وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل وحدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) قال: تضرعون دعاء. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. حدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: الضُّرُّ: السُّقْم. ------------------------الهوامش:(12) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (1: 173) عند قوله تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله. قال: ما: في معنى جزاء، ولها فعل مضمر، كأنك قلت: ما يكن بكم من نعمة فمن الله؛ لأن الجزاء لا بد له من فعل مجزوم، إن ظهر فهو جزم، وإن لم يظهر فهو مضمر، كما قال الشاعر: "إن العقل.. " البيت. وما بكم من نعمة فمن الله | موقع البطاقة الدعوي. أراد: إن يكن، فأضمرها. ولو جعلت " ما بكم " في معنى "الذي": جاز ، وجعلت صلته "بكم"، والذي حينئذ: في موضع رفع، بقوله "فمن الله". وأدخل الفاء، كما قال تعالى: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم).
- وما بكم من نعمة فمن الله | موقع البطاقة الدعوي
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 53
وما بكم من نعمة فمن الله | موقع البطاقة الدعوي
وهلَّا استعَنتُم بها على طاعتِه؟ (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ). أي: إنَّ الإنسانَ لعَظيمُ الظُّلمِ لنَفسِه، بوضعِه العبادةَ في غيرِ مَوضِعِها، وشُكرِه غيرَ مَن أنعَمَ عليه، وتجَرُّئِه على عصيانِ ربِّه، شديدُ الجُحودِ لنِعَم اللهِ عليه، فلا يشكُرُه عليها، ولا يقومُ بحقِّه سُبحانَه. أي: وإن تعُدُّوا- أيُّها النَّاسُ- نِعَمَ اللهِ عليكم، لا تُطيقوا إحصاءَ عَدَدِها، فضلًا عن شُكرِها. (إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ). ومابكم من نعمة فمن الله. أي: إنَّ اللهَ يتجاوزُ عن عبادِه تقصيرَهم في شُكرِ نِعَمِه، رحيمٌ بهم، لا يقطَعُ عنهم إحسانَه، ولا يُعذِّبُهم بسبَبِ تَقصيرِهم، يرضى من عبادِه الشُّكرَ القَليلَ، ويُجازيهم عليه الثَّوابَ الكثيرَ. المصدر:
تحميل التصميم
تحميل نسخة النشر الإلكتروني تحميل نسخة الطباعة
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 53
والتأمُّل في نفسك وفيمن حولك يقودك إلى استشعار نِعَم الله عليك: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾ [عبس: 24]، ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴾ [الطارق: 5]، ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21] ، قال قتادة: من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولينت مفاصله للعبادة. وإذا امتلأ قلبُ العبدِ بالإيمان تحقَّقَت له نعمةُ شكرِ النعمِ، وصَلُحَت تصرفاتُه، وزكَت أخلاقُه: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الحجرات: 7، 8]. ومن مقتضياتِ تذكُّر نِعَم الله الاعترافُ بها، ونسبتُها للواهب المنعم وهو الله تعالى، والثناء بها عليه:) قال هذا من فضل ربي)، وقال صلى الله عليه وسلم: " مُطرنا بفضل الله ورحمته ". ومابكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر. الاعترافُ بالنعم مفتاحُ كلِّ خيرٍ، ويجعلُ لسانَ المسلم يلهَج على مدار يومه وليلته بالحمد لله ربِّ العالمينَ، ويستعمل هذه النعمَ في تحقيق مرضاة الله تعالى، فهذا نبيُّ الله سليمان عليه السلام يدعو ربَّه: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19] ، وهذا كليم الله موسى عليه السلام يعاهِدُ ربَّه: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِي ﴾ [القصص: 17].
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الذي خلَق فسوَّى، وقدَّر فهدى، أحمدُه سبحانه وأشكره على نِعَمِه التي لا تُحصى، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، العليُّ الأعلى، وأشهد أنَّ نبِيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، الذي لا ينطق عن الهوى، إِنْ هو إلا وحيٌ يُوحَى، صلى الله عليه وعلى آلِه وأزواجه وصحبِه، السائرينَ على دربِ الفَلَاح والهدى. أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله...
عباد الله: إن نِعَم اللهِ الظاهرة والباطنةَ على عباده كثيرةٌ لا تُحصى، وكثرةٌ كاثرةٌ لا تُستقصى، قال تعالى: ( وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إبراهيم: 34]. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 53. والله المنفرد بالعطاء والإحسان، قال تعالى: ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ)[النحل: 53] أخبر سبحانه أنه مالك النفع والضر، وأن ما بالعبد من رزق ونعمة وعافية ونصر، فمن فضله عليه وإحسانه إليه، فكلُّ خيرٍ يحوزه العباد هو إنعامٌ من الله عليهم، مِنْ هداية وإيمانٍ، وعلم ورزق وذريةٍ، بل حصولُ المنافعِ ودفعُ المضارِّ كل من عند الله. والتأمُّل في نفسك وفيمن حولك يقودك إلى استشعار نِعَم الله عليك: ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)[عبس: 24]، ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ)[الطارق: 5]، ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)[الذاريات: 21]، قال قتادة: " من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولينت مفاصله للعبادة ".