* * * وقرأه آخرون: ( فَرُهْنٌ) مخففة الهاء على معنى جماع " رَهْن " ، كما تجمع " السَّقْف سُقْفًا ". قالوا: ولا نعلم اسمًا على " فَعْل " يجمع على " فُعُل وفُعْل " إلا " الرُّهُنُ والرُّهْن ". و " السُّقُف والسُّقْف ". قال أبو جعفر: والذي هو أولى بالصواب في ذلك قراءة من قرأه: " فرهان مقبوضة ". إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة "- الجزء رقم6. لأن ذلك الجمعُ المعروفُ لما كان من اسم على " فَعْل " ، كما يقال: " حَبْلٌ وحبال " و " كَعْب وكعاب " ، ونحو ذلك من الأسماء. فأما جمع " الفَعْل " على " الفُعُل أو الفُعْل " فشاذّ قليل، إنما جاء في أحرف يسيرة وقيل: " سَقْف وسُقُفٌ وسُقْف " " وقلْبٌ وقُلُب وقُلْب " من: " قلب النخل ". (3) " وجَدٌّ وجُدٌّ" ، للجد الذي هو بمعنى الحظّ. (4) وأما ما جاء من جمع " فَعْل " على " فُعْل " ف " ثَطٌّ، وثُطّ" ، و " وَرْدٌ ووُرْد " و " خَوْدٌ وخُود ".
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة "- الجزء رقم6
وسنن البيهقي 6: 36. يقال نسأت عنه دينه نساء: (بالمد وفتح النون): أخرته. و "بعته بنسيئة" ، أي: بأخرة. (10) في المطبوعة: "وكان البيع... " وأثبت ما في المخطوطة. (11) انظر تفسير "الإثم" فيما سلف من فهارس اللغة. (12) في المخطوطة والمطبوعة: "ومن يشرك بالله" ، وليست هذه قراءتها ، أخطأ الناسخ وسها.
والثانى: أن يراد بضم جناحة إليه ، تجلده وضبطه نفسه ، وتشدده عند انقلاب العصا حية ، حتى لا يضطرب ولا يرهب...
واسم الإشارة فى قوله ، فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه... يعود إلى العصا واليد. والتذكير لمراعاة الخبر وهو ( بُرْهَانَانِ) والبرهان: الحجة الواضحة النيرة التى تلجم الخصم ، وتجعله لا يستطيع معارضتها. أى: فهاتان المعجزتان اللتان أعطيناك إياهما يا موسى ، وهما العصا واليد ، حجتان واضحتان كائنتان ( مِن رَّبِّكَ) فاذهب بهما إلى ( فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ) لكى تبلغهم رسالتنا ، وتأمرهم بإخلاص العبادة لنا. ( إِنَّهُمْ) أى: فرعون وملئه ( كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ) أى: خارجين من الطاعة إلى المعصية. ومن الحق إلى الباطل. البغوى:
( اسلك) أدخل ( يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء) برص ، فخرجت ولها شعاع كضوء الشمس ، ( واضمم إليك جناحك من الرهب) قرأ أهل الكوفة ، والشام: بضم الراء وسكون الهاء ، ويفتح الراء حفص ، وقرأ الآخرون بفتحهما ، وكلها لغات بمعنى الخوف ومعنى الآية: إذا هلك أمر يدك وما ترى من شعاعها فأدخلها في جيبك تعد إلى حالتها الأولى. تفسير قوله تعالى واضمم إليك جناحك من الرهب - إسلام ويب - مركز الفتوى. " والجناح ": اليد كلها. وقيل: هو العضد. وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهم: أمره الله أن يضم يده إلى صدره فيذهب عنه ما ناله من الخوف عند معاينة الحية ، وقال: ما من خائف بعد موسى إلا إذا وضع يده على صدره زال خوفه.
تفسير قوله تعالى واضمم إليك جناحك من الرهب - إسلام ويب - مركز الفتوى
وهو الحرص اللائق ب موسى القوي الأمين: وأخي هارون هو أفصح مني لسانا، فأرسله معي ردءا يصدقني، إني أخاف أن يكذبون. إن هارون أفصح لسانا فهو أقدر على المنافحة عن الدعوة. وهو ردء له معين، يقوي دعواه، ويخلفه إن قتلوه. وهنا يتلقى موسى الاستجابة والتطمين: قال: سنشد عضدك بأخيك، ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما. بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون..
لقد استجاب ربه رجاءه; وشد عضده بأخيه. وزاده على ما رجاه البشارة والتطمين: ونجعل لكما سلطانا.. فهما لن يذهبا مجردين إلى فرعون الجبار. إنما يذهبان إليه مزودين بسلطان لا يقف له في الأرض سلطان; ولا تنالهما معه كف طاغية ولا جبار: فلا يصلون إليكما.. وحولكما من سلطان الله سياج، ولكما منه حصن وملاذ. ولا تقف البشارة عند هذا الحد. ولكنها الغلبة للحق. الغلبة لآيات الله التي يجبهان بها الطغاة. فإذا هي وحدها السلاح والقوة، وأداة النصر والغلبة: بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون. فالقدرة تتجلى سافرة على مسرح الحوادث; وتؤدي دورها مكشوفا بلا ستار من قوى الأرض، لتكون الغلبة بغير الأسباب التي تعارف عليها الناس، في دنيا الناس، وليقوم في النفوس ميزان جديد للقوى والقيم. إيمان وثقة بالله، وما بعد ذلك فعلى الله.
الْقَوْل في تَأْويل قَوْله تَعَالَى: { وَاضْمُمْ يَدك إلَى جَنَاحك} يَقُول تَعَالَى ذكْره: وَاضْمُمْ يَا مُوسَى يَدك, فَضَعْهَا تَحْت عَضُدك; وَالْجَنَاحَان هُمَا الْيَدَان, كَذَلكَ رُويَ الْخَبَر عَنْ أَبي هُرَيْرَة وَكَعْب الْأَحْبَار. وَأَمَّا أَهْل الْعَرَبيَّة, فَإنَّهُمْ يَقُولُونَ: هُمَا الْجَنْبَان. وَكَانَ بَعْضهمْ يَسْتَشْهد لقَوْله ذَلكَ بقَوْل الرَّاجز: أَضُمّهُ للصَّدْر وَالْجَنَاح وَبنَحْو الَّذي قُلْنَا في تَأْويل ذَلكَ, قَالَ أَهْل التَّأْويل. ذكْر مَنْ قَالَ ذَلكَ: 18162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَ: ثنا أَبُو عَاصم, قَالَ: ثنا عيسَى; وَحَدَّثَني الْحَارث, قَالَ: ثنا الْحَسَن, قَالَ: ثنا وَرْقَاء, جَميعًا عَنْ ابْن أَبي نَجيح, عَنْ مُجَاهد, قَوْله: { إلَى جَنَاحك} قَالَ: كَفّه تَحْت عَضُده. * - حَدَّثَنَا الْقَاسم, قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ: ثني حَجَّاج, عَنْ ابْن جُرَيْج, عَنْ مُجَاهد, مثْله. ' وَقَوْله: { تَخْرُج بَيْضَاء منْ غَيْر سُوء}. ذُكرَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْه السَّلَام كَانَ رَجُلًا آدَم, فَأَدْخَلَ يَده في جَيْبه, ثُمَّ أَخْرَجَهَا بَيْضَاء منْ غَيْر سُوء, منْ غَيْر بَرَص, مثْل الثَّلْج, ثُمَّ رَدَّهَا, فَخَرَجَتْ كَمَا كَانَتْ عَلَى لَوْنه.