[٢] [٣]
وقد جاءت بعض الروايات التي تصف المعراج الذي صعد به النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحسن والجمال، وأنه مكوّنٌ من الذهب والفضة، ومُرصّعٌ باللؤلؤ، وقد جيء به من جنة الفردوس، وكانت الملائكة تقف على يمينه ويساره، ويقول بعض العلماء؛ إن المعراج مصعدٌ لا تُعلم حقيقته، ولا تُدرك صورته، وإنما كان وسيلةً عرج به النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيت المقدس إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام-، [٣] [٤] وأما البُراق فهو دابّةٌ تُشبه سائر الدّواب، حجمه متوسطٌ بين الحمار والبغل، فهو أكبر من الحمار، وأصغر من البغل، ولونه أبيض، وتبلغ خطوته عند آخر ما يقع عليه نظره.
انتهى والله أعلم.
تاريخ النشر: الإثنين 16 ذو الحجة 1423 هـ - 17-2-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 28819
127684
0
574
السؤال
كم مرة رأى الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم أره - يعني جبريل - على صورته التي خلق عليها إلا مرتين. هل راى الرسول الله في الاسراء. وبيَّن أحمد في حديث ابن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خلق عليها، والثانية عند المعراج. وللترمذي من طريق مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم ير محمد جبريل في صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في أجياد. ورواية الترمذي هذه جاءت عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول شأنه يرى في المنام، وكان أول ما رأى جبريل بأجياد صرخ جبريل: يا محمد، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً، فرفع بصره فإذا هو على أفق السماء فقال يا محمد: جبريل، فهرب فدخل في الناس فلم ير شيئًا، ثم خرج عنهم فناداه فهرب، ثم استعلن له جبريل من قبل حراء، فذكر قصة إقرائه. وهذه من رواية ابن لهيعة وهو ضعيف، لكن رواية الترمذي الأخرى تقوي هذه الرواية كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ثم قال: وتكون هذه المرة غير المرتين المذكورتين، وإنما لم يضمها إليهما لاحتمال أن لا يكون رآه فيها على تمام صورته والعلم عند الله.
وفي رواية عنه: [ من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي. ] وفي رواية: [ من رآني فقد رأى الحق]. لكن يجب أن تكون هذه الرؤية على وفق ما جاء في السنة والسيرة من أوصافه ، ولذا قال الإمام محمد ابن سيرين بعد الحديث السابق ، [ من رآني فقد رأى الحق] ،: إذا رآه في صورته. وكان هذا الإمام إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ِصْف لي الذي رأيته ، فإن وصف له ِصفة لا يعرفها قال: لم تره. هل راى الرسول ه. قال ابن حجر وسنده صحيح. ولذا فمن رأى الرسول على خلاف صفته فالرؤيا لا تكون على ظاهرها ، أو رؤيا حق ، بل تكون رؤيا تحتاج للتأويل ؛ وهذا التأويل يتعلق بالرائي. ولذا قال بعض العلماء: من رآه على هيئته وحاله كان دليلا على صلاح الرائي وكمال جاهه وظفر بمن عاداه ، ومن رآه متغير الحال عابسا ، أو فيه شين أو نقص في بعض بدنه ، كان دليلا على سوء حال الرائي. لكن لا شك في أن من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم علـى أي صفة كانت فليستبشر ، وليعلم أنه إما أن يكون المعنى خيرا يُدل عليه ، أو شرا ُينهى عنه ، وهذا ما قرره الإمام ابن حجر رحمه الله