؟! كذا فليجل الخطب وليفدح الأمم المتحدة. إذا شجراتُ العرفِ جذَّتْ أصولها
ففي أيِّ فرعٍ يوجدُ الورقُ النضرُ؟
لَئِنْ أُبغِضَ الدَّهْرُ الخَؤونُ لِفَقْدِهِ
لَعَهْدِي بهِ مِمَّنْ يُحَبُّ له الدَّهْرُ
لئنْ غدرتْ في الروعِ أيامُه بهِ
لَما زَالتِ الأيَّامُ شِيمتُها الغَدْرُ
لئن ألبستْ فيهِ المصيبة َ طيءٌ
لَمَا عُريَتْ منها تَمِيمٌ ولا بَكْرُ
كذلكَ ما نَنفَكُّ نَفْقدُ هالِكاً
يُشارِكُنا في فَقْدِهِ البَدْوُ والحضْرُ
سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ شخصه
وإنْ لم يكنْ فيهِ سحابٌ ولا قطرُ
وكيفَ احتمالي للسحابِ صنيعة ً
بإسقائِها قَبْراً وفي لَحدِهِ البَحْرُ! مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضة ٌ
غداة ً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ
ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى
ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ
عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني
رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ
شبكة شعر - أبو تمام - كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ
ولم ينس الشاعر أن يؤكد الميتة الشريفة التي نالها هذا البطل فقد نال مقام الشهداء مدافعا عن قومه وعزته وكرامة قومه (ارجع إلى البيت: تردى ثياب الموت... ) وإلحاحا من صفة الكرم التي اشتهر بها المرثي يجد الشاعر نفسه ينساق نحوها في أكثر من موضع ولكن بطريقة في الأداء جديدة فقد طويت بموته ثياب الكرم والعطاء الجزيل ويصور المعروف والفضيلة والخير بعده كأنه أشجار ذابلة لا نضارة فيها ولا جمال. شبكة شعر - أبو تمام - كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ. ( الأبيات15 ـ17) 15/ سقى الغيث غيثاً وارت الأرضُ شخصه وإن لم يكن فيه سحابٌ ولا قطرُ 16/ وكـيـف احتمالي للسحاب صنـيـعـه بإسقائها قبراً وفي جوفه البحرُ 17/ مضى طاهر الأثواب لم تبقَ روضةٌ غداة ثوى إلا تمنَّت أنها قبرُ يختم الشاعر مرثيته بالدعوة بالسقيا لقبر المرثي وهو تقليد شائع في الشعر العربي القديم لما بين السقيا من الطهر والتنقية والعطاء ، ويبدِ الشاعر استغرابه من قدرة السحاب الاستجابة ليسقي قبرا تضمن في جوفه بحرا من العطاء والكرم وهو أسلوب فريد عرف به أبو تمام بين شعراء العربية حتى استق لقب صاحب مدرسة البديع بمعنى الابتكار والتجديد في الشعر العربي. التذوق والتعليق العام: 1ـ أبو تمام في رثائه بصورة عامة له طريقتان تختلفان باختلاف باعث عاطفة الفقد والحزن ، فرثاؤه لخاصته وذوي قرباه زفرة حرَّى ولوعة ملؤها الأسى والتألم ، أمّأ رثاؤه للعظماء والأصدقاء والشخصيات العامة فهو لوحة فنية ملونة بملكته البديعية وقدرته التصويرية ، كما هو ظاهر في هذا النص الذي رسم فيه صورة مثالية للبطولة في شخص المرثي مما يجعل الحزن يتسرب إلى نفسك عند استشعارك لقدر المصاب واتساع الخلل الذي حدث بفقده ، ويكتمل أنموذج البطل الفقيد من خلال هذه الصفات التي يرسم الشاعر أبعادها وتفاصيلها الداخلية والخارجية.
كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ | أبو تمام - شطر
كما هو طبع الأبطال وعادتهم في البذل والتضحية فاللواء أمين الوائلي كان يدرك تماما أن الدفاع عن الجمهورية عامة و مارب خاصة ليس في موطن واحد وإنما كان شعار الشهيد: (وقفت هاهنا و مارب كلها موقف للنضال)
كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ :: فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ
2ـ استعان الشاعر بالألوان لتمييز المواقف وقد كان اللون الأحمر هو الطاغي بطبيعته ونصاعته، فالعيون تفيض دماً ، وقد تردى ثياب الموت حمراً ، وهو لون يشبه ميتة الفقيد( مات بين الضرب والطعن) و ( مستنقع الموت). ويطغى في المشهد كذلك اللون الأخضر ليكسو القصيدة في صدرها وخاتمتها( فما دجى لها الليل إلا وهي من سندس خضر) وهي كناية عن نيله الشهادة لأن هذه الحلل السندسية هي لباس أهل الجنة ،و( وإذا شجرات العرف)و(الورق النضر). وهناك اللون الذي يدل على القتامة والحزن مثل: ( لكفر) (خوف العار) ( خرَّ البدر) و اللون البيض يظهر في و ( طهارة الأثواب) و( الغيث والسقيا). 3 ـ استخدم الشاعر عدة صور بيانية مثل الاستعارة في قوله: توفيت الآمال بعد محمد و ( تردى ثياب الموت) ، (وضحكت عنه الأحاديث والذكر) (ومات مضرب سيفه) و(استشهاد الصبر)، و(في جوفه البحر). كذا فليجل الخطب وليفدح الأمريكية. كما استخدم بعض الكنايات في مثل قوله: فما دجا لها الليل إلا وهي من سندس خضر) كناية عن نيله الشهادة وتقلبه في نعيم الجنة و( طاهر الأثواب) وهي كناية عن العفة ونقاء السيرة والبيت العاشر فيه كناية عن الحيرة والاضطراب. 4ـ وهناك حلي بديعية في النص استطاع الشاعر أن يكسوه بها دون أن تطغى على المعاني وإنما تكسب النص إيقاعا وجرسا موسيقيا يتناسب وموضوع القصيدة وبحرها الطويل فقد استخدم الطباق والمقابلة كثيرا مما يظهر الصور المتضادة بوضوح:فهو مال من قل ماله ، والعسر واليسر ، والبكاء والضحك ، والنصر وفوت النصر ، وسلبته وأعطاها ، والبواتر وبترت ، والطي والنشر.
إلا أنه في هذا البيت ذكّرني بقول
تلميذه البحتري حين قارن بين شعره وشعر أستاذه:
" جيّده خير من جيّدي ، ورديئي خير من
رديئه ". فأبو تمام في هذا البيت يقول: إما أن تكون المصائب هكذا وإلا فلا ، وأقل
ما نرتضيه من المحبين أن يبكوا لهذه الفاجعة كثيراً!!! كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ :: فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ. وأقرب ما يكون التعبير
بلغتنا العاميّة المحليّة " يا هيك مصيبة ، يابلا "!!. قلت – وأنا أجول بذهني في عالمنا
العربي قديماً وحديثاً – لِماذا هذه المبالغة في التملق ولِمَ المزاودة في التهويل
، وعلامَ كل هذا التفخيم في أمور قد تكون على وجاهتها عادية ؟
مات إبراهيم بن محمد صلى الله عليه
وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال: "
تدمع العين ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا
". والتحق رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالرفيق الأعلى فما كان من خليله وصاحبه أبي بكررضي الله عنه إلا أن رفع الغطاء عن
وجهه الشريف فقبله وقال: طبتَ حياً وميّتاً يا رسول الله ، ودمعت عيناه ثمّ شمّر
عن ساعد الجد يُكمل بناء الدولة الإسلامية. ويُقتل الإمام علي رضي الله عنه ،
فيذرف ابناه سيدا شباب أهل الجنة دموع الرجال ، ثم يحمل الحسن – الخليفة الراشد
الخامس - الأمانة بثبات.