يقول الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى -:
قال الله تعالى في سورة الفجر( وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر) الليالي العشر اختُلف في تعيينها، فقيل هي العشر الأواخر من رمضان، كما في رواية ابن عباس، وقيل العشر الأول من المحرم كما في رواية أخرى عنه، وقيل هي العشر الأول من شهر ذي الحجة، وهو القول الراجح، وقد ذكر القرطبي حديثًا عن جابر أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ذلك. وقد ورد في فضلها حديث رواه البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام" يعني العشر الأوائل من ذي الحجة قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:" ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء" وحديث رواه الترمذي، وقال عنه: غريب، وفيه كلام:" صيام يوم يعدل صيام سنة، والعمل يضاعف بسبعمائة ضعف" وحديث قال أنس غير مرفوع إلى النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم، ويوم عَرفة بعشرة آلاف يوم. وكلام قاله الأوزاعي ـ كما رواه البيهقي ـ: بلغني أن العمل في اليوم كقدر غزوة في سبيل الله، يُصام نهارها ويُحرس ليلها، إلا أن يختصَّ امرؤ بشهادة.
نسيم الشام › خطبة د. توفيق البوطي: وليال عشر
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز المستغفرين
خطبة الجمعة 2016-09-02
صوتي
Your browser does not support the audio element.
الخطيب: الدكتور محمد توفيق رمضان
التاريخ: 02/09/2016
وليالٍ عشر
د.
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
ولا تقف ما ليس لك به علم
قال الله تعالى:
ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولـئك كان عنه مسؤولا
[الإسراء: 36]
—
أي ولا تتبع -أيها الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكد وتثبت. إن الإنسان مسؤول عما استعمل فيه سمعه وبصره وفؤاده، فإذا استعملها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال العقاب. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
ولا تقف ما ليس لك به علم
قال: وقرأ بعضهم: ولا تقف مثل ولا تقل. وقال الأخفش في قوله تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم": أي لا تتبع ما لا تعلم. وقيل: ولا تقل سمعت ولم تسمع، ولا رأيت ولم تر، ولا علمت ولم تعلم؛ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا. أ. هـ. والدمى جمع دمية، وهي التمثال من المرمر أو العاج أو نحوهما. وشم العرانين: جمع شماء العرنين، أي مرتفعات قصبات الأنوف، وهو من أمارات جمالهن. ]] يعني بالتقافي: التقاذف. ويزعم أن معنى قوله ﴿لا تَقْفُ﴾ لا تتبع ما لا تعلم، ولا يعنيك. وكان بعض أهل العربية من أهل الكوفة، يزعم أن أصله القيافة، وهي اتباع الأثر، وإذ كان كما ذكروا وجب أن تكون القراءة ﴿وَلا تَقُفْ﴾ بضم القاف وسكون الفاء، مثل: ولا تقل. قال: والعرب تقول: قفوت أثره، وقُفت أثره، فتقدِّم أحيانا الواو على الفاء وتؤخرها أحيانا بعدها، كما قيل: قاع الجمل الناقة: إذا ركبها وقَعَا وعاثَ وَعَثَى؛ وأنشد سماعا من العرب:
ولَوْ أنّي رَمَيْتُكَ مِنْ قَرِيبٍ... لَعاقَكَ مِنْ دُعاءٍ الذّئْبِ عاقِ [[البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة ١٧٩) على أن العرب تقول قفا الشيء: إذا تتبعه كما تقول قافه. وكما قال الشاعر: عاقى، يريد عائق.
ولا تقف ما ليس لك به قع
وكما قال الشاعر: عاقى ، يريد عائق. قال الفراء: أكثر القراء يجعلونها من قفوت... وبعضهم قال: ولا تقف. والعرب تقول: قفت أثره ، وقفوته ؛ ومثله: يعتام ويعتمي ، وعاث وعثى ، من الفساد ، وهو كثير ، منه شاك السلاح ، وشاكي السلاح. وسمعت بعض قضاعة يقول: اجتحى ماله ، واللغة الفاشية: اجتاح ماله. وقد قال الشاعر: " ولو أني رأيتك "... إلخ البيت. هذا وقد نقلنا في الشاهد الذي قبل هذا عبارة الفراء ، كما جاءت في اللسان ، وفيها اختلال عن عبارته هنا في معاني القرآن ، ولعله من اختلاف النسخ. وأورد الفراء بعد بيت الشاهد بيتا آخر من وزنه وقافيته ، وهو لذي الخرق الطهوي كما في ( اللسان: بغم): حَسِــبْتُ بُغــامَ رَاحِــلَتِي عَنَاقَـا وَمــا هِـيَ وَيْـبَ غَـيرِك بالعَنـاقِ وقد سبق الاستشهاد به في أكثر من موضع من هذا التفسير. (5) البيت لجرير بن الخطفي ( ديوانه طبعة الصاوى ص 551) وهو البيت الثاني من قصيدة يجيب بها الفرزدق ، مطلعها: سَــرتِ الهُمـومُ فَبِتْـنَ غَـيرَ نِيـامِ وأخُــو الهُمـومِ يَـرُومُ كـلَّ مَـرَامِ الشاهد في هذا البيت أنه أشار إلى الأيام بأولئك ، ولم يقل تلك ، لأن أولئك يشار بها إلى الجمع الكثير ، وهؤلاء إلى الجمع القليل ، للمذكر والمؤنث والعاقل وغيره.
ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله معقباً على هذه القصة: "قال هذا رجل مشرك لا يرجوا جنة ولا يخاف ناراً ولا يعبد الله ويتوقف في مسألة أربعين يوماً حتى يفتي فيها، فكيف بمن يرجوا الجنة ويخاف النار كيف ينبغي له أن يتحرى إذا صُدِر للإفتاء و إذا سأل أمراً عن الله جل وعلا". هذه الآية جاءت من جملة ما أدب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الإسراء، وأرشد به خلقه. إن كون الإنسان يعطى حظاً من علم من دلالة توفيق الله له، لكن الله يخاطب في هذه الآية أعلم الخلق بالله نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول له جل وعلا: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء من الآية:36]. وإن من أعظم الكذب أن يكذب الإنسان ويفتري على الرب تبارك وتعالى، ومن رزق العلم الحق رزق الخشية، ومن رزق الخشية خاف أن يقول على الله ما ليس له به علم. فبارده وخذ بالجد فيه *** فإن أتاكه الله انتفعـت فإن أوتيت فيه طويل باع *** وقال الناس إنك قد رؤست فلا تأمن سؤال الله عنه *** بتوبيخ علمت فهل عملت رجل مشرك يقف في مسألة أربعين يوماً لا يفتي؟ ذكر الناس ممن كان قبلنا أن العرب في جاهليتهم كانوا يعمدون إلى رجل يقال له (عامر بن الضرب العدواني)، يحتكمون إليه في جاهليتهم إذا اختلفوا.
ولا تقف ما ليس لك به علمی
فإن الله سائلك عن هذه الأدوات {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} هذا معنى الآية الأولى بإجمال (1). أما الآية الثانية، وهي {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} فمعناها: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي مشية الاختيال والتبختر، مشية العجب والاستكبار.. فإن هذا لا ينبغي للمؤمن وهو ليس مشي عباد الرحمن، فالله قد وصف عباد الرحمن بأنهم {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} (الفرقان:63). لماذا تمشي متبخترًا؟ هل تستطيع أن تخرق الأرض؟ مهما دببت برجلك فلن تستطيع ذلك.. ومهما تطاولت وتمطيت بعنقك فلن تبلغ الجبال طولاً؛ فأولى بك أن تمشي مشية التواضع والهون، والسكينة واللين. ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعًا ** فكم تحتها قوم هُمُو منك أرفع! وإن كنت في عز وجاه ومنعة ** فكم مات من قوم همو منك أمنع! فالمطلوب من الإنسان أن يمشي على الأرض متواضعًا، سواء كان يمشي على قدميه، أم في سيارة. هناك أناس يودون أن ينهبوا الأرض نهبًا بسياراتهم مختالين؛ لأن أحدهم يركب سيارة ضخمة فخمة، فلا يحترم آداب المرور، ولا قواعد السير، وكأنه يريد أن يحطم ما يواجهه في الطريق، أو يطير عن الأرض بلا جناحين.. من فعل ذلك فهو ممن يمشون في الأرض مرحًا، ولا يمشون هونًا، ومعظم الحوادث التي تحدث في الطرقات - للأسف؛ من أولئك، الذين يمشون في الأرض مرحًا.
[١٩]
تقفُ: فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. [١٩]
ما: اسم موصول بمعنى الذي مبني في محل نصب مفعول به. [١٩]
ليس: فعل ماضٍ ناقص. [١٩]
لك: اللام حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر ليس المُقدّم المحذوف، والتقدير: ليس علمٌ كائنًا لك. [١٩]
به: الباء حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلّقان بحال محذوفة من اسم ليس المؤخّر "علم". [١٩]
علمٌ: اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. [١٩]
إنّ: حرف مشبّه بالفعل. [١٩]
السمعَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩]
والبصرَ: الواو حرف عطف، والبصر معطوف على "السمع" فهو منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩]
والفؤاد: الواو حرف عطف، والبصر معطوف على "السمع" كذلك فهو منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [١٩]
كلُّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أولئك: اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب. [٢٠]
كان: فعل ماضٍ ناقص، واسمه محذوف. [١٩]
عنه: عن حرف جر ، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر كان "مسؤولًا".