الثلاثاء 4 رمضان 1443هـ 5 أبريل 2022م
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. انتهت الفترة المسموحة للتعليق على الموضوع
النشرة الإخبارية
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا من أجل مواكبة التطورات.
- اللهم اقسم لنا من خشيتك
- اللهم اقسم لنا من خشيتك ما
- اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول
اللهم اقسم لنا من خشيتك
وقدم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الخشية على الطاعة, قال: {... اقسم لنا من خشيتك... } ثم قال: {... ومن طاعتك... } لأن من خشي الله حقيقة, سارع إلى طاعته, قوله عليه الصلاة والسلام: {... واقسم لنا من طاعتك ما تبلغنا به جنتك... } أي اجعل لنا نصيبا من طاعتك, يوصلنا إلى جنتك, فدل هذا الحديث على أن الجنة ليست للخاملين الكسالى, ولكنها للمطيعين المشمرين, فإذا رزق العبد الخشية من الله, نجى من النار, وإذا قسم له من طاعة الله نصيب, فاز بالدرجات العلى, والنعيم المقيم. قوله صلى الله عليه وسلم: {... ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا... } اليقين أعلى درجات الإيمان, وقد وصف سبحانه وتعالى عباده المتقين في اول سورة البقرة بقوله: [وبالآخرة هم يوقنون]. ليس عندهم شك, إذا بلغ العبد درجة اليقين, شاهد ما غاب عنه, مما أخبر به الله ورسوله كأنه ينظر إليه بين يديه, وإذا بلغ العبد درجة اليقين, هان عليه ما يكابده من عناء الدنيا, وهان عليه ما يلقاه من الشدائد والمحن, لأنه يوقن ان مرة الدنيا حلوة الآخرة, وأن المصائب مكفرات للخطيئات, رافعة للدرجات, يقول الله تعالى: [إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب] أي بلا عد, ولا كيل, ولا وزن.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما
أيها الإخوة, يحكي أحد الدعاة: عن أحد ممن يحلو لهم أن يسمو أنفسهم بالفنانين, استضافته إحدى القنوات, فسأله السائل: ما هي الاية التي تأثرت بها أكثر؟ قال: الجنة تحت أقدام الأمهات. يظنها آية من كتاب الله, قال السائل: صدق الله العظيم. ظلمات بعضها فوق بعض, كثير من المسلمين اليوم, إذا سألته عن العشرة المبشرين بالجنة, قد لا يذكر لك أحدا منهم, وإذا سألته عن أسماء الممثلين واللاعبين, فهو الفارس الذي لا يشق له غبار, وأضرب لكم هذه الأمثلة حتى تعلموا ما معنى مبلغ علمنا وأكبر همنا, أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم. الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد الا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قوله عليه الصلاة والسلام: {... ولا تسلط علينا من لا يرحمنا}. أي لا تسلط علينا الكفرة, والفجرة, والظلمة. لا تسلط علينا الظلمة والمفسدين, الذين يسيؤون إلينا, ويسوموننا سوء العذاب, {... ولا تسلط علينا من لا يرحمنا}. اللهم عافنا في ديننا ودنيانا, وفي أبداننا, وفي أهلينا, اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين, اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا, ربنا وتقبل دعاء, ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب, ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار, آمين والحمد لله رب العالمين.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول
قال ابن الملك: التمتُّع بالسَّمع والبصَر إبْقاؤُهُما صحيحَين إلى الموت، وإنَّما خصَّ السَّمع والبصر بالتَّمتيع من الحواسّ؛ لأنَّ الدَّلائل الموصّلة إلى معرفة الله وتوْحيده إنَّما تحصل من طريقها؛ لأنَّ البراهين إنَّما تكون مأخوذة من الآيات القُرآنيَّة، وذلك بطريق السَّمع، أو من الآيات الكونيَّة في الآفاق والأنفُس بطريق البصَر، والإنسان إذا تمتَّع بهذه الحواسّ حصل على خيرٍ كثيرٍ، وإذا افتقدها فاته خيرٌ كثير، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك:23]. وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو متمتِّع بقوَّته وعقله، فوثب يومًا وثبةً شديدة، فعوتب في ذلك، فقال: هذه جوارحُ حفِظْناها عن المعاصي في الصِّغَر، فحفِظها الله عليْنا في الكبر ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا)): أي: اجعل يا اللَّه تمتعنا بالحواس والقوى صحيحة وسليمة إلى أن نموت، وقوله صلى الله عليه وسلم: (وقواتنا ما أحييتنا): أي متعنا بسائر قوانا من الحواس الظاهرة والباطنة، وكل أعضائنا البدنية، وهكذا يسأله التمتع بكامل قواه طول حياته إلى موته؛ لأن الضعف وسقوط القوة في الكبر يضرُّ الدين والدنيا مما لا يخفى.
متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوَّتنا ما أحييْتنا: اجعلْنا متمتِّعين ومنتفعين بأسْماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا، أي: بأن نستعملها في طاعتِك. قال ابن الملك: التمتُّع بالسَّمع والبصَر إبْقاؤُهُما صحيحَين إلى الموت، وإنَّما خصَّ السَّمع والبصر بالتَّمتيع من الحواسّ؛ لأنَّ الدَّلائل الموصّلة إلى معرفة الله وتوْحيده إنَّما تحصل من طريقها؛ لأنَّ البراهين إنَّما تكون مأخوذة من الآيات القُرآنيَّة، وذلك بطريق السَّمع، أو من الآيات الكونيَّة في الآفاق والأنفُس بطريق البصَر، والإنسان إذا تمتَّع بهذه الحواسّ حصل على خيرٍ كثيرٍ، وإذا افتقدها فاته خيرٌ كثير، قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك:23]. كان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو متمتِّع بقوَّته وعقله، فوثب يومًا وثبةً شديدة، فعوتب في ذلك، فقال: هذه جوارحُ حفِظْناها عن المعاصي في الصِّغَر، فحفِظها الله عليْنا في الكبر[3]. واجعله الوارث منَّا ، واجعله: أي المذْكور من الأسماع والأبصار والقوَّة، (الوارث)؛ أي: الباقي؛ بأن يبقى إلى الموْت. واجعلْ ثأْرَنا على مَن ظلَمنا: اجعلنا نستأثِر وتكون لنا الأثرة على مَن ظلَمَنا، بحيث تقتصّ لنا منْه، إمَّا بأشياء تُصيبه في الدُّنيا أو في الآخرة، قال تعالى: ﴿ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾[النساء:148]، وفي الصَّحيحَين من حديث معاذ بن جبل رضِي الله عنْه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال: ((واتَّق دعوة المظلوم، فإنَّه ليس بينها وبين الله حجاب))[4].