وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم. وقد ذيل الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة بقوله: والله لا يحب الفساد وذلك لعدة أمور:
أولا - لبيان أن الله لا يحب ذلك الصنف من الناس الذي يخدع الناس ويكذب على الله ، ويجادل ويماري ، ويضل عن بينة ، ويسعى في الأرض بالفساد; إذ الله لا يحب الفساد فلا يحب المفسدين ، ومن لا يحبه الله فهو بعيد عن رحمته ، معرض لنقمته. ما معنى...واذا قيل له اتقى الله..أخذته العزة بالاثم..؟. ثانيا - ولبيان أن الله سبحانه وتعالى لا يريد بما فرض من عبادات إلا مصلحة الناس ودفع الضر عنهم ، فهو الغني الحميد الذي لا يكسب من عبادة عابد; ولا يضار من فسق فاسق; إنما الأمر في ذلك إلى مصلحة الناس ودفع الضر عنهم. ثالثا - وفوق ذلك هذا التذييل يدل على أن شرع الله كله أساسه إقامة المصلحة ودفع المضرة ، فما من أمر شرعه الله إلا فيه جلب نفع أو دفع ضرر ، وأن دفع الضرر ، مقدم على جلب النفع ، وأن دفع الضرر العام مقدم على دفع الضرر الخاص ، وأن جلب المنفعة العامة مقدم على جلب المنفعة الخاصة. رابعا - وإن هذا التذييل فوق ذلك يشير إلى أن الله سبحانه استخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها لا ليفسدها، فأولئك الذين يبذلون الجهود العقلية ليصلوا [ ص: 644] إلى ما يدمر الأرض ويخربها ويجعلوا عاليها سافلها قد ضلوا عن سنة الله ، وخرجوا على قانون الفطرة وهم بعيدون عن محبة الله; لأنهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
ما معنى...واذا قيل له اتقى الله..أخذته العزة بالاثم..؟
بقلم |
فريق التحرير |
الثلاثاء 08 مارس 2022 - 12:13 م
{وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206] يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي: ولا يقال له اتق الله إلا إذا كان قد عرف أنه منافق، وماداموا قد قالوا له ذلك فهذا دليل على أن فطنتهم لم يجز عليها هذا النفاق. ونفهم من هذه الآية أن المؤمن كَيِّس فطن، ولابد أن ينظر إلى الأشياء بمعيار اليقظة العقلية، ولا يدع نفسه لمجرد الصفاء الرباني ليعطيه القضية، بل يريد الله أن يكون لكل مؤمن ذاتية وكياسة. { وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ} فكأن المظهر الذي يقول أو يفعل به، وينافي التقوى؛ لأنه قول معجب لا ينسجم مع باطن غير معجب، صحيح أنه يصلي في الصف الأول، ويتحمس لقضايا الدين، ويقول القول الجميل الذي يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ويعجب المؤمنين، لكنه سلوك وقول صادر عن نية فاسدة. إسلام ويب - زهرة التفاسير - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد- الجزء رقم2. ومعنى " اتق الله " أي ليكن ظاهرك موافقاً لباطنك، فلا يكفي أن تقول قولاً يُعجب، ولا يكفي أن تفعل فعلاً يروق الغير؛ لأن الله يحب أن يكون القول منسجماً مع الفعل، وأن يكون فعل الجوارح منسجماً مع نيات القلب.
