[ ص: 559]
9971 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك: يقول: بذنبك ثم قال: كل من عند الله: النعم والمصيبات. 9972 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد ، وابن أبي جعفر قالا: حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قوله: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال: هذه في الحسنات والسيئات. 9973 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية مثله. 9974 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج ، عن ابن جريج: وما أصابك من سيئة فمن نفسك ، قال: عقوبة بذنبك. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النساء - الآية 79. 9975 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك: بذنبك ، كما قال لأهل أحد: ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) [ سورة آل عمران: 165] ، بذنوبكم. 9976 - حدثني يونس قال: حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح في قوله: " وما أصابك من سيئة فمن نفسك " ، قال: بذنبك ، وأنا قدرتها عليك.
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النساء - الآية 79
- الشر من خلق الله ونفي نسبته إلى الله من التأدب اللفظي - الإسلام سؤال وجواب
- قصص عن فضل بناء المساجد
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النساء - الآية 79
قوله تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا
قوله تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك أي ما أصابك يا محمد من خصب ورخاء وصحة وسلامة فبفضل الله عليك وإحسانه إليك ، وما أصابك من جدب وشدة فبذنب أتيته عوقبت عليه. والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته. أي ما أصابكم يا معشر الناس من خصب واتساع رزق فمن تفضل الله عليكم ، وما أصابكم من جدب وضيق رزق فمن أنفسكم ؛ أي من أجل ذنوبكم وقع ذلك بكم. قاله الحسن والسدي وغيرهما ؛ كما قال تعالى: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء. وقد قيل: الخطاب للإنسان والمراد به الجنس ؛ كما قال تعالى: والعصر إن الإنسان لفي خسر أي إن الناس لفي [ ص: 246] خسر ، ألا تراه استثنى منهم فقال إلا الذين آمنوا ولا يستثنى إلا من جملة أو جماعة. وعلى هذا التأويل يكون قوله ما أصابك استئنافا. وقيل: في الكلام حذف تقديره يقولون ؛ وعليه يكون الكلام متصلا ؛ والمعنى فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا حتى يقولوا ما أصابك من حسنة فمن الله. الشر من خلق الله ونفي نسبته إلى الله من التأدب اللفظي - الإسلام سؤال وجواب. وقيل: إن ألف الاستفهام مضمرة ؛ والمعنى أفمن نفسك ؟ ومثله قوله تعالى: وتلك نعمة تمنها علي والمعنى أوتلك نعمة ؟ وكذا قوله تعالى: فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي أي أهذا ربي ؟ قال أبو خراش الهذلي: رموني وقالوا يا خويلد لم ترع فقلت وأنكرت الوجوه هم هم أراد " أهم " فأضمر ألف الاستفهام وهو كثير وسيأتي.
الشر من خلق الله ونفي نسبته إلى الله من التأدب اللفظي - الإسلام سؤال وجواب
فَتَقْدِيرُهُ: "فَمالِ هَؤُلاءِ القَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا، يَقُولُونَ: ما أصابَكَ مِن حَسَنَةٍ"، ويَجِيءُ القَطْعُ عَلى هَذا القَوْلِ مِن قَوْلِهِ: "وَأرْسَلْناكَ". وقالَتْ طائِفَةٌ: بَلِ القَطْعُ في الآيَةِ مِن أوَّلِها، والآيَةُ مُضَمَّنَةٌ الإخْبارَ أنَّ الحَسَنَةَ مِنَ اللهِ وبِفَضْلِهِ، وتَقْدِيرُ ما بَعْدَهُ: وما أصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفْسِكَ عَلى جِهَةِ الإنْكارِ والتَقْرِيرِ، فَعَلى هَذِهِ المَقالَةِ ألِفُ الِاسْتِفْهامِ مَحْذُوفَةٌ مِنَ الكَلامِ، وحَكى هَذا القَوْلَ المَهْدَوِيُّ. و"رَسُولًا" نُصِبَ عَلى الحالِ، وهي حالٌ تَتَضَمَّنُ مَعْنى التَأْكِيدِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَأرْسَلْناكَ لِلنّاسِ رَسُولا﴾، ثُمَّ تَلاهُ بِقَوْلِهِ: ﴿وَكَفى بِاللهِ شَهِيدًا﴾ تَوَعُّدٌ لِلْكَفَرَةِ، وتَهْدِيدٌ تَقْتَضِيهِ قُوَّةُ الكَلامِ، لِأنَّ المَعْنى: شَهِيدًا عَلى مَن كَذَّبَهُ، والمَعْنى أنَّ الرَسُولَ إنَّما يَأْمُرُ ويَنْهى بَيانًا مِنَ اللهِ وتَبْلِيغًا، فَإنَّما هي أوامِرُ اللهِ ونَواهِيهِ. قالَتْ فِرْقَةٌ: سَبَبُ هَذِهِ الآيَةِ «أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: "مَن أحَبَّنِي فَقَدْ أحَبَّ اللهَ" (p-٦١٠)فاعْتَرَضَتِ اليَهُودُ عَلَيْهِ في هَذِهِ المَقالَةِ، وقالُوا: هَذا مُحَمَّدٌ يَأْمُرُ بِعِبادَةِ اللهِ وحْدَهُ، وهو في هَذا القَوْلِ مُدَّعٍ لِلرُّبُوبِيَّةِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ» تَصْدِيقًا لِلرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ، وتَبْيِينًا لِصُورَةِ التَعَلُّقِ بَيْنَهُ وبَيْنَ فَضْلِ اللهِ تَعالى.
