وفي فصل الاجتهاد في الدين يرى العقاد أنه لا تعارض بين النص والاجتهاد في وجوب الفهم في كل منهما، وأن المسلمين تعلموا من عهود الخمول والنكسة دروسا كالتي تعلموها من عهود العزة والتقدم، فحواها من طرفيها المتناقضين أن العجز عن الاجتهاد والعجز عن الحياة مقترنان، وأن المسلمين يحتفظون بمكانهم بين أمم العالم ما احتفظوا بفريضة التفكير. في الخاتمة، يشير العقاد إلى أنه كتب هذه الفصول عسى أن يكون فيها جواب هاد لأناس من الناشئين يتساءلون: هل يتفق الفكر والدين؟ وهل يستطيع الإنسان العصري أن يقيم عقيدته الإسلامية على أساس من التفكير؟
ويرجو عملاق الفكر العربي أن تكون هذه الفصول تعزيزا للجواب بكلمة "نعم" على كل من هذين السؤالين. نعم يتفق الفكر والدين، ونعم يدين المفكر بالإسلام وله سند من الفكر، وسند من الإيمان.
ومن يتولهم منكم فانه منهم
سادساً: يشيد علماء اليمن بحركات وفصائل المقاومة الفلسطينية ويدعونها إلى جمع الكلمة ووحدة الصف والتعاون والإعداد بوتيرة عالية لأي طارئ في مواجهة العدو الصهيوني كما يشيدون بحزب الله في لبنان. سابعاً: يشيد علماء اليمن بمواقف كل الأحرار في أمتنا الإسلامية من علماء وأنظمة وشعوب والذين يشكلون محور المقاومة ويقفون معه ويدعون الجميع إلى مزيد من الوحدة والتنسيق والتعاون والأخوة الإيمانية. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء "- الجزء رقم10. ثامنا: يشيد علماء اليمن بأبناء الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في مواجهة العدوان السعودي – الأمريكي كما يشيدون بأبناء الشعب اليمني الصابر والصامد ويدعونه إلى مزيد من البذل والعطاء ورفد جبهات القتال بالرجال والمال. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يرحم شهداء أمتنا وأن يشفي جرحاها وأن يفك أسراها وأن يمن عليها بنصره.. إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير. صادر عن رابطة علماء اليمن
ومن يتولهم منكم فإنه منهم
{ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصٰرٰىٓ أَوْلِيَآءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُۥ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظّٰلِمِينَ}
[ سورة المائدة: 51]
وقد ثبت منذ قديم الزمان بأنه مهما فعل المسلمون من تودد وتقرب وتطبيع مع هؤلاء اليهود والنصاري فإنهم لن يرضوا عنهم إلا إذا أرادوا عن دينهم وصاروا يهودا أو نصارى أو اشركوا بالله وعبدوا الاصنام كالهندوس والبوذيون والعياذ بالله.
ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون
15808- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد, عن قتادة: (ومن يولهم يومئذ دبره) ، قال: ذلكم يوم بدر. 15809 - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك. عن المبارك بن فضالة, عن الحسن: (ومن يولهم يومئذ دبره) ، قال: ذلك يوم بدر. فأما اليوم، فإن انحاز إلى فئة أو مصر = أحسبه قال: فلا بأس به. 15810 - حدثني المثنى قال، حدثنا قبيصة بن عقبة قال، حدثنا سفيان, عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع: (ومن يولهم يومئذ دبره) ، قال: إنما هذا يوم بدر. 15811- حدثني المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، حدثنا ابن المبارك, عن ابن لهيعة قال، حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: أوجب الله لمن فرّ يوم بدر النارَ. ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون. قال: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفًا لقتال أو متحيزًا إلى فئة فقد باء بغضب من الله) ، فلما كان يوم أحد بعد ذلك قال: إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ [سورة آل عمران: 155]. ثم كان حنين، بعد ذلك بسبع سنين فقال: ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ [سورة التوبة: 25]: ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ [سورة التوبة: 27]. 15812- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية قال، حدثنا ابن عون, عن محمد, أن عمر رحمة الله عليه بلغه قتل أبي عبيدٍ فقال: لو تحيز إليّ!
ولو قيل: إن تلك الجماعات التي تحارب المملكة وتكفرها وتفجر فيها هي التي تعاون الكفار على المسلمين لكان هذا هو الواقع. 2- قولهم موالاة الكفار، ماذا يقصدون بموالاة الكفار؟ إن أرادوا بها: محبتهم ونصرتهم لأجل ظهور دينهم فهذا لم يقع البتة من بلادنا. وإن أرادوا بها: الإسرار إلى الكفار بالمودة لمجرد غرض دنيوي وليس لأجل دينهم فهذا أيضا لم يقع. ومع ذلك لا يقال: إن ذلك كفر مخرج عن الإسلام، فالله تعالى لم يكفر حاطبا رضي الله عنه، مع أنه سبحانه وتعالى أخبرنا أنه أسر إلى الكفار بالمودة، كما في قوله تعالى: (تسرون إليهم بالمودة)، وإنما خاطبهم باسم الإيمان فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة). ورسولنا عليه الصلاة والسلام وهو القدوة لنا استفصل من حاطب رضي الله عنه فأجابه رضي الله عنه أنه إنما فعل ذلك لغرض دنيوي وليس محبة في دينهم فلم يحكم بكفره عليه الصلاة والسلام. ومن يتولهم منكم فإنه منهم. فإن قيل: لم يكفره لكونه شهد بدرا بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، وعدم التكفير لمن فعل هذا الفعل خصيصة لأهل بدر لا يشاركهم أحد فيها.
أ. هـ
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.