" ماهو الشي الذي حرمه الله على نفسه وعلى عباده ؟" هذا ما نصحبكم في جولة للإجابة عله في مقالنا عبر موسوعة ، إذ إن الله تعالى حرم على عبادة مجموعة من المحرمات التي من أبرزها القتل والكذب والنظر إلى المحرمات، وعدم إتقان العمل والغش والرياء والغيبة والنميمة، فهي السمات التي تجعل المسلم يقع في ظلمات ما فعله من سيئات فيضل في الدنيا ويهلك في الآخر فلا ينل إلا العذاب، فماذا عن هذا السؤال الذي كثُر البحث عنه على مُحركات البحث مؤخرًا، هذا ما نستعرضه في مقالنا، فتابعونا. ماهو الشي الذي حرمه الله على نفسه وعلى عباده
حرم الله تعالى الظلم على نفسه وعلى عبادة، إذ أن الظُلم ظُلمات. حيث إن الظُلم هو وضع الشيء في غير موضعه كما أوضح قاموس المعاني الجامع. التفريغ النصي - شرح رياض الصالحين - تحريم الظلم والأمر برد المظالم [1] - للشيخ أحمد حطيبة. فيما يُعرف الظلم بأن شخص يجور على الآخر ويأخذ منه حقه بما آتاه الله من قوة متمثلة في المال أو الأولاد أو الصحة. فالظلم عبارة عن وضع الشيء في غير محله؛ وهو عبارة عن الجور. فإن الظلم هو عكس العدل الذي اتسم به عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي لُقب بالعادل، لا اتصف به من مناصرة المظلوم ومعاقبة الظالم. فإن الملك الذي يتصف بالظلم والبطش هو الذي يُقترن اسمه بالكره وعدم محبة الناس من حوله لأفعاله التي يجور بها على الشخص.
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي - لفلي سمايل
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
آيات الظلم في القرآن الكريم
جاء في الكتاب الحكيم آيات كثيرة وعظيمة تحدثت عن الظلم، وما جزاء الظالم وكيف ينتقم الله من الظالمين، وأنَّ الله -تعالى- قد نفى الظلم عن نفسه، هذا عدا عن الآيات التي تُبين حكم من ظلم نفسه من المؤمنين بمعصية اقترفها وما جزاؤه، وفيما يأتي ذكرٌ لهذه الآيات بما يتناسب مع سياقها. آيات تنفي الظلم عن الله عز وجل
ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم آيات تُنزهه عن ظلم العباد، منها ما يأتي: [١]
قال -تعالى-: (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ). تحريم الظلم. [٢]
قال -تعالى-: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ). [٣]
قال -تعالى-: (وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ). [٤]
قال -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا). [٥]
قال -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). [٦] آيات تحدثت عن عذاب الظالمين
إنَّ الله -عز وجل- لا يترك الظالم دون عقاب، وإن أخَّر الله عنه الجزاء فذلك لحكمة بالغة هو يعلمها، وفيما يأتي آيات تحدثت عن جزاء الظالمين ومآلهم: [١]
قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
تحريم الظلم
قال ابن كثير في معنى قوله تعالى: ﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾ ، قال: هو المُفرِّط في فعل بعض الواجبات، المرتكب لبعض المحرَّمات. ويكفي لتوبةِ العبد من ظلمه لنفسه باقتراف شيء مما سبق - أن يستغفر الله، ويتوب إليه، ويندم على فعله؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]. يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي - لفلي سمايل. ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾[النساء: 110]. اللهم جنِّبنا الظلم وعاقبته، برحمتك يا أرحم الراحمين
وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على المبعوثِ رحمةً للعالمين
سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.
التفريغ النصي - شرح رياض الصالحين - تحريم الظلم والأمر برد المظالم [1] - للشيخ أحمد حطيبة
لماذا حرم الله الظلم على نفسه
ما الذي حرمه الله علينا
حرم الله تعالى علينا العديد من الأمور التي تقودنا إلى الهلاك في الدنيا والأخرة، وقد قام أيضًا بتحريم الظلم على المؤمنين وعلى نفسه، ليكون بذلك أكبر دليل على إثم من يظلم الآخرين بالقول أو الفعِل، فإن الظُلم يحرم صاحبة من الدخول إلى الجنة والتمتع بنعيمها، كما يحرم المظلوم من حقه في شيء فينتقص منه أمر كتبه الله له في الحياة، ليُخالف بذلك م كتبه الله تعالى لهذا الشخص، فهيا بنا نتعرّف على الظلم وما يحمله في طياته من معاني فيما يلي:
يُعتبر مصطلح الظلم من المصطلحات التي تُشير إلى الإساءة في القول والفعل، بالإضافة إلى التعسُف في الإجراءات المُتخذة من الشخص تجاه الآخرين. وكذا فنجد أن القانون يرى أن الظلم هو الإجحاف البين، إذ أنه يخرج من رحم القرارات التعسُفية الخاطئة والمتسرعة التي يتخذها البشر إزاء بعضهم البعض. إذ يسعى النظام والقوانين والدساتير في دول العالم أجمع إلى حماية الآخرين من البطش والظلم والتعدي على الآخرين أو الحصول على ما لديهم بالقوة والبطش. فإن في الظُلم انتقاص من حق الآخرين والتجني عليهم. فيما منعنا الله تعالى من ظلم الآخرين فإن فيه معصية للآخرين وحرمان لهم من حقوقهم، إذ قال الله تعالى في سورة غافر في الآية 18″ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ"، فإن الظُلم هو الذي يقود إلى النار والهلاك لصاحبه، لذا فقد حرمه على نفسه وعلى عباده عز وجلّ.
((يا عبادي، إنما هي أعمالكم، أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها))، إنه سبحانه يحصي أعمال عباده، ثم يوفيهم إياها بالجزاء عليها؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]. ((فمن وجد خيرًا))؛ أي: ثوابًا ونعيمًا، أو حياة طيبة هنيئة، ((فليحمد الله)) تعالى على توفيقه للطاعات والأعمال الصالحة، ((ومن وجد غير ذلك))؛ أي: شرًّا، ولم يذكره بلفظه تعليمًا لنا كيفية الأدب في النطق بالكناية عما يؤذي أو يستهجن أو يستحى منه، ((فلا يلومن إلا نفسه))؛ لأن الله تعالى أوضح الطريق وحذر وأنذر. والمعنى: من رأى نفسه تفعل شرًّا فلا يعترض إلا عليها؛ حيث إنها آثرت شهواتها ومستلذاتها على رضا خالقها ورازقها، فكفرت بنعمه، ولم تذعن لأحكامه، فاستحقت أن يعاملها بظهور عدله، وأن يحرمها مزايا جوده وفضله، والله أعلم. الفوائد من الحديث:
1 - تحريم الظلم، وأن الله حرم الظلم على نفسه؛ لكمال عدله.