إسلام ويب - زهرة التفاسير - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد- الجزء رقم2
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ} أي أن الأنفة والكبرياء مقرونة بالإثم، والإثم هو المخالف للمأمور به من الحق سبحانه وتعالى، { فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ}. أي عزة هذه التي تقود في النهاية إلى النار؟ إنها ليست عزة، ولكنها ذلة، فلا خير في عمل بعده النار، ولا شر في عمل بعده الجنة. فإن أردت أن تكون عزيزاً فتأمل عاقبتك وإلى أين ستذهب؟ { فَحَسْبُهُ} أي يكفيه هذا فضيحة لعزته بالإثم، وأما كلمة " مهاد " فمعناها شيء ممهد ومُوطأ، أي مريح في الجلوس والسير والإقامة. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى "وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "- الجزء رقم4. ولذلك يسمون فراش الطفل المهد. وهل المهاد بهذه الصورة يناسب العذاب؟ نعم يناسبه تماماً؛ لأن الذي يجلس في المهاد لا إرادة له في أن يخرج منه، كالطفل فلا قوة له في أن يغادر فراشه. إذن فهو قد فقد إرادته وسيطرته على أبعاضه. فإن كان المهاد بهذه الصورة في النار فهو بئس المهاد. هذا لون من الناس وفي المقابل يعطينا ـ سبحانه ـ لوناً آخر من الناس فيقول سبحانه: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ... }
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى "وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "- الجزء رقم4
*المتوكلة على الله*
3 2011/12/10
(أفضل إجابة) تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ( 206))
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وإذا قيل لهذا المنافق الذي نعت نعته لنبيه عليه الصلاة والسلام ، وأخبره أنه يعجبه قوله في الحياة الدنيا: اتق الله وخفه في إفسادك في أرض الله ، وسعيك فيها بما حرم الله عليك من معاصيه ، وإهلاكك حروث المسلمين ونسلهم - استكبر ودخلته عزة وحمية بما حرم الله عليه ، وتمادى في غيه وضلاله. قال الله جل ثناؤه: فكفاه عقوبة من غيه وضلاله ، صلي نار جهنم ، ولبئس المهاد لصاليها. واختلف أهل التأويل فيمن عني بهذه الآية. فقال بعضهم: عني بها كل فاسق ومنافق. ذكر من قال ذلك:
3998 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال: حدثنا جعفر بن سليمان ، قال: حدثنا بسطام بن مسلم ، قال: حدثنا أبو رجاء العطاردي قال: سمعت عليا في هذه الآية: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا " إلى: " والله رءوف بالعباد " ، قال علي: "اقتتلا ورب الكعبة". [ ص: 245]
3999 - حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد في قوله: " وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم " إلى قوله: " والله رءوف بالعباد " ، قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى السبحة وفرغ ، دخل مربدا له ، فأرسل إلى فتيان قد قرأوا القرآن ، منهم ابن عباس وابن أخي عيينة ، قال: فيأتون فيقرأون القرآن ويتدارسونه ، فإذا كانت القائلة انصرف.
تفسير سورة البقرة الآية 206 تفسير السعدي - القران للجميع
وذكر أن يهوديا كانت له حاجة عند هارون الرشيد ، فاختلف إلى بابه سنة ، فلم يقض حاجته ، فوقف يوما على الباب ، فلما خرج هارون سعى حتى وقف بين يديه وقال: اتق الله يا أمير المؤمنين! فنزل هارون عن دابته وخر ساجدا ، فلما رفع رأسه أمر بحاجته فقضيت ، فلما رجع قيل له: يا أمير المؤمنين ، نزلت عن دابتك لقول يهودي! قال: لا ، ولكن تذكرت قول الله تعالى: وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد. حسبه أي كافيه معاقبة وجزاء ، كما تقول للرجل: كفاك ما حل بك! وأنت تستعظم وتعظم عليه ما حل. والمهاد جمع المهد ، وهو الموضع المهيأ للنوم ، ومنه مهد الصبي. وسمى جهنم مهادا لأنها مستقر الكفار. وقيل: لأنها بدل لهم من المهاد ، كقوله: فبشرهم بعذاب أليم ونظيره من الكلام قولهم: للشاعر معدي كرب وخيل قد دلفت لها بخيل تحية بينهم ضرب وجيع
يقول الدكتور الفاضل جاسم الخويطر، حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية: كثرت هذه النوعية من المسؤولين على جميع الأصعدة، وعلى الشرفاء كشفهم وبيان فسادهم والسعي لمنعهم من الإفساد في الأرض كل حسب استطاعته وبالطرق المشروعة، ولعل «أبو جهل عصره» الجديد، وكل «أبو جهل» على شاكلته، أن يتقي الله في نفسه وبلده، ويكف عن غيه وأطماعه وسرقاته ويمتنع، وعلى الخير والمحبة نلتقي.