وقال الوليد بن مسلم: عن ابن جابر، قال: بينما نحن عند مكحول إذ أقبل يزيد بن عبد الملك فهممنا أن نوسع له، فقال مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس يتعلم التواضع. وقد كان يزيد هذا يكثر من مجالسة العلماء قبل أن يلى الخلافة، فلما ولى عزم على أن يتأسى بعمر بن عبد العزيز، فما تركه قرناء السوء، وحسنوا له الظلم. قال حرملة: عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: لما ولى يزيد بن عبد الملك قال: سيروا بسيرة عمر، فمكث كذلك أربعين ليلة، فأتى بأربعين شيخا فشهدوا له أنه ما على الخلفاء من حساب ولا عذاب. وقد كتب إليه عمر بن عبد العزيز: أما بعد فإنى لا أرانى إلا ملما بي، وما أرى الأمر إلا سيفضى إليك، فالله الله فى أمة محمد، فإنك عما قليل ميت فتدع الدنيا إلى من لا يعذرك، والسلام. وكتب يزيد بن عبد الملك إلى أخيه هشام: أما بعد فإن أمير المؤمنين قد بلغه أنك استبطأت حياته وتمنيت وفاته ورمت الخلافة، وكتب فى آخره:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم * متى مت ما الباغى على بمخلد
منيته تجرى لوقت وحتفه * يصادفه يوما على غير موعد
فقل للذى يبقى خلاف الذى مضى * تهيأ لأخرى مثلها وكأن قد
فكتب إليه هشام: جعل الله يومى قبل يومك، وولدى قبل ولدك، فلا خير فى العيش بعدك.
- البداية والنهاية/الجزء التاسع/هو يزيد بن عبد الملك بن مروان - ويكي مصدر
- يزيد بن عبد الملك
- يزيد بن عبد الملك هل أماته السل أم العشق؟.. ما يقوله التراث الإسلامى - اليوم السابع
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المجادلة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة "- الجزء رقم23
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المجادلة - الآية 12
البداية والنهاية/الجزء التاسع/هو يزيد بن عبد الملك بن مروان - ويكي مصدر
قال حرملة: عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: لما ولي يزيد بن عبد الملك قال: سيروا بسيرة عمر، فمكث كذلك أربعين ليلة، فأتي بأربعين شيخا فشهدوا له أنه ما على الخلفاء من حساب ولا عذاب. وقد اتهمه بعضهم في الدين وليس بصحيح، إنما ذاك ولده الوليد بن يزيد، كما سيأتي، أما هذا فما كان به بأس. وقد كتب إليه عمر بن عبد العزيز: أما بعد فإني لا أراني إلا ملما بي، وما أرى الأمر إلا سيفضي إليك، فالله الله في أمة محمد، فإنك عما قليل ميت فتدع الدنيا إلى من لا يعذرك، والسلام. وكتب يزيد بن عبد الملك إلى أخيه هشام: أما بعد فإن أمير المؤمنين قد بلغه أنك استبطأت حياته وتمنيت وفاته ورمت الخلافة، وكتب في آخره:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم * متى مت ما الباغي علي بمخلد
منيته تجري لوقت وحتفه * يصادفه يوما على غير موعد
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى * تهيأ لأخرى مثلها وكأن قد
فكتب إليه هشام: جعل الله يومي قبل يومك، وولدي قبل ولدك، فلا خير في العيش بعدك.
