وبعثه مرة على جيش من قبل الشام ، فوفد ، فقال: يا أمير المؤمنين ، إن بيننا وبين عدونا مدينة يقال لها: عرب السوس تطلع عدونا على عوراتنا ، ويفعلون ويفعلون. فقال عمر: خيرهم بين أن ينتقلوا من مدينتهم ، ونعطيهم مكان كل شاة شاتين; ومكان كل بقرة بقرتين; ومكان كل شيء شيئين; فإن فعلوا ، فأعطهم ذلك ، وإن أبوا فانبذ إليهم على سواء; ثم أجلهم سنة. فقال: اكتب لي يا أمير المؤمنين عهدك بذلك. فعرض عمير عليهم ، فأبوا. فأجلهم سنة ، ثم نابذهم. فقيل لعمر: إن عميرا قد خرب عرب السوس ، وفعل. فتغيظ عليه. فلما قدم ، علاه بالدرة ، وقال: خربت عرب السوس! وهو ساكت. فلما دخل عمر بيته ، استأذن عليه ، فدخل ، وأقرأه عهده. فقال عمر: غفر الله لك. عرب السوس: خراب اليوم ، وهي خلف درب الحدث. عبد الملك بن هارون بن عنترة: حدثنا أبي ، عن جدي: أن عمير بن [ ص: 561] سعد ، بعثه عمر على حمص; فمكث حولا لا يأتيه خبره. فكتب إليه: أقبل بما جبيت من الفيء. عمير بن سعد - ويكيبيديا. فأخذ جرابه وقصعته ، وعلق إدواته ، وأخذ عنزته وأقبل راجلا. فدخل المدينة ، وقد شحب واغبر وطال شعره. فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: ما شأنك ؟ قال: ألست صحيح البدن ، معي الدنيا! فظن عمر أنه جاء بمال ، فقال: جئت تمشي ؟ قال نعم.
- عمير بن سعد
- عمير بن سعد الأنصاري
- عمير بن سعد - ويكيبيديا
- عمر بن أبي ربيعة diwan
- عمر ابن ابي ربيعة مقال
- رائية عمر بن ابي ربيعة
عمير بن سعد
لا تسل عن دهشة عمير، وصدمته، وذهوله وحيرته؛ فهو بين خيارين: بين السكوت عن عمَّه الذي طالما غذَّاه وأحسن إليه، وبين الثبات على مبادئه ودينه وعقيدته. وإذا بعمير يخاطب عمَّه بكلمات تدل على أثر التربية والولاء لله ورسوله في نفسه؛ فيقول: " واللهِ يا عمّ ما كان على ظهر الأرض أحدٌ بعد محمد أحبّ إليّ منك، ولقد قلتَ مقالةً: إنْ ذكرتُها فضحتْكَ، وإنْ أخفيتُها خنتُ أمانتي، وأهلكت نفسي وديني، ولإحداهما أهون علي من الأخرى ", فقال الجلاس: " اكتمها علي "، فقال عمير: "لا والله". وكان المنافقون يحذرون أن تنزل عليهم سورة تنبؤهم بما في قلوبهم, مضى الغلام إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بما قال عمّه الجُلاس بن سويد. عندها دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجُلاس بن سويد، فجاء الجلاس، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: " يا جلاس! ما مقالةٌ بلغتني عنك ؟", قال: وما ذاك؟, قال: " مقالة سمعها منك عمير بن سعد ؟", وكان عمير بن سعد حاضرا عند رسول الله، وإذا به يسمع الجواب التالي: قال: "لا ما قلتها يا رسول الله! عمير بن سعد. ، كذب يا رسول الله! هذا الغلام"، وأَنْكَرَهَا وَحَلَفَ بِاَللّهِ مَا قَالَهَا. انصدم عمير من جواب عمِّه؛ فهو لا يملك بيِّنةً لدعواه، وأضحى موقفه ضعيفاً، وقد قال ما قال وخاطر بمستقبله مع عمه نصحاً لله، فلم يزد على أن قال: " بل والله قلته، فتب إلى الله، ولولا أن ينزل قرآن؛ فيجعلني معك ما قلته ".
