و سيقولون تزوج زوجة ابنه المدعو له بالتبني ؟…كيف سيواجه هذه الألسن الحاقدة و الجاهلة و هو لم يفعل شيء حرمه الله{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}الأحزاب40…و هنا تأتي الآية الكريمة: وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ……..
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا:
تستوقفنا كلمة وطر ما معناها بالعربية:
الوَطَرُ: الحاجةُ فيها مأْرَبٌ وهِمَّةٌ. والجمع: أَوطارٌ. ويقال: قضى منه وَطَرَه: أَي نال منه بُغْيتَه
فما الذي ناله زيد من هذا الزواج؟.
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا - منتديات ال باسودان
(التحرير والتّنوير)
وتكون الفضيحة على لسان
القرطبي في شرحه للآية حيث يقول: "واختلف الناس في تأويل هذه الآية، فذهب
قتادة وابن زيد وجماعة من المفسرين، منهم الطبري وغيره - إلى أن النبي صلى الله
عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب بنت جحش، وهي في عصمة زيد، وكان حريصا على أن
يطلقها زيد فيتزوجها هو، ثم إن زيدا لما أخبره بأنه يريد فراقها، ويشكو منها غلظة
قول وعصيان أمر، وأذى باللسان وتعظما بالشرف، قال له: اتق الله - أي فيما تقول
عنها - وأمسك عليك زوجك وهو يخفي الحرص على طلاق زيد إياها. وهذا الذي كان يخفي في
نفسه، ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف. فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا - منتديات ال باسودان. وقال مقاتل: زوج النبي صلى الله عليه
وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا، ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما
يطلبه، فأبصر زينب قائمة، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش، فهويها وقال: سبحان
الله مقلب القلوب! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد، ففطن زيد فقال: يا رسول
الله، ائذن لي في طلاقها، فإن فيها كبرا، تعظم علي وتؤذيني بلسانها، فقال عليه
السلام: أمسك عليك زوجك واتق الله. وقيل: إن الله بعث ريحا فرفعت الستر وزينب
متفضلة في منزلها، فرأى زينب فوقعت في نفسه، ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي
صلى الله عليه وسلم وذلك لما جاء يطلب زيدا، فجاء زيد فأخبرته بذلك، فوقع في نفس
زيد أن يطلقها.
الثقافة الإسلامية_1432هـ_4C5: سبب نزول الآية: "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها...."الآية.
محمد حماد
«.. فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً» (الأحزاب: 37). «مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ»، (الأحزاب: 40). هو الوحيد الذي ذكره الله -تعالى- باسمه في القرآن الكريم من بين صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-، تبناه رسول الله صغيراً، وظل يدعى حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى مات، وكان أول من أسلم من الموالي، وقد آخى -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين عمه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، وولاه إمارة المدينة المنورة مرتين، حيث استخلفه رسول الله عليها في السنة الثانية الهجرية، واستخلفه عليها مجدداً في السنة الخامسة. خص النبي -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة وابنه أسامة -رضي الله عنهما- بحب عظيم، حتى قالت أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-: لو أن زيداً كان حياً لاستخلفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
كانت تلك بصيرة زيد بن حارثة -رضي الله عنه، وكان ذلك حظه الذي شاء له أن ينال شرف الانتساب إلى نبيه، وشرف الوجود في كنفه، وفرح النبي -صلى الله عليه وسلم- فرحاً شديداً، ودمعت عيناه، وأخذ زيداً وخرج إلى حجر الكعبة، حيث قريش مجتمعة، ونادى: يا من حضر، اشهدوا أن زيداً ابني، يرثني وأرثه، فلما رأى أبوه وعمه ذلك طابت نفساهما، ومن يومها صار زيد لا يعرف في مكة كلها إلا بزيد بن محمد.
في رعاية الرسول ولما جاء الإسلام أسلم زيد، وكان ثاني المسلمين، وظل زيد يدعى ب زيد بن محمد حتى نزل القرآن يبطل التبني، بقوله تعالى: «وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ» (الأحزاب:4)، فسمي زيد بن حارثة، قال القرطبي: قال السهيلي: كان يقال له زيد بن محمد فلما نزع عنه هذا الشرف حين نزل: «ادعوهم لآبائهم»، (الأحزاب:5)، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحداً من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم، وهي أنه سماه في القرآن، ومن بعد صار يدعى: حب رسول الله.