انتهى من " فتاوى نور على الدرب ". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " لو قيل: يحمل قول القائل أسألك بنبيك محمد على أنه أراد: أني أسألك بإيماني به وبمحبته وأتوسل إليك بإيماني به ومحبته ونحو ذلك ؟ وقد ذكرتم أن هذا جائز بلا نزاع ؟ قيل: من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلك بلا نزاع ، وإذا حمل على هذا المعنى كلام من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته من السلف - كما نقل عن بعض الصحابة والتابعين وعن الإمام أحمد وغيره - كان هذا حسنا ؛ وحينئذ: فلا يكون في المسألة نزاع. ولكن كثير من العوام يطلقون هذا اللفظ ، ولا يريدون هذا المعنى ؛ فهؤلاء الذين أنكر عليهم من أنكر. وهذا كما أن الصحابة كانوا يريدون بالتوسل به: التوسل بدعائه وشفاعته ، وهذا جائز بلا نزاع ؛ ثم إن أكثر الناس في زماننا لا يريدون هذا المعنى بهذا اللفظ " انتهى من " قاعدة جليلة " (ص119). حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. ثالثا: التوسل بذوات المخلوقين. وهذا من البدع المنكرة شرعا ، والمنكرة عرفا ولفظا ، وفيه من التقدم بين يدي الله ، والتصرف بما لم يأذن به ، والمخالفة لمقاصد الداعي والمتوسل والمستشفع ، ما يخل بمقام الأدب في الدعاء. قال شيخ الإسلام " وأما الاستشفاع بمن لم يشفع للسائل ولا طلب له حاجة بل وقد لا يعلم بسؤاله، فليس هذا استشفاعا لا في اللغة ولا في كلام من يدري ما يقول.. " انتهى من " الفتاوى " (1/242).
حكم التوسل بجاه النبي عليه
انتهى. وهذا المذهب هو الراجح لموافقته الأدلة، ولما فيه من الاحتياط لجناب التوحيد وسد باب الغلو. والمذهب الثاني: جواز التوسل به صلى الله عليه وسلم خاصة، وهو قول أبي محمد عز الدين ابن عبد السلام. والقول الثالث: جواز ذلك في حقه وحق غيره صلى الله عليه وسلم مع اعتقاد أن النافع الضار هو الله تعالى وهو اختيار الشوكاني في تحفة الذاكرين. حكم التوسل بجاه النبي يوسف. وقد بين العلامة المباركفوري في تحفة الأحوذي المذاهب في المسألة ورجح ما نراه راجحا: فقال ـ رحمه الله ـ تنبيه: قال الشيخ عبد الغني في إنجاح الحاجة: ذكر شيخنا عابد السندي في رسالته: والحديث يدل على جواز التوسل والاستشفاع بذاته المكرم في حياته، وأما بعد مماته، فقد روى الطبراني في الكبير عن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فذكر الحديث، قال: وقد كتب شيخنا المذكور رسالة مستقلة فيها التفصيل، من أراد فليرجع إليها. وقال الشوكاني في تحفة الذاكرين: وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. انتهى. وقال فيها في شرح قول صاحب العمدة: ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين ـ ما لفظه: ومن التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذي من حديث عثمان بن حنيف ـ رضي الله عنه ـ أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ثم قال: وأما التوسل بالصالحين فمنه ما ثبت في الصحيح أن الصحابة استسقوا بالعباس ـ رضي الله عنه ـ عم رسول الله، وقال عمر ـ رضي الله عنه ـ اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله. أورد السائل أنواعا من التوسل يمكن تقسيمها إلى أربعة أنواع: أولها التوسل بالقرآن ، والثاني التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، والثالث توسلٌ بالصالحين من ملائكة وأنبياء وغيرهم ، والرابع توسل لا يفهم معناه. فأما الأول:
فإن سؤال الداعي ربه بالقرآن جائز ؛ لأنه من باب التوسل إلى الله بصفة من صفاته ؛ والتوسل إلى الله بصفة من صفاته أمر جائز جاءت به الشريعة ، فمن ذلك الحديث الذي رواه مسلم (2202) ، والترمذي (2080) عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول إذا شكا: ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق ، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) رواه أحمد في " المسند " (30/265) وصححه محققو طبعة مؤسسة الرسالة ، والأدلة على مشروعية التوسل إلى الله بصفاته كثيرة. حكم التوسل بجاه النبي المبتسم. ومن صفات الله تعالى كلامه ، والقرآن من كلامه سبحانه ، فيجوز التوسل به ؛ ولهذا احتج السلف -كأحمد وغيره- على أن كلام الله غير مخلوق فيما احتجوا به ، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامات) قالوا: فقد استعاذ بها ، ولا يستعاذ بمخلوق.
تاريخ النشر: الأحد 25 جمادى الآخر 1434 هـ - 5-5-2013 م
التقييم:
رقم الفتوى: 206326
7046
0
183
السؤال
عمري 14 سنة ونصف: حلفت بالله كذبا مرات عديدة، وأحيانا يكون لسبب تافه، ومنذ طفولتي وأنا أحلف بالله كذبا، والآن ـ والحمد لله ـ لم أعد أحلف بالله كذبا، ولكنني دائما أكذب، وأحاول أن لا أكذب إلا أنني لا أقدر على تركه، ولا أعرف ماذا بي؟ فبماذا تنصحني يا شيخ؟ وجزاك الله خيرا. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الكذب من المحرمات الكبيرة التي يجب على المسلم أن يبتعد عنها ويحذر منها، ويكون تحريمه أشد وعقوبته أغلظ إذا حلف عليه، وهي اليمين الغموس التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. كفارة الحلف بالله كذبا - إسلام ويب - مركز الفتوى. رواه البخاري. فما كان منك من ذلك قبل بلوغ سن التكليف، فإن القلم مرفوع عنك ولا يلزمك فيه شيء، لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن الصغير حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المصاب حتى يكشف عنه. رواه أحمد وغيره. وإذا استطعت أن تعملي شيئاً من أعمال البر والخير فلا شك أن ذلك أفضل، وما كان منه بعد البلوغ: فعليك أن تبادري بالتوبة النصوح منه إلى الله تعالى، ولتكثري من الطاعات وأعمال الخير.. فإن الحسنات يذهبن السيئات، والتوبة تمحو ما قبلها، كما قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.
كفارة الحلف بالله كذبا - إسلام ويب - مركز الفتوى
وأشار الى أن من حلف بالمصحف كذبًا عليه التوبة والاستغفار وكفارة يمين عند بعض أهل العلم، وهي: عتق رقبة، أو إطعام 10 مساكين من أوسط ما يطعم الرجل أهله، أو كسوتهم، فإن لم يستطع واحدًا من هذه الثلاثة صام 3 أيام. هل الحلف بالنبي شرك بالله قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن الأئمة الأربعة أجمعوا على كراهة الحلف بغير الله وليس حراما ، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: " فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت" رواه مسلم. أضاف جمعة خلال رده على أسئلة المشاهدين في برنامج " والله أعلم ": أن حديث: " من حلف بغير الله فقد أشرك" ضعيف ولم يرد به سند ، مؤكدا ان النبي صلى الله عليه وسلم حلف بغير الله ذات مره قائلا: "أفلح وأبيه إن صدق" وهو ما يؤكد أن الحلف بغير الله ليس شركا ، كما أن الله تعالى حلف بالمخلوقات كما في قوله:" والضحى والليل والفجر والشمس. وتابع: فيفضل عدم الحلف بالنبي والمصحف والكعبة وغيرها من أساليب الحلف من باب الكراهة فقط وليس من باب الشرك بالله. لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزواجك لا إشكال فيه، ولم يكن يلزمك أن تخبر والديك أو غيرهما بالوسيلة التي عرفت بها الفتاة، لكن كان بإمكانك أن تستعمل التورية والتعريض دون الكذب الصريح إذا سئلت عن هذا الأمر، فتقول كلاماً يحتمل أكثر من معنى تقصد به شيئاً واقعاً ويفهم منه معنى آخر، وانظر الفتوى رقم: 68919. وعلى أية حال، فإن كنت حلفت كذباً فعليك التوبة إلى الله تعالى، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، ولا يلزمك شيء سوى ذلك عند جمهور العلماء، وعند بعض أهل العلم تلزمك كفارة يمين مبينة في الفتوى رقم: 2022. والله أعلم.