كأن المسألة قسمان: شيء لك فيه دخل، وشيء لا دخل لك فيه. ولابد أن تعتبره حسنة لأنه يقيم قضية عقدية في الكون. فالمؤمن بين لوم نفسه على مصيبة بما له فيه دخل، وثقة بحكمة من يجري ما لا دخل له فيه وهو الله سبحانه: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}. ومن هو الرسول؟. الرسول مبلغ عمن أرسله إلى من أرسل إليه. وما دام رسولًا مبلغًا عن الله فأي شيء يحدث منه فهو من الله. وعندما يقول الحق: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} أي لا يضرك يا محمد أن يقولوا: إن ما أصابهم من سيئة فمن عندك؛ لأنه يكفيك أن يكون الله في صفك؛ لأنهم لا يملكون على ما يقولون جزاء، وربك هو الذي يملك الجزاء وهو يشهد لك بأنك صادق في التبليغ عنه وأنّك لم تحدث منك سيئة كما قالوا: ومن بعد ذلك يقول الحق: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ... }.
المراجع
↑ "أهمية المساجد ودورها في الإسلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2019. بتصرّف. ↑ "فضل بناء المساجد وتعميرها وصيانتها" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2019. بتصرّف. ↑ "المسجد في الإسلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2019. بتصرّف.
قصص عن فضل بناء المساجد
معاشر المؤمنين:
اشكروا الله على ما من به عليكم في هذه البلاد من عمارة المساجد على أحسن ما يكون البناء وتوفير كل وسائل الراحة فيها فقد سخر كثير من أهل الخير والإحسان نصيباً كبيراً مما من الله به عليهم في إقامة بيوت الله وهاهي قائمة تنتظر منكم عمارتها بعبادة الله فيها على الوجه الذي يرضيه
نسال الله في هذه الساعة الكريمة أن يجزي عمار بيوت الله من المؤمنين الذين يريدون ما عند الله خير الجزاء وأن يتقبل منهم وأن يخلفهم عما أنفقوا خيرا وأن يرفعهم بها في الدرجات العلى من الجنة كما نسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم وإياهم ممن يعمرون بيوته بذكره وشكره وإقام الصلاة فيها بالغدو والآصال إنه سميع مجيب الدعوات. ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين وسيد ولد آدم أجمعين اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن أزواج نبيك وآله بيته وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين
اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم أيده بولي عهده والنائب الثاني ووفقهم لما فيه رضاك يا رب العالمين.
قَوْله: (فِي الْجَنَّةِ) فيه بشارة عظيمة لباني المسجد لله تعالى، وهي دخول الجنة، قال ابن حجر: فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى دُخُولِ فَاعِلِ ذَلِكَ الْجَنَّةَ, إِذْ الْمَقْصُودُ بِالْبِنَاءِ لَهُ أَنْ يَسْكُنَهُ, وَهُوَ لَا يَسْكُنُهُ إِلَّا بَعْدَ الدُّخُولِ. (الفتح). وفي قوله (مسجدًا) منكرًا فيه بشارة أخرى لمن لا يتمكن من بناء المسجد بانفراده، فالتنكير فيه لِلشُّيُوعِ؛ فَيَدْخُلُ فِيهِ الْكَبِير وَالصَّغِير". فضل بناء المساجد - ملتقى الخطباء. ويؤيده ما رواه ابن ماجه وغيره عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: ((مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)). قال البوصيري: إِسْنَاده صَحِيح وَرِجَاله ثِقَات. قَوْله (كَمَفْحَصِ قَطَاة) حَمَلَ أَكْثَر الْعُلَمَاءِ ذَلِكَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ; لِأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي تَفْحَصُ الْقَطَاة عَنْهُ لِتَضَع فِيهِ بَيْضَهَا وَتَرْقُد عَلَيْهِ لَا يَكْفِي مِقْدَاره لِلصَّلَاةِ فِيهِ. ولكن لا مانع من حمله على ظاهره فيكون المعنى أَنْ يَزِيدَ فِي مَسْجِدٍ قَدْرًا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ تَكُونُ تِلْكَ الزِّيَادَة هَذَا الْقَدْر، أَوْ يَشْتَرِكُ جَمَاعَة فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ فَتَقَعُ حِصَّة كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ذَلِكَ الْقَدْر.