(16) * * * قال أبو جعفر: وهذا خبرٌ ليس له أصلٌ عند الثِّقات من أصحاب الزهريّ. فإذْ كان ذلك كذلك وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشأم والعراق على القراءة الأخرى, وهي: ( ومن عنده علم الكتاب) ، كان التأويل الذي على المعنى الذي عليه قرأة الأمصار أولى بالصواب ممّا خالفه, (17) إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحقَّ بالصواب.
شبكة الألوكة
وقال عبد الله بن عطاء: قلت ، لأبي جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -; وكذلك قال محمد ابن الحنفية. وقيل: جميع المؤمنين ، والله أعلم. قال القاضي أبو بكر بن العربي: أما من قال إنه علي فعول على أحد وجهين: إما لأنه عنده أعلم المؤمنين وليس كذلك; بل أبو بكر وعمر وعثمان أعلم منه. وكفى بالله شهيدا. ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -. ( أنا مدينة العلم وعلي بابها) وهو حديث باطل; النبي - صلى الله عليه وسلم - مدينة علم وأصحابه أبوابها; فمنهم الباب المنفسح ، ومنهم المتوسط ، على قدر منازلهم في العلوم. وأما من قال إنهم جميع المؤمنين فصدق; لأن كل مؤمن يعلم الكتاب ، ويدرك وجه إعجازه ، ويشهد للنبي - صلى الله عليه وسلم - بصدقه. قلت: فالكتاب على هذا هو القرآن. وأما من قال هو عبد الله بن سلام فعول على حديث الترمذي; وليس يمتنع أن ينزل في عبد الله بن سلام شيئا ويتناول جميع المؤمنين لفظا; ويعضده من النظام أن قوله تعالى: ويقول الذين كفروا يعني قريشا; فالذين عندهم علم الكتاب هم المؤمنون من اليهود والنصارى ، الذين هم إلى معرفة النبوة والكتاب أقرب من عبدة الأوثان.
المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة