وقال سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ما يحصل في هذا الكون من آيات تهز المشاعر، والأبدان؛ كالصواعق، والرياح الشديدة، والفيضانات المهلكة، والزلازل، وما يسقط بسببها من شامخ البنيان، وكبار الشجر، وما يَهلِك بسببها من الأنفس والأموال، وما يقع في بعض الأماكن من البراكين التي تتسبَّب في هلاك ما حولها ودماره، وما يقع من خسوف وكسوف في الشمس والقمر، ونحو ذلك، مما يَبتلي الله به عباده، وهو تخويف منه سبحانه وتعالى، وتحذير لعباده من التمادي في الطغيان، وحثٌّ لهم على الرجوع والإنابة إليه، واختبار لمدى صبرهم على قضاء الله وقدره، ولعذاب الآخرة أكبر، ولأمر الله أعظم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كسوف الشمس والقمر من حكمة ذلك تخويف العباد، كما يكون تخويفهم في سائر الآيات؛ كالرياح الشديدة، والزلازل والجدب والأمطار المتواترة ونحو ذلك من الأسباب التي قد تكون عذابًا. والعباد منهم مَن تنفعه تلك الآيات الكونية، فيرجع إلى ربه، ويتوب وينيب إليه، ومنهم من هو ميت القلب لا تؤثر فيه، نسأل الله السلامة، قال الله عز وجل عنهم: ﴿ وَنُخَوِّفُهُم فَما يَزيدُهُم إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيْرًا ﴾ [الإسراء:60].
- الإنذار والتخويف في آيات الله الكونية
- ايات الله الكونية - الطير الأبابيل
- الآيات الكونية
الإنذار والتخويف في آيات الله الكونية
ثالثها: الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، فتنقل الأفراد والتجارات، وتصل الأقطار بعضها ببعضن وقد أصبحنا نراها الآن أطواراً شامخة عائمة فيها كلّ المتاع والمرافق ومنها ما هو قلاع وحصون ومطارات وناقلات، من كلّ ما عظمت به النعمة، وتحققت به الرحمة والحكمة. رابعها: هذه الأمطار التي تنزل من السماء فتكون حياة للأرض بعد موتها، وإنها لدورة عجيبة حقاً، إذ تتبخر مياه البحر بطريقة إلهية بديعة، ثمّ تسير إلى حيث شاء الله ثمّ سقط مياهاً عذبة خالية من أيّة ملوحة أو مرارة فتكون أنهاراً أو يسلكها الله في الأرض ينابيع، ثمّ تعود إلى البحر بعد أن تؤدي وظائفها ومنافعها التي هيأها الله لها، في تلك الدورة المتتابعة الدالة على القدرة والرحمة. ايات الله الكونية - الطير الأبابيل. خامسها: إحياء الأرض بهذا الماء فتنبت النبات مختلفاً ألوانه، متعددة منافعه، متنوعة مذاقاته "يسقى بماء واحد وتفضل بعضها على بعض في الأقل". سادسها: إنّ الله جعل من هذا الماء كلّ شيء حي، وبث في الأرض من كلّ دابة، فالماء حياة الناس والحيوان، به يحيا كل شيء حياته الأولى، وبه تستمر له هذه الحياة ما بقي. سابعها: تصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض، أي تدبيرها وتوجيهها على حسب السنن الإلهية، ووفق الحكمة والرحمة.
ايات الله الكونية - الطير الأبابيل
فحَرِيٌّ بالمسلمين جميعًا أن يحرصوا على عمل ما يدفع البلاء، من أداء صلاة الكسوف، والذكر، والاستغفار، والصدقة، والدعاء، والتوبة من جميع الذنوب والآثام التي هي من أهم أسباب نزول البلاء، فبعض المختصين في بعض المؤسسات العلمية والصحية يُحذرون من موجة ثانية لوباء كورونا، نسأل الله أن يرحمنا، ويتجاوز عنا، ويعفو عنا، وأن يرفع عنا ما نزل بنا، إنه سميع الدعاء. كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
الآيات الكونية
[10]
إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: الايات الكونية تدل على ، كما بينا الحقائق الكونية التي تدلّ على وحدانية الله تعالى وأنّه هو الخالق لكل شيء والمتفرّد بالعبادة؛ كالصلاة وغيرها من الفرائض كما أنّه هو المالك الوحيد لهذا الكون والمتصرّف فيه. المراجع
^
البقرة, 164
البقرة, 165
^, ذكر بعض الآيات الكونية (1), 12-02-2021
النور, 43
الروم, 48
الواقعة, 68-69
أ. د زغلول النجار (2009)، نظرة الإسلام إلى الإنسان والكون والحياة (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: جمعية المحافظة على القرآن الكريم، صفحة 16. الإنذار والتخويف في آيات الله الكونية. بتصرّف
أ. بتصرّف
[انتهى نقلا من «مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ص/205-226)بتصرف]، فسبـحان الذي خلق فسـوَّى والذي قدر فهدى، القائل: { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [2]. قال عثمان القرشي «فجميع المخلوقات من الذرة إلى العرش سبل متصلة إلى معرفته ـ تعالى ـ وحجج بالغة على أزليته، والكون جميعه ألسن ناطقة بوحدانيته، والعالم كله كتاب يقرأ حروف أشخاصه المتبصرون على قدر بصائرهم»«ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (1/307). فتأمُّل هذه الآيات وغيـرها مـمـا خلق الله في السموات والأرض وتدبرها وإمعان النظر وإجالة الفكر فيها من أعظم ما يعود على الإنسان بالنفع في تقوية إيمانه وتثبيته، لأنه يعرف من خلالها وحدانية خالقه ومليكه، وكماله سبحانه وتعالى، فيزداد حبه وتعظيمه وإجلاله له، وتزداد طاعته وانقياده وخضوعه له، وهذه من أعظم ثمرات هذا النظر. قال ابن القيِّم رحمه الله: «وإذا تأملت ما دعا الله سبحانه في كتابه عباده إلى الفكر فيه أوقعك على العلم به سبحانه وتعالى، وبوحدانيته، وصفات كماله، ونعوت جلاله، من عموم قدرته وعلمه، وكمال حكمته ورحمته، وإحسانه وبره، ولطفه وعدله، ورضاه وغضبه، وثوابه وعقابه، فبهذا تعرّف إلى عباده وندبهم إلى التفكر في آياته» [3].