فهي تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: قواعد كلية متفق عليها والقسم الثاني: قواعد خلافية. ثم يتشعب القسم الأول إلى نوعين:
النوع الأول: تندرج فيه القواعد التي لها فروع كثيرة، ومن هذا القبيل: القواعد الخمس الكبرى: الأمور بمقاصدها، اليقين لا يزول بالشك، المشقة تجلب التيسير، الضرر يزال، العادة محكمة. فهي قواعد كبرى، تشكل نظريات واسعة، تدخل تحتها قواعد فرعية أخرى. النوع الثاني: يندرج تحته القواعد الكلية، التي لا خلاف فيها لدى جمهور الفقهاء. ولكنها أقل شأنا من النوع الأول، فليست لها قواعد تابعة أخرى. ومن القواعد المشهورة المندرجة تحت هذا الصنف: "إعمال الكلام أولى من إهماله"، "الميسور لا يسقط بسقوط المعسور"، "العبرة بالغالب"، "ما قرب من الشيء يعطى حكمه". شرح قاعدة (اليقين لا يزول بالشك) مع الأمثلة. النوع الثاني: قواعد خلافية: يبلغ عددها مئات من القواعد، سواء أكان الخلاف فيها بين فقهاء المذاهب أم كان في نطاق فقهاء مذهب من المذاهب. المراجع:
1- المدخل إلى قواعد الفقه المالي، د. علي أحمد الندوي، معهد الاقتصاد الاسلامي، جامعة الملك عبدالعزيز. 2- الأشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان، زين الدين ابن نجيم، دار الكتاب العلمية. 3- القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة، محمد مصطفى الزحيلي، دار الفكر – دمشق.
- بحث في قاعدة اليقين لا يزول بالشك
- خطبة الجمعة | اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ
- تفسير آية اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ
بحث في قاعدة اليقين لا يزول بالشك
سنحاول في هذه السطور تقديم شروحات مبسطة عن دور الفقه الاسلامي بشقه الخاص بالمعاملات في تطوير الاقتصاد والتمويل الاسلامي، وتحديدا سنحاول تقديم سطور مبسطة عن القواعد الفقهية الكبرى. معنى القاعدة لغة: الأساس، وهو ما يرفع عليه البنيان، وتجمع على قواعد، وهي أسس الشيء وأصوله. وقد تعددت اتجاهات العلماء قديما في تعريف القاعدة اصطلاحا، ولكنها تنحصر في الغالب في وصفها بـ"حكم كلي"، أو "قضية كلية"، حيث ان القاعدة الفقهية هي: "حكم شرعي عملي كلي يتضمن مسائل من بابين فأكثر" و ايضا تعرف بانها: "حكم شرعي عملي عام" وهذا التعريف الاخير منسجم مع رأي الإمام ابن تيمية، إذ وصف قواعد الفقه بأنها "أحكام عامة" خلافاً لأصول الفقه فقد عبر عنها بـ"أدلة عامة". ان الفرق بين القاعدة الفقهية والضابط الفقهي هي ان الضابط الفقهي: حكم شرعي عملي كلي يتضمن مسائل من باب واحد. و هذا هو الفرق الجوهري بين الضابط والقاعدة ويقال: أن القاعدة تجمع فروعا من أبواب شتى، والضابط يجمعها من باب واحد. بحث في قاعدة اليقين لا يزول بالشك. هذا هو الأصل ومثال على ذلك كل حكم عملي كلي خاص بزكاة أو سلم وشفعة ووقف ونحوها عبارة عن ضابط فقهي. ويمكن القول بأن القواعد الأصولية هي عبارة عن أدلة عامة، يتوصل بها إلى استنباط الأحكام، بخلاف القواعد الفقهية التي تعبر عن أحكام عامة، والهدف الأساس منها ضبط المسائل متحدة العلة تحت حكم كلي، على أن منها ما يصلح دليلا.
إغلاق
مرحبا بك!
و "المقدار" مفعال من "القدر". وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20163 - حدثني يعقوب بن ماهان قال: حدثنا القاسم بن مالك ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله: ( يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام) ، قال: ما رأت المرأة من يوم دما على حملها زاد في الحمل يوما. 20164 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام) ، يعني السقط ( وما تزداد) ، يقول: ما زادت الرحم في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماما. وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر ، ومنهن من تحمل تسعة أشهر ، ومنهن من تزيد في الحمل ، ومنهن من تنقص. فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله ، وكل ذلك بعلمه. خطبة الجمعة | اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ. 20165 - حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثنا عبد السلام قال: حدثنا خصيف ، عن مجاهد أو سعيد بن جبير في قول الله: ( وما تغيض الأرحام) قال: غيضها ، دون التسعة والزيادة فوق التسعة. [ ص: 360]
20166 - حدثني يعقوب قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو بشر ، عن مجاهد ، أنه قال: "الغيض" ما رأت الحامل من الدم في حملها فهو نقصان من الولد ، و "الزيادة" ما زاد على التسعة أشهر ، فهو تمام للنقصان وهو زيادة.