يزيد بن عبد الملك
خراسان: كان عبد الرحمن بن نعيم الغامدي أميراً عليها، وبعد سيطرة آل المهلب تولَّى إمارتها مدرك بن المهلب، وعندما هزم أرسل مسلمة سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، لكن ما لبث إلا أن عزله عمر بن هبيرة وولَّى مكانه سعيد بن عمرو الحرشي، وبعد عام تم عزل سعيد أيضاً واستلم مكانه مسلم بن سعيد بن أسلم. أرمينيا واذربيجان: كان الجراح بن عبدلله الحكمي والياً عليها، وكان لديه الكثير من الغزوات فيها. مصر: عندما توفي أيوب بن شرحبيل الذي عيَّنه عمر بن عبد العزيز، قام يزيد بتعيين بشر بن صفوان الكلي في عام 101هـ، لكن بعد فترة أرسله لإفريقيا والياً ووضع مكانه أخاه حنظلة بن صفوان، فبقي أميراً حتى استلام هشام بن عبد الملك الحكم في عام 105هـ. إفريقيا: اتحد الجند في إفريقيا على أميرها يزيد بن أبي مسلم وقاموا بقتله، ووضعوا محمد بن يزيد بدلاً منه، ولكن لم يُطل أمره؛ حيث أرسل يزيد الثاني بشر بن صفوان الكلي من مصر، وأرسل والي إفريقيا إلى الأندلس وهو عنبسه بن سحيم الكلي. الأوضاع الداخلية في عهد يزيد بن عبد الملك: خروج يزيد بن المهلب: أظهرت الأحداث السياسية في عهد يزيد الثاني تعصبه الشديد للحزب االقيسي، وكانت سبباً كبيراً لخروج يزيد بن المهلب، وجاءت الكارثة التي حلَّت بيزيد بن المهلب اليمني الانتماء عندما عُيِّن يزيد بن عبد الملك خليفة المتعاطف مع الحزب القيسي.
يزيد بن عبد الملك هل أماته السل أم العشق؟.. ما يقوله التراث الإسلامى - اليوم السابع
الشام: لم يحدث فيها أي تغيير على الأمراء؛ لأنهم جميعاً كانوا من البيت المرواني، ولم تحدث فيها أي حركات. الحجاز: في المدينة المنورة قام بنزع الإمارة عن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وولَّى بدلاً منه عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري، ثم قام بعزله بعد سنتين ووضع عبد الواحد بن عبدلله بن بشير النضري، وكان أحب ولاته إلى أهل المدينة. أما في مكة المكرمة قام بعزل عبد العزيز بن عبدلله بن خالد بن أسيد، وضمَّ مكة المكرمة للمدينة المنورة فأصبح من أمير المدينة هو أمير المدينتين. العراق: في الكوفة كان عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب والياً منذ أيام عمر بن عبد العزيز، لكن مسلمة بن عبد الملك قام بعزله عندما جاء إلى العراق، وولَّى محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط بدلاً منه، ثم من تسلَّم مسلمة الكوفة وولَّى عليها محمد بن عمرو الأمير الأسبق، ومن بعدها تسلَّم عمر بن هبيرة العراق كله والمشرق بدلاً من مسلمة. أما في البصرة كان عمر بن عبد العزيز قد أرسل عدي بن أرطأة الفزاري إليها، وبعد خروج آل المهلب من البصرة، تولَّى الإمارة شبيب بن الحارث التميمي، وبعد عزل مسلمة بن عبد الملك ضُمَّت البصرة لإمارة عمر بن هبيرة.
وكانت بديعة الحسن ، مجيدة للغناء ، لامه أخوه مسلمة من شغفه بها ، وتركه مصالح المسلمين ، فما أفاد. [ ص: 152] وكان لا يصلح للإمامة ، مصروف الهمة إلى اللهو والغواني. قيل: مشى مع جارية في قصوره بعد موت حبابة ، فقالت جاريته: كفى حزنا بالواله الصب أن يرى منازل من يهوى معطلة قفرا فصاح ، وخر مغشيا عليه ، ومات بعد أيام. قيل: مات بسواد الأردن ، ومرض بنوع من السل. وقال أبو مسهر: مات بإربد ، وقالوا: مات لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة فكانت دولته أربعة أعوام وشهرا. وعهد بالخلافة إلى أخيه هشام ، ثم من بعده لولده الوليد بن يزيد ذاك الفويسق ، وخلف أحد عشر ابنا.
