حديث أبي سعيد الخدري
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لم يشْكُرِ الناسَ لم يشْكُرِ اللهَ) ، [٤] وهذا الحديث من الأحاديث التي ذُكرت أيضا في سنن الإمام الترمذي، وقد صحّح العلماء هذا الطريق له كذلك. معنى حديث (من لم يشكر الناس لم يشكر الله)
وردت عدة شروحات وتفاسير لأهل العلم في بيان معنى هذا الحديث، ومن هذه المعاني ما يأتي: [٥]
إن الله عز وجل لا يقبل للإنسان الشكر على إحسانه إليه إذا كان الإنسان ممن لا يشكر إحسان الناس له ويكفر معروفهم؛ إذ الأمران متصلان ببعضهما. [٦]
إن الإنسان الذي طبعه وعادته الكفر بنعمة الناس وعدم شكرهم من عادته وطبعه كذلك مع الله -عز وجل- كفر نعمته وترك شكره. [٦]
إن الله أمر بشكر الناس على إحسانهم، فمن ترك هذا الشكر وأمر الله -عز وجل- بشكر الناس الذين هم وسائط في وصول نعم الله -عز وجل- لم يكن مؤدياً لشكر الله. إن من لم يشكر الناس مع ما يرى منهم من حب وحرص على الثناء على الإحسان فأولى به أن يتهاون في شكر الله -عز وجل- وهو سبحانه غني عن الشكر والكفر. «لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ» - الشيخ سالم الطويل. إن الشكر في اللغة العربية تعبير عن النعمة، وأصل النعمة من الله -عز وجل-، لكن الناس وسائط؛ إذ المنعم الحقيقي على كل الخلق هو الله -عز وجل-، لكن الله أذن بهذا الشكر لما فيه من تأثير ومحبة.
- حديث من لا يشكر الناس لا يشكر ه
- سبب نزول " وقل جاء الحق وزهق الباطل " | المرسال
- تفسير: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)
- الحق دولة… الباطل جولة | عرف نفسك
حديث من لا يشكر الناس لا يشكر ه
وفي الصحيحين أنه عليه السلام قال: { يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا أكثر أهل النار ؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير} جزلة بفتح الجيم وسكون الزاي أي: ذات عقل ورأي ، والجزالة: العقل والوقار فقد توعد على كفران العشير وهو في الأصل المعاشر والمراد هنا الزوج ، توعد على كفران العشير والإحسان بالنار ، فدل على أنه كبير ة على نص [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رحمه الله بخلاف اللعن فإنه قال: " تكثرن اللعن " والصغيرة تصير كبيرة بالكثرة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه من حديث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] { ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة إلا وهو يحب أن يرى أثرها عليه} أيضا بإسناد e]ص: 315] ضعيف من حديث معاذ بن أنس { أن لله تعالى عبادا لا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم قيل من أولئك ؟ قال: متبر من و الديه راغب عنهما متبر من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم}.
وقال جعفر بن محمد رحمه الله: ما من شيء أسر إلي من يد أتبعها أخرى; لأن منع الأواخر ، يقطع لسان شكر الأوائل. وذكر غير ابن عبد البر قول ابن شبرمة: ما أعرفني بجيد الشعر: أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا وإن قال مولاهم على حمل حادث من الأمر ردوا فضل أحلامكم ردوا [ ص: 317] وسأل حماد بن سلمة الأصمعي كيف تنشد هذا البيت يعني البيت الأول فأنشده وقال: البناء بكسر الباء ، فرد عليه: البنا بضم الباء. حديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله لا يشكر. وقال: إن القوم إنما بنوا المكارم لا اللبن والطين ، وذكر غير واحد كسر الباء وضمها ، فالكسر جمع بنية نحو كسرة وكسر ، والضم جمع بنية نحو ظلمة وظلم ، قالوا: وكان حماد بن سلمة رأى الضم لئلا يشتبه بالبناء بمعنى العمارة باللبن والطين والله سبحانه أعلم. وقال ابن هبيرة الوزير الحنبلي رحمه الله تعالى: إنما يبالغ في التوسل إلى البخيل لا إلى الكريم كما قال ابن الرومي: وإذا امرؤ مدح امرأ لنواله وأطال فيه فقد أسر هجاءه لو لم يقدر فيه بعد المستقى عند الورود لما أطال رشاءه
( إن الباطل كان زهوقا) ذاهبا يقال: زهقت نفسه أي خرجت. أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي حدثنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود [ في يده] ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل " " جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ". ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بشره- سبحانه- بأن النصر له آت لا ريب فيه فقال- تعالى- وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً. والحق في لغة العرب: الشيء الثابت الذي ليس بزائل ولا مضمحل. والباطل على النقيض منه. والمراد بالحق هنا: حقائق الإسلام وتعاليمه التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم من عند ربه- عز وجل-. والمراد بالباطل: الشرك والمعاصي التي ما أنزل الله بها من سلطان، والمراد بزهوقه: ذهابه وزواله. الحق دولة… الباطل جولة | عرف نفسك. يقال: فلان زهقت روحه، إذا خرجت من جسده وفارق الحياة. أى: وقل- أيها الرسول الكريم- على سبيل الشكر لربك، والاعتراف له بالنعمة، والاستبشار بنصره، قل: جاء الحق الذي أرسلنى به الله- تعالى- وظهر على كل ما يخالفه من شرك وكفر، وزهق الباطل، واضمحل وجوده وزالت دولته، إن الباطل كان زهوقا، أى: كان غير مستقر وغير ثابت في كل وقت.
سبب نزول &Quot; وقل جاء الحق وزهق الباطل &Quot; | المرسال
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) يقول تعالى ذكره: وقل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين كادوا أن يستفزوك من الأرض ليخرجوك منها ( جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ). واختلف أهل التأويل في معنى الحقّ الذي أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يُعْلم المشركين أنه قد جاء، والباطل الذي أمره أن يعلمهم أنه قد زَهَق، فقال بعضهم: الحقّ: هو القرآن في هذا الموضع، والباطل: هو الشيطان. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ) قال: الحقّ: القرآن ( وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا). حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ) قال: القرآن ( وَزَهَقَ الْبَاطِلُ) قال: هلك الباطل وهو الشيطان. وقال آخرون: بل عُنِي بالحقّ جهاد المشركين وبالباطل الشرك. تفسير: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا). * ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ) قال: دنا القتال ( وَزَهَقَ الْبَاطِلُ) قال: الشرك وما هم فيه. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وحول البيت ثلاثُمائة وستون صنما، فجعل يطعنها ويقول ( جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).
تفسير: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)
وقوله: ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) تهديد ووعيد لكفار قريش ؛ فإنه قد جاءهم من الله الحق الذي لا مرية فيه ولا قبل لهم به ، وهو ما بعثه الله به من القرآن والإيمان والعلم النافع. وزهق باطلهم ، أي اضمحل وهلك ، فإن الباطل لا ثبات له مع الحق ولا بقاء ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) [ الأنبياء: 18]. وقال البخاري: حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن عبد الله بن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب ، فجعل يطعنها بعود في يده ، ويقول: ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) ، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ". وكذا رواه البخاري أيضا في غير هذا الموضع ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة به. [ وكذا رواه عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي نجيح]. سبب نزول " وقل جاء الحق وزهق الباطل " | المرسال. وكذا رواه الحافظ أبو يعلى: حدثنا زهير ، حدثنا شبابة ، حدثنا المغيرة ، حدثنا أبو الزبير ، عن جابر رضي الله عنه ، قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما يعبدون من دون الله. فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكبت لوجهها ، وقال: " جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا ".
الحق دولة… الباطل جولة | عرف نفسك
مَن كان مِنّا ذا عِلمٍ فلْيَنْشُرْه، ومَن كان ذا مالٍ فلْيُنفِقْ مِنه، ومَن كان ذا جاهٍ فلْيَبذُلْه، ومَكاتِبُ الدَّعوةِ وجَمعيّاتُ القُرآنِ مفَتَّحةٌ أبوابُها واضِحةٌ أهدافُها، وإذا لم ندعَمْها ونشُدَّ مِن أزرِها، فأين سَيَنالُ كَثيرٌ مِنّا فضلَ الدَّعوةِ إلى اللهِ وتَبليغِ دينِهِ الحَقِّ، ومَتى سَيُحَصِّلُ أجرَ تَعليمِ القُرآنِ ويَتَقَلَّدُ وِسامَ الخَيريّة؟! فلْنتَعاوَنْ عَلى الأمرِ بِالمَعروفِ والنَّهيِ عَنِ المنكَرِ وإقامةِ شَرعِ اللهِ، ولْيَحمِلْ بَعضُنا بَعضًا؛ فلَعَّل اللهَ أن يَرحَمَنا بِذَلِكَ ويَنصُرَنا كَما وعَدَنا، حَيثُ قالَ - وهوَ لا يُخلِفُ الميعادَ -: { وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].
الثالثة: ما ذكرنا من تفسير الآية ينظر " قوله صلى الله عليه وسلم: والله لينزلن عيسى ابن مريم حكماً عادلاً فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها " ، الحديث خرجه الصحيحان ، ومن هذا الباب هتك النبي صلى الله عليه وسلم الستر الذي فيه الصور ، وذلك أيضاً دليل على إفساد الصور والآت الملاهي كما ذكرنا ، وهذا كله يحظر المنع من اتخاذها ويوجب التغيير على صاحبها ، إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم ، وحسبك! وسيأتي هذا المعنى في النمل إن شاء الله تعالى. قوله: " وقل جاء الحق " أي الإسلام ، وقيل: القرآن ، قاله مجاهد ، وقيل: الجهاد ، " وزهق الباطل " قيل الشرك ، وقيل الشيطان ، قاله مجاهد ، والصواب تعميم اللفظ بالغاية الممكنة ، فيكون التفسير جاء الشرع بجميع ما انطوى فيه ، ( زهق الباطل) ، بطل الباطل ، ومن هذا زهوق النفس وهو بطلانها ، يقال زهقت نفسه تزهق زهوقاً ، وأزهقتها ، " إن الباطل كان زهوقا " أي لا بقاء له ، والحق الذي يثبت. قال الإمام أحمد: حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه, عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة, فأنزل الله "وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً" وقال الترمذي: حسن صحيح, وقال الحسن البصري في تفسير هذه الاية: إن كفار أهل مكة لما ائتمروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه أو يطردوه أو يوثقوه, فأراد الله قتال أهل مكة, أمره أن يخرج إلى المدينة, فهو الذي قال الله عز وجل: "وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق" الاية.