[١٨]
فضل صلاة الأوابين
إنّ لصلاة الأوَّابين فضائل عديدة، نذكر منها ما يأتي:
الأجر والثواب العظيم عليها، فهي كالصَّدقة على نعمة العافية والجسد، فقد جاء في الحديث الشريف: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى). [١٩] [٢٠]
أجر حِجَّة وعمرة كاملتين لمن قعد بعد صلاة الفجر يسبح ويذكر الله، ثمّ صلّى ركعتيّ الضحى بعد شروق الشمس، فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلَّى الغداةَ في جماعةٍ ثم قعد يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلَّى ركعتيْنِ كانت لهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ). [٢١] [٢٢]
عظمة أدائها تأتي أيضاً من تعظيم الله -تعالى- لشأنها والقسم بها في سورة الشَّمس، حيث قال -سبحانه-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) ، [٢٣] وكذلك تسميته -سبحانه وتعالى- لسورةٍ باسمها في القرآن، وقسمه بها في أوَّل آياتها، قال -تعالى-: (وَالضُّحَىٰ).
صلاة الأوابين حين ترمض الفصال
ويرى الإمام الشوكاني أنه لا مانع من إطلاق صلاة الأوابين على كل من الصلاتين المذكورتين أي صلاة الضحى والصلاة بين المغرب والعشاء واحتج على ذلك بخبر مرسل عن محمد بن المنكدر أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى الصلاة بين المغرب والعشاء صلاة الأوابين. ومما يجب التنبيه عليه أنه قد وردت أحاديث كثيرة في مشروعية الصلاة ما بين المغرب والعشاء وإن كانت في معظمها ضعيفة إلا أن كثيراً من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم قد عملوا بها لأن هذا من فضائل الأعمال كما حققه الإمام الشوكاني وغيره. فلا بأس بصلاة النافلة بين المغرب و العشاء من غير تحديد عدد معين للركعات. وأما صلاة الضحى فالأحاديث فيها صحيحة وثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فمنها: ( عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام) رواه البخاري ومسلم. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزيء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى" (صحيح رواه مسلم).
وهي شرعا: ركعتان جهريتان بعد خطبتين ودخول وقت الظهر.. صلاة الجنازة: كيفيتها عند الحنفية: أن يكبر تكبيرة يحمد الله عقيبها، ثمَّ يكبر تكبيرة، ويصلّى على النبي صلّى الله عليه وسلم، ثمَّ يكبر تكبيرة يدعو فيها لنفسه وللميت وللمسلمين، ثمَّ يكبر تكبيرة رابعة ويسلم.. صلاة الحاجة: الحاجة في اللغة: المأدبة والتحوج: طلب الحاجة بعد الحاجة، والحوج: الطلب، والحوج: الفقر. ولا يخرج استعمال الفقهاء للفظ الحاجة عن المعنى اللغوي. وللأصوليين تعريف خاص للحاجة: فقد عرّفها الشاطبي، فقال: هي ما يفتقر إليه من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المصلحة، فإذا لم تراع دخل على المكلفين- على الجملة الحرج والمشقة.. صلاة الخوف: الخوف: هو توقع مكروه من أمارة مظنونة أو متحققة، وهو مصدر بمعنى: الخائف أو بحذف مضاف: الصلاة في حالة الخوف، ويطلق على القتال وبه فسر اللحياني قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} [سورة البقرة: الآية 155] وقوله تعالى: {وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ} [سورة النساء: الآية 83]. وليس المراد من إضافة الصلاة إلى الخوف أن الخوف يقتضي صلاة مستقلة كقولنا: (صلاة العيد) ولا أنه يؤثر في قدر الصلاة ووقتها كالسفر، فشروط الصلاة وأركانها وسننها وعدد ركعاتها في الخوف كما في الأمن، وإنما المراد: أن الخوف يؤثر في كيفية إقامة الفرائض إذا صليت جماعة، وأن الصلاة في حالة الخوف تحتمل أمورا لم تكن تحتملها في الأمن.