بينَ يَديِ اللهِ أي في مَوقِفِ الحِسَاب،العَرشُ والأرضُ السّابعةُ بالنّسبةِ إلى ذاتِ اللهِ على حَدٍّ سَواءٍ
،ليسَ أَحدُهما أقربَ منَ الآخَر منَ اللهِ مِنْ حَيثُ المسَافةُ،ليسَ اللهُ قَريبًا مِنْ شَىءٍ بالمَسافَة ولا بَعِيدًا بالمَسافَة،
القُربُ المَسافيّ والبُعدُ المَسافيّ يكونُ بينَ مخلُوقٍ ومخلُوق. وأما كلمة لقاء الله فمعناها الموت ليس معناها أن الله يكون فى مقابلة من شئ من الخلق إنما المقابلة بالمسافة بين الخلق
2)
(281) تكملة دعاء المقيم للمسافر - والتكبير والتسبيح في سير السفر - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
فهنا: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ، فلا يمكن أن يرفع الذكر مع وجود الأوزار، ولا يمكن أن يوجد شرح الصَّدر مع وجود الأوزار؛ ولذلك فإنَّ الإنسان أحيانًا قد يُسافر للنزهة وصدره ضيق؛ يشعر بحزنٍ، ويشعر بوحشةٍ، مُكتئبٌ، وهو ذاهبٌ إلى نزهةٍ، وقد يُسافر لتجارةٍ، أو لغير ذلك، وقد يُسافر سفرًا مشروعًا، وقلبه مُنقبضٌ، يجد وحشةً وضيقًا، وقد يُسافر إلى بلدٍ للعمل، فيشعر بغُربةٍ ووحشةٍ، يستوحش من الناس، ويستوحش من الأرض التي يمشي عليها، لكنه إن كان تقيًّا فإنَّه يجد ما يُغنيه، ويُعوّضه، وما يحصل به انشراح الصَّدر؛ فيأنس ولو كان وحده. هذا ما يتعلّق بهذا الحديث. والحديث الآخر يتعلّق بالباب الذي بعده، فيه حديثٌ واحدٌ، وهو باب "التَّكبير والتَّسبيح في سير السَّفر". فذكر فيه حديثَ جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: "كنا إذا صعدنا كبَّرنا، وإذا نزلنا سبَّحنا"، يعني: في السَّفر، ويمكن أن يُقال هذا أيضًا في غير السَّفر؛ فإنَّ الارتفاع يُناسبه التَّكبير، والنُّزول والهبوط يُناسبه التَّسبيح. هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" [8]. قوله: "كنا إذا صعدنا" كما عرفنا أنَّ هذه الصِّيغة تدلّ على الملازمة والمداومة والاعتياد، يعني: من عادتهم أنَّهم كلَّما صعدوا إلى مُرتفعٍ كبَّروا، ولا يكون هذا التَّكبير جماعيًّا، وإنما يُكبّر كلُّ واحدٍ لنفسه، ولا يكفي أن يُكبّر واحدٌ، فيكون ذلك مُغنيًا عن تكبير الآخرين، بل يُكبّر كلُّ واحدٍ منهم؛ لأنَّ ذلك مما تعبَّدهم الله به.
[5] البخاري مع الفتح، 6/ 135، برقم 2993. [6] مسلم، 4/ 2086، برقم 2718، ومعنى سَمعَ سامِعٌ: أي شهد شاهدٌ على حمدنا للَّه تعالى على نعمه، وحسن بلائه. ومعنى سَمَّعَ سامِعٌ: بلَّغ سامع قولي هذا لغيره، وقال مثله تنبيهاً على الذكر في السحر والدعاء. شرح النووي على صحيح مسلم، 17/39. [7] مسلم، 4/ 2080، برقم 2709. مرحباً بالضيف