السؤال:
ما حكم تقبيل المصحف عند سقوطه من مكان مرتفع؟
الجواب:
لا نعلم دليلاً على شرعية تقبيله، ولكن لو قبله الإنسان فلا بأس؛ لأنه يروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل -رضي الله تعالى عنه- أنه كان يقبل المصحف ويقول هذا كلام ربي، وبكل حال التقبيل لا حرج فيه ولكن ليس بمشروع وليس هناك دليل على شرعيته، ولكن لو قبله الإنسان تعظيما واحتراما عند سقوطه من يده أو من مكان مرتفع فلا حرج في ذلك ولا بأس إن شاء الله. المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(9/289-290)
- ما حكم تقبيل المصحف؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
- حكم تقبيل المصحف والانحناء له
- حكم تقبيل المصحف بعد القراءة فيه
ما حكم تقبيل المصحف؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
وأما الانحناء عند القرآن فأيضًا هذا لا أصل له، وإن كان تعظيمًا لله ؛ لأن القرآن كلام الله، لكن هذا لا أصل له، ولم يفعله خير هذه الأمة وأفضلها وهم الصحابة وأرضاهم، والخير كله في اتباع سلفنا الصالح من أصحاب النبي ﷺ ومن تبعهم بإحسان، فلا ينحنى له، ولا يقبل هذا هو الأصل، لكن لو قبله إنسان فلا حرج عليه إلا أنه غير مشروع، أما الانحناء فهو مكروه لا ينبغي ولا يفعل ولا أصل له، نعم. وهذا قد يفضي إلى الانحناء للملوك والكبراء، وهذا منكر لا يجوز؛ لأنه نوع من الركوع، والركوع لا يجوز إلا لله وحده ، عبادة، فلا ينحني أحد لأحد، نعم.
من برنامج فتاوى نور على الدرب، الحلقة الثامنة والستون 11/2/1433هـ
السؤال: هل يصح التعبد بتقبيل المصحف كما تُعبِّدنا بتقبيل الحجر الأسود؟
الإجابة: تقبيل المصحف لم يرد فيه شيء مرفوع عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا عن كبار الصحابة ، بخلاف الحجر الأسود فقد ثبتت فيه الأخبار، وجاء في أثر عن عكرمة بن أبي جهل –رضي الله عنه- عند الدارمي أن عكرمة كان يضع المصحف على وجهه ويقول: "كتاب ربي، كتاب ربي" [3393]، وهذا الأثر فيه انقطاع بين عبد الله بن أم مليكة وعكرمة بن أبي جهل –رضي الله عنه-؛ لأنه لم يدركه، وليس في الرواة عنه ابن أبي مليكة، ولذا قال الحافظ الذهبي: مرسل. وعلى فرض ثبوته فإنه لا يدل على التقبيل، وغايته أنه -رضي الله عنه- وضع وجهه على المصحف، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في (مجموع الفتاوى): "القيام للمصحف وتقبيله لا نعلم فيه شيئًا مأثورًا عن السلف، وقد سئل الإمام أحمد عن تقبيل المصحف فقال: ما سمعت فيه شيئًا، ولكن روي عن عكرمة بن أبي جهل"، ومما يدل على ضعف هذا الخبر من حيث المتن أن عكرمة توفي في خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- والمصحف لم يُجمع بعد، وإنما هي صحف بين أيدي الصحابة –رضي الله عنهم-، وفرق بين الصحف والمصحف كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في (فتح الباري).
حكم تقبيل المصحف والانحناء له
السؤال:
هل يجوز تقبيل القرآن يا سماحة الشيخ؟
الجواب:
لا حرج في ذلك، لكن تركه أفضل؛ لعدم الدليل، وإن قبله فلا بأس، يروى عن عكرمة بن أبي جهل أن كان يقبله ويقول: «هذا كلام ربي» لكن لا يحفظ هذا عن غيره من الصحابة، ولا عن النبي ﷺ، وفي روايته عنه أيضًا نظر، في صحتها النظر، لكن لو قبّله من باب التعظيم والمحبة، لا بأس، لكن ترك ذلك أولى.
