اعتمد في بناء هذه الدور في البداية على المواد المحلية من طين وحجر وجير فيما استعمل لتزيينها النقش على الخشب (الترصيح) والتجبيس (النقش على الجبس) بالنسبة للأبواب والنوافذ والسقوف والزليج التطواني المعروف باستفراده بمواد إعداده وطريقة طبخه وتلوينه. وبعد تنامي العلاقة مع اسبانيا في القرن التاسع عشر، شرع التطوانيون في استعمال مادة الحديد وأنواع الزليج الرفيع الجميل المصنوع في مدينة إشبيلية، لا زال يزين جدران كثير من المنازل الكبيرة. العنوان: تطوان إرث وطموحات متوسطية إشراف: كريمة بنيعيش / سعيد الحصيني (بريس تطوان) يتبع …
صندوق خشبي كبير الحلقه
وقد تكون هذه أنباء سيئة لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وغيره من البنوك المركزية في العالم المتقدم، والتي جادلت بأن توقعات التضخم بين المستهلكين والشركات ظلت ثابتة بشكل معقول عند مستويات أقل بكثير من القراءات العالية الحالية للتضخم. وعدل صندوق النقد الدولي في وقت سابق الثلاثاء توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي بما يقرب من نقطة مئوية من يناير كانون الثاني بسبب الصدمات من الحرب الروسية في أوكرانيا، مع وجود مخاطر هبوط كبيرة من تشديد العقوبات.
صندوق خشبي كبير 2
لا تكلف عملية الترقيع والخياطة أكثر من ألف ليرة سورية لزوج الأحذية، وتغيير سِفل الحذاء ٥٠٠٠آلاف ليرة سورية، زوج العوازل السفلية (الضبان) يتراوح بين ١٠٠٠-١٥٠٠ليرة سورية، تلك نشرة الأسعار التي قدمها لي أبو محمود دون أن أسأله. "الدخل الشهري أكثر بكثير من الأيام الماضية، ولكنه ليس بقادر على ردم الهوة الشرائية بعد أن فقدت الليرة قيمتها وكعبها العالي في البلاد"، يضيف أبو محمود وهو يراقب ابنه الذي يتكئ إلى جانب حصته اليومية من الخبز: قمت مؤخراً بتوسعة أعمال مشفاي بعد أن بدأت باستقبال الحقائب النسائية والرجالية وحقائب السفر، هي الأخرى تعاني أيضاً مشاكل شتى مثل الفتوق والتمزقات، وانفلات زماماتها وسحاباتها وأبازيمها الصينية رديئة الصنع. تمر غيمةٌ داكنةٌ على وجه أبي محمود، يناولني الحذاء، بعد أن عالجه ببضعة مساميرَ نافذةً، فعاجلته ببعض النقود وانصرفت بحذائي المُعافى. صندوق خشبي كبير 2. رصيف رقم ٣: لا أحذية في أحيائنا الشرقية
ليس ذلك جديداً، خلال سنوات عمري التي تجاوزت الخمسين لم أشاهد ماسح أحذية في الطريق إلى شارع بيتي في حي طريق الباب، أيضاً خلال مروري في أحياء هنانو والحيدرية إلى آخر قائمة الأحياء التي صنفت منذ بداية الثورة تحت اسم "حلب الشرقية".
في الغالب هُم من الشباب، يتحدّثون عن المستقبل وهم يصدّقون أنهم قادرون على إحداث التغيير الذي يحلمون به. لقد كانت أحلام الجميع كبيرة: يسار ويمين ووسط وما بين الوسط يؤمنون بالمستقبل المضيء. شعارات وأحلام تصدّق كلّ ما تقول، أو يقال لها عن الغد، وتسخر من الصندوق الصدئ. أماكن وطرز معمارية (18).. قصر سعد الخادم وعفت ناجي مقر الحب والتراث. تبدو تلك الشعارات مجرّد كذبة اليوم، وقد شارك فيها الشعر "الثوري" والرواية صاحبة البطل الإيجابي، لا لأنها لم تتحقّق وحسب، بل لأنها لم تكن مبنية على معطيات مأخوذة من الحقائق، من جهة، ولم تأخذ العقبات والقوى السياسية والاجتماعية التي ستقف في وجه الوعود بجدّية، من جهة أخرى، بينما يبدو الصندوق الممتلئ بالخردة التالفة أو الصدئة التي لا غرض لها، حقيقياً من الناحية الرمزية. لقد حدث ما كانوا يخشونه، وبات المستقبل خربة مدمّرة تعتلي سطحها مجموعات من اللصوص والمرتزقة. وبعض هؤلاء كانوا يخدعون مَن حولهم بحديث آخر عن الغد، كي يمرّروا الحاضر الذي امتلكوه: اتركوا لنا مكاسب اليوم، وخذوا عدّة الأمل. لم يأتِ المستقبل بأيّ جديد؛ لا تصلح البراغي والمسنّنات القديمة لتشغيل أيّ شيء. ومن الصعب أن نصدّق أن لدى الصندوق المسكين حلولاً للعصر، فكلّ ما يستطيع أن يفعله هو أن يشهد على مأساته هو، إلى جانب مأساتنا نحن الذين قدّمنا لهم، كي نهدّئ من مخاوفهم، ولأنفسنا، كي نضخّم من ذواتنا المدّعية المنتفخة، وعوداً ضخمة عن المستقبل لم يتحقّق منها أي شيء.