فتربى من مدرسة محمد على أن الولاء يكون لله والرسول، ونهل من تربية نبيه -صلى الله عليه وسلم- أسس الأخلاق، وأساسها الصدق مع النفس، ومع الناس. في السنة العاشرة من الهجرة أعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس عزمه على المسير إلى تبوك للقاء الروم؛ فالسفر بعيد، والحر شديد، والثمار قد أينعت، والظلال قد طابت، حتى سمي ذلك بجيش العسرة؛ لبعد المسافة, وقلة الزاد. وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يحث الناس على البذل في تجهيز الجيش, فلا تسل عن تسابق الصحابة في الاستجابة للدعوات المحمدية، حتى كانت المرأة تلقي بذهبها وخلاخلها في سبيل الله!. عمير بن سعد الانصاري. وعمير بن سعد يرى هذه الأيادي الباذلة، والمشاهد المبهجة، فأسرع إلى عمّه الجُلاس بن سويد وهو من الأثرياء، فحدّثه عمّا رأى من تنافس صحابة رسول الله وإنفاقهم للقليل والكثير في سبيل الله، وجعل عمير يستحث عمَّه الجلاسَ للإنفاق في سبيل الله. وإذا بالجُلاس بن سويد يصعق عميراً بكلمة كبيرة، أفقدته صوابه، وهزَّت وجدانه، ما ظنَّ من عمِّه الجلاس الذي يُظهر الإسلام أن يَتفوَّه بها يوماً، قال الجلاس: "يا عمير! إن كان محمداً صادقاً فيما يقول؛ فنحن شرٌّ من الحمير", إنها كلمة كاذبة خاطئة، وزفرة آثمة فاجرة، لا تحتمل إلا النفاق والكفر الصراح!.
عمير بن سعد الأنصاري
فأنزل الله آيات تؤكد حديث الغلام حيث قال الله تعالى في سورة التوبة: { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ۚ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ۖ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم. وقتها اعترف الجلاس بما حدث وتاب عما فعل وحسن إسلامه ولم يسمع منه عمير رضي الله عنه أى شيئًا مرة أخرى ، وفي وقت تولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة أخذ يرتب أمور الخلافة ويختار الأمراء والولاه وفقًا لدستوره الذي أعلن عنه قائلًا: أريد رجلاً إذا كان في القوم ، وليس أميرًا عليهم بدا وكأنه أميرهم ، وإذا كان فيهم وهو عليهم أمير ، بدا وكأنه واحد منهم ، أريد واليًا لا يميز نفسه على الناس في ملبس ، ولا في مطعم ، ولا في مسكن ، يقيم فيهم الصلاة ، ويقسم بينهم بالحق ، ويحكم فيهم بالعدل ، ولا يغلق بابه دون حوائجهم. ولذلك قد اختار عمر بن الخطاب أن يكون عمير بن سعد رضي الله عنه واليًا على حمص ، وبعد محاولات كثير لعمير أن يعتذر عن ذلك ، رفض عمر بن الخطاب وألزمة بالولاية.
وأرضى عمير ضميره الورع تماما.. عمير بن سعد الأنصاري. فهو أولا أدّى أمانة المجلس حقها، وارتفع بنفسه الكبيرة عن ان يقوم بدور المتسمّع الواشي.. وهو ثانيا أدى لدينه حقه، فكشف عن نفاق مريب.. وهو ثالثا أعطى جلاس فرصة للرجوع عن خطئه واستغفار الله منه حين صارحه بأنه سيبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو أنه فعل آنئذ، لاستراح ضمير عمير ولم تعد به حاجة لابلاغ الرسول عليه السلام..
بيد أن جلاسا أخذته العزة بالاثم، ولم تتحرك شفتاه بكلمة أسف أو اعتذار، وغادرهم عمير وهو يقول: " لأبلغنّ رسول الله قبل أن ينزل وحي يشركني في اثمك "... وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب جلاس فأنكر أنه قال، بل حلف بالله كاذبا..!!
