وقوله: ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) أي: فذكر - يا محمد - الناس بما أرسلت به إليهم ، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب; ولهذا قال: ( لست عليهم بمسيطر) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما: لست عليهم بجبار. وقال ابن زيد: لست بالذي تكرههم على الإيمان. قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله - عز وجل - ". ثم قرأ: ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) [ ص: 389]
وهكذا رواه مسلم في كتاب " الإيمان " ، والترمذي والنسائي في كتابي التفسير " من سننيهما ، من حديث سفيان بن سعيد الثوري ، به بهذه الزيادة وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية أبي هريرة ، بدون ذكر هذه الآية. تفسير افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت هذا باطلا. وقوله: ( إلا من تولى وكفر) أي: تولى عن العمل بأركانه ، وكفر بالحق بجنانه ولسانه. وهذه كقوله: ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى) [ القيامة: 31 ، 32] ولهذا قال: ( فيعذبه الله العذاب الأكبر) قال الإمام أحمد:
حدثنا قتيبة ، حدثنا ليث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن علي بن خالد أن أبا أمامة الباهلي مر على خالد بن يزيد بن معاوية ، فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ألا كلكم يدخل الجنة ، إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله ".
تفسير افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت وحيدا
أى البعيدة، فجعلها تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر، ثم تنهض بما حملت، وسخرها منقادة لكل من اقتادها بأزمتها، لا تعارض ضعيفا، ولا تمانع صغيرا. فإن قلت: كيف حسن ذكر الإبل، مع السماء والجبال والأرض، ولا مناسبة؟.. قلت: قد انتظم هذه الأشياء، نظر العرب في أوديتهم وبواديهم، فانتظمها الذكر على حسب ما انتظمها نظرهم.. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
يقول تعالى آمرا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته: ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) ؟ فإنها خلق عجيب ، وتركيبها غريب ، فإنها في غاية القوة والشدة ، وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل ، وتنقاد للقائد الضعيف ، وتؤكل ، وينتفع بوبرها ، ويشرب لبنها. تفسير افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت الافلاک. ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل ، وكان شريح القاضي يقول: اخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت ،
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقتقال المفسرون: لما ذكر الله - عز وجل - أمر أهل الدارين ، تعجب الكفار من ذلك ، فكذبوا وأنكروا فذكرهم الله صنعته وقدرته وأنه قادر على كل شيء ، كما خلق الحيوانات والسماء والأرض. ثم ذكر الإبل أولا; لأنها كثيرة في العرب ، ولم يروا الفيلة ، فنبههم - جل ثناؤه - على عظيم من خلقه قد ذلله للصغير ، يقوده وينيخه وينهضه ويحمل عليه الثقيل من الحمل وهو بارك ، فينهض بثقيل حمله ، وليس ذلك في شيء من الحيوان غيره.
أنف الجمل ضيق الفتحات مغطاة بالشعر الكثيف لحماية رئتي الابل من الرمال. رقبة الابل طويلة فسر العنق عند الجمل هو ان يأكل وهو واقف ولأنه سفينة الصحراء لن يحتاج للجلوس بالمتاع التي يحملها. إعراب قوله تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت الآية 17 سورة الغاشية. سنام الجمل الكبير على ظهره يتكون من الدهون التي تنتج الماء وتساعده على الصبر. في ختام مقالنا بعنوان افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت اعراب ، وضحنا لكم سبب تخصيص ذكر الابل في سورة الغاشية وإعراب كلمات آية سورة الغاشية عن الابل وتفسيرها.
تفسير افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت الافلاک
وعن الحسن أنها خصت بالذكر لأنها تأكل النوى والقت وتخرج اللبن، وقيل له: الفيل أعظم في الأعجوبة، فقال: العرب بعيدة العهد بالفيل ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه ولا يركب ظهره؛ أي: على نحو ما يركب ظهر البعير من غير مشقة في تربيضه ولا يحلب دره. تفسيرسورة الغاشية - تفسير قوله تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. وقال أبو العباس المبرد: الإبل هنا السحاب؛ لأن العرب قد تسميها بذلك إذ تأتي أرسالا كالإبل وتزجى كما تزجى الإبل وهي في هيئاتها أحيانا تشبه الإبل؛ يعني أن إرادته منها هنا على طريق التشبيه والمجاز وكأنه كما قال الزمخشري: لم يدع القائل بذلك إلا طلب المناسبة بين المتعاطفات على ما يقتضيه قانون البلاغة وهي حاصلة مع بقاء الإبل في عطنها. قال الإمام: التناسب فيها أن الكلام مع العرب وهم أهل أسفار على الإبل في البراري فربما انفردوا فيها، والمنفرد يتفكر لعدم رفيق يحادثه وشاغل يشغله فيتفكر فيما يقع عليه طرفه فإذا نظر لما معه رأى الإبل، وإذا نظر لما فوقه رأى السماء، وإذا نظر يمينا وشمالا رأى الجبال، وإذا نظر لأسفل رأى الأرض فأمر بالنظر في خلوته لما يتعلق به النظر من هذه الأمور فبينها مناسبة بهذا الاعتبار. وقال عصام الدين: إن خيال العرب جامع بين الأربعة؛ لأن مالهم النفيس الإبل، ومدار السقي لهم على السماء، ورعيهم في الأرض، وحفظ مالهم بالجبال، وما ألطف ذكر الإبل بعد ذكر الضريع، فإن خطورها بعده على طرف الثمام، وإذا صح ما روي من كلام قريش عند نزول تلك الآية كان ذكرها ألطف وألطف.
