ومن الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:
( استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب،
والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك)
، ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لفظ القلب وليس العقل. اذن القلب هو مصدر التفكير واصدار القرارات.
- انهم كالانعام بل هم اضل سبيلا
- ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا
- كالانعام بل هم اضل سبيلا
انهم كالانعام بل هم اضل سبيلا
وقال أيضا الحواس الخمس لها أشباح وأرواح وأرواحها حظ القلب ونصيبه منها.
ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا
وإن من أعظم ما ابتليت به أمة الإسلام وخصوصاً شبابها في هذا العصر هي جريمة المخدرات التي أصبحت تنخر في جوف المجتمع وتهلك شبابه بإتلاف عقولهم وجعلهم معاول هدم في مجتمعاتهم. {َولَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الجِنِّ وَالْانسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ اعيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسمَعُونَ بِهَا...} (الأعراف/ 179).. والمخدرات أيها المؤمنون لغم خطير يفجر حضارات الشعوب ويهدد قيمها بالزوال وأخلاقها بالدمار يحطم شبابها ويبعدهم عن الغاية التي خلقوا لها أجل إن تعاطي المخدرات ما هو إلا وحش كاسر أنشب مخالب الموت في المجتمع المتعاطي لقد أثبتت الإحصائيات أن تأثير المخدرات أشد من تأثير الحروب المدمرة التي تأكل الأخضر واليابس لأن الحروب تكلف كثيراً من الجهد والمال والوقت والمخدرات تحدث أضراراً أكثر مع جهد أقل وهذا ما يريده أعداء الإسلام والمسلمين. وقد اجتهدوا في إدخال المخدرات لشعوب العالم الإسلامي ليتمكنوا من تحطيم هذه البلاد اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً لتسهل السيطرة عليها وتحقيق المطامع فيها وجعلها لقمة سائغة لليهود الغاصبين. لقد جاء الإسلام بتحريم كل ما يغطي العقل وهذا يشمل كل مسكرو مخدر من أي نوع سواء كان مأكولاً أو مشروباً كالخمر بأنواعها والحشيشة والأفيون والإبر المخدرة والحبوب المنومة والهيروين والكوكايين وغيرها. وقد قال من أعطي جوامع الكلم (كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) (رواه مسلم)، وقال (مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ)(رواه الترمذي)، ونهى رسولنا صلى الله عليه وسلم (عن كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ) (رواه أبو داود).
كالانعام بل هم اضل سبيلا
[3] مفتاح دار السعادة (1/75)
إنَّ إطالةَ عمر الذنب ولو ثانيةً يضرُّ صاحبَه ولا ينفعه، والأنكى أنَّه توقيرٌ لسوءِ الأدب الذي ارتكبه المذنب في حق الله تعالى. معلومٌ أنّ كلمتي "ذَنْب" و"ذَنَب" من جَذْرٍ واحد، والذنبُ الإثمُ، والذَنَبُ الذيلُ، وعلى هذا فالعبد الذي يقول "رباه أذنبتُ" كـأنه يقول: اللهم إني ثعلب بذَنَب، أو عقرب يلدغ، ها أنا ذا قد ترديتُ إلى هذا الدَّرْك"، أي كأن العبد باعترافه بذنبه يُقرّ أنه بوقوعه في الذنب قد حقّر وأسفَّ بالمستوى الإنساني والمقامات الإنسانية الموهوبة له، واعترف بأنه أعرض عنها وتبنَّى البهيمية بإرادته، فتردى إلى هذه الدَّرَكَة. التوبة أكبر حصن لنا لمواجهة الذنوب. انهم كالانعام بل هم اضل سبيلا. وأما من ارتكب ذنبًا ولم يشعر به، فالحقيقة أنه مُنِيَ بالصفعة الواردة في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ (سُورَةُ الأَعْرَافِ: 7/179)، وصار أدنى من الحيوان رتبةً؛ ولهذا الحكم مثال بديع دلت عليه نتائج استطلاع رأي الشباب في أوروبا في السنوات الماضية، فلقد أظهر الاستطلاع أن سمات الشباب الأوروبي هي سمات كلب ضال في الشوراع؛ ولا غروَ فكلُّ طريقٍ غير طريق الحقيقة يؤدي إلى نتائج مجافية للحقيقة جِذْرِيًّا. [1] بديع الزمان سعيد النُّورْسِي، اللمعات، اللمعة الحادية والعشرون، ص 221.
04-25-1435 09:31 صباحًا
0
4.