عمير بن سعد - ويكيبيديا
دَخَلَ عُمَيْرٌ على أميرِ المؤمنين عُمَرَ بنِ الخَطابِ ، فَدُهِشَ الفاروق من حالَتِه وقال: ما بكَ يا عُمَيْر؟ فقال: ما بي من شيءٍ يا أمير المؤمنين فأنا صَحيحٌ مُعافًى بحمد اللّه أحْمِلُ معي الدنيا كُلَّها وأجُرُّها من قَرْنَيْها ، فقال: وما معك من الدنيا؟ (وهو يَظُنُّ أنَه يحْمِلُ مالاً لِبـيْتِ مالِ المُسْلِمين). فقال: معي جِرابي وقد وضعت فيه زادي ومعي قصعتي آكلُ فيها وأغْسِلُ عليها رَأسي وثيابي ومعي قِربَة لِوُضوئي وشرابي ، ثم إنَّ الدنيا كُلَّها يا أميرَ المؤمنين تَبَعٌ لمتاعي هذا وفُضلةٌ لا حاجَةَ لي ولا لأحد غيري فيها ، فقال عمر: وهل جئت ماشياً؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين ، فقال: أما اُعطيتَ من الإمارة دابَّةً تركَبُها؟ فقال: هم لم يعطوني وأنا لم أطلب منهم. فقال: وأينَ ما أتُيْتَ بهِ لِبَيْتِ المالِ؟ فقال: لم آتِ بِشيءٍ ، فقال: ولم؟ فقال: لما وَصَلْتُ إلى حِمْصَ؟ جَمعْتُ صلحاء أهلها ووليتم جمْعَ فَيْئهم ، فكانوا كُلما جمعوا شيئاً منه؟ استشَرْتُهم في أمره ووضعته في مواضعه وأنفقتُه على المُستَحِقِّين منهم. فقال عمر لكاتبه: جَدِّد عهداً لِعُمَير على وِلايةِ حِمْص فقال عمير: هيهات فإن ذلك شَيء لا أريده ولَن أعْمَلَ لَكَ ولا لأحدٍ بَعْدَكَ يا أميرَ المؤمنين ، ثم استأذَنَهُ بالذَّهاب إلى قَرْيَةٍ في ضواحي المدينَةِ يُقيم بِها أهْلُه فأذنَ له ، لم يَمْضِ على ذهاب عُمَيْرٍ إلى قَرْيَته وقتٌ طويل حتى أراد عُمَرُ أنْ يَختَبِرَ صاحبه وأن يَسْتَوثقَ من أمْرِه ، فقال لواحدٍ من ثِقَاتِه يدعى الحارثَ: انطلق يا حارثُ إلى عُمَيْرِ بنِ سعد وانْزِل به كأنّكَ ضَيْف فإن رَأيتَ عليه آثارَ نِعْمَةٍ ؟ فَعدْ كما أتيت وإن وَجدْتَ حالاً شديدَةً فأعطِه هذه الدنانير وناوَله صُرِّة فيها مائة دينارٍ.
قال: أما كان أحد يتبرع لك بدابة ؟ قال: ما فعلوا ، ولا سألتهم. قال: بئس المسلمون! قال: يا عمر ، إن الله قد نهاك عن الغيبة. فقال: ما صنعت ؟ قال: الذي جبيته وضعته مواضعه ، ولو نالك منه شيء لأتيتك به. قال: جددوا لعمير عهدا. قال: لا عملت لك ولا لأحد ، قلت لنصراني: أخزاك الله. وذهب إلى منزله على أميال من المدينة. فقال عمر: أراه خائنا; فبعث رجلا بمائة دينار ، وقال: انزل بعمير كأنك ضيف ، فإن رأيت أثر شيء ، فأقبل; وإن رأيت حالا شديدة; فادفع إليه هذه المائة. فانطلق ، فرآه يفلي قميصه. فسلم. فقال له عمير: انزل. فنزل. فساءله ، وقال: كيف أمير المؤمنين ؟ قال: ضرب ابنا له على فاحشة فمات. فنزل به ثلاثا ، ليس إلا قرص شعير يخصونه به ، ويطوون ، ثم قال: إنك قد أجعتنا. فأخرج الدنانير ، فدفعها إليه. فصاح ، وقال: لا حاجة لي [ ص: 562] بها. ردها عليه. قالت المرأة: إن احتجت إليها ، وإلا ضعها مواضعها. فقال: ما لي شيء أجعلها فيه. فشقت المرأة من درعها ، فأعطته خرقة ، فجعلها فيها; ثم خرج يقسمها بين أبناء الشهداء. وأتى الرجل عمر; فقال: ما فعل بالذهب ؟ قال: لا أدري. فكتب إليه عمر يطلبه. فجاء ، فقال: ما صنعت الدنانير ؟ قال: وما سؤالك ؟ قدمتها لنفسي.
والثريا وهي بنت علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصفر بن عبد شمس، وهي ايضًا من النساء اللواتي تمتعن بحظ كبير من المال. وايضًا السيدة سكينة بنت الحسين، وفاطمة بنت عبد الملك بن مروان وكان لهما نسب وثراء لا يشابهه فيهن أحدًا من النساء أنذاك، ويلحق بهن حسان اخريات مثل زينب بنت موسى، وهند بنت الحارث المرية، وإن النساء اللواتي يشير إليهن عمر بن ابي ربيعة جميعن كان لهن طبقة ومنزلة، حتى لو يم يصرح بذلك، وكان شعر عمر بن ابي ربيعه في الغزل الصريح موجه لهؤلاء النسوة.