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال: ثنا أبو أسامة ، عن شبل بن عباد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله: ( ياأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: نهوا عن مناجاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يتصدقوا ، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قدم دينارا صدقة تصدق به ، ثم أنزلت الرخصة. حدثنا أبو كريب قال: ثنا ابن إدريس قال: سمعت ليثا ، عن مجاهد قال: قال علي - رضي الله عنه -: آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم ، فكنت إذا جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تصدقت بدرهم ، فنسخت ، فلم يعمل بها أحد قبلي: ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة). حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: سأل الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه بالمسألة ، فوعظهم الله بهذه الآية ، وكان الرجل تكون له الحاجة إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يستطيع [ ص: 249] أن يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقة ، فاشتد ذلك عليهم ، فأنزل الله - عز وجل - الرخصة بعد ذلك ( فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم).
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المجادلة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة "- الجزء رقم23
قوله تعالى: ياأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم
فيه ثلاث مسائل:
الأولى: قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ناجيتم ساررتم. قال ابن عباس: نزلت بسبب أن المسلمين كانوا يكثرون المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه ، فأراد الله عز وجل أن يخفف عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلما قال ذلك كف كثير من الناس. ثم وسع الله عليهم بالآية التي بعدها. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المجادلة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة "- الجزء رقم23. وقال الحسن: نزلت بسبب أن قوما من المسلمين كانوا يستخلون [ ص: 270] النبي صلى الله عليه وسلم ويناجونه ، فظن بهم قوم من المسلمين أنهم ينتقصونهم في النجوى ، فشق عليهم ذلك فأمرهم الله تعالى بالصدقة عند النجوى ؛ ليقطعهم عن استخلائه. وقال زيد بن أسلم: نزلت بسبب أن المنافقين واليهود كانوا يناجون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: إنه أذن يسمع كل ما قيل له ، وكان لا يمنع أحدا مناجاته. فكان ذلك يشق على المسلمين ، لأن الشيطان كان يلقي في أنفسهم أنهم ناجوه بأن جموعا اجتمعت لقتاله. قال: فأنزل الله تبارك وتعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول الآية ، فلم ينتهوا فأنزل الله هذه الآية ، فانتهى أهل الباطل عن النجوى ، لأنهم لم يقدموا بين يدي نجواهم صدقة ، وشق ذلك على أهل الإيمان وامتنعوا من النجوى ، لضعف مقدرة كثير منهم عن الصدقة فخفف الله عنهم بما بعد الآية.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المجادلة - الآية 12
إِذَا نَاجيْتمُ الرسُولَ فَقدموا بينَ يَدي نجْواكُمْ صدقةً.. || الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله - YouTube
وقد يعترض: أنه كيف جعل الله الحكم المذكور " وجوب التصدق بين يدي النجوى " مع عامه منذ الازل بوقوع المانع!. والجواب: أن في جعل هذا الحكم ثم نسخه - كما فعله الله سبحانه - تنبيها للامة، وإتماما للحجة عليهم. فقد ظهر لهم ولغيرهم بذلك أن الصحابة كلهم آثروا المال على مناجاة الرسول الاكرم، ولم يعمل بالحكم غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وترك المناجاة وإن لم يكن معصية لله سبحانه، لان المناجاة بنفسها لم تكن واجبة، ووجوب الصدقة كان مشروطا بالنجوى، فإذا لم تحصل النجوى فلا وجوب للصدقة ولا معصية في ترك المناجاة، إلا أنه يدل على أن من ترك المناجاة يهتم بالمال أكثر من اهتمامه بها. حكمة تشريع صدقة النجوى: وفي نسخ هذا الحكم بعد وضعه ظهرت حكمة التشريع، وانكشفت منة الله على عباده، وبان عدم اهتمام المسلمين بمناجاة النبي الاكرم، وعرف مقام أمير المؤمنين عليه السلام من بينهم. وهذا الذي ذكرناه يقتضيه ظاهر الكتاب، وتدل عليه أكثر الروايات. وأما إذا كان الامر بتقديم الصدقة بين يدي النجوى أمرا صوريا امتحانيا - كأمر إبراهيم بذبح ولده - فالاية الثانية لا تكون ناسخة للاية الاولى نسخا اصطلاحيا، بل يصدق على رفع ذلك الحكم الامتحاني: النسخ بالمعنى اللغوي.