( [16]). والراجح – والله أعلم – القول الثاني ، وهو أن تقبيل المصحف مباح؛ لعدم وجود دليل صحيح صريح في الندب إليه أو المنع منه، فيبقى على الأصل وهو الإباحة، والقول بأنه بدعة غير وجيه في رأيي؛ لأن هذا العمل نوعُ تقدير واحترام للمصحف وهو مأمور به في الجملة، ما لم يقيد بوقت أو هيئة معينة أو يرتب عليه أجر معين، ولا يقاس على الأحجار والآثار الأخرى وإن كانت كريمةً كالحجر الأسود؛ لأنه يجب للمصحف من الاحترام والتعظيم ما لا يجب لها. * انظر كتابي (جمال القراء) ص 197. ( [1]) وهو رواية عن الإمام أحمد. انظر الآداب الشرعية 2/173. ( [2]) البرهان 1/561، وانظر الإتقان 2/ 446، المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبد الله الجديع ص 565. ( [3]) أخرجه الدارمي 2/532 ح 3350 ، والحاكم 3/243، والبيهقي في شعب الإيمان 3/512، وقال النووي في التبيان ص 174: "بإسناد صحيح". وضعفه بعضهم لانقطاعه، قال ابن حجر: "فيه انقطاع شديد فإن عكرمة لما قتل ما كان ابن أبي مليكة ولد" اتحاف المهرة 1/283. ( [4]) انظر البرهان (1/478)، والإتقان (2/220). ( [5]) انظر البرهان 1/561، و الإتقان ص2/ 446،و الآداب الشرعية 2/173
( [6]) الأحكام الخاصة بالقرآن ص 559.
حكم تقبيل المصحف بعد القراءة فيه
السؤال:
هذا سائل من الأردن، السائل له مجموعة من الأسئلة، يقول في سؤاله الأول: سماحة الشيخ، ما حكم من أمسك بالمصحف الشريف وقبّله، ووضعه على جبهته قبل القراءة أو بعدها؟
أفيدونا بذلك، مأجورين. الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فلا حرج في تقبيل المصحف، ووضعه على الجبهة، ونحو ذلك لا حرج في ذلك، لكن ليس بمشروع، ويروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل أنه كان يقبل المصحف، ويقول: هذا كلام ربي، يعني: تعظيمًا له، ومحبة له، هذا لا حرج في ذلك، لكن ليس بمشروع، لم يحفظ عن النبي ﷺ أنه كان يفعل ذلك، ولا أرشد إليه، فإذا تركه الإنسان حسن؛ وإلا فلا حرج في ذلك، نعم. المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ. فتاوى ذات صلة
( [8])
وقد سئل الشيخ ابن باز عن ذلك، فأجاب: "لا نعلم دليلا على شرعية تقبيله، ولكن لو قبله الإنسان فلا بأس؛ لأنه يروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل -رضي الله تعالى عنه- أنه كان يقبل المصحف ويقول هذا كلام ربي ، وبكل حال التقبيل لا حرج فيه ولكن ليس بمشروع وليس هناك دليل على شرعيته ، ولكن لو قبله الإنسان تعظيما واحتراما عند سقوطه من يده أو من مكان مرتفع فلا حرج في ذلك ولا بأس إن شاء الله" ( [9]). القول الثالث: أن تقبيل المصحف بدعة مكروهة. وتقدم في المسألة السابقة قول ابن الحاج: " فتعظيم المصحف قراءته والعمل بما فيه، لا تقبيله... ". واستدلوا على ذلك بما يلي:
1- أنه لم يرد عن النبي r ولا عن صحابته y ، إلا ما روي عن عكرمة بن أبي جهل t ، وهو ضعيف، وليس في التصريح بأنه كان يقبله ( [10]). 2- ما ورد عن عمر بن الخطاب t حينما قبل الحجر الأسود أنه قال:"إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع, فلولا أني رأيت رسول الله r يُقبلك ما قبلتُك ( [11]) ، حيث لم يقدم t على تقبيل الحجر مع فضله وشرفه وكونه من شعائر الله إلا بسنة ثابتة ( [12])
القول الرابع: التوقف في تقبيل المصحف. ( [13])
واستدلوا على ذلك بأن تقبيل المصحف وإن كان فيه رفعة وإكرام له إلا أنه لم يدل دليل على مشروعيته، وما طريقه القُرب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يستحب فعله -وإن كان فيه تعظيم – إلا بدليل ( [14]).