2009-04-11, 03:21 AM #1 من لا يرحم الناس: لا يرحمه الله. عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من لا يرحم الناس: لا يرحمه الله)) ( 1). متفق عليه. يدل هذا الحديث بمنطوقه على أن من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ، وبمفهومه على أن من يرحم الناس يرحمه الله ، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: (( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض ؛ يرحمكم من في السماء)) ( 2). فرحمة العبد للخلق من أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله ، التي من آثارها خيرات الدنيا ، وخيرات الآخرة ، وفقدها من أكبر القواطع والموانع لرحمة الله ، والعبد في غاية الضرورة والافتقار إلى رحمة الله ، لا يستغني عنها طرفة عين ، وكل ما هو فيه من النعم واندفاع النقم: من رحمة الله. فمتى أراد أن يستبقيها ويستزيد منها ؛ فليعمل جميع الأسباب التي تنال بها رحمته ، وتجتمع كلها في قوله تعالى: { إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} ( 3) ، وهم المحسنون في عبادة الله ، المحسنون إلى عباد الله ، والإحسان إلى الخلق أثر من آثار رحمة الله بهم. والرحمة التي يتصف بها العبد نوعان: النوع الأول: رحمة غريزية ، قد جبل الله بعض العباد عليها ، وجعل في قلوبهم الرأفة والرحمة والحنان على الخلق ، ففعلوا بمقتضى هذه الرحمة جميع ما يقدرون عليه من نفعهم بحسب استطاعتهم ، فهم محمودون مثابون على ما قاموا به ، معذورون على ما عجزوا عنه ، وربما كتب الله لهم بنياتهم الصادقة ما عجزت عنه قواهم.
من لا يرحم لا يرحم English
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
نص الحديث
ذكر البخاري مناسبة هذا الحديث في صحيحه: ( أ بصرَ الأقرعُ بنُ حابِسٍ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو يُقَبِّلُ الحسنَ: قال ابنُ أبِي عمرَ: الحسينَ والحسنَ، فقال: إِنَّ لي منَ الولَدِ عشرَةً ما قبَّلْتُ أحدًا منْهم، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ-: إِنَّهُ مِنْ لا يَرْحَمُ لا يَرْحَمُ). [١] وفي رواية أخرى: (جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَما نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: أوَ أَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ). [٢]
شرح الحديث
يدل هذا الحديث النبوي العظيم على أنّ تقبيل الأطفال ومُعانقتهم سنة مُستحبة، وأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُقبلهم ويلاعبهم، ففي هذا قدوة لأمته من بعده، [٣] قال القاضي عياض في شرح الحديث: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"، وقال العلماء في أنّ هذا الحديث عام يشمل الرحمة بجميع أشكالها، ولا يقتصر فقط على رحمة الأطفال. [٤]
صور الرحمة
إنّ للرحمة في ديننا الإسلامي صوراً وجوانب كثيرة، ويستطيع الإنسان أن يعيش بمبدأ الرحمة مع كل من يقابله، ومن هذه الصور: [٥]
الرحمة بالفقراء والمساكين، وقضاء حوائج الناس كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قبل أن يُبعث، وقبل النبوة والرسالة يُطبّق الرحمة مع الجائع والفقير، وقد ازدادت تلك الصفة بعد أن أصبح نبيّاً -صلى الله عليه وسلم-.
إضاءات حول الموقف
يُرشد الموقف النبويّ الكريم إلى ضرورة معاملة الصغار من منطلق الرحمة والرأفة والشفقة، وهذا يقتضي في المقابل ترك الغلظة والجفاء معهم بكافّة أشكاله وصوره؛ وهذا الإرشاد مستفادٌ من فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- مع الحسن رضي الله عنه من الملاطفة والتقبيل، ومن قوله عليه الصلاة والسلام:: ( إنه من لا يَرحم ، لا يُرحم). فالله سبحانه وتعالى يرحم من عباده الرّحماء، وأولى الناس بمظاهر الرّحمة والرأفة هم صغار السنّ والذين يعيشون مرحلة الطفولة، وهذا يستدعي مودّة تسعهم، وحلماً لا يضيق بجهلهم، وملاعبةً تًنمّي الأواصر وتقوّي الصلات الروحيّة بين الصغير والكبير. وهذه الرعاية الخاصّة التي جاء التوجيه النبوي بها لها أثرٌ كبير على نفسيّة الأطفال واستقرارهم العاطفيّ، وهي عاملٌ أصيلٌ من عوامل النموّ السلوكيّ، فصدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القائل: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا) رواه أحمد.
وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا المعنى في قوله عز وجل: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39]، ثم إن العبد لا يطلع على الغيب ولا يعلم ما كتب الله سبحانه وتعالى عليه، فعليه أن يدعو الله تعالى تعبداً بالدعاء، وامتثالاً لأمره عزّ وجل. وقد بين الإمام المحدث ابن فورك رحمه الله تعالى هذا المعنى، حيث قال: "روي أنه قال صلى الله عليه وسلم: إن القضاء والدعاء يتعالجان، وما روي أنه قال: الصدقة تدفع القضاء المبرم، ومعنى هذه الأخبار كلها على نحو ما ذكرنا، وهو أن يكون السابق في العلم مما يحدث في المستأنف أنه إذا دعا صرف عنه البلاء، وكذلك إذا تصدق، لا أنه يكون المعلوم في الأزل وصول البلاء إليه، ثم إذا حصل الدعاء تغير المعلوم، لأن ذلك يؤدي إلى أن لا يكون ذلك في الأزل معلوماً ولا قضاء، وذلك محال" [مشكل الحديث وبيانه 1/ 312]. فالمؤمن يدعو امتثالاً لأمر الله ويتداوى امتثالاً لأمر الله، وله على ذلك الثواب، وأما النتائج فأمرها إلى الله تعالى، وكل عاقل مؤمن صاحب تجربة يلمس أثر الدعاء كما يلمس أثر الدواء، بل إن المؤمنين الصادقين يتوصّلون بالدعاء إلى ما تعجز عنه الوسائل المادِّية، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
هل الدعاء يغير القدر المكتوب والنصيب ؟ - مقال
و يؤكد على كلامنا قول الله سبحانه و تعالى حين قال ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، فكل شيء من حولك دليل على تأثرك بالدعاء حيث يقول الرسول (إن الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء).
هل الدعاء يغير القدر - موسوعة
في البداية على العبد أن يكن موقنًا تمامًا بأن الله سيجيب دعاءه، وأن الله مطلع عليه. ويكن دعاءه لله فقط. ثم يستقبل القبلة، ويكن على وضوء. يفضل دائمًا أن يبدأ المسلم دعاءه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيثنيه عليه في بداية الدعاء وفي نهايته أيضًا. لا يمل الله من عباده قط، ولذلك على العبد أن يلح بالدعاء في كل وقت وفي كل زمن، وألا يتعجل أبدًا الاستجابة. الدعاء يكن بالقلب في المقام الأول، فمن الممكن ألا يدعو العبد بلسانه، ويكفيه إخلاص قلبه. من آداب الدعاء خشوع المسلم، وتضرعه بذل إلى الله عز وجل، ويدعو بصوت متوسط، ليس بالجهور وليس بالخافت. يفضل أن يرفع العبد يده بالدعاء، وينادي ربه بأسمائه الحسنى وبصفاته العليا. هل الدعاء بالزواج من شخص معين يغير القدر. هناك العديد من الأدعية التي ذُكرت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، يستحب أن يدعو المسلم بها. وقت إجابة الدعاء قال الله تعالى في سورة النمل "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)"، الله رحيم بعباده، قريبًا من المضطر وممن يعاني من كرب أو بلاء. إقرأ أيضا: توقعات عام 2050 ببلوغ نسبة العمى وضعف البصر 900 مليون حالة إذا اشتد الكرب على العبد، وكان في أشد حالات الحزن والهوان يكن قريبًا من الله عز وجل، فالله يجيب دعاء المضطر الضعيف رحمة به.
هـ. - وقال السندي في شرحه على سُنن ابن ماجه: قال الغزالي: "فإن قيل: ما
فائدةُ الدعاء مع أنَّ القضاءَ لا مَرَدَّ له؟ فاعلمْ أنَّ مِنْ جملة
القضاء ردَّ البلاء بالدعاء؛ فإنَّ الدُّعاءَ سببُ ردّ البلاء، ووجود
الرحمة، كما أنَّ البذْرَ سببٌ لخروج النبات من الأرض، وكما أنَّ
التّرس يدفع السهم، كذلك الدعاء يرد البلاء". هـ... وعليه ؛ فإنه يمكن تغيير القدر
المعلق بأمور وَرَدَتْ بها النصوص؛ كالدعاء، وصلة الرحم، وبر
الوالدين، وأعمال البِرّ، والله أعلم. هل الدعاء يغير القدر - موسوعة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقلاً عن موقع الآلوكة. 28
3
170, 700