ذلك - أخي القارئ - هو مثَل الكلِمة الطيِّبة وفعْلها في النفوس، فهي تستقرُّ في قرار النفوس، وتضرب في أعماقها، وتأخذ منها القرار المكين الَّذي لا تُزَحْزحه عواصف الدَّهر، ولا أعاصير الأحداث، ولا النزغات الشَّيطانيَّة العابرة؛ لذا كان مِن السُّنَّة في الإسلام أن تكون أوَّلَ ما يَطرُق سمعَ المولود، فيؤذَّن في أذنه اليُمنى ويُقام في اليسرى؛ لتستقرَّ في نفسِه كلمة التَّوحيد، وقيَم الإسلام: (أشهد ألَّا إلهَ إلَّا الله، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح). إنَّ الَّذي يغرس في نفسك كلامًا طيِّبًا تَغْفر له كلَّ ما قد يبْدر منْه مِن زلَّة أو هفوة؛ لأنَّ شجرة كلمتِه الطَّيبة في نفسك أقْوى مِن أن تهزَّها أعاصير هفوات وزلَّات عارضة، فيبقى حبُّه وتقديره في نفسك أعظمَ مِن أنْ تصِل إليه تلك الزلَّة أو الهفوة؛ لأنَّها كلَّما حاولتِ التَّسلُّل إلى نفسِك ارتطمَت بجِذع الكلمة الطيبة، التي غرَسَها في نفسك مِن قبل، وكلَّما تكاثرَت كلماتُه الطيبة كلَّما كثُرَت أشجار الكلِمة الطيبة في نفسك، حتَّى تكون كالحصن الحصين الَّذي لا يمكن أن يَنفُذ منْه أيُّ عدوٍّ متربِّص، حتَّى ولو كان زلَّةً عابرة.
..ضرب الله مثل الكلمة الطيبة ب ت
ووجه هذا المثل أنه سبحانه شبه الكلمة الطيبة -وهي كلمة لا إله إلا الله وما يتبعها من كلام طيب- بالشجرة الطيبة، ذات الجذور الثابتة والراسخة في الأرض، والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء، لا تنال منها الرياح العاتية، ولا تعصف بها العواصف الهوجاء، فهي تنبت من البذور الصالحة، وتعيش في الأرض الصالحة، وتجود بخيرها في كل حين، ثم تعلو من فوقها بالظلال الوارفة، وبالثمار الطيبة التي يستطيبها الناس ولا يشبعون منها، فكذلك الكلمة الطيبة تملأ النفس بالصدق والإيمان، وتدخل إلى القلب من غير استئذان، فتعمل به ما تعمل. وقد روى الطبري عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى: { كلمة طيبة}، قال: هذا مثل الإيمان، فالإيمان الشجرة الطيبة، وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاص لله، وفرعه في السماء، فرعه خشية الله. وهذه الشجرة أيضاً مثلها كالمؤمن، فهو ثابت في إيمانه، سامٍ في تطلعاته وتوجهاته، نافع في كل عمل يقوم به، مقدام مهما اعترضه من صعاب، لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً، معطاء على كل حال، لا يهتدي البخل إلى نفسه طريقاً، فهو خير كله، وبركة كله، ونفع كله. وعلى هذا يكون المقصود بالمثل تشبيه المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، بالشجرة المعطاء، لا يزال يُرفع له عمل صالح في كل حين ووقت، وفي كل صباح ومساء.
..ضرب الله مثل الكلمة الطيبة ب جديد
الكلمة الطيبة
قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [إبراهيم: 24، 25].
..ضرب الله مثل الكلمة الطيبة ب السيرة النبوية
ضرب الله مثل الكلمة الطيبة ب
يسرنا نحن فريق موقع استفيد التعليمي ان نقدم لكم كل ما هو جديد بما يخص الاجابات النموذجية والصحيحة للاسئلة الصعبة التي تبحثون عنها, وكما من خلال هذا المقال سنتعرف معا على حل سؤال:
نتواصل وإياكم عزيزي الطالب والطالبة في هذه المرحلة التعليمية بحاجة للإجابة على كافة الأسئلة والتمارين التي جاءت في جميع المناهج بحلولها الصحيحة والتي يبحث عنها الطلبة بهدف معرفتها، والآن نضع السؤال بين أيديكم على هذا الشكل ونرفقه بالحل الصحيح لهذا السؤال:
ضرب الله مثل الكلمة الطيبة ب؟
و الجواب الصحيح يكون هو
كالشجرة الطيبة
..ضرب الله مثل الكلمة الطيبة ب Itunes
﴿وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ﴾ فلا يُثبّتهُم على القولِ الثّابت في مواقفِ الفِتَن وتَزِلُّ أقدامُهم أوَّلَ شىء وهم في الآخرةِ أضَلُّ وأزلّ، ﴿وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاء﴾ فلا اعتراضَ عليهِ في تثبيتِ المؤمنين وإضلالِ الظالمين وهو الحَكَمُ العدلُ الذي لا يُسئلُ عمّا يفعل وهم يسألون. اهـ
نسألُ الله العِصمةَ والسلامةَ من الفتن وأن يثبتنا على دينِ الإسلام وأن يجعلنا من عبادِهِ المرضيين إنه على كلِ شىءٍ قدير
Details
Category: القرآن الكريم
يقولُ الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {25} وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ {26} يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاء {27}﴾ سورة إبراهيم. لقد جعلَ اللهُ الكلمةَ الطيبةَ مَثَلاً للشجَرةِ الطيبةِ التِي أصلُها ثابتٌ فِي الأرضِ ضارِبٌ بعُروقِهِ فيها وفرعُها أي رأسُها وأعلاهَا فِي السماء، والكَلِمَةُ الطيبةُ هي كلِمَةُ التوحيد كلمةُ لا إلـٰه إلا الله أصلُها تصديقٌ بالجَنان وفرعُها إقرارٌ باللّسان وأُكُلُها عمَلٌ بالأركان، والتوحيد كما قال الإمام الجنيد:إفراد القديم من المحدث،أي تنـزيه الله الأزليّ الذي لاابتداء لوجوده عن مشابهة المحدث المخلوق وهو هذا العالم.