خطبة الجمعة | اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ
وتنفرد (ذو) من بين الأسماء الخمسة بأنها قد تأتي موصولة. وتأتي للإشارة، وتأتي بمعنى صاحب وكل يبحث في مقامه. فلا تتعجّل. 2- من خصائص لغتنا العربية (القلب) وهو نوعان: أ- قلب في الاسناد ومنه (يجعلون الأغلال في أعناقهم والقيود في أيديهم). وهو خلاف الحقيقة، لأن الأعناق هي التي تكون في الأغلال والأيدي هي التي تكون في القيود، وليس العكس هو الصحيح. ب- القلب في الأحرف، مثله خيرزان، وخيزران. وسجادة، وسداجة. وله نظائر كثيرة في الفعل والاسم. تفسير آية اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ. ملاحظة: هناك نوع من الاقلاب يحصل في تلاوة القرآن الكريم فتقلب النون الساكنة أو التنوين ميما في مواضع خاصة مكانها علم التجويد فمن شاء فليراجعها هناك.. إعراب الآية رقم (8): {اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (8)}. الإعراب: (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (تحمل) مثل يعمل (كلّ) فاعل مرفوع (أنثى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (ما تغيض الأرحام وما تزداد) مثل ما تحمل كلّ أنثى، وفاعل تزداد ضمير تقديره هي الواو عاطفة (كلّ) مبتدأ مرفوع (شيء) مضاف إليه مجرور (عنده) ظرف منصوب متعلّق بنعت لكلّ أو لشيء والهاء ضمير مضاف إليه (بمقدار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ كلّ.
تفسير آية اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ
( سورةَ الرعْد / الآيتين 8ِو9). إخوةَ الايمانِ، مَا مِنْ كتابٍ أعَزُّ على المسلمِ مِن كتابِ اللهِ، لذلكَ يسرُّنا مِن حينٍ إلى ءاخَرَ ومِن عَلى منابرِ الجمُعةِ أنْ نشنِّفَ أسماعَ الحاضِرينَ بتفسيرِ بعضِ ءاياتِ القرءانِ الكريم، فهذَا بإذْنِ اللهِ تعالى يزيدُنا جميعًا إقبالاً على مجالسِ العِلْمِ التي تُتلَى فيهَا ءاياتُ القرءانِ العظيمِ معَ تفسيرِهَا. واليومَ اخترْنا مِنْ سورةِ الرَّعْدِ بعضَ الآياتِ التي جَاءَ فيهَا: " اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ " الآيةَ. اسمَعوا جيِّدًا إخوةَ الإيمانِ، قولَ الله تعالى: " اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى " الآيةَ. فاللهُ سبحانَهُ وتعالى موصوفٌ بعِلْمٍ أزَليٍّ أبديٍّ كسائرِ صفاتِهِ لا يَقبلُ الزيادةَ والنقصانَ، حتى أنفاسُ أهْلِ الجنَّةِ في الجنَّةِ وأهلِ النارِ في النارِ يَعلَمُهَا، لا تَخفَى عليهِ خافيةٌ. الواحدُ منَّا تخفَى عليهِ الخَفِيَّاتُ، أمَّا اللهُ تعالى لا تخفَى عليهِ خافيةٌ، مُطَّلِعٌ علينَا وعَلى مَا في صُدورِنا ومَا تُخْفِيهِ نفوسُنا، وهوَ سبحانَهُ وتعالى يعلمُ مَا تحمِلُهُ كلُّ أنثى مِنْ وَلَدٍ على أيِّ حالٍ هوَ مِنْ ذُكُورَةٍ وأُنُوثَةٍ وتمامٍ وخِدَاجٍ أي نقصانٍ كالذي ليسَ لهُ مِشيةٌ سليمةٌ وحُسْنٍ وقُبْحٍ وطولٍ وقِصَرٍ وغيرِ ذلكَ.
جملة: (اللّه يعلم... وجملة: (يعلم... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه). وجملة: (تحمل كلّ... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: (تغيض الأرحام... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: (تزداد... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: (كلّ شيء... ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (مقدار)، يحتمل أن يكون مصدرا بمعنى القدرة أو بمعنى القدر- بسكون الدال- ويحتمل أن يكون اسما لما يعرف به قدر الشيء من معدود وكيل وموزون، وزنه مفعال بكسر الميم وجمعه مقادير زنة مفاعيل. البلاغة: 1- الطباق: في قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ} أي ما تنقص وتزيد.. إعراب الآية رقم (9): {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (9)}. الإعراب: (عالم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، (الغيب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الشهادة) معطوف على الغيب مجرور (الكبير) خبر ثان مرفوع (المتعال) خبر ثالث مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف أو لمناسبة فواصل الآي. جملة: (هو عالم... الصرف: (المتعال)، اسم فاعل من فعل تعالى الخماسيّ، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين، والياء المحذوفة منقلبة عن واو، أصله المتعالو- بكسر اللام- لأن مجرّده علا يعلو.. ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.