عمر بن أبي ربيعة Diwan
ثم يصف الشاعر جمال هند، وهي امرأة جميلة، لينة الملمس، لذيذة المذاق، بيضاء الاسنان، اما عينيها ففي طرفيهما شدة بياض وسواد، والعنق ناعم، وفي الصيف تنبعث برودة من جسمها، وفي الشتاء تكون دافئة لمحبوبها، كي لا يشعر بالبرد. [2]
مقتطفات من شعر عمر بن أبي ربيعة تظهر حزنه على فراق هند:
أَراكِ يا هِندُ في مُباعَدَتي
مُعتَلَّةً لي لِتَقطَعي سَبَبي
هِندُ أَطاعَت بِيَ الوُشاةَ فَقَد
أَمسَت تَراني كَعُرَّةِ الجَرِبِ
يا هِندُ لا تَبخَلي بِنائِلِكُم
عَنّا فَلَم أَقضِ مِنكُمُ أَرَبي [3]
عمر ابن ابي ربيعة مقال
وارحمتا لك يا بنت أبي بكر! أيُّ كَبِدٍ هي أشدُّ لوعةً من كبدِكِ؟! لقد والله رُحمتِ رحمةً إذ كَفَّ الله منك البصر، لئن لم تكوني تجزعين لموته، لقد كنتِ جزعتِ لما مثَّلُوا به وحزُّوا رأسهُ، ورفعوه على خشبةٍ مُنكَّسًا مَصلوبًا.
رائية عمر بن ابي ربيعة
رحمة الله عليكم يا آل أبي بكر، لأنتم أصلبُ الناس أعوادًا وألينهم قلوبًا، وأحسن الله عزاءك يا ذاتَ النطاقين، فلقد تجملتِ بالصَّبر حتى لقد أُنسيت أنك أمٌّ يجزع قلبها أن يَهلكَ عليها ولدُها، فيتقطع عليه حَشاها. وانصرفتُ عنها بهمِّي أَسعَى، فوالله ما رأيت كاليوم أَكْسَبَ لعجب وأجَدَّ لحُزنٍ من أُمٍّ ثكلى، يحيا ظاهرُها كأنه سراجٌ يَزْهَرُ، ويموتُ باطنها كأنه ذُبَالةٌ توشكُ أن تنطفئ، وذهبتُ ألتمسُ الوُجوهَ وأحزانها، فما أَرَى وُجُومَها وقُطُوبَها وانكِسَارَها ورَهَقَهَا وصُفرَتها، إلاَّ ذِلَّة النفس وخضوعَها واستكانتها وضعفَها وعلَّتها، وأن المؤمنَ حين يحضُرُه الهمُّ أَشْعَثَ أغبرَ يَردُّه إيمانُه - حين يؤمن - أبلجَ يتوقَّد، ليُكوِّن البُرْهانَ على أنَّ الإيمانَ صيْقَلُ الحياةِ الدُّنيا، يَنْفي خَبَثَها ويجلو صَدَأَها، فإِمَّا رَكِبها من ذلك شيءٌ، عادَ عليها يُحَادثها ويصقُلها حتى يتركها بيضاءَ نقيَّة.
وجاء في تفسير القرطبي -أيضًا-: { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا} [العنكبوت: 1، 2]، أحسبوا { أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2]. قال ابن عباس وغيره: يُريد بالناس قومًا من المؤمنين كانوا بمكة وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام كسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، و عمار بن ياسر ، وياسر أبوه، وسمية أمه، وعدة من بني مخزوم، وغيره، فكانت صدورهم تضيق لذلك وربَّما استنكر أن يُمكِّن الله الكفار من المؤمنين، قال مجاهد وغيره: فنزلت هذه الآية مسلية معلمة أنَّ هذه هي سيرة الله في عباده اختبارًا للمؤمنين وفتنة..
ونزلت: { وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8]. وقال ابن عباس: نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه وقد فعلت أمه مثل ذلك..
وجاء في فتح القدير عن عكرمة قال: كان الحارث بن يزيد من بني عامر بن لؤي يعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل ثم خرج مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني الحارث فلقيه عياش بالحرة فعلاه بالسيف وهو يحسب أنه كافر ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً} [النساء: 92] الآية.