وإذ كان ذلك معنى الكلام: فمعلوم أن قوله: " صم بكم عمي " يأتيه الرفع من وجهين ، والنصب من وجهين:
فأما أحد وجهي الرفع: فعلى الاستئناف ، لما فيه من الذم. وقد تفعل العرب ذلك في المدح والذم ، فتنصب وترفع ، وإن كان خبرا عن معرفة ، كما قال الشاعر: لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر النازلين بكل معترك والطيبين معاقد الأزر
فيروى: " النازلون " و " النازلين " وكذلك " الطيبون " و " الطيبين " على ما وصفت من المدح. [ ص: 330]
والوجه الآخر: على نية التكرير من " أولئك " فيكون المعني حينئذ: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ، أولئك صم بكم عمي فهم لا يرجعون. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 18. وأما أحد وجهي النصب: فأن يكون قطعا مما في " مهتدين " من ذكر " أولئك " لأن الذي فيه من ذكرهم معرفة ، والصم نكرة. والآخر: أن يكون قطعا من " الذين " لأن " الذين " معرفة و " الصم " نكرة. وقد يجوز النصب فيه أيضا على وجه الذم ، فيكون ذلك وجها من النصب ثالثا. فأما على تأويل ما روينا عن ابن عباس من غير وجه رواية علي بن أبي طلحة عنه ، فإنه لا يجوز فيه الرفع إلا من وجه واحد ، وهو الاستئناف. وأما النصب فقد يجوز فيه من وجهين: أحدهما: الذم ، والآخر: القطع من " الهاء والميم " اللتين في " تركهم " أو من ذكرهم في " لا يبصرون "
وقد بينا القول الذي هو أولى بالصواب في تأويل ذلك.
صم بكم عمي فهم لا يبصرون
وأما النصب فقد يجوز فيه من وجهين: أحدهما: الذم, والآخرُ: القطع من " الهاء والميم " اللتين في " تركهم ", أو من ذكرهم في لا يُبْصِرُونَ. وقد بيّنا القولَ الذي هو أولى بالصواب في تأويل ذلك. والقراءةُ التي هي القراءةُ، الرفعُ دُون النصب (21). لأنه ليس لأحد خلافُ رسوم مَصَاحف المسلمين. وإذا قُرئ نصبًا كانتْ قراءةً مخالفة رسم مصاحفهم. صم بكم عمي فهم لا يرجعون دعای زبان بند. قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن المنافقين: أنهم باشترائهم الضلالة بالهدى لم يكونوا للهدى والحقّ مهتدين, بل هم صُمٌّ عنهما فلا يسمعونهما، لغلبة خِذلان الله عليهم, بُكمٌ عن القيل بهما فلا ينطقون بهما - والبُكم: الخُرْسُ, وهو جِماعُ أبكم - عُميٌ عن أن يبصرُوهما فيعقلوهما، لأن الله قد طبع على قلوبهم بنفاقهم فلا يهتدون. وبمثل ما قلنا في ذلك قال علماء أهل التأويل: 398- حدثنا محمد بن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: " صمٌّ بكم عُميٌ" ، عن الخير. 399- حدثني المثنى بن إبراهيم, قال: حدثنا عبد الله بن صالح, قال: حدّثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: " صم بكم عُمي" ، يقول: لا يسمعون الهدى ولا يُبصرونه ولا يعقلونه.
وأين هم من البهائم السائمة التي تقع تحت يد الراعي فتنتهى بنهيه؟! 1 - البقرة:171. 2 - الميزان:1|420. 3 - تفسير المنار:2|93ـ 94.
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن اخر الزمان هو ما سيتناوله مقالنا حيث أنّ حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصدق الحديث من بعد كلام الله -تبارك وتعالى- وحديثه النّبوي المبارك هو بيانٌ وتفسيرٌ لوحي الله تعالى، ولمقاصده وأحكامه الشّرعيّة سبحانه، لذا فإنّ موقع المرجع يهتمّ بتعريفنا باحاديث فتن اخر الزمان الصحيحة المباركة الّتي تحدّثت عن آخر الزّمان وعن علاماته وأحداثه. حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن اخر الزمان
قد شملت السّنّة النّبويّة المباركة الأخبار المستقبليّة والغيبيّة، وذلك من المعجزات الّتي حبى بها الله تعالى رسوله الكريم، بأن يطلعه على بعض ٍمن الأمور الغيبيّة الّتي ستحدث في مستقبلًا وفي زمن غير الزّمن الّذي كان يعيش فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كما القرآن الكريم الّذي أخبرنا بقصص الأوّلين وأمورٍ لم تحدث بعد، لذا سنعرض لكم فيما يأتي أحاديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن اخر الزمان، والتي وصف فيها النبيّ أحوال النّاس والأرض في آخر الزّمان، كما ذكر فيها العلامات الّتي تدلّ على دنوّ قيام السّاعة والحساب. أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان
إنّ في آخر الزّمان سيشهد النّاس الفتن والأحداث الّتي حذّرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منها والتي أخبرنا بأنّ النّاس إذا رأوا كذا وكذا فذلك آخر الزّمان، وأن الحياة الدّنيا توشك أن تنتهي ومن الأحاديث المتعلقّة بآخر الزمان:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أثَرَةً وأُمُورًا تُنْكِرُونَها قالوا: فَما تَأْمُرُنا يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: أدُّوا إليهِم حَقَّهُمْ، وسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ".
أحاديث عن آخر الزمان - موقع نور الهدى الإسلامي الموسوعة الإسلامية
[4]
أحاديث عن وصايا الرسول في آخر الزمان
وصانا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم باتقاء الله وعبادة الله وحده لا شريك له بكل إيمان وإخلاص، حيث أنه سوف يتعرض العالم في وقت ما إلى الكثير من الفتن، ويرشدنا فيها إلى الصراط المستقيم وكيفية تمسك المسلم بدينه أمام ما يعصف به من فتن وشهوات خاصة في تلك الفترة التي سيكثر فيها الهرج والمرج، ويلتبس فيها الحق بالباطل، حيث أرشدنا إلى:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ". "يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة؛ فمن أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكونن لهم كاتبًا، ولا عريفـًا، ولا شرطيًا". "اصبروا؛ فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم".
قال رسول الله "كيف بكم وبزمان (أو يوشك أن يأتي زمان) يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا"، وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم. " احاديث اخر الزمان وصايا الرسول في آخر الزمان الاعتصام بالله تعالى والثبات وقت الفتن من أبرز ما وصانا به رسولنا الكريم عند المرور بأحداث آخر الزمان والتعرض للفتن المتعاقبة عليه، فهو الرحمة المهداة الذي بعثه الله تعالى ليخرجنا من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.