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت استئناف مسوق لتقرير ما فصل من حديث الغاشية وما هو مبني عليه من البعث الذي هم فيه مختلفون بالاستشهاد عليه بما لا يستطيعون إنكاره. وأخرج عبد بن حميد وغيره عن قتادة قال: لما نعت الله تعالى ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة فأنزل سبحانه وتعالى: أفلا ينظرون إلخ. ويرجع هذا في الآخرة إلى إنكار البعث كما لا يخفى. والهمزة للإنكار والتوبيخ، والفاء للعطف على مقدر [ ص: 116] يقتضيه المقام، وكلمة «كيف» منصوبة بما بعدها على أنها حال من مرفوع ( خلقت) كما في قوله تعالى: كيف تكفرون بالله معلقة لفعل النظر، والجملة بدل اشتمال من الإبل وقد تبدل الجملة وفيها الاستفهام من الاسم الذي قبلها كقولهم: عرفت زيدا أبو من هو. على أصح الأقوال على أن العرب قد أدخلت إلى على كيف بلا واسطة إبدال كما أدخلت عليها على فحكي عنهم أنهم قالوا: انظر إلى كيف يصنع. تفسير قوله تعالى : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. كما حكي عنهم أنهم قالوا: على كيف تبيع الأحمرين. وذكر أبو حيان في البحر والتذكرة وغيرهما أنه إذا علق الفعل عما فيه الاستفهام لم يبق الاستفهام على حقيقته. وقيل: كيف بدل من الإبل وتعقبه في المغني بما في بعضه نظر، وجوز في مجمع البيان كونها في موضع نصب على المصدر وهو كما ترى، والإبل يقع على البعران الكثيرة ولا واحد له من لفظه وهو مؤنث؛ ولذا إذا صغر دخلته التاء فقالوا: أبيلة، وقالوا في الجمع آبال وقد اشتقوا من لفظه، فقالوا: أبل وتأبل الرجل وتعجبوا من هذا الفعل على غير قياس فقالوا: ما آبل زيدا.
تفسير افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت هذا باطلا
فهي آية، مخلوق عظيم فيه منافع كثيرة، الله يقول: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [الغاشية:17]، ينظرون ما فيها من المنافع العظيمة والعبر في خلقتها وفي منافعها.
الله المستعان
[2] انظر: فتح الباري، (11/ 156). [3] انظر: تفسير مجاهد، (2/ 520)؛ تفسير الماوردي، (4/ 43). [4] انظر: جلاء الأفهام، (ص168)؛ القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، للسخاوي (ص13). [5] أورده البخاري ، معلقاً، (4/ 1802)، ووصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. انظر: تغليق التعليق على صحيح البخاري ، لابن حجر (4/ 286). [6] جلاء الأفهام، (ص168). [7] بستان الواعظين ورياض السامعين، (ص289). [8] انظر: فتح الباري، (11/ 156). [9] فتح الباري، (11/ 156). [10] فتح الباري، (11/ 156). [11] تفسير البغوي، (3/ 542). [12] انظر: بستان الواعظين ورياض السامعين، عبد الرحمن بن أبي الحسن البغدادي (ص297). [13] رواه البخاري، (3/ 1233)، (ح3190). [14] رواه البخاري، (5/ 2339)، (ح4845). [15] رواه مسلم، (1/ 306)، (ح408). [16] رواه أحمد في (المسند)، (2/ 262)، (ح7551)؛ والنسائي في (الكبرى)، (6/ 21)، (ح9889)؛ وابن حبان في (صحيحه)، (3/ 195)، (ح913). وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة)، (7/ 1080)، (3359). [17] انظر: تفسير السعدي، (1/ 671). «الغني يطلع أكتر».. «الإفتاء» تفجر مفاجأة حول تقدير زكاة الفطر - التغطية الاخبارية. [18] تفسير ابن كثير ، (3/ 508). [19] بستان الواعظين ورياض السامعين، (ص293).
معنى الصلاة والسلام على النبي احمد واله
مواضيع ذات صلة
2- الصلاة بمعنى: البركة، واختاره الطبري. قال ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: (يُصَلُّونَ: يُبَرِّكُونَ)[5]. وقال ابن القيم - رحمه الله: (وهذا لا ينافي تفسيرها بالثناءِ، وإرادةِ التكريمِ والتعظيم؛ فإنَّ التَّبريك من الله يتضمَّن ذلك، ولهذا قُرِنَ بين الصلاة عليه والتبريك عليه)[6] أي: في الصلاة الإبراهيمية. والخلاصة: أن الله تعالى يُثني على نبيه الكريم عند الملائكة. والملائكة: تدعوا له بالبركة.