س: أرجو تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]. ج: هذه الآية عظيمة وهي تدل على أن العلماء وهم العلماء بالله وبدينه وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم، هؤلاء هم أكمل الناس خشية لله وأكملهم تقوى لله وطاعة له سبحانه وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فمعنى إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ [فاطر:28] أي الخشية الكاملة مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ، وهم الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه سبحانه وتعالى وتبصروا في شريعته وآمنوا بما عنده من النعيم لمن اتقاه وما عنده من العذاب لمن عصاه وخالف أمره، فهم لكمال علمهم بالله وكمال معرفتهم بالحق كانوا أشد الناس خشية لله وأكثر الناس خوفا من الله وتعظيما له .
انما يخشى الله من عباده العلماء اعراب
وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) وقوله ( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ) كما من الثمرات والجبال مختلف ألوانه بالحمرة والبياض والسواد والصفرة، وغير ذلك. تفسير اية انما يخشى الله من عباده العلماء. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة في قوله ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنـزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا) أحمر وأخضر وأصفر ( وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ) أي: طرائق بيض ( وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا) أي: جبال حمر وبيض (وَغَرَابِيبُ سُودٌ) هو الأسود يعني لونه كما اختلف ألوان هذه اختلف ألوان الناس والدواب والأنعام كذلك. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ) طرائق بيض وحمر وسود، وكذلك الناس مختلف ألوانهم. حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال: ثنا مروان، عن جويبر عن الضحاك قوله ( وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ) قال: هي طرائق حمر وسود.
من المستحيل تصور وإثبات أن الكون الرائع رائع بلا حدود، مثل الإنسان، هو نتيجة الصدفة. ويبدو لي هذه الاستحالة أفضل دليل على وجود الله. ج-) هذا سبب تفرقتهم
كانت هذه بعض آراء العلماء الملحدين لفكرة وجودية الله، لكن السؤال الذي يحيرنا الآن لم هذه الازدواجية وكلهم علماء شهد عنهم التاريخ بإنجازاتهم المهمة في سبيل العلم والتطور، كما لا ننكر بتاتًا قدراتهم الذهنية في قوة الملاحظة والتصور وإدارة المعلومات، فكيف لهم أن يفترقوا في هذه النقطة؟
لا ننسى أن جلهم تلقوا تربية دينية في صغرهم وهذا له تأثير كبير أولًا على مستوى مسارهم الدراسي ثانيًا في طريقة تحليلهم للمظاهر الطبيعية؛ إذ هناك دائمًا خلفية ربوبية في دراستهم، فكان منهم من آمن واعترف بوجودية الله تأكيدًا لما تلقاه في صغره وهناك من رفض ذلك. انما يخشى الله من عباده العلماء اعراب. و يزعم هذا الأخير أنهم كشفوا عن حقيقة طمع الكنائس وأكاذيب لبعض رجال الدين اللذين عُرفوا بالفساد في ذلك الوقت. فوجدوا من العلم ملاذًا آمنًا للتفكر الحر متحررًا من كل قيود الفقه والزندقة ومبنيًا على المنطق والتجارب، إلى أن أصبحوا، بغير وعيهم، عابدين للعلم. فغالبًا لن تستطيع هذه الفئة أن تستمتع بجمال الطبيعة بمنظور تأملي روحاني وإنما تعيش كآلة تعبد الموضوعية… تعبد العلم.