وكانت كوريا الجنوبية الممول الأساسي لهذا المشروع الضخم. وبعد البحث عن أفضل مدينة بمناخها المناسب لزراعة أشجار التوت، فتبين أن مدينة طبرقة هي الأنسب، باعتبارها تتميز بتربتها الخصبة ومناخها المناسب. مشروع تربية دودة القز في تونس
بتمويل من كوريا الجنوبية على اعتبارها من أكبر منتجي الحرير في العالم ، أطلق مشروع تربية دودة القز في تونس وتحديدًا في مدينة طبرقة، حيث بدأ المشروع بزراعة 20 هكتار من أشجار التوت بحوالي 12 ألف شتلة، وبناء وحدة بمساحة 330 متر مربع ضمن معهد الغابات والمراعي بطبرقة بهدف إكثار البيض وإنتاج الديدان، كما زود المشروع بحوالي 20 وحدة صغيرة لتربية الديدان وإنتاج الشرانق. وبعد ذلك أحدثت وحدة صناعية لإنتاج الحرير الخام. وجهزت بالآلات الصناعية اللازمة لاستخراج المادة الخام عن طريق عملية تحويل الشرانق إلى خيوط حريرية. وبدء تشغيل المعمل وإنتاج الحرير بالاعتماد على حوالي 100 ألف دودة، تربت ضمن المعهد العالي في طبرقة. كما حُلل الحرير الناتج، ليتبين أنه من أجود أنواع الحرير نعومةً وملمساً في العالم. عوامل النهوض بتربية دودة القز في تونس
هنالك عدة عوامل مهمة للنهوض بتربية دودة الحرير وزيادة العائد من الإنتاج المحلي من الحرير الخام.
- دودة القز الخضراء وأهدافها
- دودة القز الخضراء خلال 3 سنوات
دودة القز الخضراء وأهدافها
تنتمي دودة القز لطائفة الحشرات الطائفية ذات الأرجل المفصلية ، والتي تنتمي لرتبة قشريات الجناح ، وتشتهر دودة القز بانتاج الخيوط الحريرية ، ولقبها العلماء بملكة الأنسجة بلا منازع ، ويمكن ملاحظة انتماء أنواع كثيرة من الفراشات لفصيلتها ، وتتميز دودة القز بسماكة جسمها ، الذي ينبت فوقه الشعر ، ولها جناح يصل طوله ل3. 5 سم ، وتتلون دودة القز البالغة باللون الأبيض المائل للاصفرار. مراحل نمو دودة القز
يمكن لدودة القز أن تمر بعدة أطوار خلال دورة حياتها ، ويوجد العديد من الناس ممن يجيدون تربية دود القز للحصول على الحرير منه ، ويعملون على رعايته والاهتمام به في كل أطوار حياته ، ويمكن تقسيم دورة حياة دودة القز بعدة مراحل ، وهي:
البيضة
تستطيع الفراشة البالغة وضع ما يقرب من ثلاثمائة إلى أربعمائة بيضة دفعة واحدة ، وتظل البيضات على حالها حتى حلول فصل الربيع ، وهذا ما يوضح الفرق بينها وبين باقي الحشرات التي يفقس بيضها بعد عدة أيام من وضعه ، ويتميز البيض بلون مائل للأزرق ، وتقوم الفراشة بوضعه على سطح مستو ٍ عن طريق افرازها لمادة صمغية تساعد على تثبيت البيض على السطح الموضوع عليه. اليرقة
يبدأ بيض الفراشات في الفقس بمجرد نمو وتبرعم أوراق التوت ، في الفترة من نهاية فصل الشتاء لبداية فصل الربيع ، ويصل طول كل يرقة إلى 5 أو 7 سم ، وهذا بعد مرور 6 أسابيع على خروجها من البيضة ، وتتغذى اليرقات على ورق التوت الأبيض ، وورق الخس ، ورق البرتقال ، وتتميز اليرقات بلونها الرمادي المائل للاصفرار ، والمعروف أن أجود أنواع الحرير يتم انتاجه من دود القز الذي تتغذى يرقاته على أوراق التوت الأبيض ، وتمر اليرقات بأربع فترات للصيام ، تمتنع فيها عن الطعام والحركة وقد تستغرق من يوم لاثنين.
دودة القز الخضراء خلال 3 سنوات
الخضراء: بعد عملية الصيام الأولى تسلخ اليرقة جلدها بسبب زيادة حجمها، ويتحول لونها إلى الأخضر، وتتساقط الأشعار. النقشة: تبدأ عملية الصوم الثانية وتنتهي بانسلاخ الجلد الأخضر، وظهور جلد بألوان مختلفة، وتستمر هذه الفترة أسبوعًا تقريبًا. الحمراء: ينسلخ الجلد المنقّش، ويظهر جلد أحمر بعد عملية الصيام الثالثة. الطور الأخير ويسمى طور كسر الصيام. إذ تنتهي عملية الصيام وتصبح اليرقة بالغة قادرة على تشكيل شرنقة، وتستغرق هذه العملية 3 أيام. الشرنقة: تدخل اليرقات في طور الخمول وتحيط نفسها بشرنقة، حيث تحتاج ثلاثة أسابيع لتتحول إلى فراشة قادرة على وضع البيوض. الفراشة: لا تستمر هذه المرحلة طويلًا، حيث تموت أنثى الفراشة بعد وضع البيوض. البيئة المطلوبة لتربية دودة القز في سوريا
تحتاج تربية دودة القز عددًا كبيرًا من المتطلبات والشروط التي تضمن أعلى جودة ممكنة للإنتاج، ألا وهي:
توفير بيئة محمية من الحشرات والطيور. توفير التهوية المناسبة وتجنّب مرور رياح قوية. الحفاظ على درجة الحرارة بين الـ 24 إلى 27 درجة مئوية. درجات رطوبة مضبوطة. عدم وجود روائح قوية كروائح السجائر. يجب وضع مسافات بين اليرقات للحد من انتشار الأمراض.
بعد أن تُصبح الشرنقات الحريرية جاهزة، تحتاج الفراشات إلى وقت لتخرج من الشرنقة، عندها تفسد الخيوط الحريرية التي تم صناعتها حياكتها، لذلك يتم قتل اليرقات داخل الشرنقة عبر وضعها في فرن أو في مياه مغلية وإذابة الطبقة الواقية فوق اليرقات. بعد ذلك، يتم نسج الخيوط الحريرية معا وتكون جاهزة لإنتاج الثياب باهظة الثمن والقيمة. ولا يتم وضع جميع الشرانق في المياه المغلية ذلك لأن العملية بحاجة لان تبقى مستمرة، لذلك يتم الاحتفاظ بعدد من الشرانق لتخرج منها الفراشات التي ستضع البيوض والتي ستدخل في مرحلة إنتاج الحرير القادمة. أما بالنسبة للفراشات التي خرجت من الشرنقات، فهي عمياء ولا تستطيع الطيران وتعيش لبضعة أيام فقط، خلال هذه الفترة يجب البحث عن الشريك المناسب لتتم عملية التزاوج، وبعد أيام قليلة من التزاوج، تضع الأنثى البيض على أوراق شجرة التوت.